الطفح الدوائي الثابت (بالانجليزية: Fixed drug eruption)، هو تفاعل تحسسي يحدث عند تعرض الجسم لدواء معين ينتج عنه ظهور بقع حُمامية (احمرار في الجلد) ذات شكل دائري أو بيضوي، تعاود الظهور في نفس المكان من الجسم في كل مرة يتعرض فيها الجسم لنفس الدواء، ومن هنا سمي بالثابت.
الآلية الدقيقة التي ينتج عنها الطفح الدوائي الثابت غير معروفة، إلا أنّه يعتقد أنّ الدواء ينتج مولدات ضد (بالانجليزية: Antigen) تقوم بتنشيط الاستجابة المناعية للخلايا التائية السامة للخلايا (بالانجليزية: Cytotoxic T cells) في البشرة، والتي تقوم بإفراز ما يعرف بالسيتوكين (بالانجليزية: Cytokines)، والتي تقوم بدورها مع الخلايا التائية المساعدة (بالانجليزية: helper T cells)، والعدلات (بالانجليزية: Neutrophils)، بتدمير خلايا الجلد في المنطقة المتأثرة. تبقى الخلايا التائية السامة للخلايا في البشرة، وتعاود إفراز السيتوكين مجدداً في كل مرة تتعرض فيها لمولدات الضد الناتجة عن تعرض الجسم للدواء. في بعض الحالات، قد يتطور الطفح الدوائي الثابت على الأعضاء التناسلية لأشخاص لا يتناولون أي أدوية، حيث يتعرض هؤلاء الأشخاص للدواء عن طريق الاتصال الجنسي مع الشريك الذي يتناول الدواء المسبب للحالة. في بعض الأحيان، قد لا يؤدي التعرض إلى نفس الدواء الذي سبب تطور طفح دوائي ثابت سابقاً إلى عودة ظهور الأعراض، حيث قد يحدث ما يعرف بفترة الجموح أو فترة الممانعة (بالانجليزية: Refractory period)، وهي فترة لا يحدث خلالها أي استجابة للدواء المسبب للطفح الدوائي. تتضمن مسببات الطفح الدوائي الثابت بشكل أساسي ما يلي: تم ربط بعض الأدوية، مثل الباراسيتامول (بالانجليزية: Paracetamol)، والبايروكسيكام (بالانجليزية: Piroxicam)، والسودوافيدرين (بالانجليزية: Pseudoephedrine)، والسيميتيدين (بالانجليزية: Cimetidine) بتطور طفح دوائي ثابت لا يؤدي إلى حدوث تغير في لون الجلد في المناطق المصابة. العديد من الأدوية الأخرى قد تسبب حدوث طفح دوائي ثابت، إلا أنّها أقل شيوعاً من الفئات السابقة، بالإضافة إلى أنّ بعض الأطعمة مثل الكاشو وعرق السوس قد تتسبب بهذه الحالة، كما أنّه في بعض الأحيان قد ينتج الطفح الدوائي الثابت عند بعض الأشخاص عن أنواع معينة من الصبغات المستعملة، وليس من المادة الدوائية الفعّالة. بعض فئات الأدوية قد تؤدي إلى تطور ما يعرف بالحساسية المتصالبة (بالانجليزية: Cross sensitivity)، حيث أنّ الدواء المسبب للطفح الدوائي الثابت يحفز الجسم للاستجابة بنفس الطريقة لمركبات دوائية أخرى من نفس الفئة، مثل المضادات الحيوية من فئة الكوينولون (بالانجليزية: Quinolones)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كما يوجد بعض التقارير التي تشير إلى أنّ بعض الأدوية قد تؤدي إلى حدوث استجابة مناعية في نفس مكان ظهور الطفح الدوائي الثابت الناتج عن دواء مختلف تماماً وغير مرتبط في التركيب الكيميائي.
تظهر أعراض الطفح الدوائي الثابت على شكل بقع حمراء محددة ذات شكل دائري أو بيضوي، تظهر في البداية في مكان واحد، أو في أماكن مختلفة، مع تورم أو انتفاخ في الجلد، وقد يظهر فوق هذه البقع نُفط (بالانجليزية: Blister)، وهي حبوب فيها ماء. يتغير لون البقع الحمراء مع الوقت إلى اللون البنفسجي أو البني، مع تقلص النُفط وتقشرها. تعتبر الشفاه والأعضاء التناسلية أكثر الأماكن التي يظهر فيها الطفح الدوائي الثابت، بالإضافة إلى الوركين، وأسفل الظهر، والأطراف، كما قد يظهر في بعض الحالات النادرة داخل الفم. يظهر الطفح الدوائي الثابت عادة بعد عدة ساعات من التعرض للدواء، إلا أنّ موت الخلايا الجلدية يتطلب عدة أيام، وفي بعض الحالات قد تتأخر الأعراض بالظهور مدة أسبوعين بعد التعرض للدواء. قد تستمر الأعراض بالبقاء عدة أيام إلى أسابيع قبل أنّ تبدأ بالإختفاء والتحول إلى بقع دائرية أو بيضوية مفرطة التصبغ (بالانجليزية: Hyperpigmented). التعرض للدواء المسبب من جديد يؤدي إلى إعادة تفعيل الاستجابة المناعية في نفس المكان، مع بدأ الالتهاب خلال 30 دقيقة إلى 16 ساعة، والذي قد يصاحبه ظهور الطفح الدوائي في أماكن جديدة. تتضمن الأعراض الموضعية التي قد تؤثر على المناطق المصابة من الجلد ما يلي: من غير الشائع تطور أعراض جهازية مصاحبة للطفح الدوائي الثابت، إلا أنّه في حالة ظهورها قد تشمل ما يلي:
غالباً ما يتم تشخيص الطفح الدوائي الثابت سريرياً بناءً على الأعراض مع أخذ التاريخ الطبي للمريض، حيث يتم إعطاء المصاب الدواء المشتبه بتسببه في تطور الأعراض ومراقبة استجابة الجسم لهذا الدواء، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى الأقل دقة، مثل اختبار الرقعة (بالانجليزية: Patch test) الجلدي الذي غالباً ما يستعمل في الكشف عن وجود حساسية متصالبة. ينبغي انتظار فترة لا تقل عن 4 أسابيع بعد حدوث الطفح الدوائي الثابت لإجراء الفحوصات السابقة، لتجنب الحصول على نتيجة سلبية خاطئة بسبب فترة الممانعة.
يعتبر العلاج الرئيسي للطفح الدوائي الثابت هو تحديد الدواء المسبب لتطور الأعراض وتجنبه، مع معالجة الأعراض الأخرى التي قد تظهر، إلا أنّ الكثير من الحالات التي تقتصر فيها الأعراض على أماكن جلدية محددة دون ظهور أي أعراض أخرى لا تتطلب العلاج. في حالات الطفح الدوائي الثابت التي ترافقها بعض الأعراض قد يتم استعمال الأدوية التالية:
تتضمن الوقاية بشكل رئيسي تجنب الدواء المسبب للطفح الدوائي، والكشف عن وتجنب أي أدوية أخرى قد تحمل نفس الخطر في تحفيز الاستجابة المناعية (الحساسية المتصالبة)، عن طريق إجراء اختبار الرقعة الذي قد يساعد في تحديد هذه الأدوية.
يعتبر فرط التصبغ أكثر المضاعفات المحتملة التي قد تنتج عن الطفح الدوائي الثابت، بالإضافة إلى خطر الإصابة بعدوى في حالة وجود تآكل في الجلد في عدة أماكن في الجسم. اقرأ أيضاً: الطرق الطبية والطبيعية لعلاج تصبغات الجلد والبقع البنية
يعتبر مآل الطفح الدوائي الثابت جيد جداً، حيث يتوقع أن يتعافى المصابون به دون تطور أي مضاعفات خطيرة، ولم يسبق أن سجلت أي حالة وفاة ناتجة عن الطفح الدوائي الثابت، إلا أنّه من الشائع ظهور بقع فرط التصبغ في المناطق المصابة.
David F Butler. Fixed Drug Eruptions. Retrieved on: 14/07/2019, from: https://emedicine.medscape.com/article/1336702-overview Susan Burgin. Fixed Drug Eruption (FDE). Retrieved on: 14/07/2019, from: Amanda Oakley. Fixed drug eruption. Retrieved on: 14/07/2019, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.