عند الإصابة بانسداد الأنف الناتج عن التهابات الجهاز التنفسي الشائعة مثل نزلات البرد والأنفلونزا، توفر قطرة الأنف شعور بالراحة لأنها تخلص الأنف من الإنسداد، كما أنها تقلل من فرص الإصابة بالتهابات الحلق الناتجة عن التنفس من الفم.
يمكن استخدام قطرة الأنف بدون وصفة طبية، ولذلك يعتقد كثير من الأشخاص أنها آمنة ولا تسبب ضرراً في حالة استخدامها باستمرار، ولكن في الحقيقة، يؤدي الاستخدام المفرط لقطرة الأنف في العديد من الآثار الجانبية التي يجب الحذر منها.
فيما يلي الأضرار الناتجة عن الإكثار من استخدام قطرة الأنف.
مخاطر الإفراط في استخدام قطرة الأنف
تلف الأنسجة داخل الأنف
مع الاستخدام المتكرر لقطرة الأنف، يمكن الإصابة بتلف الأنسجة داخل الأنف، وقد يصل الأمر إلى فقدان حاسة الشم، وخاصةً في حال استخدام بعض أنواع القطرات القوية التي تحتوي على مادة زايلوميتازولين أو مادة اوكسيميتازولين، فهي مواد تساعد في التخلص من انسداد الأنف بشكل كبير، ولكنها تؤثر على صحة الأنسجة على المدى البعيد.
ومع الاستمرار في استخدام قطرة الأنف، سوف تتسبب في تورم دائم في الأنسجة، ويبحث المريض عن علاج لهذا التورم من خلال الأدوية إلا جانب علاج انسداد الأنف.
مزيد من انسداد في الأنف
لا يعلم كثير من الأشخاص أن الإفراط في استخدام قطرات الأنف يمكن أن يسبب المزيد من الانسداد والاحتقان، حيث تعمل قطرة الأنف على تقليص الأوعية الدموية في الممرات الأنفية، وبمرور الوقت تنتفخ الأوعية مرّة أخرى مما يسبب الاحتقان.
كما أن الاستخدام المتكرر لنقاط الأنف يؤثر على الأوعية الدموية، وبالتالي تنخفض الإستجابة للقطرة، ويزداد الشعور بانسداد الأنف بدلاً من تخفيفه.
صعوبة الاستغناء عن قطرة الأنف
في حالة الاعتياد على استخدام قطرة الأنف في علاج الانسداد، سوف تكون هناك حاجة دائمة لاستخدامها، ويصعب التخلي عنها لتصبح أساسية بشكل يومي لأنها تسبب الشعور بالراحة، وحينها سوف يصبح سيلان الأنف أمر مستمر حتى في حالة عدم الإصابة بأي التهابات في الجهاز التنفسي.
الإصابة بمشكلات صحية أخرى
لا تقتصر أضرار الإفراط في استخدام قطرة الأنف على الإصابة بتلف الأنسجة وزيادة انسداد الأنف، بل يمكن حدوث بعض المشكلات الصحية الأخرى مثل التهاب الحلق، العطس المستمر، صعوبة التنفس، ضغط الجيوب الأنفية، وآلام الرأس، وقد تتكرر هذه الأعراض باستمرار ولا يسهل التخلص منها.
أنواع قطرة الأنف
قبل استخدام قطرة الأنف يجب التعرف على أنواعها وكيفية عملها، وتشمل:
المحلول الملحي للأنف
يعد المحلول الملحي للأنف هو الوسيلة الأكثر أماناً للتخلص من انسداد الأنف في مختلف الأعمار، حيث تقوم بتقليل المخاط وتسهيل التنفس عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، ولا يحتوي هذا النوع على أدوية وبالتالي ليس لها آثار جانبية.
يتكون هذا النوع من كمية صغيرة من الملح والماء المعقم، بالإضافة إلى المواد الحافظة التي تمنع نمو البكتيريا، ولكن بعد فتحها لا يمكن استخدامها لأكثر من أسبوع.
قطرة الأنف الستيرويدية
تحتوي قطرة الأنف الستيرويدية على مواد منشطة مثل مادة كورتيكوستيرويد المنشطة التي تساعد في تهدئة الإلتهابات التي تحدث نتيجة استجابة الجهاز المناعي لمحاربة العدوى، وتساعد في الشعور بالراحة وخاصةً في حالة الإصابة بالحساسية.
على عكس المحلول الملحي، يمكن الشعور بنتيجة من استخدام قطرة الأنف الستيرويدية بعد عدة أيام من استخدام، ولكن في حالة الإفراط في استخدامها يمكن أن تؤدي للعديد من الآثار الجانبية مثل نزيف الأنف، أمراض العيون وأبرزها إعتام عدسة العين، والصداع، ولذلك يجب عدم استخدام قطرة الأنف الستيرويدية إلا بتوجيه من الطبيب.
قطرة الأنف المضادة للهيستامين
يتم استخدام قطرة الأنف المضادة للهيستامين في علاج الحساسية الموسمية، حيث تساعد في تخفيف أعراض الحساسية مثل سيلان الأنف والعطس والحكّة، وقد تحتاج هذه القطرة إلى بضعة أيام إلى أسبوع حتى تساعد في تخفيف المشكلة والشعور بالراحة.
وهناك عدة أنواع لقطرة الأنف المضادة للهيستامين، ومنها أنواع آمنة لجميع الأعمار، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لفترة طويلة حتى لا تسبب أعراض جانبية.
قطرة احتقان الأنف
يمكن استخدام قطرة احتقان الأنف بدون وصف من الطبيب، وهي تساعد في تقليص الأوعية الدموية بالأنف بشكل مؤقت، وتوفر راحة قصيرة المدى، لكنها لا تساعد في علاج البرد أو الحساسية.
هناك مجموعة من المكونات التي تستخدم في قطرة احتقان الأنف، وأبرزها أوكسي ميتازولين وسودوإيفيدرين، ويمكن أن تسبب هذه القطرة آثار جانبية في حالة استخدامها لفترة طويلة، حيث يصعب الاستغناء عنها بمرور الوقت، ولا يمكن الشعور بالراحة إلا بعد استخدامها.
طرق الوقاية من أضرار قطرة الأنف
تساعد بعض الطرق في الوقاية من أضرار قطرة الأنف، وتشمل:
- عدم الإكثار من استخدامها: ينصح بعدم الإكثار من استخدام أنواع قطرات الأنف المختلفة إلا في الضرورة حتى لا تسبب التهاب الأنف، والأفضل استشارة الطبيب أولاً وخاصةً الأطفال، وبشكل عام، يجب عدم استخدام قطرة الأنف لأكثر من مرتين في اليوم، ولمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام فقط.
وبعد وضع قطرة الأنف، يجب الانتظار حتى تبدأ في القيام بمفعولها وفقاً لنوعها، حيث أن تكرار استخدامها لن يكون مجدياً، فهناك قطرات أنف تساعد في علاج انسداد الأنف بعد مرور بضع دقائق من استخدامها، وأنواع أخرى تحتاج إلى بضعة أيام حتى تخفف الانسداد.
كما يفضل عدم استخدام قطرة الأنف إلى في حالات الضرورة، فعلى سبيل المثال، ينصح باستخدامها قبل النوم لتجنب انسداد الأنف خلال فترة الليل. - اتباع طرق طبيعية لتخفيف انسداد الأنف: يمكن اتباع بعض الطرق البديلة لعلاج انسداد الأنف بدلاً من استخدام قطرة الأنف، ويعتبر استنشاق البخار من أكثر الطرق الفعّالة للتخلص من انسداد الأنف، ويكون ذلك عن طريق وضع ماء مغلي في وعاء عميق، ووضع منشفة على الرأس، والبدء في استنشاق البخار لمدة لا تقل عن 10 دقائق، وسوف يساعد هذا في الشعور بالراحة.
- الحرص على تنظيف الأنف باستمرار: يحدث انسداد الأنف نتيجة تراكم المخاط داخلها، ولذلك ينصح بتنظيف الأنف باستمرار وممارسة الزفير القوي لإخراج المخاط الذي يسبب الانسداد، فهذا سوف يقلل من فرص الإصابة بانسداد الأنف، وبالتالي عدم الحاجة إلى استخدام قطرة الأنف.
ولكن يجب الحذر أثناء تنظيف الأنف، على أن يكون ذلك من خلال المناديل الورقية المخصصة لهذا الغرض، وعدم إدخال أصابع اليد أو أي أداة داخل الأنف لأنها يمكن أن تسبب في حدوث جروح بالأوعية الدموية ومزيد من الالتهابات والانسداد. - تجنب مسببات الحساسية: في حالة كان سبب انسداد الأنف هو الإصابة بحساسية، فينصح بالابتعاد عن مسببات الحساسية، فهناك أشخاص يعانون من حساسية الأتربة وآخرون يعانون من حساسية حبوب اللقاح وغيرها، كما ينصح بعدم ملامسة الحيوانات الأليفة التي يمكن أن تؤدي إلى الحساسية، وينبغي الحفاظ على نظافة المنزل وخاصةً أغطية الأسِرة التي يمكن أن تسبب الحساسية.
وبالتالي فإن تجنب هذه الأمور سوف يقلل من فرص الإصابة بالحساسية التي تؤدي إلى انسداد الأنف. - اتباع إرشادات الطبيب: ينصح بعدم استخدام قطرة الأنف إلا بعد استشارة الطبيب ليحدد القطرة المناسبة وكذلك عدد مرّات استخدامها يومياً، وينبغي اتباع الإرشادات التي يخبرك بها الطبيب حول استخدام قطرة الأنف، فهذا يساعد في تفادي أي أضرار ناتجة عن استخدامها.