إن كنت ممن يعاني من لسعات البعوض أكثر من غيرك وتتساءل عن السبب، فلربما يجيب التالي عن تساؤلاتك.
قد يكون بعض الناس أكثر جاذبية للبعوض من غيرهم بسبب منتج ثانوي حمضي تصنعه بكتيريا الجلد لديهم.
توصل إلى هذه النتيجة ماريا إيلينا دي أوبالديا من جامعة روكفلر في نيويورك وزملاؤها بعد سلسلة من التجارب، إذ طلبوا من ثمانية أشخاص ارتداء أكمام مصنوعة من النايلون لمدة 6 ساعات.
تم وضع أكمام النايلون التي ارتداها كل فرد في واحد من صندوقين، بينما احتوى الصندوق الثاني على قماش ارتداه مشارك آخر.
تم إرفاق صندوق ثالث عبر نفق للصندوقين، احتوي هذا الصندوق على أنثى بعوضة "Aedes aegypti"، وهي حامل رئيسي للعدوى مثل الحمى الصفراء وزيكا.
من خلال دراسة تركيبات النسيج المختلفة، حلل الباحثون أي الصندوقين يجذب المزيد من البعوض، و كرروا التجربة على مدى عدة أشهر لتحديد ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها متطابقة.
وجد الباحثون أن الكفوف التي ارتداها الأشخاص الذين يملكون مستويات عالية من الأحماض الكربوكسيلية في رائحة أجسامهم كانت الأكثر جاذبية للبعوض، إذ تنتج البكتيريا الموجودة على الجلد أحماضاً كربوكسيلية كمنتج ثانوي لمادة أخرى ينتجها الجلد تسمى الزهم.
لاحظت دي أوبالديا لاحقاً أن الفريق البحثي لم يصنف كل العوامل والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في روائح أجسام المشاركين، إذ تؤثر عوامل أخرى على سلوك البعوض وأهمها ثاني أكسيد الكربون، ودرجة حرارة الجسم.
ولسوء الحظ قد لا يكون من الممكن تغيير كمية الأحماض الكربوكسيلية التي ننتجها في محاولة لتجنب التعرض لعضات البعوض، إذ تقول دي أوبالديا: "تتأثر رائحة جلد الإنسان بعدة عوامل كالوراثة، والنظام الغذائي، وميكروبيوم الجلد وهو ما لا يمكن التخلص منه أو التعديل عليه".
وفي الجزء الثاني من البحث كرر الفريق التجربة مع بعوض معدل وراثياً يملك قدرة منخفضة على استشعار الأحماض الكربوكسيلية، وبالفعل انجذبت نسبة أقل منهم إلى النايلون الذي ارتداه الأشخاص الذين تنتج أجسامهم أحماضاَ أكثر على الجلد، ولكنها استطاعت أن تميز بين الأقمشة التي ارتدتها المجموعة الأولى والثانية.
ويثبت ذلك قدرة البعوض على التمييز بيننا من خلال الروائح والمواد الكيميائية على جلدنا.