ترميم الحاجز الانفي ترميم الوتيرة

عملية ترميم الحاجز الأنفي 

يعرف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Septum) بأنه الجدار المكون من العظام والغضاريف الذي يقسم الأنف إلى فتحتين، ويحدث انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Deviated Septum) في حال تحرك الحاجز إلى أحد جهتي الأنف، مما قد يُسبّب صغر أحد فتحتي الأنف مقارنةً مع الأخرى، وبالتالي صعوبة في التنفس أو تصريف سوائل الأنف، وزيادة احتمالية الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية. وقد يولد بعض الأشخاص وهم يعانون من انحراف الوتيرة بينما قد يصاب آخرون به نتيجة تعرض الأنف لضربة مثلاُ. وتعد العملية الجراحية الحل الوحيد لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Septoplasty). وفي بعض الأحيان قد يُجرى معها عملية لتجميل الأنف (بالإنجليزية: Rhinoplasty).

الحالات المؤهلة لإجراء عملية الحاجز الأنفي

تتضمن الحالات المؤهلة لإجراء عملية الحاجز الأنفي ما يأتي:

• انحراف الحاجز الأنفي، ويعد السبب الرئيسي لإجراء هذه العملية، وقد لا يشعر المصاب بأية أعراض نتيجة انحراف الوتيرة أو قد يُعاني من أحد الأعراض التالية:
  
  • انسداد أحد فتحتي الأنف أو كلاهما.
  • نزيف الأنف.
  • التنفس بصوت عالي أثناء النوم.
  • إدراك الدورة الأنفية، وهي تبدل انسداد الأنف من جانب إلى أخر. وعادةً لا يلاحظ الشخص هذه الدورة إلا في بعض الأحيان كانحراف الوتيرة.
  • تفضيل النوم على إحدى الجانبين لتحسن التنفس خلال النوم على هذه الجهة.
  • ألم في الوجه نتيجة الانحراف الشديد للحاجز الأنفي مما يسبب تلامس الأسطح الداخلية للأنف وبالتالي حدوث ضغط يؤدي إلى الألم.
• أثناء عمليات جراحية أخرى كإزالة ورم أو جراحة الجيوب الأنفية.
• علاج انقطاع النفس النومي الانسدادي (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea) أو الشخير عند فشل العلاجات الأخرى.

خطوات التحضير لعملية ترميم الحاجز الأنفي

قد يطلب الطبيب من المصاب أن يلتزم بالتعليمات التالية:

• إيقاف بعض الأدوية المميعة للدم كالأسبرين، والأيبوبروفين قبل أسبوعين من العملية، لتقليل خطر الإصابة بنزيف.
• عدم تناول الطعام أو الشراب منذ منتصف الليلة السابقة للعملية، وذلك لمنع الإصابة بالغثيان والتقيؤ أثناء التخدير العام.
• التوقف عن التدخين، إذ يزيد التدخين من احتمالية حدوث مشاكل أثناء العملية وبعدها، كما يمكن أن يبطء من عملية الشفاء.

خطوات عملية ترميم الحاجز الأنفي

قد تستغرق عملية ترميم لحاجز الأنفي ما بين 30 إلى 90 دقيقة، وتتضمن الخطوات التالية:

1. التخدير: يمكن إجراء العملية تحت التخدير العام أو الموضعي باستخدام المنومات الوريدية (بالإنجليزية: Intravenous Sedation) وحقن التخدير الموضعية، وسيقوم الطبيب بمناقشة كلا الخيارين مع المصاب وتحديد الخيار الأفضل.
2. الشق الجراحي: إذا كانت العملية مقتصرةً على ترميم الحاجز الأنفي دون تجميله، فسيقتصر الشق الجراحي داخل التجويف الأنفي، أما في حال تجميل الأنف أو تعقد العملية، فسيضطر الطبيب إلى إجراء شق صغير على أرنبة الأنف (بالإنجليزية: Columella)، وهي الجزء الواصل بين فتحتي الأنف.
3. فصل البطانة المخاطية الأنفية: وهي عبارة عن غشاء يغطي سطح الحاجز الأنفي، ويقوم الطبيب بإزالته بحذر شديد لتجنب تمزقه أو ثقبه.
4. ترميم الحاجز الأنفي: وذلك بتعديل كل من العظم والغضاريف أو أحدهما حتى يصبح الحاجز الأنفي في مكانه الصحيح، وقد تُزال أية غضاريف أو عظام زائدة، وقد يضطر الطبيب إلى إجراء جروح في العظم نفسه أو وضع شرائح صغيرة من الغضاريف تُعرَف باسم الطعوم الموزعة (بالإنجليزية: Spreader grafts) لتصحيح الحاجز الأنفي إذا كانت المشكلة على طول جسر الأنف.
5. إعادة البطانة المخاطية الأنفية وإغلاق الجرح: يُعيد الطبيب البطانة إلى مكانها الأصلي ويخيطها، ويُغلق الجرح. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الخيوط تتحلل من تلقاء نفسها ولا تطلب إزالتها مراجعة الطبيب.
6. تثبيت الحاجز الأنفي بعد العملية: قد يضع الطبيب بعض الجبائر المصنوعة من السيليكون الرخو داخل الأنف أو يطلب من المصاب لبس بعض الدعامات أو الجبائر الأنفية لفترة زمنية بسيطة لتثبيت الوتيرة.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ عملية ترميم الحاجز الأنفي تعتبر قليلة الخطورة، إلا أنه من الممكن أن يحدث النزيف خلال العملية الجراحية، وعادةً ما تكون كمية الدم صغيرة ويمكن تحملها، وفي حالات نادرة قد يصاب الشخص بنزيف حاد مما يستدعي إيقاف العملية

التعافي من عملية ترميم الحاجز الأنفي

قد يشعر المصاب بالنعاس أو الغثيان لبضع ساعات بعد العملية نتيجة التخدير. ويعد تورم الأنف والشعور بألم فيه أمراً طبيعياً، وسيصف الطبيب بعض المسكنات للتعامل مع الألم. كما سيضع الطبيب قطع من القطن أو ضمادة داخل الأنف لمنع النزف بعد الجراحة، وسيُطلب من المصاب في بعض الأحيان عدم إزالتها ليوم أو اثنين بعد العملية، وذلك يعني التنفس من الفم في الفترة الأولى. وعادةً ما تُجرى هذه العملية قي عيادات الجراحة الخارجية، بمعنى أن الشخص يمكن أن يغادر المستشفى في نفس اليوم إذا لم تحدث أي تعقيدات أثناء العملية. وتجدر الإشارة إلى وجود بعض التعليمات التي قد تساعد على التحسن بعد العملية، وهي:

• الحد من ممارسة التمارين الرياضية لعدة أسابيع بعد الجراحة للتقليل من التورم وخطر النزيف، لأنَّ الرياضة تحفز الدورة الدموية وترفع من ضغط الدم.
• رفع الرأس أثناء النوم للتقليل من التورم.
• عدم محاولة إخراج ما في الأنف عمداً بالزفير لمدة 3 يام على الأقل.
• ارتداء ملابس لا تحتاج إلى رفعها فوق الرأس.
• تجنب التدخين.
• الراحة وعدم العودة إلى العمل مبكراً.
• تجنب الأماكن المزدحمة، خاصةً إذا كان من الممكن وجود دخان سجائر أو أشخاص مصابون بالرشح أو الإنفلونزا.

مضاعفات عملية ترميم الحاجز الأنفي

تعتبر هذه العملية قليلة الخطورة ومع ذلك قد يعاني بعض الأشخاص من مضاعفات مثل:

• استمرار الأعراض عند بعض الأشخاص مثل انسداد الأنف.
• النزيف.
• تشكل الندوب.
• الإصابة بالعدوى، إذ يعتبر الأنف منطقة غير معقمة، وقد تتطور في بعض الأحيان إلى متلازمة الصدمة السمية (بالإنجليزية: Toxic Shock Syndrome) لذلك يجب مراقبة ضغط الدم أو نبض القلب، ودرجة
• الحرارة، وأي أعراض غير طبيعية.
• حدوث ثقب في الحاجز الأنفي خلال أو بعد الجراحة خاصة في حال الإصابة بالعدوى بعد العملية، وفي حال أدى هذا الثقب إلى حدوث نزيف أو مضاعفات أخرى قد يحتاج الشخص إلى عملية أخرى.
• تغير شكل الأنف أو تغير لونه.
• قلة حاسة الشم.
• الشعور بالخدر أو التنمل في اللثة أو الأسنان الأمامية أو الفك العلوي نتيجة تعرض الأعصاب لضرر خلال الجراحة، لكن يزول الخدران بعد عدة شهور.
• ومن المضاعفات النادرة:
  
  • تغير في حاسة التذوق.
  • ألم دائم في الوجه.
  • تغير في الصوت.
  • مشاكل في الرؤية.
  • تورم وكدمات حول العينين.

نتائج عملية ترميم الحاجز الأنفي

يشعر 85% ممن يجرون العملية بتحسن في الأعراض خاصةً مشكلة صعوبة التنفس وانسداد الأنف، وتختلف درجة الاستجابة والتحسن من شخص لآخر. وعادةً ما تستغرق أنسجة الأنف من ثلاثة إلى ستة شهور بعد العملية لتستقر وتثبت، ولكن قد تظل احتمالية حدوث تغيرات في الغضاريف والأنسجة لمدة سنة أو أكثر بعد العملية.