الإدمان مشكلة صحية خطيرة تصيب جميع طبقات المجتمع، وتؤثر على المتعاطي وعائلته والمجتمع الذي يعيش فيه. ويعتبر علاج الإدمان مكلف وصعب، ولكنه ضروري لتجنب تاثير المخدرات على الجهاز العصبي وعواقبها.
تاثير المخدرات على الجهاز العصبي
يتساءل كثير من الأشخاص كيفية تأثير المخدرات على الجهاز العصبي بشكل خاص.
تؤثر المواد المسببة للإدمان على الدماغ والجهاز العصبي، وذلك بالتأثير على الناقلات العصبية في الدماغ، وينتج عن ذلك آثار سلبية مثل:
- تغيرات في المزاج.
- تصرفات سلوكية غير متوقعة.
- التفاعل مع المحيطين بطريقة غريبة.
مما يجعل الأشخاص المحيطين به يشعرون بأنه شخص غير طبيعي ويتجنبوا التعامل معه.
أيضاً تشمل تأثير المخدرات على نشاط الجهاز العصبي غالبية مناطق الدماغ التي تتحكم بالأمور التالية:
- التفكير المنطقي.
- تذكر الأحداث.
- السيطرة على السلوك والعواطف.
- الحكم على الأشياء.
ولذلك تتأثر وظائف الدماغ لدى المتعاطين لهذه المواد بالسلب، ما يجعل المتعاطي معطَل عقلياً وسلوكياً.
تاثير الحشيش على الجهاز العصبي
يعتبر الحشيش من أكثر المؤثرات العقلية انتشاراً، وخاصةً بين الشباب، فعند تعاطيه يؤثر على:
- التوازن والحركة.
- الحالة المزاجية.
- الذاكرة والإدراك.
وهذه الاضطرابات قد تدوم مدى الحياة لأن تأثير المخدرات على الجهاز العصبي قد لا يشفى.
لا يتوقف تأثير المخدرات على الجهاز العصبي والمخ عند هذا الحد، بل يزيد احتمالية اصابة المتعاطي بالفصام العقلي، مع ظهور الهلاوس، والأوهام، واضطراب السلوك خاصة عند أولئك الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم.
تاثير الحشيش الصناعي على الجهاز العصبي
يؤثر الحشيش الصناعي بنفس تأثير الحشيش على الجهاز العصبي، ولكن مفعوله أشد بكثير من الحشيش الطبيعي وهناك جانب خطورة آخر أن تجار المخدرات يضيفون مواد صناعية سامة غير معروفة، ولذلك يصعب التنبؤ بنتائج تعاطي هذه المواد، وهناك الكثير من الوفيات المفاجئة بين متعاطي هذه المواد .
للمزيد: وقاية المراهقين من الإدمان
تاثير الكوكائين والامفيتامين على الجهاز العصبي
لا يقتصر تأثير المخدرات على الجهاز العصبي على الحشيش، بل أن هناك مواد مخدرة أخرى مثل الكوكايين والأمفيتامين.
هذه المواد تسبب الإدمان بسرعة وعند تعاطيها تسبب مؤقتاً الأمور التالية:
- زيادة نشاط الدماغ.
- زيادة الوعي، والنشاط البدني.
- رفع ضغط الدم.
- تقليل الشهية.
وقد يشعر المتعاطي بهلاوس وأوهام، وأفكار غريبة، ولكن عند زوال مفعولها الذي يستمر ساعات قليلة يصاب المتعاطي بالإحباط والخمول والاكتئاب.
تعاطي هذه المواد قد يؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام العقلي مع أعراض ذهانية، وهلاوس، وأوهام، ويفقد المتعاطي البصيرة، والاتصال بالواقع، ومن الممكن أن يتصرف تصرفات خطرة لأنه لا يدرك عواقب هذه الأفعال.
تاثير الهروين والافيونات على الجهاز العصبي
تعتبر الهرمونات والأفيونات من أكثر المواد المخدرة التي تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب الوفاة بين المتعاطين، كما أن إدمانها سريع، ويعتبر مفعولها مثبط لوظائف الدماغ، وتؤدي إلى الأعراض التالية:
- تقليل الإحساس بالألم.
- خفض درجة حرارة الجسم، وضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس.
- الشعور بالخدر.
الاستعمال المزمن لهذه المواد يؤثر على قدرة المتعاطي على:
- تحمل الضغط النفسي.
- السيطرة على العواطف.
- اتخاذ القرارات.
وكذلك يسبب مشاكل في التنفس، وغشاء بطانة القلب الذي قد يهدد حياته.
تاثير المهدئات على الجهاز العصبي
بالإضافة إلى تأثير المخدرات على الجهاز العصبي، تتسبب المهدئات في تأثيرات سلبية أيضاً، فهي تصنف ضمن المواد المخدرة، ويتم وصفها من قبل الأطباء لعلاج مشكلات صحية.
وغالباً ما توصف المهدئات بشكل مؤقت لعلاج القلق، والتوتر، وعدم النوم. عند تعاطي هذه المواد تثبط وظائف الدماغ ينتج عنه هبوط بالحركة، ودقات القلب، والتنفس، والشعور بالخدر.
هذه المواد يقل مفعولها مع تكرار التعاطي، مما يضطر الشخص إلى زيادة الجرعة أو تعاطي أي صنف آخر من المؤثرات العقلية، والذي سيؤدي آجلاً أم عاجلاً إلى الإدمان على هذه المادة، وهنا تبدأ رحلة المعاناة من تعاطي المادة بجرعات عالية وتأثيراتها السلبية على الجسم، والدماغ، والحالة النفسية، والعلاقات الاجتماعية.
كما يدخل المدمن في حالة تدفعه للسرقة، حيث يفكر في كيفية الحصول على هذه المواد وتدبير الأموال اللازمة للحصول عليه.
ولذلك الحكمة هي في تجنب الخوض في تجربة التعاطي منذ البداية، بدلاً من الوصول لمرحلة الإدمان، والبحث في كيفية علاج تأثير المخدرات على الجهاز العصبي، لأن علاج الادمان صعب ومكلف ونتائجه في أحسن الأحوال غير مشجعة.