مضخة الانسولين

مضخة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Pump) هي جهاز يقوم بتزويد الجسم بكميات من الإنسولين محددة مسبقاً وفي أوقات محددة يتم برمجة الجهاز عليها مسبقاً، وتعد مضخة الإنسولين جهاز حاسوبي صغير يتم استخدامه من قبل بعض الأشخاص المصابين بالسكري للمساعدة في إدارة سكر الدم.

إن هذه المضخة تزود بنوعية أنسولين سريعة المفعول، حيث ينتقل إلى الجسم بجرعات منتظمة، وبشكل مستمر. وأما عن الكمية، فإن الطبيب المعالج هو المسؤول عن ضبط الكميات المناسبة حسب حالة المريض.

ما هي اجزاء مضخة الانسولين؟

تتكون معظم مضخات الإنسولين من 3 أجزاء ألا وهي:

• المضخة، وهي عبارة عن جهاز إلكتروني قابل للبرمجة يشتمل على واجهة مستخدم، ومعالج إلكتروني، وبرغي للتحكم في الجرعاتـ والبطاريات.
• خزان يمكن فكه وتركيبه لتخزين الإنسولين.
• مجموعة التسريب القابلة للتغيير، وهي عبارة عن أنبوب تتصل احدى نهاياته بالخزان وفي أن نهايته الأخرى تتصل بإبرة يتم ضخ الأنسولين منها والتي يتم إدخالها تحت الجلد.  

كما أن بعض مضخات الإنسولين الحديثة تحتوي على جهاز استشعار الجلوكوز والذي قد يكون إما جهاز محمول أو جهاز قابل للزرع. 

كيف تعمل مضخة الانسولين؟

إن الهدف الرئيسي من مضخة الانسولين هو الحصول على مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم وإبقائها تحت السيطرة، ولكن كيف يمكننا تحقيق الإدارة الجيدة لمرض السكري، مع موازنة المتطلبات اليومية للسكري مع متطلبات الحياة الأخرى. يمكن لمضخة الانسولين المساعدة على إدارة مرض السكري. فباستخدام مضخة الانسولين، يمكن مطابقة الأنسولين مع نمط حياة المريض، بدلاً من الحصول على حقن الانسولين.

إن مضخة الأنسولين تساعد المرضى على التحكم في نسبة السكر في الدم أثناء تناول الطعام، وبالتالي تستطيع المضخة المساعدة في التحكم بالأنسولين في الجسم ليعود إلى وضعه الطبيعي. ويتم ضخ الإنسولين 24 ساعة بكميات مناسبة من خلال الأنبوب والإبرة التي بنهايته والموضوعة تحت الجلد.

أما حول هل مضخة الإنسولين تقيس السكر، فالإجابة هي لا، حيث وعند استخدام مضخة الإنسولين من قبل المريض، يجب فحص مستوى السكر في الدم أربع مرات في اليوم على الأقل. حيث يتحكم المريض بالجرعة المناسبة في مضخة الإنسولين عن طريق الأزرار الموجودة فيها. ويتم فصل جرعات الإنسولين إلى:

• الجرعة القاعدية أو الأساسية

الجرعة الأساسية هو عبارة عن الإنسولين القاعدي الذي يتم ضخه باستمرار وعلى مدى 24 ساعة من مضخة الإنسولين، إن هذه الجرعة القاعدية تحافظ على مستويات الجلوكوز في الدم بين وجبات الطعام، وفي كثير من الأحيان، يتم برمجة كميات مختلفة من الإنسولين في الأوقات المختلفة من النهار والليل.

• جرعة بولس

إن جرعة بولس (بالإنجليزية: Bolus Dose) هي الجرعة المسؤولة عن تغطية الكربوهيدرات المتواجدة في وجبات الطعام. حيث يمكن عند تناول الطعام إعطاء أمر لمضخة الإنسولين، استخدام الأزرار الموجودة على مضخة الإنسولين، لضخ وإعطاء أنسولين إضافي. وتؤخذ جرعة بولس لتغطية الكربوهيدرات في كل وجبة أو وجبة خفيفة، وفي حال كان المريض يأكل أكثر مما خطط له، يمكن ببساطة برمجة جرعة أكبر من الإنسولين لتغطيتها. كما يمكن حساب مقدار الجرعة التي يحتاج إليها المريض استناداً إلى غرامات الكربوهيدرات التي يتم تناولها أو شربها.

• جرعات تكميلية.

ما هي اماكن وضع مضخة الانسولين؟ وشروط وضعها؟

أما حول مكان وضع مضخة الإنسولين:

• عادة ما يتم وضع مضخة الإنسولين في منطقة البطن، كما يمكن وضعها على الأرداف أو الفخذ.
• يمكن ربط مضخة الإنسولين بالحزام، أو حمالة صدر، أو حزام الرباط، أو بالجوارب.
• يمكن أيضاً وضع أي أنابيب زائدة في حزام الملابس الداخلية.
• عند النوم يمكن محاولة وضع مضخة الإنسولين بجانب السرير، أو محاولة ارتدائها على لباس النوم، أو على الوسادة مع مشبك الحزام.
• يمكن استخدام مضخة الإنسولين أثناء الاستحمام، ولكن من المهم أن نعرف أين نضعها، فعلى الرغم من أن مضخات الإنسولين مقاومة للماء، إلا أنه لا ينبغي وضعها مباشرة في الماء.
• يمكن فصل مضخة الإنسولين أثناء الاستحمام أو السباحة. ويمكن وضع بعض المضخات على جانب الحوض، أو في صينية الصابون أو تعليقها على الدش.
• بعض المدربين لا يسمحون بارتداء أي جهاز أثناء القيام بالتمارين الرياضية، لأن سقوطها قد يتسبب بالأذى. في هذه الحالة يجب فصل المضخة مؤقتاً، مع الانتباه إذا تم توقيف المضخة أثناء إرسال الجرعة فلن يتم استئنافها فنحتاج إلى برمجة واحدة جديدة.
• ويجب الانتباه عدم البقاء أكثر من ساعة إلى ساعتين بدون أي إنسولين، ويجب مراقبة مستوى جلوكوز الدم لدى المريض كل ثلاث إلى أربع ساعات.

كيفية استخدام مضخة الانسولين والجرعات

• يحصل المرضى على تدريب كامل حول كيفية الاستخدام للحصول على أكبر استفادة ممكنة.
• يتم تحديد مقدار الإنسولين المستخدم في مضخة الإنسولين من خلال حساب إجمالي وحدات الإنسولين التي يتم استخدامها يومياً ولعدة أيام (قد تبدأ بحوالي 20٪ أقل).
• يتم تقسيم الجرعة الإجمالية بحيث أن 40-50% تشكل الجرعة اللقاعدية (الأساسية) والتي يتم تقسيمها على 24 لتحديد المعدل الأساسي الساعة. ومن ثم يضبط المعدل الأساسي للساعة حسب النشاط اليومي.
• يتم تحديد جرعة البولس عند تناول الكربوهيدرات باستخدام قاعدة 450 أو 500. حيث أن 450 أو 500 تقسم على مجموع وحدات الإنسولين الإجمالية في اليوم للحصول على عدد غرامات الكربوهيدرات التي تغطيها الوحدة الواحدة من الإنسولين.

قبل كل وجبة أو وجبة خفيفة يعطي المريض يدوياً جرعة من الإنسولين عن طريق ضبط مضخة الإنسولين ووضعها على الجرعة المطلوبة ولمرة واحدة. والجدير بالذكر أن بعض مضخات الإنسولين تعود تلقائياً بنفسها إلى الجرعة الأساسية بعد إعطاء كل جرعة بولس.

ونظراً لأن مضخة الإنسولين لا تقيس السكر، لازال البحث جار بشأن زرع مضخات الإنسولين التي تطلق الانسولين رداً على مستشعر مضخة الجلوكوز، حيث أن هذا الأسلوب يحتمل أن يعطي الإنسولين بطريقة طبيعية تشبه إفراز الإنسولين من البنكرياس.

مزايا استخدام مضخة الانسولين بدلا من الحقن

تمتاز مضخة الإنسولين بعدد من المميزات مقارنة بأخذ الإنسولين عن طريق الحقن، ومن هذه المميزات والايجابيات لمضخة الإنسولين:

• إن مضخة الإنسولين جرعتها أدق من الحقن فهي محددة.
• وأيضاً من مزاياها أن مضخة الإنسولين تعطي الإنسولين بجرعات محددة طوال اليوم بشكل مناسب وبالتالي أفضل من حقن الإنسولين الفردية.
• كما يؤدي استخدام مضخة الإنسولين عادة إلى تقليل التقلبات الكبيرة في مستويات الجلوكوز في الدم، كما تسمح مضخة الإنسولين بالمرونة حول مواعيد ونوعية الأكل.
• كما تسمح للمريض بممارسة التمارين دون الحاجة إلى تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات.

عيوب استخدام مضخة الانسولين بدلا من الحقن

على الرغم من وجود العديد من الأسباب الجيدة التي تجعل استخدام مضخة الإنسولين ميزة، إلا أن هناك بعض العيوب والسلبيات لمضخة الإنسولين، فيمكن أن تسبب زيادة الوزن ويمكن أن تكون باهظة الثمن. كما أن من المحتمل ان يتطلب الأمر البقاء في المستشفى أثناء التدريب على كيفية استخدامها، وربما يستغرق ذلك يوماً كاملاً من التدريب.

نصائح لحياة افضل مع مضخة الانسولين

إن الأشهر الأولى تعتبر الوقت المناسب لتبني بعض العادات الجيدة. حيث يمكن أخذ الإنسولين مثلاً قبل خمس دقائق من الأكل. ويمكن أيضاً مراجعة السجلات الخاصة لتحسين مراقبة الجلوكوز في الدم والاحتفاظ بالسجلات اليومية.

وتوجد دراسات عديدة عن مضخة الإنسولين، كانت نتائجها إيجابية، فقد حسنت مضخة الإنسولين بشكل كبير من جودة حياة المريض المصاب بمرض السكري. ولا زالت الأبحاث جارية على تحسين المضخة، بحيث تكون نظاماً مغلقاً ويقدم جرعة الإنسولين بشكل ذاتي حسب الحاجة دون ضبطها مسبقاً.

وأخيراً إن المريض ليس بحاجة إلى أن يكون خبيراً في مضخات الإنسولين، فإذا كانت هناك أي مشكلة فيمكن الذهاب إلى الطبيب المسؤول للحصول على المساعدة.

مضخة الانسولين والحمل

في حين تم استخدام مضخات الإنسولين بأمان ونجاح في النساء الحوامل المصابات بالنوع الثاني وسكري الحمل، إلا أنه غالباً ما قد تستخدم هذه المضخات لدى النساء الحوامل المصابات بداء السكري من النوع الأول.

وأحد ميزات استخدام مضخة الإنسولين أثناء الحمل هي القدرة على القيام بتعديلات صغيرة جداً على جرعة الإنسولين، كما يمكن تغيير المعدل الأساسي لحقن الأنسولين، مما يسمح للحامل بمطابقة توصيل كمية الإنسولين التي يحتاجها الجسم بشكل دقيق. قد تكون هذه الميزة مفيدة بشكل خاص مع تقدم الحمل وتغير مستويات الهرمونات وتغيير احتياجات الإنسولين وفقاً لذلك.

ولكن إن من مخاطر استخدام مضخة الإنسولين في الحمل، أنه في حالة تعطل ضخ الإنسولين لأي سبب من الأسباب، يمكن أن يحدث ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بسرعة، حيث يعتبر ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم مصدر قلق دائماً حيث أنه قد يؤثر سلباً على صحة الأم والجنين.