تعرف الأورام البطانية العصبية (بالإنجليزية: Ependymoma) بأنها أورام تنشأ من الخلايا البطانية العصبية داخل الجهاز العصبي المركزي. تميل هذه الأورام إلى أن تكون داخل الجمجمة عند الأطفال، والعمود الفقري عند البالغين، وقد تنمو أيضاً في الرقبة أو في منطقة أعلى أو أسفل الظهر.
يبدأ الورم البطاني العصبي عادةً في بطانة بطينات الدماغ، وبشكل أكثر شيوعاً في البطين الرابع، الموجود في الجزء السفلي من ظهر الدماغ. البطينات هي طبقة رقيقة من الخلايا تبطن أجزاء من الدماغ والحبل الشوكي، تصنع هذه الخلايا السائل الدماغي الشوكي. عندما يحدث أي عيب للخلية البطانية العصبية، وتنمو خارج نطاق السيطرة، فإنها تشكل ورماً يسمى الورم البطاني العصبي.
تمثل البطينات مناطق في الدماغ تعمل كمسارات للسائل الدماغي النخاعي. يعمل هذا السائل الواقي على تغذية الدماغ والعمود الفقري. لا ينتشر ورم البطانة العصبية عادةً إلى أجزاء أخرى من الجسم بعكس أنواع الأورام الأخرى.إلا أنه قد ينتشر إلى أكثر من منطقة في الدماغ أو العمود الفقري.
هناك أنواع مختلفة من الأورام البطانية العصبية، تميل معظم الأورام إلى أن تكون بطيئة النمو. يتم تصنيف الورم إلى درجات بناءً على مدى اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا البطانية الطبيعية، وتدخل معايير أخرى، مثل نوع الورم، ومدى انتشاره، والنتائج الجينية، وعمر المريض ضمن أساسيات التصنيف. الدرجة الأولى هي أبطأ الأورام العصبية نمواً، أما الدرجة الثالثة فهي سريعة النمو. هذه هي الأنواع الرئيسية:
ينتج السرطان عن تغييرات معينة في الجينات التي تتحكم في الطريقة التي تعمل بها الخلايا. قد يتم تحور أو تغير الجينات في العديد من أنواع السرطان، مما قد يؤدي إلى زيادة نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، وهو النمو غير الطبيعي الذي يسبب الأورام السرطانية. وجد أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب وراثي يسمى الورم العصبي الليفي من النوع الثاني هم الأكثر عرضة للإصابة بالأورام البطانية العصبية. تؤثر الأورام البطانية العصبية على الرجال والنساء على حد سواء. يرجح عند البالغين أن تكون الإصابة بالأورام البطانية العصبية غالباً بين الأربعينيات والستينيات من العمر. أما بالنسبة للأطفال، فتحدث حوالي 30٪ من حالات ورم البطانة العصبية دون سن 3 سنوات. اقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول العلاج الكيماوي للسرطان
تبدأ معظم الأورام البطانية العصبية صغيرة وتنمو ببطء على مدار سنوات، ولذلك قد لا تلاحظ أي أعراض في البداية. تعتمد الأعراض على مكان الورم، فمثلاً يؤدي وجود ورم بالقرب من قاعدة الدماغ إلى منع التدفق الطبيعي للسائل النخاعي، وبالتالي زيادة الضغط داخل الجمجمة والرأس، مما قد يسبب أعراضاً، مثل الصداع، والغثيان، والقيء، والدوخة، تكون تلك الأعراض مفاجئة أو قد تبدأ ببطء وتتفاقم بمرور الوقت. بينما قد يعاني الأشخاص المصابون بأورام الحبل الشوكي من الألم في مكان الورم لأشهر أو حتى سنوات قبل ظهور الأعراض الأخرى. فيما يلي أشهر الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالورم البطاني العصبي في الدماغ: بينما قد يعاني الأشخاص المصابون بالورم البطاني العصبي في العمود الفقري من: يجدر ذكر أنه إذا كان الطفل يعاني من ورم البطانة العصبية، فإن أحد الأعراض الأولى التي قد تلاحظ هو أن رأسه أكبر حجماً من المعتاد.
قد يكون من الصعب تشخيص الورم البطاني العصبي أو التمييز بينه وبين أنواع الأورام الأخرى، لأنه ورم نادر بالنسبة للبالغين. يحدد الطبيب المتخصص في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز العصبي المركزي حالة المريض، وإجراء التشخيص المناسب له. فيما يلي الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص ورم البطانة العصبية. يحصل الطبيب المعلومات عن الأعراض والتاريخ الصحي للمريض، بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني الذي يتضمن فحص الجهاز العصبي من خلال بعض الخطوات، مثل المشي، أو أن يلمس المريض أنفه بإصبعه، أو يرفع يديه، وقد يطلب منه متابعة الضوء بعينيه. وعند الاشتباه في وجود ورم، يمكن إجراء اختبارات أخرى، مثل التالية. يستخدم هذا الاختبار مغناطيساً كبيراً، وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور للجسم من الداخل. يمكن استخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والحبل الشوكي، للبحث عن الورم، وتحديد مكانه، وحجمه، وما إذا كان قد انتشر. يمكن أيضاً استخدام صبغة التباين للمساعدة في إظهار المزيد من التفاصيل في الصور. يمكن استئصال الورم لفحصه من خلال إجراء جراحة، بحيث يجرى بعد ذلك اختباره لمعرفة النوع والدرجة. لإجراء البزل القطني تؤخذ خذ كمية صغيرة من السائل الدماغي النخاعي من المساحة المحيطة بالعمود الفقري، عن طريق وضع إبرة رفيعة بين عظام أسفل الظهر. يسحب السائل النخاعي في حقنة متصلة بالإبرة ومن ثم يتم فحص الخلايا السرطانية. تستخدم هذه الاختبارات لمعرفة حجم الورم وموقعه ونوعه ودرجته وتفاصيل أخرى عن الورم، ومن ثم تأكيد التشخيص، وتوجيه قرارات العلاج. اقرأ أيضاً: كيفية علاج الأورام السرطانية بالأشعةالفحص السريري
التصوير بالرنين المغناطيسي
الجراحة
البزل الشوكي أو البزل القطني
يعمل فريق من الأطباء، بما في ذلك أخصائي الأورام، وجراح الأعصاب، وطبيب الأعصاب، لاتخاذ قرار بشأن علاج مريض ورم البطانة العصبية، مع اتخاذ بعض الاعتبارات، مثل عمر المريض، وموقع الورم، ودرجته، والآثار الجانبية المحتملة. فيما يلي الخيارات الممكنة لعلاج الورم البطاني العصبي. في حال كان حجم الورم كبير، يفضل إجراء جراحة لاستئصال الورم. بالنسبة لأورام العمود الفقري، يقوم الجراح بعمل شق صغير في الحبل الشوكي لإزالة الورم. أما بالنسبة لأورام الدماغ، يزيل الجراح جزءاً صغيراً من الجمجمة، ومن ثم إزالة الورم. تفحص الخلايا تحت المجهر، وعند اكتشاف خلايا سرطانية، يجرى استئصال أكبر قدر ممكن من الورم خلال نفس الجراحة. يخضع المريض بعد الجراحة لاختبار التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من التخلص من كامل الورم، وإلا فقد يحتاج إلى إجراء جراحة أخرى لإزالة باقي الورم، أو استخدام تقنيات العلاج الأخرى. يحتمل تبقي جزء من الورم حتى بعد الاستئصال الجراحي، ويقترح في هذه الحالة العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لقتل أي خلايا سرطانية متبقية، يستخدم العلاج الإشعاعي حزماً عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية أو البروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. يعتبر الإشعاع أكثر خطورة بالنسبة للأطفال دون سن 3 سنوات لأنه يزيد من مشاكل النمو. قد يستخدم أيضاً العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للمساعدة في منع تكرار الأورام الأكثر خطورة. يتم اختبار بعض الأدوية التي تهاجم الخلايا السرطانية وتقضي عليها، فيما يعرف بالعلاج الكيماوي، قد تكون هناك حاجة إلى العلاج الكيماوي بعد الجراحة، لإزالة المتبقي من الورم، أو لضمان عدم نمو الورم مرة أخرى. يمكن أن يكون العلاج الكيماوي في صورة حبوب، أو حقن بالوريد مباشرة. يمكن كذلك استخدام إبرة لوضع العلاج الكيماوي في السائل النخاعي. في أغلب الأحيان إذا كان من الممكن إزالة الورم بالكامل خلال الإجراء الجراحي، فقد لا يحتاج المرضى المصابون بالورم البطاني العصبي إلى علاجات إضافية.التدخل الجراحي
العلاج الإشعاعي
العلاج الكيماوي
يمكن أن يعاني مريض ورم البطانة العصبية بعد العلاج من آثار جانبية طويلة الأمد تتعلق بعلاج الورم. قد تكون الأعراض جسدية، مثل الصداع والتعب، أو نفسية، مثل الاكتئاب. في بعض الأحيان يعاني الأطفال أيضاً من تأخر في التعلم أو النمو. يعيش معظم الأشخاص الذين عولجوا من الورم البطاني العصبي لمدة 5 سنوات أو أكثر. يقل هذا المعدل قليلاً بالنسبة للأطفال دون سن 19 سنة. ينمو الورم البطاني العصبي غالباً مرة أخرى بعد العلاج، خاصةً عند الأطفال، وعادةً ما يعود في نفس مكان الورم الأصلي. لذا يحتاج الطفل دائماً إلى فحوصات منتظمة بعد العلاج للتأكد من بقائه خالياً من السرطان. اقرأ أيضاً: تغذية مرضى السرطان أثناء العلاج الكيماوي
National Cancer institute. Ependymoma Diagnosis and Treatment. Retrieved on the 3rd of August, 2021, from: https://www.cancer.gov/rare-brain-spine-tumor/tumors/ependymoma Stanford Childrens. Childhood Ependymoma Treatment. Retrieved on the 3rd of August, 2021, from: Renee Gresh. Ependymomas. Retrieved on the 3rd of August, 2021, from: https://www.msdmanuals.com/home/children-s-health-issues/childhood-cancers/ependymomas Kidshealth. A to Z: Ependymoma. Retrieved on the 3rd of August, 2021, from: https://kidshealth.org/Advocate/en/parents/az-ependymoma.html
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.