تصاب العديد من النساء بألم الثدي (بالإنجليزية: Mastalgia) لعدة أسباب، قد يرتبط الألم بالدورة الشهرية ويكون دورياً ملازماً لها، أو لا يرتبط بالدورة الشهرية، وقد يكون منشأ ألم الثدي في بعض الأحيان من مكان آخر غير الثدي، لا يحدث ألم الثدي الواضح عادة مع الإصابة بسرطان الثدي.
يجري الطبيب تشخيصاً للحالة المرضية، ويبدأ العلاج بناءاً على سبب ألم الثدي، نتعرف في هذا المقال بمزيد من التفصيل على أسباب ألم الثدي، وأعراضه، وطرق العلاج.
محتويات المقال
أعراض ألم الثدي
يمكن تقسيم أعراض ألم الثدي الأيسر والأيمن إلى أعراض آلام الثدي المرتبطة بالدورة الشهرية (بالإنجليزية: Cyclic Breast Pain)، وأعراض آلام الثدي غير المرتبطة بالدورة الشهرية (بالإنجليزية: Non Cyclic Breast Pain)، كما يلي: (1)
أعراض ألم الثدي الدورية
تظهر الأعراض في الثديين معاً، وتتركز في الجزء العلوي الخارجي من الثدي، ويكون ألم الثدي قبل الدورة أو عند اقتراب الدورة الشهرية، إذ يزداد الألم قبل أيام قليلة من بدء الدورة الشهرية، وفي بعض الحالات قد يبدأ ألم الثدي قبل الدورة بأسبوع، من أهم أعراض آلام الثدي ما يلي: (1)(2)
- الشعور بثقل في الثدي، وانتفاخ، أو عدم راحة في منطقة الثدي، والذي يعد أوضح أعراض ألم الثدي قبل الدورة.
- الشعور بألم حارق في الثدي.
- تورم الثدي.
- ألم الثدي عند الضغط عليه.
- الشعور بوجود كتلة في الثدي، وهي من أشهر أعراض ألم الثدي أثناء الدورة الشهرية.
- انتشار الألم إلى تحت الإبطين، وعادة ما ينتشر الألم في المنطقة العليا الخارجية من الثدي.
تعاني النساء قبل سن انقطاع الطمث من ألم الثدي الدوري، أما النساء في سن اليأس فقد يشعرن بنفس الألم في حال كن يتناولن إحدى العلاجات الهرمونية البديلة. (1)
أعراض ألم الثدي غير الدورية
غالباً ما تصيب آلام الثدي غير الدورية ثدي واحد، ويتركز الألم في منطقة واحدة منه، إلا أنه قد ينتشر في أرجائه، ويشيع عند النساء في سن انقطاع الطمث، وقد يكون مستمراً أو يأتي على فترات، ويوصف بأنه شعور كالحرق في الثدي أو تقرح في الثدي. (2)
متى يكون ألم الثدي خطير؟ فيما يلي أهم أعراض ألم الثدي التي قد تشير إلى وجود التهابات في الثدي يجب الحذر منها: (1)
- أعراض التهاب الثدي أو ما يعرف بالتهاب قنوات الحليب (بالإنجليزية: Mastitis): مثل الشعور بالإعياء أو التوعك، والحمى، وتورم الثدي، والشعور بالألم وسخونة واحمرار الثدي، وتصف النساء الألم بأنه شعور حارق، وعند النساء المرضعات فإن الألم يكون أشد.
- أعراض ألم خارج الثدي (بالإنجليزية: Extramammary Pain): يكون مصدر ألم الثدي مكاناً آخر غير الثدي، رغم الشعور بأنه من داخل الثدي، على سبيل المثال، قد يكون مصدر الألم القفص الصدري أو عضلات الصدر، بسبب التهاب الغضروف الضلعي (بالإنجليزية: Costochondritis)؛ وهو الالتهاب الذي يصيب الغضروف في منطقة القفص الصدري، أو بسبب البرد، أو القلق الحاد، مما يؤدي إلى تقلص العضلات الوربية بين الأضلاع والشعور بالألم.
للمزيد: أعراض سرطان الثدي
أسباب ألم الثدي
تصاب النساء بألم الثدي لأسباب عديدة، لكن أهمها التقلبات الهرمونية، وإصابة الثدي بالتكيسات الليفية (بالإنجليزية: Fibrocystic Breast) أو ما يعرف بتلف الثدي، وبالرغم من أن الأسباب وراء ألم الثدي غالباً لا تكون واضحة، إلا أن هناك أسباب كثيرة الحدوث، منها مايلي: (4)
- التقلبات الهرمونية
تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات لدى النساء في الدورات الشهرية، مثل هرمون الإستروجين والبروجيستيرون، وينتج عن ذلك تورم الثدي، والشعور بالألم، وقد تشعر النساء كلما تقدم بهن العمر بازدياد الألم في الثدي، قد يختفي ألم الثدي في الحمل أو في فترة ما بعد انقطاع الحيض، وذلك بسبب زيادة تأثر المرأة بالهرمونات. (3)
في حال ارتباط ألم الثدي بالتقلبات الهرمونية، فإن الألم يظهر عادة قبل يومين إلى 3 أيام من نزول الدورة الشهرية، وقد يستمر خلال أيام الحيض كلها، تشمل الفترات التي تؤثر على الدورة الشهرية للمرأة، والتي قد تسبب ألم الثدي: (2)
- سن البلوغ.
- فترة الحمل.
- سن انقطاع الطمث.
اقرأ أيضاً: 4 من أهم أسباب ألم الثدي الأيسر
- تكيس الثدي
تمر النساء بتغيرات في الثدي عند تقدمهم في العمر، إذ يحدث استعاضة لنسيج الثدي بنسيج دهني، وذلك يسبب حدوث كيسات الثدي، وتليف الأنسجة، وهو ما يسمى بالثدي الكيسي الليفي (بالإنجليزية: Fibrocystic Breast Tissue)، وهو مرض حميد تماماً، لكن ينبغي تشخيصه بفحص عينة من الثدي وإرسالها للفحص النسيجي. (3)(4)
- أسباب ألم الثدي المتعلقة بالرضاعة الطبيعية
يعلم الجميع فوائد الرضاعة الطبيعية العديدة للأم وطفلها، إلا أنها قد تسبب بعض الآلام في الثدي، لعدة أسباب، منها الآتي ذكره: (2)
- التهاب الثدي.
- احتقان الثدي بحليب الأم، وهو من أشهر أسباب ألم الثدي عند الرضاعة الطبيعية.
- تشققات الحلمة التي قد تتطور إلى التهاب الثدي الارضاعي.
- أسباب أخرى لألم الثدي
قد تحدث آلام الثدي لأسباب أخرى، مثل: (2)(3)
- النظام الغذائي: يرتبط تناول الأغذية غير الصحية، التي تحتوي على الكثير من الدهون، أو الكربوهيدرات المكررة، بالمعاناة من آلام الثدي.
- تهيج الصدر: يحدث نتيجة ممارسة أنشطة رياضية معنية، مثل التجديف أو التزلج.
- حجم الصدر: يعد الثدي ذا الحجم الأكبر أكثر عرضة للإصابة بالألم، أو الانزعاج في الرقبة والكتفين.
- العمليات الجراحية للثدي: في حال إجراء عملية جراحية للثدي، فإن الألم قد يستمر عند تكون ندب بعد شفاء جرح العملية.
- التدخين: يزيد التدخين من مستويات الإبينفرين في أنسجة الثدي، وذلك يجعل المرأة المدخنة أكثر عرضة للمعاناة من ألم الثدي.
- البلوغ: يسبب البلوغ لدى الذكور والإناث حدوث تغيرات في مستوى الهرمونات في الجسم.
- الأدوية: ينصح باستشارة الطبيب في حال معاناة المرأة من ألم الثدي نتيجة الدواء، واستشارته حول إمكانية استبدال هذه العلاجات الدوائية، منها الأنواع التالية: (3)
-
- العلاجات الهرمونية منها بعض الأدوية التي تعالج العقم وموانع الحمل التي تؤخذ عبر الفم.
- مضادات الاكتئاب من مجموعة المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs مثل: الفلووكسيتين، والسيرترالين.
- مدرات البول قد تسبب هذه الآلام.
- المضادات الحيوية.
- أدوية القلب.
-
للمزيد: أسباب كتل الثدي
علاج ألم الثدي
يزول ألم الثدي الخفيف وحده دون الحاجة لتناول أي علاج، بينما يحتاج ألم الثدي الذي يرتبط بالدورة الشهرية إلى العلاج، ويتضمن علاج ألم الثدي ما يلي: (1) (2)
- مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الأسبرين.
- استعمال الأدوية الموضعية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وذلك عبر وضعها على منطقة الألم مباشرة لدى مصابات آلام الثدي غير الدورية.
- العلاجات الهرمونية تبعاً لوصف الطبيب:
- دواء دانازول (بالإنجليزية: Danazol، وهو هرمون صناعي له صلة بالتيستوستيرون، الذي يصفه الطبيب للحالات الشديدة من ألم الثدي خلال الدورة الشهرية.
- دواء تاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen، وهو أحد أدوية علاج سرطان الثدي، وتوصف هذه الأدوية لتثبيط نشاط هرمونات البروجسترون والاستروجين، مما يخفف التورم والألم في الثديين، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تسبب ظهور بعض الآثار الجانبية في حال استخدمت لفترات طويلة.
- أدوية منع الحمل التي تساعد في تنظيم مستوى الهرمونات.
ينصح باستشارة الطبيب حول إمكانية التوقف عن العلاجات الهرمونية، أو حبوب منع الحمل الفموية، لتخفيف أعراض آلام الثدي، وفي هذا الصدد أشارت الكثير من الأدلة إلى فعالية زيت زهرة الربيع المسائية في تخفيف ألم الثدي المرتبط بالدورة الشهرية، وذلك عند استخدامه بشكله الموضعي على الثدي المصاب مع تدليك لطيف، أو عن خلال تناوله فموياً على شكل كبسولات، لكن لمدة ثلاثة شهور متواصلة. (1)(4)
يركز الطبيب على علاج السبب الرئيسي لألم الثدي، بالإضافة إلى المسكنات، للسيطرة على أعراض الألم.
تدابير منزلية لتخفيف ألم الثدي
ينصح باتباع بعض التدابير المنزلية البسيطة التي من شأنها أن تقي أو تخفف من وجع الثدي البسيط: (1)
- ارتداء حمالة صدر مناسبة أثناء النهار، وحمالة صدر ناعمة وداعمة للصدر أثناء النوم، أما عند ممارسة التمارين الرياضية فينصح بارتداء حمالة صدر قطنية مخصصة للرياضة.
- التقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل القهوة، للسيطرة على ألم الثدي المرتبط بمرض الثدي الليفي الكيسي.
- الإقلاع عن التدخين، لأنه يضيق من الأوعية الدموية، ويزيد من فرص الإصابة بالالتهابات.
- استخدام بعض المراهم الموضعية التي تحتوي بتركيبتها على مسكنات الألم، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل جل الأيبوبروفين، أو جل الديكلوفيناك، ويوضع الجل عن طريق تدليك الثدي به.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن يحميك الفحص المبكر من مخاطر سرطان الثدي؟
يجب التأكيد على ضرورة فحص الثديين الذاتي من قبل المرأة نفسها كل شهر، بعيداً عن موعد الدورة الشهرية مع إمعان النظر إلى كل من الثديين أمام المرآة وملاحظه التناظر بينهما وأي اختلاف بالشكل، أو الحجم، أو اتجاه الحلمه، أو وجود غمز، أو شد بالجلد.
ينبغي أيضاً التوجه للفحص السريري لدى أخصائي جراحة عامة والذي يقوم بما يسمى بالتقييم الثلاثي، أي إجراء كلا من الأشعة الصوتية، أو أشعة الماموغرام (للنساء بعمر فوق 35 سنه بشكل خاص)، مع طلب الفحص النسيجي عند وجود أي كتلة. (4)