إنّ شلل الأطفال (بالإنجليزية: Infantile Paralysis)، أو ما يُسمى أيضًا بالتهاب سنجابية النخاع (بالإنجليزية: Poliomyelitis) أو مرض البوليو (بالإنجليزية: Polio)، هو مرض شديد العدوى يحدث نتيجة الإصابة بفيروس يُسمى الفيروسة السنجابية (بالإنجليزية: Poliovirus) الذي يهاجم الجهاز العصبي عند الإنسان. [1][2]
يُعدّ شلل الأطفال من الأمراض الخطيرة جدًا، إذ يُمكن أن يُسبّب في بعض الحالات الشلل الجزئي أو الكامل لدى المريض، بالإضافة إلى مشاكل التنفس، كما من المُمكن أن يهدد حياة الفرد. إلّا أنّه، ولحسن الحظ، تم القضاء على هذا المرض في معظم بلدان العالم، وذلك بفضل مبادرة عالمية تمت تحت إشراف منظمة الصحة العالمية. [1][2][3]
لم يتم القضاء على شلل الأطفال بشكل كامل، إذ لا تزال الإصابة بهذا المرض مستمرة في أفغانستان، وباكستان، ونيجيريا. ومع ذلك، فقد انخفض نطاق انتشار المرض في هذه المناطق مع مرور الوقت، ولهذا تأمل منظمة الصحة العالمية في القضاء على شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم في القريب العاجل. [1][2]
ويجب التنويه إلى أنّ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والنساء الحوامل هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس شلل الأطفال.
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يوجد عدّة أنواع لمرض شلل الأطفال، والتي تشمل ما يلي: [2][4][5]
يحدث مرض شلل الأطفال نتيجة الإصابة بفيروس شلل الأطفال أو ما يُعرف باسم الفيروسة السنجابية، وهناك 3 أنواع من هذا الفيروس يُمكن أن تُسبّب شلل الأطفال، إلّا أنّه تم القضاء على نوعين منها أي أنّهما لم يعدان موجودان، بينما لا يزال النوع الثالث موجود وهو المسؤول عن الإصابة بالمرض في أفغانستان، وباكستان، ونيجيريا. [1][4] بمجرد دخول فيروس شلل الأطفال إلى جسم الفرد، فإنه يصيب خلايا الحلق والأمعاء. وعادةً ما يبقى الفيروس داخل الأمعاء قبل أن ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. في النهاية، ينتقل الفيروس إلى مجرى الدم وهذا ما يؤدي إلى انتشاره عبر أنحاء الجسم بأكمله. [1][2] عادةً ما ينتقل فيروس شلل الأطفال عبر براز الفرد المُصاب، ولهذا يُمكن أن تتضمّن طرق انتقال هذا الفيروس ما يلي: [1][2][3] ويجب التنويه إلى أنّه يُمكن للأفراد المصابين بفيروس شلل الأطفال أن ينشروه عبر برازهم لأسابيع، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض. [1] وكفيروس شديد العدوى، من المُمكن أن ينتقل شلل الأطفال من الفرد المُصاب إلى الآخرين من حوله أيضًا عبر الاتصال المباشر. وفي حالات أقل شيوعًا يُمكن أن ينتقل الفيروس عبر قطرات الجهاز التنفسي التي تخرج أثناء العطس أو السعال. [2][3][4] يُمكن أن يُصاب أي فرد بمرض شلل الأطفال، لكن هناك فئات معينة من الأفراد تكون أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض، بما في ذلك: [1][2]ما هي طرق انتقال شلل الأطفال؟
من هم الأكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال؟
غالبًا ما يحدث مرض شلل الأطفال دون أعراض، إذ أنّ 95 - 99% من الأفراد الذين يصابون بفيروس شلل الأطفال لا يشعرون بالمرض ولا يدركون أنهم أصيبوا بالعدوى. وعلى الرغم من ذلك، سيكون هؤلاء المرضى قادرين على نشر الفيروس والتسبّب في إصابة الآخرين. [1][2] وفي حال تسبّب شلل الأطفال بأعراض لدى الفرد المُصاب، فإنّ طبيعة هذه الأعراض تعتمد على نوع المرض. [1][4] وفيما يلي نذكر أعراض مرض شلل الأطفال بناءً على نوعه: من الشائع أن لا تظهر أعراض عند المريض المُصاب بشلل الأطفال المجهض، وفي حال تسبّبه بأعراض فإنّها يُمكن أن تشمل ما يلي: [4][5] عادةً ما تظهر أعراض شلل الأطفال المجهض بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالفيروس، والتي تستمر لمدة تصل إلى 5 أيام ومن ثم يتعافى الفرد بشكل تام. [5] يتسبّب هذا النوع من شلل الأطفال أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، والتي تتضمن: [1][2][4] عادةً ما تدوم أعراض شلل الأطفال غير الشللي من 1 - 10 أيام. [2] يتطوّر هذا النوع في نحو 1% من حالات الإصابة بشلل الأطفال، والذي يؤدي إلى حدوث شلل في المناطق التالية من الجهاز العصبي المركزي: [1][2] تشبه الأعراض الأولى لهذا النوع أعراض شلل الأطفال غير الشللي. لكن بعد مرور أسبوع، تبدأ أعراض أكثر شدة بالظهور، وتتضمّن هذه الأعراض ما يلي: [1][2] كما أنّ في 5 - 10% من حالات الإصابة بشلل الأطفال يهاجم فيها الفيروس العضلات التي تساعد على التنفس، ما يُمكن أن يؤدي إلى صعوبة التنفس والوفاة. [2] على الرغم من تعافي الفرد، يُمكن لشلل الأطفال أن يعود مرة أخرى بعد 15 إلى 40 سنة، وهو أمر يُمكن أن يحدث لدى ما يصل إلى 64% من إجمالي حالات الإصابة بهذا المرض، وهي حالة تُعرف بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال والتي يُمكن أن تسبّب الأعراض التالية: [1][2][4] ويجب التنويه إلى أنّ متلازمة ما بعد شلل الأطفال تّعد من الأمراض بطيئة التقدّم ولا يوجد لها علاج، إلّا أنّها لا تكون معدية. [1]أعراض شلل الأطفال المجهض
أعراض شلل الأطفال غير المُسبّب للشلل
أعراض شلل الأطفال المُسبّب للشلل
أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال
يعتمد الطبيب في تشخيصه لشلل الأطفال على ما يلي: [1][2][5]
لا يوجد علاج لشلل الأطفال، وغالبًا ما تهدف العلاجات المقدّمة إلى التخفيف من الأعراض والتقليل من خطر حدوث المشكلات طويلة المدى. وتتضمّن أنواع العلاجات الداعمة لمرضى شلل الأطفال ما يلي: [2][3][4]
إنّ أفضل طريقة للوقاية من شلل الأطفال هي تلقي اللقاحات، حيث أنّ هناك نوعين من لقاح شلل الأطفال، وهما: [1][4] اقرأ أيضًا: دليلك الكامل عن تطعيم شلل الأطفال بالإضافة إلى تلقي جميع جرعات مطعوم شلل الأطفال، يُمكن للفرد اتباع بعض التدابير الوقائية للتقليل من خطر إصابته بفيروس شلل الأطفال، خصوصًا عند السفر إلى المناطق التي لا يزال الفيروس موجودًا فيها، ومن هذه التدابير ما يلي: [1][4]
يُمكن أن يؤدي شلل لأطفال إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، أهمها الإصابة بالشلل الحركي، والذي يُمكن أن يكون دائم، وبالتالي سيحتاج المريض إلى استخدام الكرسي المتحرّك طيلة الفترة المتبقية من حياته. [3][4] كما يُمكن أن تتضمّن مضاعفات شلل الأطفال ما يلي: [3][5] كما تُعتبر متلازمة ما بعد شلل الأطفال إحدى المضاعفات المحتملة لهذا المرض. [5]
يعتمد مآل مرض شلل الأطفال على نوعه والمنطقة المصابة في الجسم. ففي أغلب الأحيان، من المرجح أن يتعافى المريض تمامًا إذا لم يؤثر الفيروس على منطقة النخاع الشوكي والدماغ، بينما تؤدي إصابة الدماغ أو النخاع الشوكي بهذا الفيروس إلى حدوث المضاعفات طويلة الأمد، بما فيها الشلل، كما يُمكن أن يكون المرض مهددًا لحياة المريض، وذلك لتسبّبه بمشاكل في التنفس. [4][5]
[1] Peter Crosta. Everything You Need to Know about Polio. Retrieved on the 18th of August, 2024. [2] Shannon Johnson. Polio. Retrieved on the 18th of August, 2024. [3] National Health Service (NHS). Polio. Retrieved on the 18th of August, 2024. [4] Stephanie Booth and Sarah Vanbuskirk. Polio. Retrieved on the 18th of August, 2024. [5] Medlineplus.gov. Polio. Retrieved on the 18th of August, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.