تصاب غدة البروستاتا المتواجدة لدى الرجال بالعديد من المشكلات الصحية، والتي يمكن أن تتشابه قليلًا من حيث الأعراض. لكن، لكل من هذه المشكلات أسباب وطرق علاج خاصة به. ولهذا، لا بد من التفريق بين أمراض البروستاتا المختلفة. [1]
في هذا المقال سنناقش الفرق بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد، اللذان يعدان من المشكلات الشائعة التي تصيب البروستاتا، بالإضافة إلى الفرق بين احتقان البروستاتا والتهاب البروستاتا.
محتويات المقال
يعد كلًا من التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد من المشكلات الشائعة التي تصيب غدة البروستاتا عند الرجال. وهناك تشابه كبير ما بين أعراض التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد، إلا أنهما يختلفان من حيث الأسباب وطرق العلاج، كما يمكن أن يكون لكل منهما أعراض خاصة به وتميزه عن الآخر. [1،2]
وفيما يلي نذكر الفرق بين تضخم البروستاتا الحميد والتهاب البروستاتا:
ما هو التهاب البروستاتا؟
يشير مصطلح التهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Prostitis) إلى أي التهاب يحدث في غدة البروستاتا، والذي يمكن أن يكون سببه التعرض لإصابة مؤلمة في البروستاتا أو الذي يمكن أن يحدث نتيجة وصول البكتيريا إلى البروستاتا من خلال البول أو أثناء ممارسة الجنس. [2،3]
يعد التهاب البروستاتا شائعًا لدى الرجال ما دون الخمسين عامًا، كما يمكن أن يكون التهاب البروستاتا إما حادًا بحيث تظهر أعراضه وتتفاقم بسرعة، أو مزمنًا بحيث تستمر أعراضه لفترة زمنية طويلة أو أنها تظهر وتختفي ما بين الحين والآخر. [3،4]
ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟
يعرف تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia) على أنه تضخم وزيادة في حجم غدة البروستاتا والذي ينجم عن أسباب غير معروفة تتسبب بزيادة تكاثر وانقسام خلايا غدة البروستاتا، وهي حالة يزداد خطر الإصابة بها مع تقدم الرجال في العمر، حيث أنها تحدث عادة عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. [1،2]
وما يجب التنويه إليه أن تضخم البروستاتا وزيادة حجمها يمكن أن لا يرتبط فقط بالإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، وإنما يمكن أن يحدث نتيجة لأسباب أخرى، بما فيها التهاب البروستاتا أو سرطان البروستاتا. [1]
الفروقات ما بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا؟
يكمن الفرق ما بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد فيما يلي:
الفرق من حيث الأعراض
يوجد تداخل ما بين الأعراض الخاصة بكل من التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد، إلا أن أعراض التهاب البروستاتا غالبًا ما تبدأ بشكل مفاجئ وسريع وتكون مكثفة، أما أعراض تضخم البروستاتا الحميد، فهي تتطور وتتفاقم بشكل تدريجي مع مرور الوقت. [2]
وبالرغم من وجود تشابه كبير ما بين أعراض كلا الحالتين، إلا أن هناك أعراض يمكن أن تميز كل مرض عن الآخر، فمثلًا تشمل أعراض تضخم البروستاتا الحميد ما يلي: [1،2]
- الحاجة إلى التبول بشكل متكرر أثناء النهار أو الليل.
- الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول.
- صعوبة في بدء عملية البول.
- انخفاض في قوة تدفق البول.
- استمرار الشعور بالحاجة إلى التبول على الرغم من القيام بالتبول مؤخرًا.
- الشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل والحاجة إلى الدفع أو الضغط لتفريغها بشكل كامل.
أما حول أعراض التهاب البروستاتا فهي تختلف باختلاف المسبب الرئيسي للمشكلة، لكنها تشمل بشكل عام ما يلي: [1-3]
- ألم أو انزعاج في منطقة الحوض، كما يمكن أن يمتد إلى منطقة أسفل البطن، أو أسفل الظهر، أو الفخذ، أو منطقة العجان.
- ألم أو حرقان أثناء التبول.
- التبول بشكل متكرر والحاجة الملحة للتبول.
- صعوبة في بدء التبول أو ضعف تدفق البول.
- ألم أو إزعاج في المنطقة التناسلية أو الخصيتين.
- خروج الدم والقيح في البول أو السائل المنوي.
- القذف المؤلم.
- أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل الحمى، والقشعريرة، وآلام الجسم.
للمزيد: تعرف على أعراض التهاب البروستاتا
الفرق من حيث الأسباب
يكمن الفرق بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد أيضًا من حيث الأسباب، فسبب تضخم البروستاتا الحميد هو نمو وتكاثر حميد في خلايا الغدة والذي يؤدي إلى تضخمها. لكن، إلى الآن من غير المعروف ما هي الأسباب المؤدية لهذا النمو، لكن من المتوقع أن يكون مرتبط بالتغيرات الهرمونية التي تحدث مع تقدم الرجال في العمر. [1،5]
أما حول حول أسباب التهاب البروستاتا، فهي تختلف باختلاف نوعه، فمن الممكن أن يحدث دون سبب واضح، وهي حالة تسمى بالتهاب البروستاتا المزمن أو متلازمة ألم الحوض المزمن. كما يمكن أن يكون حدوث التهاب البروستاتا المزمن مرتبطًا باستجابة الجهاز المناعي بعد الإصابة بالتهاب المسالك البولية. [1،2،4]
أما حول أسباب التهاب البروستاتا البكتيري الحاد، فهو غالبًا ما يحدث نتيجة إصابة غدة البروستاتا بالبكتيريا التي يمكن أن تتواجد في مجرى البول. وما يشكل 75% من حالات التهاب البروستاتا البكتيري المزمن تحدث بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية والذي يستمر لفترة زمنية طويلة بسبب عدم كفاية العلاج أو بسبب مشكلة هيكلية أو وظيفية في المسالك البولية. [1]
اقرأ أيضًا: أضرار تضخم البروستاتا
الفرق من حيث العلاج
نظرًا لاختلاف طبيعة كل مرض ومسبباته فإن طرق العلاج المتاحة ستختلف لكل من التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد، حيث تتضمن طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد ما يلي: [2،4]
- الأدوية، والتي تساعد في التخفيف من أعراض تضخم البروستاتا الحميد، وتشمل ما يلي:
- حاصرات ألفا، والتي تعمل على استرخاء عضلات البروستاتا وعنق المثانة، مما يحسن تدفق البول.
- مثبطات اختزال ألفا 5، والتي يمكن أن تساعد على تقليص حجم غدة البروستاتا بمرور الوقت.
- مدرات البول، والتي تساعد على زيادة كمية البول.
- الإجراءات طفيفة التوغل، والتي يمكن أن تكون مفيدة للأفراد الذين يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة، حيث أنها تهدف إلى إزالة أو تقليل أنسجة البروستاتا الزائدة، مما يساعد على تخفيف الأعراض البولية، وتشمل ما يلي:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل.
- العلاج بالليزر.
- شق البروستاتا عبر الإحليل.
- الجراحة، والتي يتم اللجوء إليها في الحالات الأكثر تقدمًا أو عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعالة، والتي تتضمن إجراء عملية مفتوحة لاستئصال البروستاتا من أجل إزالة جزء أو كل غدة البروستاتا.
أما حول علاج التهاب البروستاتا، فيعتمد على السبب الرئيسي للمشكلة، وهو كما يلي: [1،2]
- التهاب البروستاتا البكتيري سواء أكان حادًا أو مزمنًا، فيتم استخدام المضادات الحيوية، مثل الفلوروكينولونات أو التريميثوبريم، والتي يمكن أن يحتاج المريض لتناولها لمدة تتراوح من 4 إلى 8 أسابيع. كما يمكن أن يتم حقن المضادات الحيوية مثل الجنتاميسين أو الدوكسيسيكلين مباشرة في الغدة، وذلك في بعض الحالات من التهابات غدة البروستاتا المقاومة أو لا تستجيب للعلاج.
- التهاب البروستاتا البكتيري المزمن والتهاب البروستاتا المزمن أو متلازمة آلام الحوض، فيتم أيضًا استخدام المضادات الحيوية، إلى جانب الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات ألفا ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- التهاب البروستاتا الذي لا يرافقه أعراض، فعادة لا يحتاج إلى علاج لدى معظم المرضى. لكن، يمكن أن يصف بعض الأطباء المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية لهذه الحالة.
كيفية تمييز كلا الحالتين عند الطبيب
من أجل التفريق بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد وتحديد أي منهما يعاني منه الفرد، سيقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل، والتي يمكن أن تتضمن ما يلي: [2،4]
- الفحص السريري، والذي يتضمن غالبًا إجراء فحص المستقيم الرقمي، حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبعه مرتديًا القفاز داخل المستقيم من أجل فحص غدة البروستاتا وتحديد حجمها، كما يمكن أن يساعد هذا الفحص على اكتشاف أي علامات للالتهاب أو الألم أو التشوهات في غدة البروستاتا.
- فحوصات البول، والتي تساعد على الكشف عن العدوى أو أية علامات غير طبيعية في البول.
- تحليل سائل البروستاتا أو تحليل السائل المنوي، حيث يمكن أن يساعد في الكشف عن وجود البكتيريا أو علامات الالتهاب.
- اختبارات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والتي تساعد في تحديد حجم البروستاتا واستبعاد أية حالات صحية أخرى يمكن أن يعاني منها الرجل.
- تنظير المثانة، وهو إجراء يستخدم لرؤية الجزء الداخلي من مجرى البول والمثانة، والذي يساعد على استبعاد إصابة الرجل بمشاكل في المثانة.
- أخذ خزعة من غدة البروستاتا، وذلك لفحصها تحت المجهر والتأكد من عدم إصابة الرجل بسرطان البروستاتا.
الفرق بين احتقان البروستاتا والتهاب البروستاتا
يتم الخلط كثيرًا ما بين احتقان البروستاتا والتهاب البروستاتا، إلا أنه يجب التفريق ما بينهما، حيث أن احتقان البروستاتا يعد حالة طبية تصيب الغدة البروستاتا والتي تمثل تورم غدة البروستاتا وذلك بسبب تراكم السوائل الزائدة بداخلها. [6]
لا يعد احتقان البروستاتا مرضًا بحيث ذاته وإنما يعد عرضًا يمكن أن يرافق العديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب غدة البروستاتا. ويعد التهاب البروستاتا أحد الأسباب الشائعة لاحتقان البروستاتا، ومن الأسباب الأخرى لاحتقان البروستاتا ما يلي: [6]
- بعض الممارسات الجنسية غير الطبيعية، مثل ممارسة الجماع بشكل مفرط، وقطع عملية الجماع بشكل مفاجئ، وممارسة العادة السرية بشكل متكرر، والامتناع عن ممارسة الجنس لفترة طويلة.
- الضغط المباشر على منطقة العجان، وذلك نتيجة ركوب الدراجات أو ركوب الخيل لفترة طويلة.
- اتباع نمط الحياة غير الصحي، والذي يشمل شرب الكحول، والتدخين، والإكثار من تناول الأطعمة الحارة والدسمة.
- الإصابة بالبرد، فمن الممكن أن يحفز البرد الإثارة العصبية الودية، مما يؤدي إلى زيادة ضغط مجرى البول وتقلص قناة الغدة البروستاتاتية، مما يعيق خروج سائل البروستاتا، وبالتالي حدوث احتقان البروستاتا.
- تدليك البروستاتا بطريقة غير صحيحة أو بشكل متكرر.
نهاية، على الرغم من تشابه بعض الأعراض الخاصة بهما، إلا أنه لا بد من التفريق ما بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد، فهما يعدان مشكلتان منفصلتان واللتان تختلفان من حيث الأسباب وطرق العلاج، كما من الممكن أن يكون هناك اختلاف في بعض الأعراض الخاصة بكل منهما. كما من المهم التفريق بين احتقان البروستاتا والتهاب البروستاتا، فالتهاب البروستاتا يمكن أن يرتبط باحتقانها، إلا أن ليست جميع حالات احتقان البروستاتا تكون ناجمة عن التهاب غدة البروستاتا.
اقرأ أيضًا: أدوية علاج احتقان البروستاتا