شق الشفة أو الشفة الأرنبية (بالأنجليزية: Cleft lip) عبارة انفصال في الشفة العلوية والتى تبدو منقسمة وبها يظهر فتحة أو فجوة على السطح الخارجي يمتد غالباً هذا الانفصال ليصل إلى اللثة العلوية أو إلى الى الأنف شاملاً معه عظام الفك العلوي، وهو أكثر العيوب الخلقية حدوثاً فى منطقة الرأس والوجه وبالسابق كان يطلق عليه الشفة الأرنبية لأنها الشفة العليا للطفل تشبه شفة الأرنب المشقوقة.
أما بالنسبة إلى شق الحنك أو الحنك المشقوق (بالأنجليزية: Cleft palate) فهو عبارة عن انشقاق في الحنك، وهو الجزء الفاصل بين تجويف الفم وتجويف الأنف ويسمى أحياناً بسقف الفم، وقد يصيب هذا الانشقاق كلا من الحنك الصلب (بالأنجليزية: Hard palate) وهو الجزء الأمامي العظمي (يكون غضروفياً فى الأطفال الصغار) من سقف الفم، أو الحنك الرخو (بالأنجليزية: Soft palate).
للمزيد: الشفة الأرنبية
ما هي مكونات الشفة الطبيعية؟
تتكون الشفة الطبيعية السليمة بكل مما يلي:
- عضلات الشفة (بالأنجليزية: Orbicularis Oris).
- الجلد.
- الغشاء المخاطي الداخلي (بالأنجليزية: Mucous Membrane).
- الغشاء المخاطي الأحمر (بالأنجليزية: Red Margin, Vermilion) الخارجي للشفة.
- عظام الفك (بالأنجليزية: pre-maxilla).
ما هي أنواع شق الشفة الخلقي؟
تتعد أنواع شق الشفة الخلقي كالتالي:
- شق أحادى، وهو عبارة شق منفرد في الشفة العليا في أحد جانبي الجزء الأوسط لها.
- الشق المزدوج، وهو عبارة عن شقين في الشفة العليا متناظرين على جانبي الجزء الأوسط لها.
- الشق الكامل، يمكن أن يكون شق الشفة الأحادى أو المزدوج كاملاً إذا كان الشق يصل إلى فتحة الأنف.
- شق ناقص، حين لا يصل الشق إلى فتحة الأنف يسمى شقا ناقصاً.
تصل نسبة الإصابة بتشوهات الشفة الأرنبية سواءاًً ارتبط ذلك بـالإصابة أيضا بتشوهات الحنك أو عدمها إلى ما يقارب 1 لكل 750 ولادة. وعند مقارنة المعرضين للإصابة بهذه التشوهات بين الذكور والأناث، نجد أن إصابة الذكور بتشوهات الشفة سواء كان ذلك مرتبطا بالإصابة بتشوهات الحنك أو عدمها تصل إلى الضعف بالنسبة للإناث.
أما بالنسبة لتشوهات الحنك، فإننا نجد أن إصابة الأناث بتشوهات الحنك فقط تصل أيضاً إلى الضعف بالنسبة للذكور ولكن دون أن يرتبط ذلك بالإصابة بتشوهات الشفة.
للمزيد: توقف التنفس واختلال النوم أكثر شيوعا عند الأطفال المصابين بالحنك المشقوق
ما هي أسباب شق الشفة أو شق سقف الحلق؟
مازالت أسباب الإصابة بتشوهات الشفة والحنك في معظم حالاتها مجهولة حتى الآن، و يعتقد معظم العلماء أن أسباب الإصابة تعود إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، ومن أهم أسباب شق الشفة ما يلي:
أسباب جينية وراثية
الدليل على ذلك زيادة الإصابة بهذه التشوهات في العائلات التي قد أصيب فيها أحد أفرادها من قبل، وقد أمكن تحديد بعض الكروموسومات التى تكون عادة موجودة فى الأطفال الذين يعانون من وجود شق الشفة أو الحلق.
الأسباب البيئية
تشمل الأسباب البيئية كلاً مما يلي:
- الأدوية، تناول الأم خلال فترة الحمل بعض أنواع الأدوية التي قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الجنين. من بين هذه الأدوية أدوية الصرع ، بعض أدوية القلب، أدوية علاج حب الشباب والتي تحتوي على (Accutane)، أو الكورتيزونات (بالأنجليزية: Cortisone).
- بعض الأمراض المختلفة، قد تحدث الإصابة نتيجة لتعرض الأم خلال مراحل نمو الجنين داخل رحمها الفيروسات مثل الحصبة الألمانية، والأنفلونزا، وغيرها من الأمراض.
- سوء التغذية، للحامل لكثير من العناصر الغذائية المهمة مثل الفيتامينات والعناصر والأملاح الضرورية. مثلاً حمض الفوليك (بالأنجليزية: Folic acid) من الفيتامينات الضرورية لبناء والتحام الشفة في الأسابيع الأولى للطفل وهو داخل رحم الأم.
للمزيد: تغذية المراة اثناء الحمل
المشاكل الصحية التي ترافق الاصابة بتشوهات الشفة والحنك
من أهم الأضطرابات المتعلقة بتشوهات الشفة والحنك ما يلي:
التهابات الأذن الوسطى والسمع
تحدث التهابات الأذن الوسطى نتيجة لقرب قناة الأذن الوسطى الموصلة بين الحلق والأذن، من العيب الخلقي وفشل العضلات المحيطة به فإن العديد من هؤلاء الأطفال يتكرر عندهم الالتهابات الأذن الوسطى مما قد يسبب ضعف في السمع.
لأنهم أكثر عرضة من غيرهم لتراكم المواد الغذائية السائلة في الأذن الوسطى. من الممكن أن تؤدي التهابات الأذن الحادة إلى فقدان حاسة السمع إذا تركت دون علاج، ولمنع تطور الحالة إلى الأسوء يتم وضع صمامات معينة في الأذن الوسطى للطفل المصاب لمساعدته على صرف المواد السائلة.
مشاكل الرضاعة
نتيجة لوجود ذلك الشق أو الأنفصال في الشفة او الحنك فإن الأطعمة والسوائل تنتقل من خلف الفم إلى الأنف. و لحسن الحظ، تتوفر زجاجات الرضاعة المصممة لمساعدة الطفل المصاب بإنزال المواد السائلة من الفم إلى المعدة مباشرة. قد يحتاج الأطفال المصابون بتشوه الحنك إلى استخدام حنك صناعي لمساعدتهم في تناول الطعام .
اضطرابات النطق
قد يواجه الأطفال المصابون بتشوهات الشفة والحنك أيضاً بعض المتاعب في القدرة على الكلام بالشكل الصحيح. حيث إن مخارج حروفهم تكون أنفية وصعوبة في فهم ما يقولونه. فإن هذه المشكلة لا يعاني منها جميع الأطفال المصابين بتشوهات الشفة أو الحنك، وأن التدخل الجراحي يساهم في حل المشكلة جذرياً عند بعض المصابين. والافضل استشارة أخصائي النطق.
اضطرابات نفسية
قد يؤدي تشوه الشفة إلى صدمة نفسية للأبوين وكذلك للطفل عند دخوله الروضة أو المدرسة وذلك لكثرة التعليق من قبل الزملاء. بعض الحالات تحتاج لاستشارة طبيب نفسي للأطفال. وكذلك التشوهات المصابة للحالة مثل تشوهات الأنف التي تنعكس سلباً على المريض تحتاج لأخصائى تجميل متمرس لإزالة هذه التشوهات أثناء العملية الأولى أو لاحقاً وحسب مقدار التشوه
اضطرابات تصيب الأسنان
مثل تسوس الأسنان أو اعوجاج الأسنان وخاصة في التشوهات الكبيرة التي تصيب الفك، وتحتاج أخصائي طب وتقويم الاسنان.
ما هوعلاج تشوهات الفك والشفة؟
يعتمد علاج التشوهات الخلقية للشفة والحنك تحتاج لاختصاصات متعددة من الأطباء للحصول على النتيجة المثلى في العلاج والتقليل من مضاعفاتها.
- يجب مراجعة أخصائي التجميل وذلك لتحديد موعد إجراء عملية إعادة بناء الشفة والتي تكون عادة بعد اكتمال الشهر الثالث بعد الولادة غير أنه فى بعض الحالات قد نقوم بعملية إصلاح شق الشفة قبل هذا الموعد.
- عمليات إصلاح شق سقف الحلق فتكون بعد الشهر السادس من الولادة ويمكن أن ننتظر حتى يكمل الرضيع ثمانية عشر شهراً بعد ولادته.
- مراجعة جراحية لتجميل الشفة أو تجميل الأنف وذلك بعد اكتمال نمو الهيكل العظمي والغضروفي الوجه والأنف، لكن عملية العلاج لسيت فقط جراحية فلابد من متابعة طبيب أطفال و أخصائي أنف وأذن وحنجرة لمتابعة حالة الأذن وعلاج أي التهابات أو مشاكل فى السمع أخصائي.
- بحاجة إلى أخصائى نطق لتعليم و تدريب الطفل على النطق السليم للكلمات تعليمه المخارج الصحيحة للحروف وعلاج الخناقة التى تكون لدى معظم الأطفال الذين يعانون من شق الحنك.
- قد يحتاج الطفل أيضاً إلى عمل تقويم أسنان لدى أخصائي أسنان.
للمزيد: