يعتبر تساقط الشعر أمراً طبيعياً ولا يستدعي القلق طالما لم يتجاوز معدلات التساقط الطبيعية، بينما قد تسبب الزيادة في معدل تساقط الشعر إلى التسبب في ظهور الشعر الخفيف (بالإنجليزية: Thinning Hair). تبدأ تقل كثافة الشعر تدريجياً مع مرور الوقت مما يتيح الفرصة لمعرفة السبب الرئيسي لتساقط الشعر سواءاً كان عاملاً وراثياً أم تبعاً لنمط الحياة المتبع وبناءاً على السبب الرئيسي لنقصان سماكة الشعر يتم تحديد طريقة العلاج بما يتناسب مع طبيعة الحالة. سنعرض من خلال هذا المقال أهم مسببات الشعر الخفيف وأهم طرق العلاج المتبعة في هذه الحالة.
مسببات الشعر الخفيف
تعد خسارة ما بين 50 إلى 100 شعرة يومياً أمراً طبيعياً ولا يستدعي القلق بينما خسارة ما يزيد عن ذلك تبعاً لأي من الأسباب التالية قد يؤدي إلى نقصان في كثافة الشعر بشكل كبير:
- مستحضرات تصفيف الشعر
يمكن لمستحضرات تصفيف الشعر بأشكالها المتعددة مثل الرذاذ المثبت للشعر، والجل، والصبغات الدائمة والمؤقتة أن تلحق الضرر في الشعر مما يؤدي إلى نقصان كثافته.
- طرق تسريح الشعر
يمكن أن تؤدي المبالغة في رفع والشد الشعر إلى كسر الشعر من بصيلاته، الأمر الذي قد يتطور إلى خسارة الشعر مع مرور الوقت، بالإضافة لذلك فإن المبالغة في تجعيد الشعر واستخدام وصلات الشعر الصناعية قد يؤدي إلى نقصان سماكته.
- عدم تناول غذاء صحي ومتوازن
يحتاج الجسم العديد من الفيتامينات، والبروتينات، والمعادن للحفاظ على نمو الشعر من البصيلات بشكل طبيعي لذا يجب الحفاظ على تناول الغذاء الصحي والمتوازن. حيث يساهم الحديد، وحمض الفوليك، وغيرها من المعادن في نمو الشعر بشكل طبيعي من بصيلاته الأمر الذي يتطلب تناول كميات كافية من مصادر تلك المعادن والفيتامينات للحفاظ على صحة الشعر وكثافته.
اقرأ أيضاً: الغذاء وتساقط الشعر
- القلق والتوتر
يزداد إفراز هرمون الكورتيزول عند زيادة القلق والتوتر مما يؤدي إلى موت الشعر الجديد وحدوث اضطرابات في طريقة نموه مما يسبب ظهور الشعر الخفيف.
- المراحل الفسيولوجية
يلاحظ في بعض حالات الحمل نقصان في كثافة شعر الأم، وذلك لما تعانيه من تغيرات في مستوى الهرمونات، بالإضافة لنقصان الفيتامينات والمعادن عند الحوامل في بعض الحالات. بالإضافة لذلك فإن الإصابة بمرض تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome) يزيد من نمو الشعر في الوجه ومناطق اخرى في الجسم ويعمل على تقليل نموه في الرأس بسبب زيادة في إفراز الهرمونات الذكرية المتمثلة بشكل أساسي في هرمون الأندروجين.
- التهابات فطرية في الشعر
قد تؤدي الإصابة بالإلتهابات الفطرية إلى ظهور بقع فارغة من الشعر على فروة الرأس الحالة التي يتطلب علاجها بمضادات الفطريات. كما أن مثل هذه الحالة تعتبر معدية لذا لابد من أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع مثل هذه الحالات لعدم انتقالها لشخص آخر أو مناطق أخرى على فروة الرأس.
- مرض الثعلبة
يتمثل مرض الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia Areata) بظهور بقع دائرية فارغة من الشعر تظهر في مناطق نمو الشعر حيث يعتبر العامل الجيني والبيئي هم أهم أسباب الإصابة بهذا المرض. تبقى بصيلات الشعر حية وقادرة على انتاج شعر جديد لذلك تعالج الحالة من خلال حقن إبر في المنطقة المصابة كل 4-6 أسابيع لمدة 6 أشهر.
- العلاج الكيماوي والإشعاعي
يؤثر كل من العلاج الكيماوي والإشعاعي على بصيلات الشعر مما يؤدي إلى خسارة كميات كبيرة من الشعر وبمجرد توقف هذا العلاج تبدأ بصيلات الشعر بإنتاج شعر جديد.
- العامل الوراثي
يزداد تأثير العامل الوراثي مع تقدم العمر، حيث يظهر تأثيره بشكل أكبر بعد سن الخمسين عند الرجال وبعد سن الأمل عند النساء، إلا أن تأثيره قد يظهر على المراهقين ايضاً.
- نقص فيتامين دال
يحفز فيتامين دال عمل نشاط بصيلات الشعر لإنتاج شعر جديد، لذلك نقصان مستوى فيتامين دال يمكن أن يسبب خفة الشعر.
اقرأ أيضاً: هل يسبب نقص فيتامين د تساقط الشعر؟
- أمراض الغدة الدرقية
يلاحظ عادة مشاكل في نمو الشعر بالتزامن مع أمراض الغدة الدرقية سواء كان هناك فرط أو كسل في نشاطها.
- استخدام بعض أنواع من الأدوية
حيث قد يساهم تناول بعض أنواع الأدوية مثل مميعات الدم، القلب، ارتفاع الضغط، التهاب المفاصل، والاكتئاب في تقليل كثافة الشعر.
- التوقف عن استخدام موانع الحمل.
- خسارة ما يزيد عن 15 باوند من الوزن( قرابة 7 كيلو جرام) في وقت قصير.
- أمراض نقص المناعة والخضوع لعلاج أمراض نقص المناعة الذاتية.
- الإصابة بأمراض والتهابات جلدية.
للمزيد اقرأ : هل يسبب نقص الحديد تساقط الشعر؟
تشخيص الشعر الخفيف
يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة من خلال طرح تلك الأسئلة:
- النظام الغذائي المتبع.
- الإصابة بالأمراض.
- التاريخ العائلي بما يتعلق بالشعر الخفيف.
الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب
ينصح بمراجعة الطبيب في حال تجاوز تساقط الشعر المعدلات الطبيعية دون وجود أية من مسببات تساقط الشعر، وبالأخص في حال البدء بنظام غذائي جديد أو تناول مكملات غذائية لم يسبق تناولها من قبل. يقوم الطبيب بدوره في توجيه المريض بما يتناسب مع حالته كما يمكن أن يتم تحويل المريض إلى أخصائي جلدية أو أخصائي بشرة لعلاج الحالة.
طرق علاج الشعر الخفيف
يمكن من خلال إحدى الطرق التالية العمل على علاج مشكلة الشعر الخفيف:
- تدليك فروة الرأس
ينصح بتدليك فروة الرأس بأطراف الأصابع أثناء الإستحمام لزيادة تدفق الدم لتلك المنطقة، كما أنه يمكن استخدام أداة التدليك الخاصة لفروة الرأس لإزالة خلايا الجلد الميتة.
- استخدام الزيوت العلاجية
قد تساهم الزيوت العلاجية مثل زيت اللافندر، واكليل الجبل، والزعتر، وزيت شجر الأرز في علاج مشكلة الشعر الخفيف. كما يجدر التنويه إلى وضع كمية صغيرة من أي من الزيوت العلاجية على الجلد قبل وضعه على فروة الرأس وانتظار مدة 24 ساعة للتأكد من عدم تحسس الجسم منه.
- استخدام شامبو تكثيف الشعر
يساهم مثل هذا النوع من الشامبو في تكثيف الشعر والحفاظ على صحة فروة الرأس لإنتاج شعر صحي وحيوي، وذلك لما يحتويه من فيتامينات وأحماض أمينية. ينصح بمراجعة الطبيب لوصف نوع الشامبو المناسب وطريقة استخدامه بما يتناسب مع الحالة.
- تناول غذاء صحي ومتوازن
يحتاج الشعر العديد من المعادن والفيتامينات مثل الحديد، وحمض الفوليك، والزنك للحفاظ على نموه وحيويته لذا لابد الالتزام بتناول غذاء صحي ومتوازن. حيث يمكن أن تحتوي الوجبات على البيض، والأسماك، والأجبان، والحبوب، والمكسرات، والكبدة، والحليب، والحبوب، بالإضافة للخضروات والفواكه.
اقرأ أيضاً: أفضل عشر أطعمة للتخفيف من تساقط الشعر
- تناول المكملات الغذائية
يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى وصف المكملات الغذائية بجانب الغذاء المتوازن لسد حاجة الجسم من جميع الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين البيوتين، والاوميغا-3، والأوميغا-6 وغيرها من المكملات الغذائية حسب طبيعة الحالة. كما يجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي نوع من المكملات الغذائية لضمان تحقيق الفائدة دون أية آثار جانبية.
- استخدام المينوكسيديل
يمكن استخدام مستحضر المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) بشكليه السائل أو الرغوة على فروة الرأس مرتين يومياً لمدة قد تصل إلى 16 أسبوعاً لضمان الإستفادة منه وبدء نمو الشعر بشكل أفضل. حيث يلاحظ تهيج في فروة الرأس بالإضافة لنمو شعر على الوجه والرقبة بطريقة غير مرغوب بها خلال استخدام هذا المستحضر.
- استخدام دواء السبيرونولاكتون
يوصف دواء السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone) من قبل الطبيب المختص لعلاج مشكلة الشعر الخفيف الناجم عن اضطرابات في المستويات الطبيعية للهرمونات، حيث يعمل كمضاد لهرمون الأندروجين. يجب إجراء فحوصات دم قبل البدء باستخدام هذا الدواء.
- استخدام الفيناستيرايد
يوصف دواء الفيناستيرايد (بالإنجليزية: Finasteride) من قبل الأخصائي للرجال فقط لعلاج مشكلة الشعر الخفيف، وذلك لما له من آثار جانبية قد تلحق بالمرأة بالأخص الأمهات الحوامل أو المرضعات.
- استخدام الستيرويدات
قد تؤدي بعض حالات الالتهاب في الجسم إلى فقدان الشعر مما يؤثر على كثافة الشعر الأمر الذي يستدعي وصف الطبيب الأدوية التي تعمل على علاج هذه الالتهابات، مثل الستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، للحفاظ على حيوية الشعر وصحته.
- علاج الليز المنزلي
يمكن استخدام أجهزة الليزر المنزلية لإعادة نمو الشعر وجعله أكثر كثافة. كما يجدر التنويه إلى أن نتيجة مثل هذه الطريقة تحتاج لوقت طويل قد يصل إلى عدة أشهر، ينصح باستشارة الأخصائيين قبل شرائه للتأكد من فعاليته للحالة.
- زراعة الشعر
يمكن نقل الشعر من المناطق التي يكثر نمو الشعر فيها إلى تلك خفيفة الشعر لعلاج مشكلة الشعر الخفيف. تعتبر زراعة الشعر عند الرجال أكثر جدوى منها عند النساء، وذلك بسبب أن خفة الشعر عند الرجال تكون مناطق محددة أما عند النساء فقد يصاب كامل الشعر بهذه المشكلة مما يصعب علاجه من خلال عملية زراعة الشعر.
للمزيد: علاج تساقط الشعر
للمزيد: آخر تقنيات زراعة الشعر