يرزح معظم الناس في العصر الحديث تحت وطأة الضغوط الحياتية اليومية، وبعانوا من أمراض العصر الحديث الناتجة عن إيقاع الحياة السريع والطاحن، فنجد أن الاكتئاب، والقلق، والتوتر أصبحوا من سمات عصرنا الحالي.

يستطيع البعض المقاومة والاستمرار في تحقيق التوازن ما بين السلام النفسي وما بين المتطلبات التي تثقل الكاهل، لكن قد يحتاج البعض الآخر إلى بعض المساعدة العلاجية عن طريق تناول بعض الأدوية المقاومة للاكتئاب، مثل علاج بروزاك للاكتئاب.

نناقش بمقالنا اليوم دواعي استعمال دواء بروزاك المختلفة، ودور بروزاك في القضاء على الرهاب الاجتماعي. أو ما يسمى برهاب الخلاء.

مكونات بروزاك مهدئ

يحتوي بروزاك على المادة الفعالة فلوكستين، وهو من فئة من الأدوية تسمى بالمثبطات الانتقائية لاسترداد السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin Reuptake Inhibitor or SSRI)، أي أنه يعمل عن طريق منع امتصاص الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ، مما ينظم عملية توصيل الرسائل العصبية بين الخلايا، فيرفع ذلك من الحالة المزاجية للمريض ويرتفع معدل الاستقرار النفسي.

تتضمن دواعي استعمال دواء بروزاك بشكل أساسي علاج حالات الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder)، واضطرابات الهلع (بالإنجليزية: Panic Disorder)، والشره المرضي العصبي (اضطراب متعلق بعادات تناول الطعام)، كما يعالج اضطراب الوسواس القهري، ويحد من الرهاب الاجتماعي ومخاوف الاختلاط بالناس، ويصف الأطباء علاج بروزاك أيضاً لحالات متلازمة ما قبل الحيض. (1)(2)

يصف الأطباء بروزاك مهدئ بمفرده أو بالتزامن مع دواء أولانزابين، خاصة لعلاج حالات الاكتئاب عند مرضى اضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب الذي لا يستجيب للعلاج.

فوائد بروزاك 

يرفع بروزاك من مستوى المزاج والطاقة، ويزيد الشهية، ويحسن من عادات النوم ويضبطها، ويزداد إقبال المريض على الحياة ويستعيد اهتماماته السابقة، ويقل عدد نوبات الهلع، أو القلق، والأفكار السلبية والانتحارية التي قد يعاني منها المريض.

تتحسن أيضاً حالة مريض الوسواس القهري ويقل عدد مرات الأفعال المتكررة التي يقع الشخص أسيراً لها، مثل غسل اليدين، وإحصاء النقود مراراً وغيرها، يحد بروزاك أيضاً من الأعراض المزعجة التي تسبق فترة الحيض، مثل الشراهة، والاكتئاب، والعزلة.

يقلل برزواك مضاد للاكتئاب من السلوك الشره لدى مرضى النهام العصابي كثيراً، وهو يتوافر في شكل أقراص وكبسولات متعددة التركيزات لتناسب كل الحالات الصحية على اختلافها. (1)(2)

اقرأ أيضاً: ما هي انواع الاكتئاب؟

بروزاك مضاد للاكتئاب

يشتهر استخدام بروزاك كمضاد للاكتئاب بين البالغين وكذلك بين المراهقين والأطفال ما بين عمر 10، و20 عاماً، لكن يوصى بالحذر ومراقبة المراهقين جيداً، حيث عانت بعض الحالات التي تناولت بروزاك من ميول انتحارية بين صغار السن كعرض جانبي قليل الحدوث.

تتحسن حالة مريض الاكتئاب كثيراً ويعود ليمارس الأنشطة المحببة إليه مرة أخرى، وتقل معدلات العزلة والوحدة، وغيرها من الأعراض الاكتئابية، يجب عدم تناول بروزاك إلا بوصفة طبية متخصصة.

أظهر بروزاك نتائج جيدة مع مرضى الاكتئاب بالتزامن مع غيره من مضادات الاكتئاب الأخرى عن استخدامه منفرداً، ولكن هذا ليس شرطاً بالضرورة، ويخضع الأمر لتقدير الطبيب، يعد بروزاك لعلاج القلق أكثر أماناً من أدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات أحادي الأكسيديز (بالإنجليزية: MAO).

قد لا يستجيب بعض المرضى لعلاج برزواك مضاد للاكتئاب، أو غيره من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، يعود ذلك إلى أسباب وراثية جينية. (1) (2)

للمزيد: أنواع مضادات الاكتئاب واستخداماتها

علاج بروزاك للهلع

يفضل الأطباء بروزاك وغيره من نفس فئة الأدوية لعلاج اضطراب القلق ونوبات الهلع على العلاجات المهدئة الأخرى مثل ديازيبام، لارتفاع هامش الأمان لديه وانخفاض معدل حدوث التعود، فيمكن استخدامه على المدى الطويل لعلاج أعراض القلق والتوتر.

يثبت بروزاك دواء من مستوى السيروتينون وهو مادة تفرز في الدماغ مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية للشخص، حيث يعاني مرضى الهلع والقلق من اضطراب في مستويات السيروتونين.

يحد بروزاك للقلق من عدد حدوث نوبات اضطراب الهلع عن طريق تقليل امتصاص السيروتونين في الخلايا العصبية للمخ، مما يحسن من ثبات المريض، ويختفي القلق والتوتر من روتينه اليومي، خاصة عندما يصاحبه طرق العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية:CBT).

عاني عدد من متلقي جرعات علاج بروزاك للهلع من نوبات قلق متزايدة في الأسابيع الأولى من بدأ تناول برزواك، اختفت مع المداومة، مما يجعل ذلك أثراً جانبياً بسيطاً مقارنة بفوائد بروزاك. (4)(3)

بروزاك للرهاب الاجتماعي

يمكن استخدام بروزاك لعلاج الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، حيث يظهر على المرضى المصابين بالمرض تحسناً واضحاً في روتين حياتهم اليومي، ويزداد معدل اختلاطهم بالناس تدريجياً.

تبرز النتائج أكثر وضوحاً مع المرضى الذين عانوا من أعراض الرهاب الاجتماعي وهم كباراً في السن عن المراهقين، وكانت فترة مرضهم قصيرة نوعاً ما. (5)