ان تناول كميات كافية من السوائل يعتبر عامل اساسي من اجل النمو الطبيعي. فمعظم الناس ومن بينهم حتى المثقفين والرياضيين، لا يعيرون أهمية كافية للماء أو السوائل التي يجب تناولها يومياً.
فالماء هو سر النجاح في الحصول على حياة صحية مثالية، وليس هناك أخطر على بناء الجسم من الجفاف. فمن أجل نمو صحيح، فإن أجسامنا بحاجة لأن تكون في ما يسمى حالة ابتنائية.
أهمية الماء للصحة
- يساعد شرب الماء على تخليص الجسم من التعب والارهاق. كما يمد الجسم بالطاقة اللازمة لإجراء النشاطات البدنية والعقلية خلال اليوم.
- يعتبر بناء العضلات في الجسم من الأمور التي تحتاج إلى شرب كميات كافية من الماء، إضافة إلى عوامل ضرورية أخرى. وهذه العوامل هي:
- أن لا يكون هناك نقص في اي من الفيتامينات، المعادن، الانزيمات والمحفزات.
- أن يكون هناك مصدر كاف للطاقة، بحيث تكون الكمية اكبر من حاجة الجسم الحالية.
- وجود بروتينات كافية في الجسم.
- وسط مشبع بالماء.
ولكي تكون العضلات في حالة صحية صحيحة؛ يجب علينا تناول كميات كافية من الماء بحيث نحصل على حالة تامة من الاشباع المائي، وهذا ما يمكن تأمينه بطريقة سهلة. وذلك بعدم السماح ابداً للشعور بالعطش، عن طريق تناول كميات كافية من الماء يوميا بما يتناسب مع حاجة الجسم.
- يشارك الماء في معظم التفاعلات الكيميائية التي تحصل في اجسامنا، وهو اساسي و حيوي للبقاء على قيد الحياة.
- يعتمد قيام البروتينات بوظائفها على الوسط المحيط، وهذا الوسط محكوم بكميات الماء الداخلة في تركيبته. فاي اختلاف في هذا الوسط يعني عدم قدرة البروتينات على القيام بوظائفها بالشكل الصحيح.
- تعمل البروتينات والانزيمات في الجسم بطريقة أفضل عند وجودها داخل سوائل اقل لزوجة، و عليه تكمن اهمية تناول كميات كافية من الماء.
- وعلى صعيد الخلايا، نجد انها تعمل بكد للحفاظ على حجمها الطبيعي؛ من اجل تجاوز قوى الضغط الاسموزي فان الماء يسير من داخل الخلية الى خارجها و بالعكس، فبدون الماء الذي يتحكم في هذه الضغوط فان الخلية تنكمش او تتضخم و بالتالي تموت.
- أما على صعيد الجسم، فيشكل الماء العنصر الرئيسي للبلازما ويساعد في نقل المواد الغذائية الى مختلف اجزاء الجسم. كذلك يساعد على ضبط حرارة الجسم، ويرطب الهواء، و يحافظ على رطوبة الغشاء المخاطي.
- ولمعرفة اهمية الماء للجسم نذكر بان الكلى و الجزء الاسفل من الجهاز الهضمي يعمل تقريبا بشكل حصري على المحافظة على عدم فقدان الماء من الجسم.
الماء والجهد العضلي
عند القيام بالتمارين؛ فان تقلص العضلات يولد طاقة استقلابية ينتج عنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم الداخلية. و بما أن الجسم يحتاج إلى المحافظة على درجة حرارة معينة، فإن هذه الزيادة في الحرارة تطلق نحو الخارج؛ لذا فان بذل الجهد او التمارين تتصاحب مع التعرق.
ولذلك، فإن فقدان الماء عن طريق العرق من الجسم يؤدي الى تغيرات في حجم البلازما. و نتيجة لذلك يكون هناك انخفاض كبير لقدرة الجسم على التخلص من الحرارة، و بالتالي ارتفاع درجة حرارة الجسم. كما يكون هناك انخفاض في الناتج القلبي، مما يعني بلغة التمارين انخفاض في القدرة الهوائية و قدرة تحمل العمل الفيزيائي.
وعند انخفاض نسبة الماء في الجسم، فان قدرتنا على العمل تنخفض بشكل ملحوظ. حيث يعتقد ان نقص 2% من السوائل في الجسم، يمكن ان يؤدي الى نقص في القدرة على العمل قد تصل من 15-20%.
لذلك يجب المحافظة على شرب الماء دائماً، خصوصاً عند بذل مجهود عضلي معين.
الماء وعملية الهضم
تعتمد عملية الهضم على وجود كميات كبيرة من الماء حتى تتم بشكل صحيح.
حيث أن الأحماض و الأنزيمات الموجودة في المعدة، تحلل الطعام لسائل متجانس يمر الى الأمعاء للقيام بالمرحلة التالية من عملية الهضم. وهذا يعني أن الماء يساهم في تحويل الغذاء إلى طاقة ليتم نقلها الى أرجاء الجسم التي تحتاجها.
كما يساعد الماء في التخلص من مشكلة الإمساك والوقاية منه.
الماء و حرق الدهون
يساهم الماء في عملية استقلاب الدهون، وهي عملية مفيدة لمن يرغب في التخلص من الدهون.
كما أن شرب كأس من الماء البارد بين فترة و أخرى، يستهلك سعرات حرارية معينة، نظراً لكون الجسم يقوم بتسخين الماء قبل استعماله في وظائفه اللازمة.
اقرأ أيضاً: الماء وسيلة علاجية ذات قيمة
كم من الماء يجب ان نشرب؟
بشكل عام و في ظروف طبيعية، فان تناول ثمانية كؤوس من الماء اي ما يعادل الليترين يوميا قد يكون ضرورياً لقيام الجسم بوظائفه على أكمل وجه.
كما يمكن حساب كمية الماء اللازمة بالليتر، عن طريق المعادلة التالية: (X 0.036 وزن الجسم بالكيلوغرام).
إضافة إلى حاسبة الماء، التي يمكن استخدامها في تحديد كمية الماء التي يجب على الشخص شربها يومياً.
أما في حال ممارسة التمارين، فعلينا إضافة كمية الماء التي نفقدها خلال التمرين.
إضافة إلى ضرورة شرب الماء حتى في غياب العطش، حيث يعتبر الشعور بالعطش من أولى أعراض الجفاف.
كما أن تناول الخضار يساهم في تعويض جزء من هذه الاحتياجات اليومية للسوائل؛ وذلك لاحتوائها على ما يقارب 80% من الماء.
وتناول الحليب و المشروبات الخالية من الكافيين أيضاً، تعتبر طريقة جيدة لتعويض الماء اللازم للجسم. لكن المشروبات الحاوية على الكافيين، تعتبر مشروبات مدرة للبول إذا تم تناولها بكميات كبيرة.
مشكلة الجفاف
عندما تكون نسبة الماء في الجسم شحيحة ويعاني من الجفاف، تكون عواقب ذلك وخيمة جداً على النمو والصحة. واذا أهمل الانسان العلاج لوقت طويل، يمكن ان تؤدي هذه المشكلة الى الوفاة.
فعندما يعاني الجسم من مشكلة الجفاف، يكون الماء الخارج من الخلية (وبعدها الى خارج الجسم) أكثر من الماء الداخل للجسم عن طريق الشرب و الطعام.
ومن أعراض الجفاف المتعددة:
- العطش.
- جفاف في الفم واللسان.
- جفاف في حفرات الانف.
- ضعف القوة العضلية.
- دوخة.
- خفقان والتباس (بالإنجليزية:confusion).
- غياب العرق.
- حمى.
احتباس الماء
الكثير من الناس يعتقد ان الجمال فقط من تقوم بخزن الماء في السام؛ لاستعماله عند الحاجة، ولكن حتى الانسان يستطيع الحياة بضعة أيام بدون شرب الماء؛ و ذلك لقدرته اأيضا على احتباس الماء.
ولكن الجسم في الظروف الطبيعية، لا يقوم بحبس الماء في حال كان هناك كميات مناسبة منه في الجسم.
لذلك حتى لا يضطر جسمنا لاحتباس الماء، يجب علينا تناول كمية كبيرة من الماء وليس قليلة. فالامتناع عن تناول الماء، يسبب اعتلال في الجسم لانه يسبب اضطراب في كافة الوظائف الحيوية.
نصائح للحفاظ على الماء في الجسم
- التحضير جيداً قبل و بعد التمارين، وشرب 1.5 مل من الماء مقابل كل 1 غم من الوزن الضائع خلال التمرين.
- من الأفضل شرب كميات قليلة من الماء على فترات متعددة، من شرب كمية كبيرة مرات قليلة.
- ملاحظة لون البول دائماً، حيث يجب أن يكون شفافاً، فالبول داكن اللون يعتبر مؤشر على الجفاف.
- شرب الماء البارد يساعد على المحافظة على حرارة الجسم و تقليل التعرق.
- حمل قنينة من الماء لضمان شرب الماء طوال اليوم.
- شرب الماء صباحاً و قبل النوم؛ فخلال النوم يفقد الجسم كمية من الماء.
- خلال الإصابة بالحمى يفقد الجسم و بسهولة كمية كبيرة من الماء، لذا من الضروري وضع الماء بالقرب منا لتعويض الماء المفقود.
هل من الممكن أن يسبب الماء الضرر؟
الجواب نعم، حيث يقول الباحثون أن تناول ثلاث ليترات من الماء دفعة واحدة ربما يكون خطيراً جداً بالنسبة للشخص العادي، اذا لم يكن مسبوقا ذلك بجهد عضلي كبير. و رغم أن ذلك نادر الحصول إلا أنه يمكن أن يحدث.
عندما تدخل كميات كبيرة من الماء الى الخلية فإن الأنسجة تتمدد، و هذا يؤدي الى اختلال في نسبة الأملاح و الكهارل (Electrolytes). مما يسبب خفقان غير منتظم في القلب بالإضافة لمرور الماء نحو الرئتين ويمنع التنفس.
كذلك الحال فان هذا التمدد في أنسجة و خلايا الدماغ يمكن أن يؤدي الى الغيبوبة وربما الموت.
لذلك فشرب كمية كبيرة من الماء في فترة قصيرة، يشكل خطراً على الحياة.
ولنتذكر دائماً، أن المهم في الامر ليس كمية الماء الذي نشربه في المرة الواحدة، بل كمية الماء الذي نشربه خلال اليوم كاملاً. فالجسم يستطيع تحمل حتى 15 ليتر من الماء خلال 24 ساعة. لكن معظم الناس لا تصل أبداً إلى هذه الكمية الهائلة.
اقرأ أيضاً: الماء والملح مضمضة طبيعيّة لبيئة فمويّة صحيّة