وجد في دراسة حديثة نُشرت في 12 أبريل 2022 في مجلة eLife، أن الاستخدام اليومي للسجائر الإلكترونية التي تعتمد على البودات يمكن أن يغير الحالة الالتهابية للعديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، والقلب، والرئتين، والقولون. كما وجد أن تأثير هذه السجائر الإلكترونية يختلف اعتماداً على النكهة المستخدمة.
أيضاً تبين أن السجائر الإلكترونية ويمكن أن تؤثر على كيفية استجابة الأعضاء للعدوى، مثل الإصابة بفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (بالإنجليزية: SARS-CoV-2).
إن السجائر الإلكترونية التي تعتمد على البودات أصبحت شائعة فقط في السنوات الخمس الماضية فقط، وخاصة بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 24 عاماً، ولكن من غير المعروف إلى الآن الكثير عن آثارها طويلة المدى على الصحة.
كما أن الأبحاث التي تقوم بدراسة السجائر الإلكترونية اقتصرت إلى حد كبير على دراسة الاستخدام قصير المدى لها، أو دراسة تأثير الأجهزة القديمة، مثل أقلام Vape أو سوائل السجائر الإلكترونية التي تحتوي على تركيزات أقل بكثير من النيكوتين مقارنة بالأجهزة الحديثة التي تعتمد على البودات القابلة لإعادة الشحن.
لذلك، فإن هذه الدراسة تعد أولى الدراسات التي تقيم مدى مخاطر أحد أنواع السجائر الإلكترونية التي تعتمد على البودات، وذلك على العديد من أعضاء الجسم في آن واحد، وقد قام بها عدد من الباحثين في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو.
وحول تفاصيل هذه الدراسة، فقد قام فريق البحث بالتركيز على علامة تجارية للسجائر الإلكترونية تسمى جوول (بالإنجليزية: JUUL)، وأشهر نكهاتها النعناع والمانجو. حيث تم تعريض الفئران البالغة إلى أحد نكهات السيجارة الإلكترونية جوول على شكل رذاذ، وذلك ثلاث مرات في اليوم ولمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم بحث الباحثون عن علامات الالتهاب في جميع أنحاء الجسم لهذه الفئران.
وقد بينت نتائج هذه الدراسة:
- أن التأثيرات الأكثر لفتاً للانتباه حدثت في الدماغ، حيث ارتفعت العديد من علامات الالتهاب، كما لوحظ تغييرات إضافية في التعبير الجيني العصبي الالتهابي في النواة المتكئة، وهي منطقة دماغية مهمة للتحفيز ومعالجة المكافآت. وقد تم ربط حدوث الالتهاب العصبي في هذه المنطقة بالقلق، والاكتئاب، والسلوكيات التي تسبب الإدمان.
- حدوث ازدياد في التعبير الجيني الالتهابي في القولون، وخاصة بعد شهر واحد من التعرض للسجائر الإلكترونية، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
- ظهور مستويات منخفضة من علامات الالتهاب في القلب، وهي حالة من كبت المناعة يمكن أن تجعل أنسجة القلب أكثر عرضة للعدوى.
- عدم ظهور أي علامات الالتهاب على مستوى الأنسجة في الرئة، ولكن لوحظ حدوث تغييرات عديدة في التعبير الجيني في العينات، وهذا يدعوا إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما هي التأثيرات طويلة المدى للسجائر الإلكترونية على صحة الرئة.
وقد وجد الباحثون أيضاً أن الاستجابة الالتهابية لكل عضو من الأعضاء يمكن أن تختلف باختلاف نكهة جوول المستخدمة. فعلى سبيل المثال، وجد أن قلوب الفئران التي استنشقت الرذاذ بنكهة النعناع أكثر حساسية لحدوث الالتهاب الرئوي البكتيري، مقارنة بتلك التي استنشقت رذاذ نكهة المانجو.
وهذا يوضح لنا أن النكهة الكيميائية نفسها يمكن أن تسبب أيضاً تغيرات مرضية، فمثلاً إذا أصيب شخص يستخدم سجائر جوول الإلكترونية بنكهة المنثول بشكل متكرر بفيروس كورونا، فمن المحتمل أن جسمه يستجيب للعدوى بشكل مختلف مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون نكهات أخرى.
نهاية، أفاد الفريق القائم على هذه الدراسة بأنه يجب دراسة كل نوع من أنواع السجائر الإلكترونية وكل نكهة من نكهاتها لتحديد كيفية تأثيرها على الصحة في جميع أنحاء الجسم.