يصاب العديد من الأشخاص بالصداع، وعندما يقيسون الضغط يجدون أن لديهم ارتفاع في ضغط الدم، فما علاقة الصداع مع ارتفاع ضغط الدم؟ وكيف يكون صداع الضغط المرتفع، وهل يصاب الفرد بالصداع أيضًا عند انخفاض الضغط، وما الفرق بين صداع الضغط المنخفض وصداع الضغط العالي، كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في المقال التالي. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
صداع ارتفاع ضغط الدم
يحدث صداع الضغط المرتفع عندما يرتفع ضغط الدم فجأة بشكل سريع وشديد، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط أكثر من 180/120 ملم زئبق، وهذا بدورخ يسبب ضغط شديد وعال داخل الجمجمة، وهو ما يطلق عليه في هذه الحالة ارتفاع ضغط الدم المتأزم أو نوبة ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertensive crisis).
يمكن التمييز حالات الصداع الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم المتأزم أو نوبة ارتفاع ضغط الدم بأنه لا يشبه الشعور بأي نوع من أنواع الصداع الأخرى، ولا يمكن علاج الشعور بالألم المصاحب له باستخدام مسكنات الألم أو علاجات الصداع التقليدية، مثل الأسبرين، حيث تكون غير فعالة في تسكين الألم، ويكون مكان صداع الضغط المرتفع في كلا الجهتين من الرأس، وهو أشبه ما يكون بالنبض، ويزداد سوءًا عند ممارسة الأنشطة اليومية.[1][2]
يمكن أن تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم الخبيث أو نوبة ارتفاع ضغط الدم ما يلي: [1][2]
- عدم وضوح الرؤية.
- ألم في الصدر.
- غثيان.
- صعوبة الكلام.
- احمرار الوجه.
- نزيف في الأنف.
- خدر أو ضعف.
- قلق شديد.
- ضيق في التنفس.
وقد أقرت جمعية القلب الأمريكية بأن صداع الضغط ليس واحدًا من الأعراض المرافقة لارتفاع ضغط الدم، وأكدت أن هناك نسب قليلة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يصابون بالصداع، كذلك أوضحت أن صداع الضغط ما هو إلا إشارة لعدم السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وحاجة المريض للالتزام بشكل أكبر في تناول أدوية الضغط كما تم وصفها له. [1][2]
اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم المفاجئ
علاج صداع الضغط المرتفع
يشعر المريض بصداع ضغط الدم عند حدوث أزمة ارتفاع ضغط الدم، أي عندما يرتفع الضغط لأكثر من 120/180 ملم زئبق، لذلك إذا كان االمريض يعاني من الصداع وارتفاع ضغط الدم، فيجب عليه اللجوء إلى العناية الطبية الفورية، لأنه بدون علاج يزداد احتمال خطر حدوث المزيد من تلف الأعضاء، أو الآثار الجانبية المهددة للحياة، حيث يمكن أن تؤدي أزمة ارتفاع ضغط الدم إلى مضاعفات خطيرة، تتضمن تلف دائم لبعض الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل الدماغ، والقلب، والكليتين.[1]
يصنف الأطباء الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم مع الأعراض الأخرى ذات الصلة كحالة طارئة لارتفاع ضغط الدم، وغالبًا ما تتطلب هذه الحالة التحكم في ضغط الدم باستخدام الأدوية الوريدية، ومن أشهر تلك الأدوية:1
- النيكارديبين (بالإنجليزية: Nicardipine).
- اللابيتالول (بالإنجليزية: Labetalol).
- نيتروبروسيد الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Nitroprusside).
يجدر بالذكر أنه من الضروري عدم محاولة المريض خفض ضغط الدم في المنزل، حتى لو كان لدى المرضى الأدوية الخافضة للضغط في المنزل، حيث يمكن أن يؤثر خفض ضغط الدم بسرعة كبيرة على تدفق الدم إلى الدماغ، مما يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها، لكن يجب لكن يجب الذهاب فورًا إلى الطوارئ لطلب العناية الطبية الفورية، حيث يمكن للأطباء مساعدتهم على خفض ضغط الدم في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة[1]
يمكن أيضًا تجنب حدوث صداع ضغط الدم المرتفع باستخدام الطرق التالية:[2]
- تناول الأطعمة المضادة للالتهاب: يمكن أن تساعد إضافة بعض الأطعمة إلى النظام الغذائي لمرضى ارتفاع ضغط الدم على التخلص من صداع الضغط المرتفع، تحدث بعض أنواع الصداع بسبب الالتهاب، حيث تساعد هذه الأطعمة على تقليل الالتهاب، وتحسين الدورة الدموية، مثل كرفس، والبنجر، وتوت، وبذور الكتان.
- تناول الحبوب: يساعد تناول الحبوب الكاملة على موازنة مستويات السكر في الدم، وبالتالي التحكم في الصداع النصفي، لكن يجب التأكد من تجنب الدقيق الأبيض إذا كان المريض يعاني من صداع شديد.
- استخدام الزيوت الأساسية: تعمل بعض الزيوت الأساسية، مثل النعناع والخزامى على تهدئة الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن تساعد هذه الزيوت في التخفيف من الشعور بالنبض في الرأس، خاصة في حالة الصداع الناتج عن الإجهاد.
اقرأ أيضًا: الأغذية المناسبة لمرضى ضغط الدم
طرق تقليل ضغط الدم
يمكن اتباع الإجراءات التالية لتقليل الضغط بالتزامن مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب أو يمكن الاكتفاء بهذه الإجراءات وحدها حسب طبيعة الحالة:[3]
- تقليل الوزن، يمكن ذلك من خلال تناول كميات قليلة من الوجبات المحتوية على سعرات حرارية عالية، وتناول كميات كبيرة من الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون، حيث يساهم تناول مثل هذه الوجبات في تقليل قرابة 1 مليمتر زئبق لكل واحد كيلو جرام خسارة من الوزن.
- اتباع النظام الغذائي المخصص لمرضى ضغط الدم (بالإنجليزية: DASH Diet)، يتمثل هذا النظام الغذائي بتناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومشتقات الألبان قليلة الدهون، واللحوم خالية الدهون، والمكسرات، وتجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات، واللحوم الحمراء، والزبدة، والوجبات المقلية، حيث يساعد اتباع مثل هذا النظام الغذائي في تقليل ضغط الدم قرابة 11 مليمتر زئبق.
- تقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم، ينصح بتقليل كمية الملح المستخدمة في تحضير الطعام والوجبات المصنعة السريعة، حيث يساهم ذلك في تقليل ضغط الدم قرابة 5 مليمتر زئبق، كما وينصح بتناول الخضروات، والفواكه، ومنتجات الألبان، والأسماك لزيادة نسب البوتاسيوم في الجسم وتقليل ضغط الدم بما نسبته 4 مليمتر زئبق.
- الالتزام بممارسة الأنشطة الرياضية، تساهم ممارسة الأنشطة الرياضية مثل المشي السريع، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية لمدة 150 دقيقة خلال الأسبوع وممارسة تمارين القوة عدة مرات خلال الأسبوع في تقليل ضغط الدم قرابة 14 مليمتر زئبق.
- التوقف عن التدخين، يساهم التوقف عن التدخين في تقليل ضغط الدم قرابة 9 مليمتر زئبق.
اقرأ أيضًا: حمية داش DASH diet لمصابي ارتفاع ضغط الدم
الفرق بين صداع الضغط العالي والمنخفض
يحدث صداع الضغط المنخفض نتيجة لنقص السائل الدماغي النخاعي حول المخ نتيجة حدوث تسرب السائل الدماغي النخاعي، وتتضمن الأعراض التقليدية لصداع الضغط المنخفض حدوث صداع يزداد سوءًا عند الجلوس أو الوقوف، ويشار إليه بالصداع الانتصابي، يمكن أيضًا أن يسبب ظهور أعراض أخرى، مثل ازدواج الرؤية، أوالدوخة، أو طنين الأذن.[4]
يمكن علاج صداع الضغط المنخفض باستخدام الأدوية المسكنة للألم، أو تناول السوائل والكافيين،حيث يزيد ذلك من إنتاج السائل النخاعي، ويمكن إعطاء السوائل عن طريق الفم.[4]
بينما يحدث صداع الضغط العالي بسبب الضغط العالي داخل الجمجمة عندما يكون هناك المزيد من السائل الدماغي النخاعي حول المخ، مما يشكل ضغط على الدماغ مسببًا الإصابة بالصداع، وتشمل أهم أعراض صداع الضغط العالي وجود ألم يشبه الصداع النصفي، ويكون غالبًا أسوأ في الصباح، صداع الذي يزداد سوءًا مع السعال، أو العطس، أو المجهود، وغالبًا ما يكون شديد ويستمر لفترة طويلة.[4]
تعد السمنة هي أهم عوامل الإصابة بصداع الضغط المرتفع، لذلك يعتمد العلاج بشكل أساسي على إنقاص الوزن، حيث يث يساعد فقدان الوزن على تقليل الضغط على الدماغ، وبالتالي التخلص من الصداع.[4]