فرط النوم مجهول السبب (بالإنجليزية: Idiopathic Hypersomnia)، هو أحد اضطرابات النوم غير الشائعة، ولم تتم معرفة السبب الرئيس للإصابة به بشكلٍ واضح، وتتمثل الشكوى الرئيسية فيه بالنعاس الشديد المتكرر والرغبة غير المسيطر عليها بالنوم، وقد يحدث ذلك في أي وقت؛ أثناء الجلوس أو خلال ساعات العمل أو أثناء قيادة السيارة، الأمر الذي قد يسبب خطرًا على حياة الشخص أثناء القيادة. [1][2]
غالبًا ما يتم الخلط بين فرط النوم مجهول السبب واضطراب النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، إذ يعد النوم القهري حالة مرضية مزمنة تتسم بضعف قدرة الجسم على تنظيم موعد الاستيقاظ والنوم، وتختلف عن فرط النوم مجهول السبب بأنّ الشخص فيها يظلّ مستيقظًا ولكنه يفقد مقدرته على التحكم بعضلات جسمه لفترة قصيرة. [6]
كما يميل الأشخاص المصابون بفرط النوم مجهول السبب إلى النوم بسرعة، بينما يدخل الأشخاص المصابون بالنوم القهري في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) دون المرور بمراحل النوم الأخرى، ويقوم الأطباء بتوجيه مجموعة من الأسئلة للشخص المريض لتحديد الاضطراب الذي يعاني منه الشخص بالإضافة إلى طرق تشخيص أخرى. [6]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
لا يوجد سبب واضح لاضطراب فرط النوم مجهول السبب، ولذلك سمي بهذا الاسم، ويمكن القول أنّه ليس مرضًا بحدّ ذاته، بل مجموعة من الأعراض ذات أسباب متعدّدة، إذ إنّ سببه على الأرجح يكون خلل في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي قد تكون أسباب هذا الاضطراب عائدة إلى: [3][4] لا تقتصر الأسباب المحتملة على العوامل السابقة فقط، إذ يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من فرط النوم نتيجةً لإصابتهم بحالات مرضية نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب أو الذهان، وقد تزيد العوامل الآتية أيضًا من شدة الأعراض والرغبة الملحة للنوم: [4] اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات النوم
تبدأ أعراض اضطراب فرط النوم مجهول السبب غالبًا في مرحلة المراهقة، وقد تزداد شدتها مع تقدم العمر، وتشمل أعراض الاضطراب ما يلي: [3][5] اقرأ أيضًا: الاكتئاب والنوم
عادةً ما يتم تشخيص اضطراب فرط النوم مجهول السبب من قبل فريق طبي متخصّص ومتنوّع، ويتوجب على المصاب التوجه إلى الطبيب في حال ظهرت لديه الأعراض، حيث يقوم الطبيب بطرح الأسئلة المتعلقة بالتاريخ الطبي والعائلي للمصاب، و إجراء التحاليل اللازمة. [5][6] تعد أحد معايير التشخيص الشعور برغبة قوية في النوم، أو النوم لساعات طويلة أثناء النهار، وذلك لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر بشكل يومي، وفيما يأتي طرق تشخيص فرط النوم مجهول السبب: [5][6] هو دراسة للنوم تتم طوال الليل، ويتم ذلك من خلال ربط الشخص بجهاز تخطيط النوم، ويهدف هذا الإجراء إلى تحليل جودة النوم وتقييم العلامات الفسيولوجية، مثل مستويات الأوكسجين ويهدف ذلك إلى استبعاد اضطرابات النوم الأخرى، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، أو النوم القهري، ويراقب الجهاز أيضًا حركة الشخص خلال النوم لمعرفة ما إذا هناك حركات غير طبيعية في العيون أو الأطراف. [6] يلجأ الأطباء إلى اختبار كمون النوم المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sleep Latency Test (MSLT)) للتأكّد من أنّ الأعراض غير مرتبطة بقلة نوم الشخص في الليلة السابقة للاختبار، حيث يتم إجراء الفحص في ساعات النهار، ويطلب من الشخص أخذ قيلولة 5 مرات في النهار، ثم يتم قياس الفترة التي يستغرقها للدخول في النوم أثناء كل قيلولة منها، ومن الجدير ذكره هنا أنّ المصاب بفرط النوم مجهول السبب عادةً ما ينام في أقل من 8 دقائق أثناء الفحص، وبالتالي يقيس الاختبار مدى سرعة دخول الشخص في مراحل النوم المختلفة. [6]تخطيط النوم
اختبار كمون النوم المتعدّد
بعد التشخيص يلجأ الطبيب للخيارات العلاجية المتاحة لعلاج فرط النوم مجهول السبب؛ والتي تهدف في النهاية إلى التحكم في الأعراض، نظرًا لأن السبب الجذري للحالة غير معروف. [6] تعدّ الأدوية هي الخط الأول لعلاج فرط النوم مجهول السبب، ويعتبر دواء مودافينيل (Modafinil) هو الدواء الأكثر استخداماً لعلاج هذا الاضطراب وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، ويعمل هذا الدواء على تحسين اليقظة من خلال التأثير على ناقلات عصبية معينة في الدماغ مثل الدوبامين؛ وهو دواء آمن الاستخدام بالنسبة لمعظم المرضى. [3][6] كما قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية أخرى لعلاج فرط النوم مجهول السبب، وتتضمن الآتي: [3][6]
وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض فرط النوم مجهول السبب يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها بمرور الوقت، وذلك بالنسبة لحوالي 1 من كل 5 أشخاص مصابين بهذا الاضطراب، بينما قد يحتاج بعض المرضى لعلاج النعاس المفرط والتعب والأعراض الأخرى وذلك تحت إشراف الطبيب. [6]
يمكن أن تتعارض أعراض هذا الاضطراب مع الحياة اليومية، فقد يعيق النعاس الشديد والنوم المفرط الشخص من القيام بالنشاطات اليومية؛ كالذهاب إلى العمل أو المدرسة أو قيادة السيارة وغيرها، لذلك لا بدّ من التعايش مع فرط النوم مجهول السبب، ويمكن أن تساعد هذه النصائح في ذلك: [6][7]
[1] Dhillon K, Sankari A. Idiopathic Hypersomnia. [Updated 2023 Jul 31]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024 Jan- [2] Sleepeducation.org. Idiopathic Hypersomnia. Retrieved on the 21st of May, 2024. [3] Hope Gillette. What Is Idiopathic Hypersomnia? Retrieved on the 21st of May, 2024. [4] Stanfordhealthcare.org. Idiopathic Hypersomnia. Retrieved on the 21st of May, 2024. [5] Hypersomniafoundation.org. Idiopathic Hypersomnia. Retrieved on the 21st of May, 2024. [6] Danielle Pacheco and Dr. Abhinav Singh. Idiopathic Hypersomnia. Retrieved on the 21st of May, 2024. [7] Morgan Meissner. 9 Tips for Living with Idiopathic Hypersomnia. Retrieved on the 21st of May, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.