يعد المشمش من الفواكه المحببة عند الكثير من الأشخاص، ويمكن وصفه بأنه فاكهة ناعمة الملمس ذات لون برتقالي، تمتلك طعمًا حلوًا لاذعًا قليلًا، ويمكن تناوله طازجًا، أو مجففًا، أو على شكل مربى. [1]
وعلى الرغم من الفوائد الصحية العديدة المرتبطة بتناول المشمش، إلا أن فوائد بذور المشمش أصبحت محط التساؤل لدى الكثيرين.
توجد بذور فاكهة المشمش أو النواة (بالإنجليزية: Apricot Kernels) في منتصف فاكهة المشمش داخل قشرة خارجية صلبة. وتشبه حبات اللوز من حيث الشكل، ويتغير لونها الأبيض عندما تكون طازجة إلى اللون البني الفاتح عندما تجف. [2]
يمكن استخدام هذه البذور في مجال المستحضرات التجميلية، أو بعض العلاجات الدوائية، أو لاستخراج زيت المشمش. ومن الجدير بالذكر أن تناول بذور المشمش يثير الجدل، وذلك لأن لها فوائد عديدة، ولكنها ترتبط ببعض المخاطر الصحية أيضًا. [2]
تتكون بذور المشمش في الغالب من زيوت، وتتراوح نسبتها بين 27.7-66.7%. وتتضمن هذه الزيوت الدهون الصحية كأوميغا-6، وأوميغا-3، وحمض الألفا لينوليك. كما تحتوي على ما يعادل:
وتختلف هذه النسب باختلاف نوع المشمش.
اقرأ أيضًا: تعرف على فوائد أوميغا 3
تقع استخدامات بذور المشمش ضمن ثلاث فئات؛ وهي الاستخدامات الطبية، أو التجميلية، أو الغذائية. وترتكز في الغالب الاستخدامات التجميلية والغذائية على زيت بذور المشمش أكثر من البذور بحد ذاتها.
كما تختلف هذه الاستخدامات من شعب لآخر. فمثلًا يمزج المصريون الكزبرة والملح مع بذرة المشمش المطحون؛ لصنع وجبة خفيفة تقليدية تدعى الدقة. بينما يستخدم الهنود زيت بذور المشمش للتدليك؛ لاعتقادهم أنه يساعد على التخفيف من الأوجاع والآلام. [2,3]
كما يعتقد بعض الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب جبال الهملايا بإمكانية استخدام المشمش البري وبذوره كوقود حيوي، بالإضافة إلى استخداماته الغذائية، والطبية، والتجميلية.
يتمركز في الغالب استخدام بذور المشمش طبيًا في علاج السرطان، ولكن يذكر له فوائد طبية أخرى، لم تدرس بشكل كبير بسبب التحذيرات المتعلقة باستخدامه، ومن فوائد نوى المشمش ما يلي: [4]
يبحث العديد من الأشخاص عن علاقة بذور المشمش والسرطان. ولا يوجد أي دراسات علمية تثبت فوائد بذور المشمش للسرطان للآن. بل تقتصر على بعض الأقاويل وقصص التجارب الشخصية. ولا توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام بذور المشمش أو أي أدوية كاللايتريل (بالإنجليزية: Laetrile) في علاج السرطان. [4]
يعود أول استخدام لبذور المشمش كعلاج للسرطان إلى عام 1845 من قبل عالمين كيميائيين روسيين. وبعدها ادعى الطبيب إيرنست كربس الزيوت المستخرجة من بذور المشمش لتحقيق نتائج لعلاج المصابين بالسرطان في الولايات المتحدة في عشرينيات القرن العشرين، ولكن أثبت سمية هذا العلاج فيما بعد. [4]
ترتبط فكرة استخدام بذور المشمش في علاج السرطان على احتوائها على مركب كيميائي يدعى أميغدالين (بالإنجليزية: Amygdalin). ويتحول هذا المركب في الجسم إلى مركب السيانيد (بالإنجليزية: Cyanide)، الذي يعتقد أنه سيدمر الخلايا السرطانية داخل الجسم. ولكن في الحقيقة، يعد مركب السيانيد سامًا لجميع خلايا الجسم، بسبب منعه للخلايا من استخدام الأوكسجين. ويؤثر بشكل كبير على القلب والدماغ، لحاجتهم العالية للأوكسجين. [4]
وبناءً على هذا المعتقد، تم تطوير مركب اللايتريل (بالإنجليزية: Laetrile) بواسطة إيرنست كربس الابن في الخمسينيات من القرن العشرين. وهو مركب محضر صناعيًا من الأميغدالين والماء. ويعرف باسم فيتامين ب-17. ويعتقد أن استخدامه سيزيد من مستوى الطاقة في الجسم، ويحسن من الحالة الصحية له، ويخلصه من السموم، ويطيل من العمر. [2]
ويتم استخدامه إما عن طريق تناوله كحبوب، أو حقن، أو كريم، أو سائل يضع في الشرج.
إضافة إلى الأميغدالين، اعتقد أن معدن الكالسيوم بانجامات (بالإنجليزية: Calcium Pangamate)، المعروف أيضًا بفيتامين ب-15، قادر على شفاء السرطان. ولكن وجد أن هذا المعدن قادر على التسبب بالسرطان أكثر من علاجه، لذلك اعتبرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية غير صالح للاستخدام الطبي أو الغذائي. [2]
لوحظ أن تحول الأميغدالين الموجود في بذور المشمش إلى السيانيد هو الذي يجعل الادعاءات حول فوائد بذور المشمش خطيرة. [6]
يعتقد أن جرعة 0.5 – 3.5 ملغ من السيانيد لكل كغ وزن قاتلة، أي ما يعادل 50-60 بذرة مشمش تقريبًا. لذلك تنصح هيئة سلامة الأغذية الأوروبية بتناول كمية تقل عن يعادل 20 ميكروجرام من السيانيد لكل كلغ، أي ما يعادل 3 حبات صغيرة أو 70 ملغ من بذور المشمش للبالغين. [6]
أما بالنسبة للأطفال، فالكمية المسموحة هي 60 ملغ من بذور المشمش، أي ما يعادل نصف حبة صغيرة منها.
وتجدر الإشارة إلى أن مركب الأميغدالين يتواجد أيضًا في بذور التفاح، والكرز، والخوخ، والدراق، وحبوب البرسيم، والذرة الرفيعة، والليما. [2]
تتمثل أعراض تناول السيانيد بما يأتي اعتمادًا على الجرعة: [2]
تتشابه أعراض استخدام اللايتريل مع أعراض التسمم بالسيانيد، وتكثر عند تناوله عن طريق الفم أكثر من أخذه كحقنة، وتتضمن ما يأتي: [2,5]
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد تتفاقم وتزداد حدة في حال تناول: [5]
لا ينصح باستهلاك حبات المشمش أو الأدوية التي تحتوي على بذور المشمش من قبل النساء الحوامل أو المرضعات؛ بسبب عدم كفاية البيانات والخطر المحتمل للعيوب الخلقية، وعدم إثبات السلامة والفعالية للبذور، وبالتالي لا بد من تجنب الجرعات الكبيرة من تلك الموجودة في الطعام. [2,7]
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أي عيوب خلقية بشرية بشكل مباشر، إلا أنه تم الكشف عن عيوب خلقية حدثت في الفئران الحامل التي تناولت البذور، وحدثت تأثيرات ضارة على الجهاز التناسلي، كما حدثت تشوهات في الهيكل العظمي، واضطرابات في الغدة الدرقية. [2,7]
يستخرج هذا زيت المشمش من بذور المشمش. ويعد مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، وفيتامين E، وفيتامين K. ويستخدم في الطبخ أو في المستحضرات التجميلية كمرطبات البشرة، والمقشرات، وأقنعة الوجه، أو الشعر. وذكر له الفوائد الصحية التالية: [3,8]
[1] Rakhee Maloo. Health Benefits of Apricot. Retrieved on the 29th of July, 2023. [2] Hannah Nichols. Can apricot seeds help treat cancer? Retrieved on the 29th of July, 2023. [3] John Staughton. 10 Amazing Benefits Of Apricot Kernel Oil. Retrieved on the 29th of July, 2023. [4] John Staughton. 9 Incredible Benefits Of Apricot Seeds. Retrieved on the 29th of July, 2023. [5] National Cancer Institution. Laetrile/Amygdalin (PDQ®)–Health Professional Version. Retrieved on the 29th of July, 2023. [6] The European Food Safety Authority. Apricot kernels pose risk of cyanide poisoning. Retrieved on the 29th of July, 2023. [7] Drugs.com. Apricot. Retrieved on the 29th of July, 2023. [8] Sharma, P. C., Tilakratne, B. M., & Gupta, A. (2010). Utilization of wild apricot kernel press cake for extraction of protein isolate. Journal of food science and technology, 47(6), 682–685. https://doi.org/10.1007/s13197-010-0096-z
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.