شعر الأذن

يشعر البعض بوجود شعر في الأذن منذ فترة طويلة، أو قد يلاحظ نمو شعر الأذن منذ فترة قريبة. في كلتا الحالتين يمكن أن يتساءل الشخص عن السبب وراء وجود شعر داخل الأذن. يعد وجود الشعر داخل الأذن أمراً طبيعياً جداً، حيث قبل أن يولد الجنين يكون هناك شعر ناعم (بالإنجليزية: Lanugo) يغطي جميع أجزاء جسمه بما في ذلك الأذنين. وقد يمضي عدة أسابيع من بعد ولادة الجنين حتى يختفي هذا الشعر الناعم.

يعتبر وجود شعر في الأذن أكثر شيوعاً عند الرجال، ويرجع السبب في ذلك حسب اعتقاد الأطباء إلى زيادة هرمون التستوستيرون، حيث يجعل هذا الهرمون الشعر أكثر خشونة وكثافة. كما أنه يتزايد نمو الشعر في الأذن عادة مع تقدم السن، ولكن لا يوجد العديد من الأدلة العلمية لتفسير نمو الشعر داخل الأذن.

قد يرتبط نمو الشعر داخل الأذن بوجود مشاكل صحية، ولكن في معظم الحالات يكون وجود شعر داخل الأذنين غير ضار، حتى لو كان هناك الكثير منه، فإنّه غالباً لا توجد حاجة طبية لإزالة شعر الأذن.

أنواع شعر الأذن

يمتلك الجميع طبقة رقيقة من الشعر الصغير تغطي معظم مناطق الجسم، بما في ذلك الأذن الخارجية وفصوص الأذن، ويسمى هذا النوع من الشعر بالشعر الزغابي. يتطور هذا النوع من الشعر لأول مرة في مرحلة الطفولة، ويعمل على مساعدة الجسم في تنظيم درجة الحرارة. يمكن أن يستمر وجود ونمو الشعر الزغابي لفترة طويلة في سن أكبر، إلا أنه يفتقر إلى الصبغة، وبالتالي يصعب رؤيته. ويعد هذا النوع من شعر الأذن شائعاً جداً وتصعب ملاحظته ولا يسبب الإزعاج للأشخاص، وقد لا يشعر الكثير حتى بوجوده.

أما الشعر الطويل الذي قد ينتشر داخل الأذن أو خارجها يسمى بالشعر التراجي، وهو أكثر سمكاً وأغمق لوناً من الشعر الزغابي ويمنح هذا النوع من الشعر الحماية للأذن وأجزائها الداخلية. ينمو الشعر التراجي في قناة الأذن الخارجية، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يزداد نموه ليخرج من الأذن ويصبح ظاهراً للعين.

فوائد شعر الأذن

يعد وجود شعر الأذن أمراً طبيعياً، وكذلك مفيداً، حيث أن وجود بعض الشعر في الأذن له عدة فوائد، نذكرها فيما يلي:

• يساهم شعر الأذن بالإضافة إلى شمع الأذن الطبيعي في الجسم في تشكيل حاجز وقائي تماماً مثل شعر الأنف، حيث يساعد على منع الجراثيم والبكتيريا من الدخول إلى داخل الأذن، وكذلك إبعاد الأوساخ والحطام عن طبلة الأذن وحمايتها من أي أضرار محتملة.
• يساعد الشعر الصغير داخل الأذن في الحفاظ على التوازن، حيث من المعروف أن الأذن هي عضو مهم في الحفاظ على توازن الجسد.

اقرأ أيضاً: كيف يُعبّر شمع الأذن عن الصحة؟

من هم الأشخاص المعرضون أكثر لزيادة نمو شعر الأذن؟

يعد الكبار والبالغين من أكثر الأشخاص المعرضين لنمو شعر زائد في الأذن، حيث يبدأ ينمو بشكل أكثر كثافة وأطول في مراحل متقدمة من العمر. ويرجح السبب وراء ذلك بأن الجسم يصبح أكثر حساسية لمستوى التيستوستيرون في الجسم، وبالتالي يصبح الشعر أطول وأكثر سمكاً.

اقرأ أيضاً: تغيرات الطقس وتأثيرها على الأذن

ما الذي يسبب زيادة نمو شعر الأذن؟

من النادر وجود شعر طويل جداً على نحو غير طبيعي في الأذن أو نموه إلى حد ظهوره من خارج الأذن، ولكن يمكن أن يكون هناك أسباب طبية تسبب هذه الحالة من النمو الزائد لشعر الأذن. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لدى بعض الأطفال المصابات أمهاتهن بداء السكري آذان شعرية، ولكن إن كان مرض السكري لدى الأم تحت السيطرة أثناء الحمل، فإنه في الغالب يقل احتمال إصابة المولود بفرط شعر الأذن أو ما يعرف بالأذن الشعرية. وهناك أيضاً حالة تعرف باسم فرط الشعر، حيث يكون نمو الشعر كثيفاً في جميع أنحاء الجسم، ويعود السبب في ذلك لعدة أسباب مختلفة، ومن هذه الأسباب ما يلي:

• أسباب جينية، وعادة يحدث فرط الشعر الوراثي بالتزامن مع وجود حالات مرضية أخرى، مثل الصرع أو الإعاقة الذهنية أو تشوهات في الجسم.
• تناول أدوية معينة.
• وجود اضطرابات في نظام التمثيل الغذائي أو الغدد الصماء.
• سوء التغذية.
• وجود نمو غير طبيعي في المبيضين أو الغدد الكظرية.
• بعض الأمراض الجلدية المعدية أو الالتهابية.

هل هناك مخاطر لزيادة نمو شعر الأذن؟

عادة ما يكون وجود شعر الأذن طبيعياً ولا ينطوي على أية مخاطر، ولكن في بعض الحالات يكون شعر الأذن كثيراً وطويلاً، وقد يسبب سداً لقناة الأذن أو قد يساهم في سد الأذن بالماء خلال السباحة. كذلك يمكن لوجود الشعر الزائد داخل قناة الأذن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية، المعروف أيضاً باسم أذن السباح، وهذه عدوى تصيب الأذن الخارجية. لذلك يمكن أن يساعد إزالة الشعر الزائد من الأذن في تقليل خطر الإصابة ببعض الالتهابات أو العدوى. بالإضافة إلى أن التخلص من شعر الأذن الزائد يمكن أن يساعد في علاج طنين الأذن.

للمزيد: طنين الأذن ليس مرضاً خطيراً ولكنه مزعج

كيف يمكن التخلص من شعر الأذن الزائد؟

قد يعاني البعض من زيادة نمو شعر الأذن أكثر من الحاجة ليصبح وجوده مسبباً للإزعاج لهم، وبالتالي يلجأ هؤلاء الأشخاص للتخلص من شعر الأذن الزائد.

يوجد العديد من الطرق التي يتم استخدامها لإزالة شعر الأذن، ومنها:

• الملقط: يمكن استخدام الملقط للعناية بشعر الأذن وتخفيفه أو إزالته بشكل سريع وسهل في المنزل، لكن باتباع هذه الطريقة قد يضطر الشخص لتقليم شعر الأذن بشكل متكرر.
• الشمع: يمكن التخلص من شعر الأذن باستخدام شمع إزالة الشعر، وعادة يتم استخدام الشمع في الصالونات. من مميزات اتباع هذه الطريق في إزالة شعر الأذن أنها تدوم لفترة أطول.
• الليزر: بالإضافة إلى الطرق التقليدية كاستخدام الملقط أو مادة الشمع، فإنه يمكن عمل جلسات ليزر للتخلص من شعر الأذن الزائد، وتكون النتيجة غالباً مرضية جداً بالتخلص نهائياً من الشعر الزائد بعد عدد معين من هذه الجلسات.

من الجدير بالذكر، أنه يجب تجنب استخدام آلة الحلاقة لإزالة شعر الأذن أو اللجوء إلى النتف العنيف لشعر الأذن، لأن هذا قد يسبب ضرراً بقنوات الأذن الداخلية.