يلعب المخاط دوراً أساسياً في حماية وترطيب التجاويف بمختلف مواقعها داخل الجسم، ومنع الإصابة بالإلتهابات داخل هذه التجاويف، كما أنه يساهم في تنظيف المجاري التنفسية وتخلصيها من جميع الأوساخ التي تتراكم داخلها. [1]
من المهم التفريق ما بين البلغم والمخاط، فالبلغم هو أحد أنواع المخاط الذي يتواجد في الرئتين والمجاري التنفسية وعادة ما يكون سميكاً، أما المخاط فهو مصطلح عام يغطي جميع أنواع المخاط التي تتواجد في الأنف والجهاز التنفسي. [2]
هناك حالات يلاحظ فيها ظهور المخاط الأسود (بالإنجليزية: Black Mucus) أو البلغم الأسود (بالإنجليزية: Black Phlegm) بالحلق أو الصدر الذي قد يكون مؤشراً مهماً يستحق الانتباه إليه، إذ أنه يمكن أن يكون أمراً عرضياً ولا يتطلب أية تدخلات علاجية، أو أنه مؤشر للإصابة بأمراض عدة تتفاوت في مدى خطورتها. [1،3]
يمكن ظهور المخاط باللون الأسود بالصدر على أثر التعرض لإحدى الأسباب التالية: من أسباب البلغم الأسود بالصدر: يمكن أن يحتوي الهواء الذي يتم استنشاقه على العديد من الملوثات مثل الأتربة، والغبار، والمواد الكيماوية التي تتراكم داخل المجاري التنفسية، مما يساهم في أن يصبح لون البلغم أسود، وعادة ما يعود لونه للون الطبيعي بمجرد انتهاء فترة التعرض لمثل هذه الملوثات. [1،3] ويعد الهواء الملوث سبب شائع للبلغم الأسود لدى الأفراد الذين يعيشون في المناطق الصناعية. [4] من أسباب البلغم الأسود الشائعة هي التدخين، حيث تحتوي السجائر على العديد من المواد الكيماوية التي تسبب تلف الخلايا المسؤولة عن تنظيف الرئة والحفاظ عليها، مما يؤدي إلى زيادة كثافة البلغم وتراكمه داخل الرئة والمجاري التنفسية الأمر الذي يسبب ظهور البلغم الأسود عند المدخنين. أيضاً، يمكن أن تنبعث من السجائر العديد من الجزيئات الصغير التي يؤدي انحباسها داخل البلغم والمخاط إلى تغير لونه إلى الأسود. [1،3،4] يجدر التنويه إلى أن المدخن السلبي أيضاً، يتعرض لمثل هذه الملوثات المنبعثة من السجائر كما يتعرض لها المدخن الأساسي، وبالتالي من الممكن أن يظهر البلغم أو المخاط الأسود لدى الأفراد المقربين من الشخص المدخن. [3] يمكن أن تتراكم الأبخرة والملوثات التي تنشأ على أثر نشوب حرائق كبيرة داخل المجاري التنفسية، مما يؤدي إلى تلون المخاط باللون الأسود لذا ينصح دائماً بارتداء كمامات تغطي الفم والأنف لتقليل كمية الأبخرة والملوثات الداخلة للمجاري التنفسية. [1،3] يمكن أن يظهر البلغم الأسود بالحلق أو الصدر نتيجة الإصابة بعدد من المشكلات الصحية، والتي عادة ما تكون خطيرة وتتطلب العلاج الفوري، ومنها: إن التعرض للملوثات الموجودة ضمن أجواء مناجم الفحم يسبب العديد من المشاكل التنفسية بسبب تراكم هذه الملوثات ضمن المجاري التنفسية، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور اللون الأسود في المخاط كأحد علامات التعرض لملوثات مناجم الفحم. [1] لكن، ومع التعرض المزمن لهذا النوع من الملوثات، يمكن أن يصاب الفرد بما يسمى بتغبر الرئة، أو مرض الرئة الأسود، وهو أحد أنواع التهاب الرئة الشائعة لدى عمال المناجم. [3،4] من أسباب البلغم الأسود الخطيرة هي الإصابة بالتهاب الرئة، وهي حالة يحدث فيها التهاب في كيس الحويصلات الهوائية نتيجة التعرض للفيروسات، أو البكتيريا، أو غيرها من الميكروبات، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في إحدى الرئتين أو كلتاهما وظهور بلغم أسود عند السعال. [1،3] وتعد التهابات الرئة من الحالات الصحية الخطيرة والتي يمكن أن تتسبب بالوفاة إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب وفي الوقت المناسب. [3] هناك أنواع من الالتهابات الفطرية تتميز بتسببها بظهور بلغم أسود بالصدر، ومنها: حيث أن هذه الالتهابات الفطرية يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين، مما يؤدي إلى حدوث نزيف وظهور المخاط باللون الأحمر المائل إلى البني أو الأسود. ويمكن أن يزداد خطر حدوثها لدى الأشخاص الذين: كما يمكن التعرض إلى مثل هذه الالتهابات الفطرية أثناء التواجد ضمن المناطق التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة فيها مثل المناطق الاستوائية والصحراوية. [1،3] اقرأ أيضاً: خطورة وجود العفن في المنزل يتعرض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة إلى الإصابة بمرض السل، وهو مرض بكتيري معدي يسبب الضرر لأنسجة الرئة، مما يؤدي إلى ظهور البلغم باللون الأسود بالإضافة لظهور أعراض أخرى مرافقة لمرض السل، مثل خروج الدم عند السعال وألم الصدر. [3،4] لا تقتصر أسباب البلغم الأسود على الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، فيمكن أن يؤدي حدوث خلل في صمامات القلب إلى ظهوره أيضاً، حيث أن هذا الخلل يمكن أن يسبب اضطرابات في تدفق الدم الداخل والخارج من القلب ورجوع الدم إلى الرئتين وتراكمه فيها. [1،3] يمكن أن يكون لون بلغم سرطان الرئة أسوداً، فالسرطان يمكن أن يسبب تدمير لأنسجة الرئة السليمة، ويعد الورم الميلانيني القصبي الرئوي من أشهر أنواع سرطان الرئة المسببة لظهور مخاط أسود بالصدر. [1،4] يمكن أن تتضمن أسباب المخاط الأسود أيضاً:أسباب البلغم الأسود غير الخطيرة
أسباب البلغم الأسود الخطيرة
أسباب البلغم الأسود الأخرى
في حال كان سبب البلغم الأسود وجود مشكلة صحية، فإنه عادة ما يرافقه وجود أعراض أخرى، مثل: وعادة ما تدل هذه الأعراض على أن البلغم الأسود خطير ويحتاج لزيارة الطبيب لتحديد سببه وعلاجه. [1]
من أجل تحديد أسباب البلغم الأسود فإنه يمكن للطبيب الاستعانة بالإجراءات التالية: اقرأ أيضاً: فحص البلغم والأمراض التي يكشف عنها
يعتمد علاج البلغم الأسود على السبب الرئيسي له، ويمكن أن يتضمن ذلك استخدام الأدوية المناسبة للحالة المرضية التي تسبب ظهور اللون الأسود في المخاط، ومنها: يمكن إجراء عمليات جراحية من أجل علاج البلغم الأسود الناجم عن حدوث خلل في صمامات القلب، والإصابة بأمراض القلب المختلفة، والسرطان. [1] كما يمكن أن يحتاج المريض لاستخدام أجهزة الأكسجين والخضوع لبرنامج التأهيل الرئوي من أجل تقوية عضلات الصدر، وذلك في حال كان البلغم الأسود ناجماً عن الإصابة بالأمراض التنفسية التي تلحق الضرر بالرئة إلى جانب استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب. [1،4] للمزيد: طرق علاج البلغم بالصدر
في بعض الحالات الطفيفة يمكن علاج البلغم الأسود في المنزل من خلال: اقرأ أيضاً: علاج البلغم بالصدر في المنزل بالأعشاب والطرق الطبيعية
[1] James Roland. What Causes Black Phlegm, Sputum, and Snot? Retrieved on the 7th of September, 2022. [2] Lynne Eldridge. What Causes the Amount of Sputum to Increase? Retrieved on the 7th of September, 2022. [3] Jenna Fletcher. What causes black mucus? Retrieved on the 7th of September, 2022. [4] Rachael Zimlich. Black Mucus. Retrieved on the 7th of September, 2022.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.