الكبت النفسي أو الكظم (بالإنجليزية: Repression) هو عملية خاصة بشعور الإنسان وميله لاستبعاد الذكريات أو المشاعر المؤلمة التي حدثت في الماضي وسببت له صدمة نفسية، مما يستدعي نقل هذه الذكريات والأفكار من دائرة الشعور إلى دائرة اللاشعور ومن دائرة الوعي إلى دائرة اللاوعي، معظم هذه الذكريات المؤلمة تتضمن دوافع عدوانية أو جنسية أو ذكريات الطفولة المؤلمة. يتسبب الكبت بإصابة الشخص بالقلق والعصبية، وذلك في حال عودة هذه المشاعر والذكريات إلى العقل الواعي، مما يستدعي اللجوء إلى التحليل النفسي للكشف عن هذه الذكريات والمشاعر المكبوتة.
استنتج مؤسس التحليل النفسي الطبيب سيجموند فرويد أن الكبت النفسي يقسم إلى نوعين تبعاً لمرحلة الكبت التي يصل إلى الشخص، وتتضمن هذه الأنواع من يأتي:
قبل معرفة آلية حدوث الكبت النفسي، يجب معرفة رأي فرويد حول كيفية بناء الشخصية في التحليل النفسي، إذ كان يعتقد أن الشخصية تتكون من ثلاثة أجزاء كما يلي:
يعتبر الكبت النفسي أحد آليات الدفاع، إذ يمنع الشخص من استعادة وإدراك الأفكار أو الذكريات المزعجة إلى مرحلة الوعي، وذلك لتقليل مشاعر القلق. يقوم الجانب اللاواعي بتغذية الأفكار الغير مقبولة، وفي المقابل الأنا العليا تحاول فرض الحس الأخلاقي على سلوك الفرد، وفي هذه الحالة تسعى الأنا لتحقيق التوازن بينهما.
في كثير من الأحيان تؤدي هذه المنافسة بين اللاوعي والأنا العليا إلى شعور الأنا بالقلق، ويدفعها لكبت هذه الأفكار والصراعات، وفي هذه الحالة قد يكون الكبت فعالاً لبعض الوقت، لكنه يؤدي في النهاية إلى مزيد من القلق في المستقبل.
للمزيد: الأحلام وتداعياتها النفسية
بالرغم من حماس الدكتور فرويد لنظرية الكبت النفسي إلا أن اكتشف معها وجود مشكلة تتمثل فيما يلي:
للمزيد: العنف اللفظي الموجه للطفل سلوك يجهل الأبوين خطره
فيما يلي بعض الأمثلة التي تساعد على فهم مفهوم الكبت النفسي بشكل أكثر واقعية:
يعتبر الكبت النفسي مهماً في مرحلة العلاج النفسي، لأنه يوفر إطاراً واضحاً لفهم كيفية حدوث بعض المشاكل النفسية، مما يرشد الطبيب أو المعالج النفسي لفهم علاج المريض، لذا فإن العلاج الأساسي هو تحليل العملية العقلية للمريض لفهم المشاعر والذكريات المكبوتة أولاً، ثم تفسير هذه الذكريات والمشاعر مرة أخرى للمريض حتى يصبح المريض على دراية بما هو مكبوت داخله، وجعله يتصالح بالفعل مع الصراع بداخله بدلاً من تجنبه، وهذا بالفعل ما يؤدي إلى إزالة المرض. ويمكن للطبيب الاستدلال على وجود الكبت النفسي من خلال السلوك الذي يظهر على المريض بأشكال متعددة مثل الشعور بالقلق، أو الاكتئاب.
علاج الكبت في علم النفس المعاصر
يستخدم علماء النفس المعاصرون مصطلح الكبت عند الإشارة إلى الذكريات المكبوتة، ويستخدم أطباء النفس مجموعة من الأساليب العلاجية مثل التنويم المغناطيسي، وهو أمر مثير للجدل بين علماء النفس.
استخدم المعالجون في أواخر القرن العشرين أسلوب التنويم المغناطيسي لمساعدة الناس على تذكر حوادث معينة مثل الاعتداء الجنسي؛ وفي بعض الحالات، تبين أن الاعتداء الجنسي لم يحدث قط.
أشارت النتائج إلى أنه في بعض حالات التنويم المغناطيسي كان بإمكان المعالجين أن يقترحوا -دون قصد- ذكريات للأفراد الخاضعين للتنويم المغناطيسي وهي أشياء لم تحدث في الواقع، ولذلك فقد توصل علماء النفس إلى أن الذكريات المكبوتة غير شائعة، والكثير من الأطباء يؤكدون أنه بمجرد فقدان الذاكرة لا يمكن استردادها.
للمزيد:
تقنية العلاج باستخدام التنويم المغناطيسي
كيف تعرف ما إن كنت بحاجة إلى طبيب نفسي
Britannica. Repression. Retrieved on the 29th of January, 2021, from: https://www.britannica.com/science/repression-psychology Kendra Cherry. Repression as a Defense Mechanism. Retrieved on the 29th of January, 2021, from: https://www.verywellmind.com/repression-as-a-defense-mechanism-4586642 William Drake. Understanding Repression Psychology. Retrieved on the 29th of January, 2021, from: https://www.betterhelp.com/advice/psychologists/understanding-repression-psychology/ Mark Dombeck. Repression. Retrieved on the 29th of January, 2021, from:
بكالوريوس علوم طبية مخبرية الجامعة الهاشمية كاتبة محتوى طبي هبة محمد الجبالي خريجة علوم طبية مخبرية من الجامعة الهاشمية عملت في المختبرات الطبية، وفي مجال ضبط الجودة، ثم بدأت رحلة كتابة المحتوى الطبي منذ أربعة أعوام.