الصحة النفسية جزءٌ أساسي من حياتنا، ولا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وللأسف، كثير منا لا يهتم بها، معتقدًا أن صحته النفسية بخير طالما لم يصب بأمراضٍ نفسية، لكن الأمر يتجاوز ذلك، حيث يجب اتخاذ خطواتٍ تساعدك على العيش بتوازن، والشعور بالرضا عن نفسك، والتعامل بشكل أفضل مع تحديات الحياة وتقلباتها. [1]
في هذا المقال، نقدّم لك 10 طرق لتحسين صحتك النفسية والاستمتاع بحياةٍ أكثر استقرارًا وسعادة.
محتويات المقال
10 طرق لتحسين الصحة النفسية
إليك أفضل الطرق لتحسين صحتك النفسية حسب الدراسات:
اقضِ وقتًا في الطبيعة
الطبيعة لها سحر خاص، فهي تُهدئ أعصابنا وتجدد طاقتنا، ومنذ العصور القديمة اعتدنا العيش بين النباتات والحيوانات، وربما لهذا نشعر بالهدوء والسعادة عندما نكون محاطين بالطبيعة، وقد شاع مؤخرًا مفهوم الاستجمام في الغابات، حيث يقضي الناس وقتًا بين الأشجار مستمتعين بأصواتها ورائحتها المميزة، كطريقة تُساعدهم على تحسين صحتهم النفسية. [2]
ودائمًا ما يوصي الأطباء بالمشي في الهواء الطلق للتخلص من التوتر، وأثناء ذلك جرّب أن تستغل حواسك في استكشاف الطبيعة من حولك، فمثلًا انظر إلى الأشجار، واستمع إلى زقزقة الطيور، تأمل انعكاس الماء على سطح البحيرات وخذ نفسًا عميقًا لتشعر بتجدد طاقتك. [2]
أمّا إذا كنت مشغولًا ولا تستطيع الخروج في رحلة إلى الطبيعة فننصحك بتجربة الطرق الآتية: [3]
- ضع زهورًا أو نباتات صغيرة في أركان منزلك.
- جرب زراعة بعض الأعشاب البسيطة على نافذتك.
- شغّل أصوات العصافير أو مشاهد للطبيعة على تلفازك.
- اقتني حيوانًا أليفًا، مثل قطة تلعب معها أو عصفور يزقزق في أرجاء منزلك.
خذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي نافذة تطلعنا على حياة الآخرين، والتي قد تبدو مثالية، مما يجعلنا نشعر بالإحباط واليأس عند مقارنتها بحياتنا الشخصية، ومن جهةٍ أخرى، فإن الأحداث العالمية من صراعات وحروب ومجاعات قد تملأ هذه الوسائل بمحتوى مثيرٍ للقلق، والغضب والحزن، مما يُؤثر على حالتك النفسية والعاطفية. [4]
لهذا السبب لتكن صحتك النفسية أولوية، وخذ استراحة كلما شعرت أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي سبب لك الضغط النفسي. [4]
وبدلًا من تضييع الوقت على المنصات الرقمية، جرب أن تملأ يومك بأنشطة تعيد لك شعور التوازن والراحة، مثل الخروج في نزهة، أو التحدث مع صديق مقرب، أو حتى لعب الألغاز مع أطفالك. ستتفاجأ كيف يمكن لمثل هذه اللحظات البسيطة أن تمنحك طاقة إيجابية، وتزيد من شعورك بالصفاء والراحة النفسية. [4]
تواصل مع الآخرين
يُعد الأشخاص الذين تحبهم وتثق بهم أهم مصدر لدعم صحتك النفسية، سواء أكانوا من عائلتك أو أصدقائك المقربين؛ فالعلاقات الإيجابية: [5]
- تعزز شعورك بالانتماء والثقة بالنفس.
- تخفف من توترك.
- تتيح لك صنع ذكريات جميلة تضفي السعادة على حياتك.
- توفر الدعم العاطفي وتفتح لك المجال لتتواصل مع الآخرين، مما يزيد من شعورك بالإيجابية.
وإذا أردت بناء علاقاتٍ قوية فاتبع النصائح الآتية: [5]
- خصص وقتًا يوميًا مع عائلتك، مثل تناول وجبة الغداء معًا.
- خطط ليوم ترفيهي مع أصدقائك مرة شهريًا على الأقل .
- تناول الغداء مع زميل في العمل لتقوية الروابط المهنية والشخصية.
- استغل التكنولوجيا للبقاء على تواصل مع أحبائك المغتربين، عبر مكالمات الفيديو أو الرسائل.
كن لطيفًا مع نفسك ومع الآخرين
اللطف يُمكن أن يُحدث فرقًا في حياتك، لذلك ابدأ بنفسك، وتوقف عن انتقادها على كل صغيرة، وكن أكثر تسامحًا ولينًا معها، وتقبل أخطائك واعتبرها جزءًا طبيعيًا من تطور شخصيتك. [4]
وعندما تتعامل مع من حولك بلطف، وتُظهر لهم التعاطف والاهتمام، ستلاحظ تحسن حالتك المزاجية وحالتهم أيضًا، لذلك جرب الآتي: [5]
- قل "شكرًا" لشخص قدّم لك مساعدة أو قام بشيء لطيف.
- اسأل أصدقائك أو أفراد عائلتك أو زملائك عن أحوالهم، واستمع بانتباه لما يقولونه.
- اقضِ وقتًا مع شخص يحتاج دعمك أو رفقتك، وقدم له اهتمامك الكامل.
- اعرض مساعدتك في مشروع عمل أو مهام منزلية لشخص تعرفه.
- تطوع في مدرسة، مستشفى، أو دار رعاية مسنين.
اجعل الرياضة جزءًا من حياتك
الرياضة ليست مهمة لجسمك فقط، بل لنفسيتك أيضًا، والأبحاث تؤكد ذلك،؛ فهي تقلل التوتر والقلق، وتحسّن المزاج، وتُفرز هرمونات السعادة أيضًا، وبالتالي فإنك تشعر بحيوية وسعادة أكبر عند التزامك بها. [1]
ولا تقلق لن يكون الأمر صعبًا، حيث يُمكن أن تبدأ بخطوات بسيطة، مثل: [1]
- خذ نزهة يوميًا خلال استراحة الغداء.
- اقضِ وقتًا ممتعًا في اللعب مع أطفالك في الهواء الطلق.
- اختر أنشطة تستمتع بها حقًا، مثل ركوب الدراجة، السباحة، أو حتى تسلق الجبال.
- انضم إلى نادي رياضي مع أحد أصدقائك لتشجيعك، لكن اختر وقتًا يناسبكما معًا.
نم جيدًا
فالنوم يحافظ على صحتك النفسية؛ حيث إن قلة النوم قد تسبب الاكتئاب، والقلق، والتوتر، والعصبية، والنوم الجيد ليس مجرد راحة للجسم؛ بل هو فرصة لتجديد وإصلاح خلايا الدماغ، مما ينعكس إيجابًا على مشاعرك ومزاجك، وقدرتك على اتخاذ قرارات أفضل. [1]
إليك بعض الأفكار لتحسين جودة نومك: [3]
- حدد روتينًا للنوم:
نم واستيقظ في وقتٍ ثابتٍ يوميًا (حتى خلال أيام العطل)؛ لمساعدة جسمك على التأقلم مع روتينٍ منظم.
- لا تستخدم الأجهزة الإلكترونية قبل النوم:
الإضاءة الساطعة من الشاشات والهواتف النقالة قد تؤثر على نومك، لذا تأكد من عدم استعمالها قبل ساعة أو ساعتين من موعد نومك.
- استرخِ قبل النوم:
فمثلًا خذ حمامًا دافئًا، أو اشرب كوب حليب دافئ، أو استمع إلى شيء يريحك.
- جهّز بيئة نوم مريحة:
اجعل غرفة نومك مكانًا هادئًا، وعدل درجة حرارتها وإضاءتها لتناسبك.
- لا تضغط على نفسك:
لا تُفكر كثيرًا إذا واجهت صعوبة في النوم؛ فهذا قد يزيد من قلقك، وتقبّل أن ذلك يحدث من حينٍ لآخر ولأسباب طبيعية تمامًا مثل تناول القهوة في وقتٍ قريب من موعد النوم، وفي هذه الحالة استلقِ على سريرك وحاول الاسترخاء؛ فهذا مفيد لجسمك وعقلك.
خطط جيدًا للتعامل مع الأمور المالية
لا شك أن الأمور المالية كثيرًا ما تشغل بالنا، لكن التفكير المستمر في دفع الفواتير، أو تسديد الديون، أو توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والكهرباء قد يسبب توترًا كبيرًا، خاصةً إذا كنت المعيل الوحيد لأسرتك. [2]
لكن تذكّر أنك لست وحدك، فالضغوط المالية أمر يعاني منه الكثيرون، ومع ذلك، يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف تأثيرها وحماية صحتك النفسية: [2]
- لا تخجل من الحديث عن أزمتك:
شارك مخاوفك مع شخص تثق به، فهذا قد يخفف من شعورك بالوحدة، ويفتح لك أبوابًا لتحل ضائقتك المادية.
- اطلب المساعدة:
لا تنتظر حتى تتفاقم الأمور، اطلب المساعدة من شخص مقرّب أو من الجهات المختصة؛ لمنع تدهور وضعك المالي بصورة أكبر.
- استعن بالخبراء:
حيث يساعدونك على إدارة ديونك بشكل أفضل، كما يُقدمون حلولًا واقعية لتخفيف العبء المالي وأفكارًا لتوفير المال.
عوّد نفسك على التفكير بإيجابية
تعلم جيدًا أن طريقة تفكيرك تلعب دورًا كبيرًا في حياتك، فهي تحدد كيف تشعر، وتعيش يومك، وتتعامل مع المشكلات، لذلك حاول أن تفكر بإيجابية قدر الإمكان، لكن لا بأس لو شعرت بالإحباط أو القلق إذا مررت بظروفٍ صعبة أو فقدت وظيفتك فجأة، فهذا أمرٌ طبيعي مهما كنت متفائلًا. [1]
وفكر بالأمور بموضوعية واتزان، دون أن تبالغ في تضخيمها أو تقلل من أهميتها، وقبل أن تتصرف حاول فهم أبعاد الموقف الذي تمر به، والتفكير بهذه الطريقة يمكّنك من التعامل مع المواقف اليومية بشكل أفضل، ويعزز من ثقتك بنفسك، وتقديرك لذاتك. [1]
لكن إذا شعرت أن طريقة تفكيرك تقيدك وتمنعك من النجاح في حياتك؛ فلا تتردد في استشارة طبيبٍ أو معالجٍ نفسي؛ ليعلمك كيف تتغلب على أنماط التفكير السلبية التي تسبب شعورك بالقلق والاكتئاب. [1]
خصص وقتًا للقيام بشيء تحبه
وسط زحمة الأيام والمسؤوليات؛ حاول أن تخصص وقتًا لنفسك لتفعل شيئًا تحبه، ولا داعي لأن يكون هذا الوقت طويلًا، بل قد تكون 30 دقيقة أو ساعة كافية، فهذه اللحظات التي تضحك فيها وتستمتع يمكن أن تساعدك على الاسترخاء، وتخفف من التوتر، وتجعلك تشعر بتحسن كبير. [6]
ومع أن التخطيط لفعل شيء تحبه يمكن أن يحسّن نفسيتك، خاصةً إذا قررت السفر مع عائلتك أو أصدقائك، إلا أنه لا بأس لو كان أمرًا بسيطًا مثل الاستمتاع بفنجان شاي أو متابعة برنامجك المفضل. [2]
تعلم شيئًا جديدًا
إن تعلم أشياء جديدة لا يزيد خبرتك فقط، بل يساعدك أيضًا على تحسين نفسيتك من خلال: [5]
- تعزيز ثقتك بنفسك، ورفع من تقديرك لذاتك.
- الشعور بالهدف والإنجاز.
- الشعور بطاقة إيجابية تُساعد على مواجهة تحديات الحياة.
- الحصول على الفرصة للتواصل مع الآخرين، وتوسيع دائرتك الاجتماعية.
وتُوجد العديد من المهارات البسيطة والسهلة التي يُمكنك تعلمها حتى لو كنت مشغولًا، لكن اختر شيئًا تحبه أو لطالما أردت تجربته وابدأ اليوم! إليك بعض الأفكار البسيطة: [5]
- تعلم وصفة جديدة:
وجرب إعداد وجبة صحية ولذيذة لعائلتك.
- ركز على اكتساب مهارة جديدة في العمل:
مثل تدريب الموظفين الجدد أو المشاركة في دورة لتحسين مهارات التقديم والعرض.
- تعلّم إصلاح الأمور البسيطة في منزلك:
مثل إصلاح دراجة قديمة أو باب الحديقة، والإنترنت مليء بالدروس المجانية التي تساعدك خطوة بخطوة.
- التحق بدورة تدريبية:
سواء لتعلم لغة جديدة أو اكتساب مهارة يدوية مثل النجارة.
- جرب هوايات جديدة:
مثل الكتابة، أو الرسم، أو دروس طهي، فالتحدي في حد ذاته جزء من المتعة.
نصيحة من الطبي
من الجيد اتباع ما ذكرناه من طرق لتحسين صحتك النفسية، مثل ممارسة الرياضة، وقضاء وقتٍ في الطبيعية، أو أخذ راحة من وسائل التواصل الاجتماعي، وقضاء وقتٍ مع العائلة والأصدقاء، فهذه الخطوات البسيطة قد تشكل فارقًا في حياتك وصحتك النفسية، لكن أحيانًا يُمكن أن ترهقك الظروف الصعبة وضغوط الحياة، وهنا قد يكون من الضروري طلب المساعدة واستشارة طبيبٍ مختص.
ويُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على اتخاذ خطواتٍ تُحسّن صحتك النفسية، وتذكر أن طلب المساعدة ليس ضعفًا، بل هو دليلٌ على قوتك.