يمكن أن تؤثر الصحة النفسية على الحياة اليومية للبشر، لأنها تنعكس على علاقاتهم وصحتهم الجسدية، فعندما يتعلق الأمر بكيفية تفكير الناس وتصرفهم وشعورهم، يستخدم مصطلح السلامة العقلية للإشارة إلى عدم وجود اضطرابات نفسية لديهم.
كما يمكن أن تنعكس الأدوار، حيث تكون علاقات البشر والعوامل المحيطة بهم، بالإضافة إلى مدى صحتهم الجسدية والروابط الشخصية، سبباً في وجود اضطرابات في الصحة العقلية أو زيادة تأثير المشاكل النفسية في حال وجودها مسبقاً.
يمكن الاهتمام بالصحة النفسية والحفاظ على سلامتها، والوصول الى التوازن من خلال التنسيق بين فعل الأمور التي نفضلها وبين المسؤوليات المترتبة علينا لتحقيق المرونة النفسية للتمكن من الاستمتاع في الحياة، لذلك يجب علينا تجنب بعض الأمور السلبية مثل التوتر والضغط لأنها تؤثر سلباً على الصحة النفسية، كما أن معظم الاضطرابات النفسية يكون لها ارتباط مع مشاكل جسدية.
وفي هذا المقال نقدم 5 طرق لتحسين الصحة النفسية وزيادة الإيجابية، وبعض النصائح للحفاظ على الصحة النفسية للأطفال والبالغين، بالإضافة إلى عدة طرق لتجنب الإصابة بالمشاكل النفسية والعقلية.[1][2]
أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية
5 طرق لتحسين الصحة النفسية
هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها علاج العديد من المشاكل التي تصيب الصحة النفسية ، كما أنها أثبتت نجاحها في حالات مختلفة مثل التوتر النفسي والاكتئاب، وهنا نذكر بعض هذه الطرق:
التواصل المستمر مع الآخرين
يعد بناء العلاقات الجيدة مع الآخرين مهم جداً للصحة النفسية والعقلية وينمي من القدرة على التواصل بشكل جيد، وله دور مهم فيما يلي:
- يساعد في بناء الشعور بالانتماء ويعزز من تقدير الذات.
- يتيح فرصة جيدة لتبادل الخبرات الإيجابية وتطويرها.
- يقدم الدعم العاطفي ويحسن الصحة النفسية، ويقوي الروابط الإجتماعية.
اقرأ أيضاً: تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
ممارسة الرياضة
تعد ممارسة النشاطات البدنية من أهم الطرق لتحسين الصحة النفسية، فهي مفيد جداً للصحة بشكل عام، ولها دور مهم في تحسين الحالة النفسية لأنها تساعد في التخلص من المشاعر السلبية بشكل كبير، كما أنها تفيد فيما يلي:
- تعزز من احترام الذات وتزيد الثقة بالنفس.
- تساعد على تحديد الأهداف وتحقيقها، وتساهم في تحسين المزاج.
- تحدث تغيرات كيميائية في الدماغ، وتقلل من القلق النفسي.
تعلم مهارات جديدة
يحتاج الإنسان إلى العديد من الطرق لتحسين الصحة النفسية، وتطوير المهارات له دور كبير في حدوث ذلك، حتى وإن كان الوقت الذي يمتلكه غير كافٍ، حيث أنه مهم في تحسين الحالة النفسية، وتقليل احتمال الإصابة بالمرض النفسي، وذلك من خلال:
- زيادة القدرات بشكل عام وتطوير الجانب الشخصي.
- تعزيز الإحساس بالمسؤولية، وتقدير قيمة الوقت.
- إتاحة فرص أكثر للتواصل مع الآخرين.
تقديم المساعدة والعطاء للآخرين
يعد التعامل مع الآخرين بلطف وتقديم المساعدة لهم من الأمور التي تتوافق مع الفطرة البشرية، كما أن لها أبعاد جيدة على المستوى الشخصي وحتى على مستوى المجتمع ككل، ومن أثرها على الصحة النفسية نذكر التالي:
- خلق مشاعر إيجابية مع الإحساس بالرضا.
- تعزيز القدرة على العطاء وإظهار الاحترام للغير.
- المساعدة في تكوين علاقات جيدة وقوية.
الاهتمام في الوقت الحالي
من الطبيعي أن يفكر الإنسان بالمستقبل لكن في بعض الأحيان يمكن أن يسبب ذلك التوتر الزائد، وربما يصل إلى مراحل أكثر تعقيداً، لذلك ينصح بعدة طرق لتحسين الصحة النفسية، مثل إعطاء اهتمام أكثر بالوقت الحالي الذي يعيشه الإنسان سواء كان متعلقاً بمشاعره، أو الأحداث التي تحصل معه، أو العالم من حوله .
لأن الاهتمام باللحظة الحالية يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية، ويسمى هذا التصرف بالوعي أو اليقظة، وله دور مهم في الاستمتاع بالحياة، وفهم الإنسان لنفسه بشكل أدق، والتعامل مع التحديات التي تواجهه بشكل إيجابي وتجعله يدرك الأحداث التي تجري من حوله بشكل أفضل.[1][2]
للمزيد: اضطراب الفصام أكثر الأمراض النفسية خطورة
نصائح سريعة لتحسين الصحة النفسية
هناك العديد من العادات والنشاطات التي من شأنها دعم الصحة النفسية وتحسينها، نذكر منها ما يلي:
- تخصيص وقت كل يوم للبقاء مع العائلة مثل تناول الطعام أو الحديث معهم.
- الخروج مع الأصدقاء الذين لم يتم رؤيتهم منذ فترة بعيدة.
- الابتعاد عن التلفاز والخروج للتعامل مع الأخرين أو أداء نشاط معين.
- القيام بأعمال تطوعية لأي مستشفى أو مجموعة مجتمعية.
- إذا كان الشخص يعاني من إعاقة أو حالة صحية طويلة الأمد، فيجب تعلم ممارسة نشاط رغم الإعاقة.
- تعلم كيفية ركوب الدراجات أو البدء في السباحة أو ممارسة أي نوع رياضة.
- تحمل مسؤوليات جديدة في العمل أو المنزل، وتطوير مهارات التواصل.
- التسجيل في دورات، أو تحصيل شهادات علمية، أو تعلم لغة جديدة.[2][1]
نصائح تعزز صحة الأطفال النفسية
الصحة النفسية للأطفال هي الطريقة التي يفكرون ويشعرون بها اتجاه العالم من حولهم، فهي تؤثر على كيفية تعاملهم مع تحديات الحياة وضغوطها، وهنا نذكر بعض الطرق لتحسين الصحة النفسية عند لأطفال، وبعض النصائح التي تفيد في ذلك:
- جعلهم يشعرون بالسعادة والإيجابية تجاه أنفسهم والثناء عليهم.
- التعامل معهم بلطف وتعليمهم أن يكونوا لطفاء مع أنفسهم خلال الأوقات الصعبة.
- دعمهم للتماسك وعدم اليأس عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يتوقعونها.
- مساعدتهم على الاستمتاع بالحياة، وتوفير احتياجاتهم.
- توفير التعليم الجيد لهم، وتطوير مهاراتهم باستمرار.
- تحفيزهم على التعايش مع العائلة والأصدقاء، ليتمكنوا من تحسين علاقاتهم.
- إدارة طريقة تعاملهم مع مشاعر الحزن أو الغضب، ومساعدتهم في تخطيها.
- تحفيزهم على تجربة أشياء جديدة أو صعبة، لزيادة قدراتهم.[3]
اقرأ أيضاً: أهمية الصحة النفسية للطفل وطرق تعزيزها
اضطرابات نفسية تستدعي المساعدة الطبية
جميع الأشخاص، باختلاف أعمارهم أو جنسهم، معرضون للإصابة باضطرابات الصحة النفسية، حيث أنها ترتبط بالظروف الإجتماعية، والحالة المادية، والعوامل البيولوجية، جميعها تؤثر على صحة العقل وسلامة الحالة النفسية، ويمكن لهذه الظروف خلق مشاكل نفسية وأمراض يصعب على المريض التعامل معها بمفرده لذلك يحتاج إلى مساعدة طبية، ومن هذه الحالات نذكر ما يلي:
- اضطراب الوسواس القهري
اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder) أو الاضطراب الوسواسي القهري هو نوع من الأمراض المرتبطة بالقلق، حيث يعاني المصابون به من أفكار مستمرة ومرهقة ودافع قوي للقيام بأعمال معينه وتكرارها، مثل غسل اليدين، والتأكد عشرات المرات من إغلاق الابواب.
- اضطراب الفصام
يصنف الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) على أنه واحد من الحالات المرضية المعقدة نظراً لكونه يضم مجموعة اضطرابات ذات صلة، وتبدأ علامات الفصام بالظهور عادةً من عمر 16 إلى 30 عاماً،حيث يكون لدى المصاب أوهام واضطرابات في التفكير مع الهلوسة، وقد يجد صعوبة في معالجة المعلومات وتذكرها.
- اضطراب ثنائي القطب
يعاني الأشخاص المصابون بمرض اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) من الكثير من التغيرات في الحالة المزاجية، مما ينعكس على الصحة النفسية، وعدم القدرة على الاستمرار في الحياة اليومية، وانخفاض مستويات الطاقة والنشاط لديهم، كما تعرف الفترات التي يكون فيها مزاجهم جيد ومرتفع بمراحل الهوس، بينما تؤدي مراحل الاكتئاب التي تصيبهم إلى تدني الحالة المزاجية والرغبة في العزلة والانطواء على أنفسهم.[1][2]