متلازمة داكوستا أو الوهن العصبي الدوراني، هي متلازمة مرضية تتسم بمجموعة من الأعراض المماثلة لأمراض القلب، ولكن الفحص الجسمي لا يكشف عن أي خلل أو تشوهات فسيولوجية، وهي متلازمة قديمة إذ صنفها فرويد ضمن عصابات القلق، وقد شهدت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي جدلاً كبيراً حول تصنيفها كحالة مرضية مستقلة، وتعد حالياً مظهراً من مظاهر اضطراب القلق.
سميت متلازمة داكوستا بهذا الاسم، تيمناً بالطبيب داكوستا جاكوب (1833-1900)، وتسمى أيضاً هذه المتلازمة بعدة أسماء أخرى مثل: عصاب القلق، ورهاب القلب، وقلب الجندي، ووهن عصبي دوراني، والداء القلبي الوعائي الوظيفي، ووهن مزمن، وذباح كاذب، ومتلازمة الجهد، ووهن عصبي أولي، ووهن تحت الحاد، وقلب سريع التهيج.
يطلق متلازمة داكوستا اسم الداء القلبي الوعائي الوظيفي لتشابه أعراضها مع أعراض الذبحة القلبية لكن دون أن يكون لها أي سبب عضوي واضح، وقد صنفتها منظمة الصحة العالمية على أنها حالة خلل وظيفي مستقل جسدي الشكل.
تتراوح نسبة انتشار متلازمة داكوستا أو الوهن العصبي الدوراني بين 2 إلى 4.7 % في التجمعات السكانية المختلفة، وقد لوحظ أن هناك تفضيل لبعض الأعراق والسلالات، مثل اليهود والايطاليين، وعادة ما يكون شائع بين الأطفال، والشباب في العقد الثالث والرابع من الحياة من كلا الجنسين، وقد وجد أن هناك ميل أكبر لدى الإناث للإصابة بمتلازمة داكوستا.
تشكل الحالات التي شخصت بمتلازمة داكوستا بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% من مجموع حالات الإحالة إلى عيادات القلب والأوعية الدموية في المجتمعات المدنية.
قد تتسبب العوامل الاجتماعية والحياتية التي تسبب القلق والرهاب، الإصابة بمتلازمة داكوستا، كونه مظهراً من مظاهر اضطراب القلق، مثل اضطرابات القلق الوراثية بالعائلات، والمرور بمخاطر والتعرض للعنف، أو التعرض للإساءة والإهمال أثناء فترة الطفولة، أو وفاة أحد الأحباء، أو سحب المخدرات، أو غيرها من الأسباب المؤدية لاضطراب القلق. قد يتطور الأمر ليصل إلى الخوف الشديد من الموت أو إلى الخوف من الخوف. اقرأ أيضاً: نصائح مهمة لصحة نفسية جيدة
كشف عن أعراض متلازمة داكوستا أو الوهن العصبي الدوراني أولاً بين الرجال في أوقات الحرب، لكنها لا تقتصر على ذلك فقط، فهي حالة مزمنة شائعة على نطاق واسع بين الجنسين، وعادة ما تظهر أعراضها بعد حدوث عدوى ما أو بعد ضغوط جسدية ونفسية مختلفة، وقد تظهر كاضطراب عائلي لا علاقة له بهذه العوامل، رغم أن هذه العوامل قد تؤدي إلى تفاقم الحالة. تتمثل الأعراض عادة فيما يلي: قد يشعر المريض في الفترات الزمنية الخالية من النوبات بآلام قلبية، وعدم استقرار نفسي، وأرق وضعف، وآلام في المعدة والأمعاء، وخوف من مواقف متنوعة وضعف عام، وعلى الرغم من أن هذه الأعراض تشبه أعراض الذبحة القلبية، إلاّ أن القلب والجهاز الدوري يكونان سليمين كلياً واحتمال تطور الحالة إلى ذبحة قلبية حقيقية لدى هؤلاء المرضى أمر نادر الحدوث.
يكون التشخيص عادة من خلال الأعراض المذكورة آنفاً، والتي لا يمكن الكشف عن أي سبب عضوي لها سواء في الفحص الطبي السريري الدقيق، أو في الاختبارات المختلفة كتخطيط القلب أثناء الراحة، وغيرها. يمكن تمييز متلازمة دا كوستا عن الذبحة الصدرية على أساس التاريخ والفحص القلبي (مثل مخطط كهربية القلب)، كذلك إن أجري تصوير الأوعية الدموية سيظهر أن الشرايين التاجية طبيعية.
يتضمن العلاج في المقام الأول المعالجة السلوكية وإدخال تعديلات على أسلوب الحياة وممارسة الرياضة بشكل يومي، كذلك تجنب النشاطات المضنية والإجهاد، ولا يوجد أدوية خاصة لمعالجة متلازمة داكوستا أو الوهن العصبي الدوراني، أو لإزالة نوبات الخوف والقضاء عليها، بل إن الكثير من الأدوية التي تستخدم تهدف إلى الحد من الأعراض. اقرأ أيضاً: فوائد الرياضة الصحية
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.