تتعرض المرأة لتغيرات جسدية وهرمونية هائلة أثناء الحمل وبعد الولادة، ويعد توسع المهبل إحدى المشكلات التي يمكن أن تواجهها المرأة بعد الولادة، والتي تؤثر بشكل كبير على حياة المرأة وتتسبب في الشعور بالألم، والانزعاج، والقلق.
لذلك سنتناول الحديث في هذا المقال عن أسباب تمدد المهبل بعد الولادة وأفضل طرق تضييق المهبل الطبيعية والجراحية الممكنة والآمنة.
محتويات المقال
كيف تؤثر الولادة على المهبل؟
تسبب عملية الولادة حدوث تمدد وتراخي في عضلات المهبل في بعض الحالات، إذ تحتوي أنسجة المهبل على الكولاجين والإيلاستين الذي يساعده على التمدد والتوسع لاستيعاب الولادة المهبلية، وعادةً تمدد الأنسجة الأساسية لقناة أثناء الولادة الأولى بشكل كبير، وقد تحدث بعض التمزقات الصغيرة، ويمكن أن تقلل هذه التمزقات من مرونة المهبل، وتجعله غير قادر على العودة إلى حجمه الأصلي بالكامل.[1]
اقرأ أيضًا: توسع المهبل بعد الولادة الطبيعية
تتعرض معظم النساء غالبًا لهذه الحالة بعد الولادة، ولكن عادة ما تهدأ الأعراض بعد 3 أشهر، وفي بعض الحالات يمكن أن تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر.[1]
وتعد هذه الحالة أكثر شيوعًا عندما تزيد أعمار النساء عن 35 عامًا، مما يسبب انخفاض المتعة الجنسية لدى النساء، وسلس البول، وتصلب الحوض، وهبوط الأعضاء أو الشعور بالألم والانزعاج.[2]
طرق تضيق المهبل بعد الولادة
تلجأ معظم الأمهات بعد الولادة إلى البحث عن طرق وحلول آمنة لتضييق المهبل، وذلك رغبة منهم في أن يكون مشدودًا كما كان من قبل، وحاليا توجد طرق مختلفة يمكن أن تساعد المرأة على تضييق المهبل بعد الولادة، ويمكن تقسيم هذه الطرق كالآتي:
اقرأ أيضًا: تضييق المهبل
طرق طبيعية لتضييق المهبل بعد الولادة
تشمل هذه الطرق مجموعة من الممارسات الطبيعية، التي قد تساعد على تضييق المهبل بعد الولادة، وتشمل ما يلي:[3]
- تمارين كيجل: وهي طريقة شائعة لتقوية عضلات قاع الحوض، التي يفضل البدء بالقيام بها خلال فترة الحمل، لأنها تسهل على عضلات المهبل استعادة حجمه الطبيعي بعد الولادة. وتشمل تمارين كيجل شد عضلات الحوض، كما لو كان الشخص يحاول التوقف عن التبول، ثم البدء بالضغط لمدة 4 أو 5 ثوانٍ في البداية، ويمكن زيادة الوقت تدريجيًا وإبقاء العضلات منقبضة لمدة 10 ثوانٍ في كل مرة، مع الاسترخاء لمدة 10 ثوانٍ، وينصح بالقيام بما لا يقل عن ثلاث مجموعات من تمارين كيجل يومياً، للمساعدة على شد عضلات المهبل بعد الولادة. وللحصول على نتيجة أفضل، ينصح بالقيام بتمارين كيجل 5 دقائق يوميًا للأمهات، وثلاث مرات يوميًا أثناء الحمل وبعد الولادة.
- تمارين رفع الساق: قد تساعد هذه التمارين البسيطة على شد عضلات المهبل بشكل طبيعي، وتشمل هذه التمارين الاستلقاء على الظهر على الأرض، ثم رفع الساقين بصورة مستقيمة إلى أعلى واحدة تلو الأخرى، وتتطلب هذه التمارين تحريك الساقين بشكل جانبي. وللحصول على نتائج أفضل، ينصح بالقيام بهذا التمرين لمدة عشر دقائق تقريبًا، وتكراره لمدة خمس مرات على الأقل يوميًا، للمساعدة على شد وتضييق المهبل بعد الولادة.
- اليوغا: تلعب اليوغا والبيلاتس دورًا في تضييق المهبل بعد الولادة، وخاصة وضعيات محددة في اليوجا، مثل وضعية الطفل، ووضعية الجسر، ولكن ينصح باستشارة متخصص يوغا معتمد قبل القيام بهذه التمارين، حيث يمكن أن تسبب ممارسة اليوغا بشكل غير صحيح إلى مشكلات جسدية.
- اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي على تضييق المهبل بشكل طبيعي بعد الولادة، وذلك من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من هرمون الإستروجين الطبيعي، مثل الحلبة، وبذور السمسم، والرمان، وفول الصويا ومنتجاته، كذلك ينصح بتناول الكثير من الكربوهيدرات العضوية المصنوعة من الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه العضوية الطازجة، بالإضافة إلى البروتين الحيواني العضوي الخالي من الدهون.
- تمارين الجلوس باستخدام الكرة الطبية: قد تساعد تمارين الكرة الطبية على شد عضلات البطن وقاع الحوض بعد الولادة، ويتم القيام بهذا التمرين من خلال اتباع الخطوات التالية:
- الجلوس على الأرض مع وضع القدمين على الأرض ثم تمديد الركبتين.
- البقاء في نفس الوضعية، مع الاستلقاء على الظهر بعد ذلك.
- الوقوف على القدمين برفق مع إمساك الكرة الطبية بين اليدين.
اقرأ أيضًا: تغييرات المهبل بعد الولادة
تضييق المهبل بعد الولادة بالجراحة
يمكن أن تساعد بعض الجراحات التجميلية على تضييق المهبل بعد الولادة، ومن هذه الجراحات جراحة تضييق المهبل، وهو نوع من الجراحات التجميلية المخصصة لشد عضلات المهبل.[2]
وتتم هذه الجراحة من خلال أخذ قطعة من الجلد الزائد من الجزء الخلفي من المهبل، سواء من الداخل أو عند فتحة المهبل، ثم يقوم الطبيب بخياطة الأنسجة معًا تحت الطبقة العليا من الجلد، وينهي بخياطة الجلد ليغلق الأنسجة الداخلية.[2]
قد يستغرق وقت الشفاء من هذه الجراحة فترة طويلة مع الاستمرار على مجموعة من الإرشادات لإتمام عملية الشفاء، مثل تجنب الأنشطة المجهدة لمدة 6 أسابيع على الأقل.[2]
كذلك ينصح بالانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الولادة قبل إجراء جراحة تضييق المهبل، وذلك حتى يتمكن الجسم من التعافي من آثار الحمل والولادة قبل هذا الوقت، كذلك يجب أن يكون الجسم في حالة صحية جيدة قبل إجراء الجراحة، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.[1]
تضييق المهبل بعد الولادة بالليزر
يمكن استخدام علاجات تضييق المهبل بالليزر، والتي تعد أحد العلاجات الغير الجراحية الأكثر فعالية لترهل المهبل، وخاصة للنساء اللواتي يرغبن في إنجاب المزيد من الأطفال في المستقبل.[2]
يتم إجراء علاجات الليزر من خلال إدخال منظار الليزر في القناة المهبلية، حيث تنبعث من الليزر طاقة حرارية تخترق الطبقة الخارجية من أنسجة المهبل إلى الأنسجة العميقة، إذ تحفز الطاقة الحرارية الاستجابة العلاجية، والتي تعمل على زيادة إنتاج الكولاجين في النسيج المهبلي، ويساعد الكولاجين على شد جلد المهبل، وزيادة قدرة المهبل الطبيعية على التشحيم.
لا يصاحب عادة هذه الإجراء الشعور بالألم، ويتم الحصول على بعض الأدوية العلاجية، وتجنب بعض الأنشطة، وذلك لتسريع عملية الشفاء.[2]