حينما تتعلق المشكلة الصحية بالجلد، يتصور أغلب الأشخاص أنها مشكلة معدية ويجب الإبتعاد عن الشخص المصاب بها حتى لا تنتقل العدوى إليه، وهو تصرف غير صحيح، إذ هناك العديد من الأمراض الجلدية غير المعدية التي لا تستدعي القلق، ولا حاجة للإبتعاد عن الأشخاص المصابين بها.
فيما يلي أبرز الأمراض الجلدية غير المعدية والطرق التي يمكن اتباعها لعلاج هذه الأمراض.
الصدفية
تعدّ الصدفية من أمراض المناعة الذاتية التي تنتج عن قيام الجسم بمهاجمة خلايا الجلد السليمة، وبمرور الوقت، يتسبب هذا الهجوم في ظهور بقع حمراء كثيرة على الجلد، ويصاحبها رغبة شديدة في الحكّة، وبسبب مظهرها الملحوظ، يعتقد بعض الأشخاص أن الصدفية مرض معدي، وخاصةً عند ظهورها في مناطق مكشوفة مثل اليدين، ولكنها في الحقيقة لا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر.
يتم علاج الصدفية وفقاً لحالة المريضة، إما عن طريق بعض المستحضرات الموضعية بوصف من الطبيب، وأبرزها الكورتيكوستيرويدات، نظائر فيتامين د، دواء أنثرالين، حمض الساليسيليك، وغيرها من المستحضرات، أو عن طريق أدوية الفم مثل الرتينويدات، السيكلوسبورين، وتستدعي بعض الحالات العلاج عن طريق الأشعة فوق البنفسجية.
البهاق
ينتج البهاق عن اضطراب في المناعة الذاتية، إذ يقوم الجسم بمهاجمة الخلايا الصباغية في الجلد، والتي تقوم بإنتاج الصبغة المسؤولة عن لون البشرة والشعر، مما يؤدي إلى ظهور بقع باللون الأبيض على الجلد.
ويمكن أن تظهر هذه البقع على منطقة واحدة أو عدة مناطق، ولا تقتصر على أماكن محددة في الجسم، بل يمكن ملاحظتها في أي مكان وبأحجام مختلفة، وبمرور الوقت تزداد بقع البهاق لتصبح ملحوظة بشكل كبير، ويختلف هذا الأمر وفقاً لحالة المريض.
وفي حالة الإصابة بالبهاق، سوف يصعب علاجه، ولكن تتوفر بعض العلاجات التي تساعد في استعادة لون الجلد بنسبة قليلة، لتساعد في تخفيف ظهور هذه البقع البيضاء بشكل ملحوظ، وينبغي تجنب التعرض لأشعة الشمس الضارة لأنها يمكن أن تزيد من هذه البقع البيضاء.
الإكزيما
تعرف أيضاً بـ"التهاب الجلد التأتبي"، وهو اضطراب في الجلد يسبب الشعور بالحكّة، وغالباً ما يصيب الأطفال أكثر من الكبار، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، ويكون على هيئة لون أحمر في الجلد ومغطى بالقشور، وعلى الرغم من أنها مشكلة جلدية غير معدية،
ولكن تزداد فرص إصابة الأطفال بها في حالة إصابة الآباء بها، كما تزداد فرص الإصابة بهذه المشكلة وفقاً لبعض العوامل الأخرى مثل الحساسية وزيادة التعرق نتيجة الطقس الحار، والعوامل البيئية.
وتعد الإكزيما من المشكلات الجلدية المزمنة، حيث تستمر لفترة طويلة، ويمكن أن يصف الطبيب أدوية لعلاج المشكلة، بالإضافة إلى اتباع بعض الإجراءات العلاجية للحد منها مثل ترطيب الجلد وتجنب التعامل مع المواد التي تسبب حساسية الجلد مثل المستحضرات التي تحتوي على مواد كيميائية أو عطور.
الارتكاريا
يظن كثير من الأشخاص أن الارتكاريا من الأمراض الجلدية المعدية، وهو أمر خاطئ، لكنها لا تسبب عدوى، ولكن يمكن أن تتكرر لدى الشخص نفسه نتيجة تعرضه لمسببات الحساسية التي تؤدي إلى ظهورها.
ويمكن أن تنتج الارتكاريا عن تحسس من الأطعمة أو الملابس، وتظهر على هيئة حبوب صغيرة باللون الأحمر، ويمكن أن يصاحبها تهيج وتورم في المنطقة المصابة مع الشعور بالحكّة الشديدة.
يمكن استخدام ملطف للبشرة بوصف من الطبيب لتخفيف حكّة الارتكاريا، بالإضافة إلى الأدوية التي تقلل من الحساسية والتهيج، كما ينبغي الابتعاد عن مسببات الإصابة بالارتكاريا، والتي تختلف من شخص لآخر.
الوردية
هي مشكلة جلدية عادةً ما تظهر في أجزاء من الوجه على هيئة احمرار ملحوظ، بالإضافة إلى سماكة الجلد وظهور بقع، ويمكن أن تسبب مشاكل في العين مثل التهاب الجفون، ولكن لا يشترط حدوث هذه الأعراض معاً، بل يمكن أن تظهر على هيئة بقع حمراء في الجلد فقط.
لا يمكن تحديد سبب الإصابة بالوردية بشكل دقيق، ولكن قد يكون رد فعل الجهاز المناعي تجاه نوع من أنواع البكتيريا.
تزداد فرص الإصابة بالوردية مع تقدم العمر، ويطلق عليها اسم "حب الشباب الوردي"، لأنها تتشابه مع حب الشباب، ولكنها تستمر لفترات طويلة، وتحتاج الوردية إلى مضاد حيوي لعلاجها، كما يمكن أن يصف الطبيب بعض العلاجات الأخرى وفقاً للأعراض المصاحبة لهذه المشكلة.
الحزاز الجلدي
هو مرض جلدي مزمن وغير معدي، ويعتبر من الأمراض المناعية، ويكون على هيئة حبوب صغيرة يميل لونها للأرجواني، وتظهر في منتصفها نقاط صغيرة، وتسبب الشعور بالحكّة الشديدة التي يصعب مقاومتها، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة الجلدية في منتصف العمر، ويمكن أن يصيب الوجه والذراعين والساقين، وتتفاقم المشكلة عند التعرض إلى الشمس وكذلك مع زيادة الشعور بالتوتر والإجهاد العصبي.
في بعض الحالات، يختفي الحزاز بمفرده دون علاج، وفي حالات أخرى يحتاج إلى تناول الأدوية، بالإضافة إلى المستحضرات الموضعية التي تخفف من الحكّة وتساعد في التغلب على المشكلة، ولكن يجب أن يكون العلاج بوصف من الطبيب.
الذئبة الحمراء
أيضاً يعتبر مرض الذئبة الحمراء من أمراض المناعة الذاتية المزمنة، إذ يمكن أن يستمر لسنوات طويلة حتى يتم التعافي منه، ويحدث نتيجة وجود اضطرابات في الجهاز المناعي تجعله يهاجم الجسم، ويظهر على هيئة طفح جلدي باللون الأحمر، كما أنه يؤثر على المفاصل ويسبب انتفاخها والشعور بألم بها.
لا يتوفر علاج للذئبة الحمراء، ولكن تساعد بعض الأدوية في التخفيف من أعراض المرض، ويجب أن يقوم الطبيب بوصف الأدوية المناسبة للمريض، مع الحرص على المتابعة المستمرة معه لمعرفة مدى التغيرات التي تطرأ على الجسم بسبب هذا المرض.
الثعلبة
هو مرض جلدي مناعي لا يسبب عدوى، ولكنه يؤدي إلى تساقط الشعر بمنطقة واحدة أو عدة مناطق بفروة الرأس، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، ويحدث نتيجة قيام الجهاز المناعي بمهاجمة بصيلات الشعر، ليبدأ الشعر في التساقط بشكل ملحوظ مع صعوبة إيقاف هذا التساقط.
لا يقتصر مرض الثعلبة على تساقط الشعر، بل يمكن أن تصاحبه بعض تأثيرات سلبية على أظافر اليدين أو القدمين، ويكون ذلك على هيئة بقع بيضاء أو خدوش ملحوظة، بالإضافة إلى تغير شكل الظفر.
يمكن الإستعانة ببعض الأدوية للحد من تساقط الشعر الناتج عن مرض الثعلبة، والتي تساعد في تثبيط الجهاز المناعي، كما ينصح بتناول أطعمة صحية تساعد في تقليل فقدان الشعر.
حب الشباب
ينتج حب الشباب عن التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، ولذلك يرتبط ببعض المراحل مثل البلوغ والمراهقة، كما يمكن ظهوره في مراحل متقدمة في حالة الإصابة بخلل في الغدة الدرقية يؤثر على إنتاج الهرمونات بصورة طبيعية.
لا يمكن اعتبار حب الشباب من الأمراض الجلدية المعدية، ولكنه قد يتسبب في عدوى مناطق الجلد المحيطة بالمنطقة المصابة لدى الشخص نفسه،
فعلى سبيل المثال، إذا ظهر حب الشباب في الوجه، يمكن أن يصيب المناطق المحيطة به، وخاصةً في حالة القيام بالضغط على الحبوب ومحاولة التخلص منها، وحينها تنتقل العدوى إلى مكان آخر بدلاً من اختفائها، ولذلك يجب عدم القيام بفرك الحبوب، واستشارة الطبيب حول العلاج المناسب في حالة استمرارها وتكرر ظهورها.
اقرأ أيضاً: الشتاء والأمراض الجلدية