مطهر

تحتوي البيئة المحيطة بنا على أشكال عديدة من الجراثيم والميكروبات والكائنات الحية الدقيقة الضارة لجسم الإنسان، وتحتوي البوصة المربعة الواحدة من الجلد على أكثر من 600000 نوع من أنواع البكتيريا، ومعظمها غير ضار لصحة الإنسان، ولكن هناك أنواع من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض (بالإنجليزي: Pathogens) يمكن أن تكون خطيرة أو حتى مميتة!

يعد استخدام الأنواع المناسبة من المطهرات بانتظام على الأسطح المحيطة بالإنسان أمراً ضرورياً وحاسماً للمساعدة في منع انتشار الأمراض التي تسببها الكائنات الحية المسببة للأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا والأمراض الأخرى، ونظراً لوجود العديد من أنواع المطهرات المتوفرة في الأسواق، فمن المهم فهم كيفية عمل هذه المطهرات، بالإضافة إلى الإلمام بإيجابياتها وسلبياتها، من أجل اتخاذ قرار سليم حول أفضل طريقة للتعقيم والحماية.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا

طريقة عمل المطهرات

المطهرات (بالإنجليزية: Disinfectant) هي مواد كيميائية يتم تطبيقها على الجمادات والأسطح الموجودة في بيئة الإنسان، أو على جلد الإنسان نفسه من أجل قتل أو إيقاف نمو البكتيريا، والفيروسات، والفطريات التي تعيش عليها، ويتم استخدام المطهرات على نطاق واسع في المستشفيات وأماكن الرعاية الصحية الأخرى موضعياً على الجلد أو بغرض تطهير الأسطح والأدوات الطبية، فهي جزء أساسي من ممارسات مكافحة العدوى، وأدت المخاوف المتزايدة بشأن احتمالية التلوث الميكروبي ومخاطر العدوى في أسواق الأغذية والأسواق الاستهلاكية العامة إلى زيادة استخدام المطهرات من قبل عامة الناس أيضاً.

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا الجديد: أسئلة وأجوبة من منظمة الصحة العالمية (WHO)

أنواع المطهرات

يتم استخدام العديد من الفئات الواسعة من المطهرات في المنشآت التجارية والصناعية، وفيما يلي العديد من الأنواع الأكثر شيوعاً:

• مركبات الأمونيوم الرباعية (بالإنجليزية: Quaternary Ammonium Compounds): تعد مركبات الأمونيوم الرباعية خيار ممتاز للتطهير في المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات نظراً لتكلفته المنخفضة، وفعاليته السريعة ضد مجموعة واسعة من الكائنات الحية الدقيقة.
• مركبات الكلور (بالإنجليزية: Chlorine Compounds): تقتل مركبات الكلور العديد من مسببات الأمراض بما في ذلك الفيروسات المقاومة، وتعد هذه المركبات قليلة التكلفة، وسريعة المفعول، إلا أنها يمكن أن تسبب تهيج الجلد، أو تآكل وتغيير لون الأسطح المستخدم عليها في حال عدم استخدامها وفقاً للتعليمات والتوجيهات الموصى بها.
• الكحوليات (بالإنجليزية: Alcohols): تستخدم الكحوليات عند تخفيفها بالماء وتكون فعالة ضد مجموعة كبيرة من البكتيريا، وتستخدم بتراكيز مرتفعة عند الحاجة لتطهير الأسطح، ومن سلبياتها أنها متطايرة، وبالتالي قد لا تبقى على الأسطح فترة طويلة تسمح لها بقتل الجراثيم، كما أنها قابلة للإشتعال وبالتالي يجب تخزينها في مكان بارد وجيد التهوية.
• الألدهيدات (بالإنجليزية: Aldehydes): تعتبر الألدهيدات فعالة للغاية ضد البكتيريا التي تسبب مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، ولكنها تحتاج لأن تكون بتراكيز مرتفعة لإظهار فعاليتها، ومن الجدير بالذكر أن بعض أنواع البكتيريا تطورت لتكون مقاومة للألدهيدات، وتبيّن أن استخدامها يسبب الربو ومشاكل صحية أخرى.
• اليود (بالإنجليزية: Iodophors): يمكن استخدام اليود في تطهير بعض المعدات الطبية المهمة، ولكنه يسبب تغيير لون الأسطح وتلطيخه بسبب لونه، كما أن رائحته مزعجة.
• مركبات الفينول (بالإنجليزية: Phenolic Compounds): تعد مركبات الفينول فعالة ضد البكتيريا المسببة للأمراض بما في ذلك السلية المتفطرة (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis)، والفطريات، والفيروسات، ولكنها أيضاً شديدة السمية وتسبب تآكل الأسطح، حيث أنها تهاجم الأسطح أثناء مهاجمتها الكائنات الحية.
• بيروكسيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen Peroxide): يخلط بيروكسيد الهيدروجين عادة بحمض البيراسيتيك (بالإنجليزية: Peracetic acid) للوصول لمستويات التطهير المطلوبة، كما أن مدى فعاليتها محدودة إلى حد ما، وتكون خطيرة عند استخدامها في تراكيز عالية.

اقرأ أيضاً: البحوث التي تجري حول علاج فيروس كورونا

كيفية إختيار المطهر المناسب

هناك أربعة اعتبارات أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار مطهر لتلبية الاحتياجات المطلوبة، وهي:

• الفعالية (بالإنجليزية: Effectiveness): حيث يجب معرفة ما إذا كان المطهر الذي سيتم اختياره قادراً على قتل الميكروبات ومسببات الأمراض المتوقع وجودها في البيئة المحيطة، حيث قد تكون المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus Methicillin Resistant) هي الهدف المرجو القضاء عليه، وبالتالي يتم إختيار المطهر المناسب لهذا الهدف بحيث يكون فعالاً للقضاء على هذا النوع من البكتيريا.
• سرعة القضاء على مسببات المرض (بالإنجليزية: Kill Time): من المهم استخدام المطهر المناسب الذي يقتل مسبب المرض في السرعة المطلوبة، حيث يتم تصنيع المطهرات بتراكيز مختلفة لقتل الميكروبات بفترات زمنية مختلفة، وبالتالي يتم اختيار المطهر المناسب.
• مدى سلامة وأمان الاستخدام (بالإنجليزية: Safety): من المهم اختيار اختيار المطهر الآمن لاستخدام الأشخاص والأسطح التي يتم تطبيقه عليها، حيث تعتبر بعض فئات المطهرات سامة، أو تسبب التهيج، وبعضها الآخر يسبب تآكل الأسطح أو تغيير لونها، وبعضها يصدر رائحة مزعجة، وبعضها سريع الاشتعال.
• سهولة الاستخدام (بالإنجليزية: Ease of Use): تعد سهولة الاستخدام أمراً مهماً عند اختيار المطهر، حيث تتطلب بعض المطهرات القيام بخطوات متعددة قد لا تكون دائماً مجدية.

اقرأ أيضاً: وقاية أطباء الأسنان من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)

العوامل التي تؤثر في فعالية المطهرات

يمكن أن تتأثر فعالية المطهرات بالعديد من العوامل، منها:

• تركيز المطهر.
• زمن التماس المادة المطهرة مع مسببات المرض.
• درجة الحرارة.
• الرطوبة.
• نوع مسبب المرض.
• درجة الحموضة PH.
• وجود البروتينات في الوسط.

استعمالات المطهرات

للمطهرات استعمالات عديدة، منها:

• التعقيم قبل إجراء العمليات الجراحية.
• تعقيم الجروح لمنع تلوثها.
• غسل اليدين وتعقيمهما.
• علاج التهابات الفم والحنجرة (فهناك أنواع متعددة تستخدم غسول للفم).
• القضاء على الكائنات الدقيقة الموجودة بالأغشية المخاطية، وعلاج الالتهابات في المهبل.
• تعقيم الأدوات الطبية المستخدمة في العيادات.

احتياطات ومخاطر استخدام المطهرات

قد تتسبب المواد الكيميائية المضادة للجراثيم في المطهرات الطبية في إحداث آثار جانبية تشمل التهيج الموضعي، أو الحكة، أو الحساسية أو التشوهات الجلدية، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو أي مشكلة جلدية أخرى استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من المطهرات، كما ينبغي عدم استخدام المطهرات على الجروح الكبيرة، وحروق الشمس أو الالتهابات الجلدية الناتجة عنها.