أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن تناول وجبة الإفطار يمكن أن يساعد في تعزيز فقدان الوزن، وأن عدم تناول وجبة الصباح يمكن يؤدي إلى زيادة الوزن.
لكن وفقاً لمراجعة جديدة للأبحاث تم نشرها في شهر يناير في BMJ، لم يتمكن الباحثون من إيجاد دليل قوي يدعم فكرة أن تناول وجبة الإفطار يساعد على فقدان الوزن.
وقد نظر مؤلفو المراجعة في بيانات تم الحصول عليها من 13 دراسة عشوائية استخدمت مجموعات ضابطة وتم إجراؤها خلال العقود الثلاثة الماضية، معظمها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار يميلون إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية في اليوم بنسبة أكبر بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولونها. في المتوسط، يتناول الإنسان في وجبة الإفطار 260 سعراً حرارياً إضافياً في اليوم.
كما وجد الباحثون أن أوزان الأشخاص الذين تناولوا وجبة الإفطار كانت أكثر قليلاً (حوالي 0.44 كغم أكثر) من الأشخاص الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار.
هل يعني هذا أن تناول وجبة الإفطار أمر "غير صحي"؟
أشار مؤلفو الدراسة إلى أنه على بالرغم من أن تناول وجبة الإفطار بانتظام يمكن أن يكون له تأثيرات مهمة أخرى، مثل زيادة التركيز وتحسين مستويات الانتباه في مرحلة الطفولة، يجب توخي الحذر عند التوصية بتناول وجبة الإفطار لدى البالغين الذين يرغبون بتقليل وزنهم".
كما أشار المؤلفون إلى أنه لا تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة الدور الذي يمكن أن يؤديه تناول وجبة الإفطار في التحكم بالوزن، حيث كانت معظم الدراسات التي تمت مراجعتها تتضمن عدداً قليلاً من المشاركين الذين تمت متابعتهم لفترة قصيرة نسبياً.
بعض وجبات الإفطار يمكن أن تكون صحية أكثر من غيرها
بعد قراءة نتائج المراجعة الجديدة، أثار بعض الخبراء مخاوف بشأن محتويات وجبات الإفطار التي تم إعطاؤها للأشخاص في التجارب السريرية. فقد اعتمدت بعض الدراسات على إعطاء المشاركين حبوب الإفطار أو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. وبالتالي، فإن ذلك يمكن أن يؤدي بحد ذاته إلى زيادة الوزن، لأنه وجبات الإفطار التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، خاصة إذا كانت دون ألياف أو بروتين، يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالجوع مرة أخرى في وقت مبكر، حيث ترتفع نسبة السكر في الدم بسرعة، ويفرز الجسم كمية كبيرة من الأنسولين، فيشعر الشخص بالجوع مرة أخرى بسرعة أكبر".
وهذا يعني أن وجبات الإفطار الغنية بالألياف، والبروتين، والدهون الصحية يمكن أن تساعد الإنسان على الشعور بالشبع لفترة أطول، مقارنة بالوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. ولذلك يشجع مؤلفو الدراسة الناس على الانتباه إلى محتويات المغذيات الكبيرة في وجباتهم واختيار الأطعمة الغنية بالمغذيات.