يعد الحصول على قدر كاف من النوم أمرًا هامًا للطفل، حيث يستعيد الجسم طاقته، ويستريح الدماغ في تلك الساعات، لكن من المدهش معرفة أن النمو البدني يحدث خلال النوم أيضًا.
يناقش المقال العلاقة بين النوم وهرمون النمو، ونعرف متى يفرز هرمون النمو؟
محتويات المقال
ما العلاقة بين النوم وهرمون النمو؟
يعد النمو من العمليات المعقدة التي تتطلب عدد من الهرمونات لتحفيزها ودعمها، ومساعدة العمليات الحيوية ومراحل التجديد المختلفة البدنية والعقلية التي تحدث في الدم، والعضلات، والعظام، ومختلف أعضاء الجسم تبعًا لكون الطفل في مراحل نمو عميقة أو أقل عمقًا.
يعتبر هرمون النمو البشري (بالإنجليزية: Human Growth Hormone or HGH) من أهم تلك الهرمونات، والذي تفرزه الغدة النخامية بالمخ، ويتأثر معدل إنتاجه بالكثير من العوامل مثل الإجهاد، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، والنوم أيضًا. (3)
تنمو أعضاء الأطفال في الليل خاصة العظام، حيث لا تتحرك صفائح النمو طوال النهار نتيجة ضغط الجسم عليها، لكن في الليل ومع الاستلقاء واختفاء ضغط وزن الجسم على العظام، تنفتح لوحات نمو العظام لتستطيل وتنمو، مما قد يجعل الطفل يستيقظ أحيانًا متألمًا من وجع ساقيه (يوصى باستشارة الطبيب مع الألم الشديد). (2)
متى يفرز هرمون النمو؟
يساعد تثبيت مواعيد نوم الطفل على دعم صحته الجسدية، والنفسية، والمعرفية، حيث غالبًا ما ينتج عن قلة ساعات النوم اضطراب في ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، والسمنة، واضطرابات المزاج، واضطراب نقص الانتباه، وغيرها من الوظائف الإدراكية. (2)
يحدث النوم العميق في بداية النوم الليلي، حيث يركز الجسم في هذا الوقت على النمو الجسدي، يفرز هرمون النمو طوال اليوم، لكنه يصل إلى حدوده القصوى عند الأطفال أثناء النوم مساءًا في المرحلة الأولى من النوم الليلي العميق.
تمثل كمية هرمون النمو المنتجة في تلك الفترة التي تلي استغراق الأطفال في النوم، حوالي 48% من إجمالي هرمون النمو المفرز. (3)
يبدأ النوم العميق عند الأطفال في المرحلة الأولى من نومهم الليلي وذلك قبل منتصف الليل، لذا يؤثر تأخرهم في النوم مساءًا بصورة سلبية على مدة هذه المرحلة، نتيجة لتأثر الساعة البيولوجية بضوء النهار وتحكمها بالتبعية في هرمونات اليقظة والنوم، لذلك يوصى دائمًا بالنوم المبكر للأطفال لضمان نمو منضبط ومثالي. (3)
اقرأ أيضًا: تحفيز هرمون النمو طبيعيًا
عدد ساعات النوم اللازمة للطفل
تختلف عدد ساعات النوم اللازمة لنمو الطفل الصحي تبعًا لعمره، حيث يحتاج الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال إلى ما يتراوح بين 10، و12 ساعة يوميًا مع بعض القليولات طوال اليوم، والتي تقل مع وصول الطفل عمر الخامسة، بينما يحتاج الأطفال في المرحلة الابتدائية إلى ما بين 9، و11 ساعة يوميًا، تمثل تلك الأرقام متوسط عدد ساعات النوم الذي يختلف من طفل لآخر بنسبة بسيطة. (1)
للمزيد: فوائد هرمون النمو
أضرار قلة النوم
يواجه الطفل بعضًا من الآثار الجانبية أو الأضرار في حال عدم حصوله على القدر الكافي من النوم ليلًا، من تلك الأضرار ما يلي ذكره: (1)
- بطء نمو الطفل أو توقفه، حيث يعجز بعض الأطفال عن إنتاج ما يكفي من هرمون النمو لأسباب مختلفة، ويزيد الحرمان من النوم الوضع سوءًَا. يؤدي نقص هرمون النمو إلى عدد من المشكلات الصحية في الرئة، والقلب، والجهاز المناعي.
- ضعف المهارات الحركية والتركيز خلال ساعات النهار، مما ينعكس على المستوى الدراسي وسلوكيات الطفل.
- تغير مستوى هرمونات الجسم الأخرى مثل الهرمونات المسؤولة عن الشهية والشعور بالجوع والشبع، ينعكس ذلك على سلوكيات تناول الطفل للطعام مثل الإفراط في تناول الكربوهيدرات عالية السعرات.
- اختلاف طريقة أيض الأطعمة عالية السعرات، مما يؤدي إلى الإصابة بمقاومة الأنسولين التي قد ينتج عنها السكري النوع الثاني.
اضطرابات النوم ومعدل النمو
يوجد عدد من مشاكل واضطرابات النوم التي تتسبب في عدم حصول الطفل على القدر الكافي من النوم العميق المسمى بالنوم غير الريمي، والذي يحدث في وقت مبكر من الليل (الثلث الأول)، وبالتالي توقف إفراز هرمون النمو الذي يظهر أثره واضحًا في اختلاف معدل نمو الطفل تبعًا لمنحنيات وجداول النمو.
يعد توقف التنفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep Apnea) من أهم اضطرابات النوم، حيث يعاني الطفل من انسداد في مسالك الهواء العلوية والتي تظهر في الشخير أو توقف التنفس، مما يسبب استيقاظ الطفل لا إراديًا لفتح مجرى الهواء واستئناف التنفس الطبيعي في عملية متكررة.
تؤثر عملية الاستيقاظ المتكرر على استغراق الطفل في النوم، وينعكس ذلك على إفراز هرمون النمو، وهكذا ينتج عن أي اضطرابات في النوم العميق تغير في معدل إفراز هرمون النمو، وهو يشابه تأثير عدم حصول الطفل على عدد ساعات كاف من النوم نتيجة السهر على سبيل المثال.
يعالج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم كما في حالة توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين، ويتعافى غالبيتهم ويعودون إلى مسار النمو الطبيعي مثل أقرانهم. (4)
للمزيد: كل شيء عن نقص هرمون النمو لدى الأطفال
نصائح حول نوم الأطفال
قد يكون من الصعب تثبيت مواعيد النوم بالنسبة للأطفال، فيما يلي بعض الإرشادات للمساعدة في تنظيم مواعيد نوم الطفل: (3)
- جعل النوم أمرًا إيجابيًا ومثيرًا للحماسة لدى الطفل، عن طريق ربط النوم بأنشطة الطفل وإنجازاته اليومية الرائعة التي حدثت بسبب نومه المبكر أو حصوله على قيلولة.
- الاهتمام بالطعام والوجبات الغذائية الصحية غير المشبعة بالدهون، والغنية بالمعادن، والفيتامينات، والبروتينات، والكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية والأطعمة المصنعة، حيث يرتبط النوم الصحي بالغذاء الصحي.
نصيحة الطبي
تعد العلاقة بين النوم وهرمون النمو علاقة وثيقة، حيث يتأثر معدل إفراز هرمون النمو بعدد ساعات النوم العميق التي يحظى بها الطفل، مما يجعل اضطرابات النوم على اختلافها أحد أسباب نقص هرمون النمو، بالإضافة إلى أن معظم إنتاج هرمون النمو يحدث في المرحلة الأولى من النوم قبل منتصف الليل، مما يجعل سهر الطفل إلى وقت متأخر أو اضطراب نمط النوم لأي سبب يؤثر سلبًا على إفراز هرمون النمو، وبالتالي معدل نمو الطفل.