إن الإبيكاتشين (بالإنجليزية: Epicatechin) هو مركب أبيض عديم الرائحة ينتمي إلى مجموعة الفلافونويد، يوجد في العديد من النباتات والأطعمة، حيث يوجد بشكل أساسي في الشاي الأخضر والشوكولاتة الداكنة. وقد ثبت أن له العديد من الفوائد المتنوعة لصحة الإنسان، حيث يساهم في خفض مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، كما أن له العديد من الخواص مثل كونه أحد مضادات الأكسدة القوية، ومضادا لفرط شحوم الدم، ومضادا للالتهابات، كما أنه يحاكي عمل الأنسولين، ويحسن صحة القلب، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للفيروسات، والملاريا، وبعض أنواع السرطان.
يوجد إبيكاتشين بكميات كبيرة في الشوكولاتة الداكنة، والشاي الأخضر، والعنب. وتعد الشوكولاتة الداكنة هي أكثر الأطعمة احتواء على إبيكاتشين.
اقرأ أيضاً: العنب الأسود: فوائد عديدة لا حصر لها!
وجد الدكتور نورمان هولنبرغ أستاذ الأبحاث بكلية الطب بجامعة هارفارد أن هنود كونا، الذين يعيشون في جزر سان بلاس في دولة بنما ويتناولون كميات كبيرة من مشروب الكاكاو يومياً، لديهم انخفاض ملحوظ في ضغط الدم ومخاطر أقل للإصابة بالجلطة الدماغية، وأمراض القلب، والسرطان، والسكري مقارنة بالهنود الذين يعيشون على اليابسة، وقد أرجع الدكتور نورمان سبب هذا التأثير إلى التناول المستمر للكاكاو وليس الاختلافات الوراثية، لأن كل هذه التأثيرات تختفي عند التوقف عن تناول الكاكاو.
يوجد الإبيكاتشين أيضاً بكميات كبيرة في شجرة الكينو الهندية (بالإنجليزية: Pterocarpus Marsupium)، وهي شجرة منتشرة على نطاق واسع في المناطق الوسطى، والغربية، والجنوبية من الهند، حيث يتم استخدام مستخلص هذه الشجرة كدواء تقليدي في الهند لعلاج مرض السكري وغيره من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والكبد. ويعتقد الكثير من الباحثين أن فعالية مستخلص شجرة الكينو الهندية كعلاج لمرض السكري ترجع إلى الآثار المحاكية للأنسولين التي يتميز بها الإبيكاتشين.
يلعب الإبيكاتشين وكثير من الفلافونويدات الأخرى دوراً وقائيًا في هشاشة الخلايا الأسموزية، مثل ذلك الدور الذي يمارسه الأنسولين، بالإضافة إلى أن الإبيكاتشين يسبب زيادة في نشاط أستيل كولين في خلايا الدم الحمراء لدى مرضى السكري، في حين أن هذا النشاط يكون منخفضاً بدرجة كبيرة لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
يقلل الإبيكاتشين من أكسدة الدهون ويمنع تراكم الصفائح الدموية، كما يؤدي الإبيكاتشين إلى توسع الأوعية الدموية عن طريق المساهمة في زيادة إفراز أكسيد النيتريك، وهو مركب يفرز بواسطة بطانة الأوعية الدموية لمساعدة العضلات المحيطة على الاسترخاء، كما يساهم في تحسين الأوعية الدموية، وتدفق الدم، والقدرة على التحمل.
يعمل الإبيكاتشين على إزالة الجذور الحرة وحماية الكبد من الإجهاد التأكسدي الذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث سرطان الكبد، كما يساهم الإبيكاتشين والعديد من الفلافونويدات الأخرى بشكل ملحوظ في خفض قابلية البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى الأكسدة، والذي بدوره يؤدي إلى خفض الإصابة بتصلب الشرايين.
تساهم المعالجة المسبقة بالإبيكاتشين قبل التعرض لإشعاعات جاما على منع تلف الكبد والخصية. قد يكون هذا التلف ناجماً عن تكوين الجذور الحرة نتيجة للإشعاع، لذلك يتم استخدام إبيكاتشين للمرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي للوقاية من الإشعاع.
اقرأ أيضاً: مضادات الأكسدة والوقاية من السرطان
يتميز الإبيكاتيشين والعديد من الفلافونويدات الأخرى بقدرتهم على تقليل الاستجابات الالتهابية، عن طريق التداخل المباشر مع البروتينات المساهمة في إطلاق الاستجابة.
يتم حالياً استخدام عقار الإبيكاتشين كدواء جديد مضاد للسرطان من خلال آليات إضافية، حيث قد تبين أن الإبيكاتشين يتسبب في تلف الحمض النووي وموت الخلايا السرطانية، كما ثبت أن الإبيكاتيشين يمنع انتشار خلايا سرطان الغدد الليمفاوية في داء هودجكين.
تشير إحدى الدراسات التي تم نشرها عام 2010 في مجلة علم السموم الغذائية والكيميائية (بالإنجليزية: Food and Chemical Toxicology) أن الإبيكاتشين يسبب تلف الحمض النووي والاستماتة للخلايا السرطانية في طحال الفئران المصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد، حيث تم إعطاء الإبيكاتشين لكل من الفئران السليمة والفئران المصابة بسرطان الدم بجرعة 40 ملغم/ كلغم من وزن الجسم لمدة 22 يوماً متتالي، ثم تم فحص خلايا الطحال لتحليل تلف الحمض النووي والاستماتة، وتم تحديد مقدار تلف الحمض النووي بواسطة فحص المذنبات، في حين تم فحص الاستماتة بواسطة قياس التدفق الخلوي. وأظهرت النتائج أن الإبيكاتشين لم يؤثر على تلف الحمض النووي في طحال الفئران السليمة، في حين انخفضت نسبة خلايا اللوكيميا بشكل كبير في المجموعة المصابة. تكشف نتائج هذه الدراسة أنه يمكن استخدام الإبيكاتشين كعامل مساعد للعلاج ضد الابيضاض النخاعي الحاد.
اقرأ أيضاً: الشاي الاخضر: فوائد طبية وعلاجية وتجميلية لا حصر لها
Phytochemicals.info. Phytochemicals. Retrieved on the 26th of February, 2020, from: https://www.phytochemicals.info/phytochemicals/epicatechin.php Adeyinka T Aina, Ogunleye Adewale Joseph. The importance and efficacy of epigallocatechin and epicatechin. Retrieved on the 26th of February, 2020, from: REGGIE JOHAL. EVERYTHING YOU NEED TO KNOW ABOUT EPICATECHIN. Retrieved on the 26th of February, 2020, from: https://www.predatornutrition.com/articlesdetail?cid=everything-you-need-to-know-about-epicatechin Joseph Shay, Hosam A. Elbaz, Icksoo Lee, Steven P. Zielske, Moh H. Malek, and Maik Hüttemann. Molecular Mechanisms and Therapeutic Effects of (−)-Epicatechin and Other Polyphenols in Cancer, Inflammation, Diabetes, and Neurodegeneration. Retrieved on the 26th of February, 2020, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.