التسمم الغذائي (بالإنجليزية: Food Poisoning) حالةٌ شائعة تحدث عند تناول طعام ملوث، أو فاسد، أو سام، مما يُسبب أعراضًا مزعجة، مثل الغثيان، والتقيؤ والإسهال، ويلعب النظام الغذائي دورًا كبيرًا في التعافي من التسمم الغذائي. [1]

لهذا السبب قدمنا لك دليلًا شاملًا عن الأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي، والأطعمة التي عليك تجنبها حتى تتعافى بسرعة:

طبيعة الأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي

يُفضل أن يتجنب المريض تناول الطعام والشراب خلال أول 6 ساعات من التسمم الغذائي، خاصةً إذا كان يُعاني من غثيان أو تقيؤ وإسهال؛ كي تهدئ معدته قليلًا وتتحسن أعراضه. لكن بعد بضع ساعات يُمكنه اتباع النصائح الآتية: [9][10][12]

الإكثار من شرب الماء والسوائل

من الشائع أن يُصاب مريض التسمم الغذائي بالجفاف؛ فهو يفقد كمياتٍ كبيرة من السوائل في وقت قصير عند حدوث التقيؤ أو الإسهال، لذلك يُوصى بالإكثار من شرب الماء والسوائل؛ لترطيب الجسم وتعويض السوائل التي فقدها، خاصةً خلال الأيام الأولى، من الأمثلة على السوائل التي يُنصح بتناولها: [1][2]

  • المشروبات الرياضية:

والتي تُساعد على تعويض الأملاح التي يفقدها الجسم أيضًا.

  • عصائر الفواكه:

فهي تحتوي على الكربوهيدرات أيضًا، مما يمد الجسم بالطاقة، لكن يُفضل تحضيرها في المنزل، وتجنب العصائر الجاهزة فهي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من السكر المضاف، وهذا قد يزيد الإسهال.

  • ماء جوز الهند:

فهو يحتوي على الكربوهيدرات، التي تمد الجسم بالطاقة وتُخفف الشعور بالإرهاق، كما أنه يُساعد على تعويض الأملاح التي فقدها الجسم.

  • شاي بعض الأعشاب:

مثل شاي البابونج، أو النعناع والزنجبيل؛ فهي تُساعد على تهدئة المعدة، لكن ننصح بتناولها دون إضافة السكر؛ لأنه يزيد الإسهال.

  • الشوربات الخفيفة:

مثل مرق اللحم أو الدجاج.

كما يستطيع المريض استخدام أملاح الإماهة الفموية (Oral Rehydration Salts -ORS)؛ التي تُباع في الصيدلية، وتحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيوم وسكر الدكستروز، وتُستخدم لتعويض السوائل والأملاح التي فقدها الجسم. يمكن استخدامها باتباع هذه الخطوات: [3][11]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • إفراغ محتويات كيس من أملاح الإماهة الفموية في زجاجة من الماء (1 لتر).
  • رج العبوة جيدًا حتى تذوب الأملاح تمامًا.
  • يُمكن تناول رشفات صغيرة من المحلول، خاصةً بعد الإسهال.
  • تختلف الكمية المسموح بها حسب عمر المصاب؛ فمثلًا يُعطى الأطفال لترًا واحدًا يوميًا، بينما يُمكن للبالغين تناول حتى 3 لترات من المحلول.

 

التركيز على الأطعمة سهلة الهضم

يستطيع مريض التسمم الغذائي أن يبدأ بتناول الطعام إذا شعر بالجوع وتحسّن الغثيان لديه، لكن يجب أن يتبع نظام برات الغذائي (بالإنجليزية: BRAT Diet)، والذي يُركز على تناول الأطعمة سهلة الهضم والخفيفة على المعدة، مثل: [2][5]

  • الموز.
  • الأرز الأبيض.
  • الخبز الأبيض المحمص.
  • رقائق حبوب الإفطار.
  • البسكويت المملح.
  • صلصة التفاح.
  • عصيدة الشوفان.
  • البطاطا المهروسة أو المشوية.
  • حلوى الجيلي.

حيث تُساعد هذه الأطعمة على تخفيف الإسهال، كما تحتوي على الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، لكن يُوصى بعدم اتباع هذا النظام الغذائي لمدة طويلة، حيث ذكرت دراسة أنّه يُسبب سوء التغذية عند اتباعه لأسبوعين أو أكثر؛ لأنه لا يُزود الجسم بكمية كافية من بعض العناصر الغذائية، مثل البروتين والألياف. [2][12]

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك

يُمكن أن يعود المريض لنظامه الغذائي تدريجيًا إذا خفت أعراضه وشعر بالتحسّن، وعادةً ما يحدث ذلك بعد مرور يومين تقريبًا، لكن يُفضل أن يركز على تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك أو البكتيريا النافعة (بالإنجليزية: Probiotics)؛ فهي تُعزز توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهذا ينعكس إيجابًا على صحة الجهاز الهضمي والمناعة، ومن الأمثلة عليها الآتي: [6][7]

  • الزبادي.
  • بعض أنواع المخللات، خاصةً مخلل الملفوف الكوري (الكيمتشي).
  • لبن الكفير.
  • الصويا المخمرة (التمبيه).

 

تناول المزيد من البريبيوتك

يُوصى بتناول الأطعمة الغنية بالبريبيوتك (بالإنجليزية: Prebiotics) بعد أن تتحسّن أعراض التسمم الغذائي، والبريبيوتك نوعٌ من الألياف غير القابلة للهضم، وتتغذى عليه بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يُعزز صحة الجهاز الهضمي، ومن الأمثلة عليها: [6][7]

  • نبات الهليون.
  • الشمندر.
  • الثوم.
  • الهندباء.
  • البصل.
  • الخرشوف أو الأرضي شوكي.
  • القمح.
  • الشعير.
  • الجاودار.
  • العسل.
  • البندورة.
  • فول الصويا.
  • حليب البقر.
  • البازيلاء.
  • الفاصولياء.
  • الأعشاب البحرية.

أطعمة يجب تجنبها عند التعرض للتسمم الغذائي

يجب أن يتجنب مريض التسمم الغذائي الأطعمة الآتية حتى يتعافى تمامًا: [2][7][8]

  • الأطعمة الغنية بالدهون:

الدهون تستغرق وقتًا طويلًا ليتم هضمها، وتُؤخر عملية إفراغ المعدة؛ حيث يتحرّك الطعام بصورة بطيئة عبر الجهاز الهضمي عندما نتناول أطعمة دسمة كالمقالي مثلًا، وهذا يزيد الانتفاخ والغثيان عند الإصابة بالتسمم.

  • الأطعمة الحارة والمتبلة:

فهي قد تُسبب تهيّج المعدة، مما يزيد حرقة المعدة والغثيان.

يستغرق هضم البروتينات مدة أطول مقارنةً بالكربوهيدرات، لذلك يفضل تجنبها إلى أن يتعافى المريض.

  • الأطعمة الحمضية:

يُفضل تجنب البندورة والحمضيات كالبرتقال والليمون إذا كان المريض يُعاني من الحرقة.

  • منتجات الألبان:

تزيد منتجات الألبان الإسهال وآلام المعدة لدى بعض المرضى، لذا يُوصى بتجنب الحليب ومنتجاته خلال أول 3 أيام من الإصابة بالتسمم الغذائي.

  • الحلويات والسكريات:

فهي تزيد الإسهال سوءًا.

  • الكافيين:

يجب تجنب القهوة والشوكولاتة وغيرها من الأطعمة الغنية بالكافيين؛ لأنه يزيد الإسهال سوءًا.

نصائح أخرى أثناء التعافي من التسمم الغذائي

يُوصى باتباع النصائح الآتية عند الإصابة بالتسمم الغذائي: [2][5]

  • التخلص فورًا من الطعام الذي يشك المريض أنه سبب التسمم.
  • الانتظار لمدة ساعة على الأقل وتجنب تنظيف الأسنان مباشرةً بعد التقيؤ؛ فهذا قد يُضعف مينا الأسنان بسبب أحماض المعدة.
  • المضمضة بمحلولٍ من الماء والملح أو بيكربونات الصوديوم.
  • أخذ قسطٍ من الراحة كلما شعر المريض بالتعب.
  • استشارة الطبيب أولًا قبل استخدام أي دواء لعلاج الإسهال أو التقيؤ.
  • مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي أعراض مقلقة، مثل:
    • ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية.
    • نزول دم في البراز.
    • استمرار الإسهال لأكثر من 3 أيام.
    • التقيؤ الشديد والمستمر.
    • الألم الشديد.
    • علامات الجفاف، مثل احتباس السوائل وجفاف الفم والحلق.

اقرأ أيضًا: علاج التسمم الغذائي في المنزل.

 

نصيحة الطبي

يلعب الأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي دورًا كبيرًا في التعافي، فمع أنّك يجب أن تتجنب الطعام وتدع معدتك ترتاح خلال الساعات الأولى، إلا أنك تستطيع تناول الأطعمة سهلة الهضم بعد أن يخف شعورك بالغثيان، ومن الأمثلة عليها الموز، والخبز المحمص والأرز الأبيض، كما يجب أن تكثر من شرب الماء والسوائل؛ كي لا تصاب بالجفاف، وبعد أن تزول الأعراض يُمكنك العودة لنظامك الغذائي المعتاد تدريجيًا.

ويمكنك استشارة طبيبٍ مختص عن بعد عبر موقع الطبي إذا كنت تُصاب بالتسمم الغذائي كثيرًا؛ ليُساعدك على اتخاذ خطواتٍ بسيطة تحمي صحتك.