ازداد عدد الحالات المصابة بالتهاب وتر العرقوب أو وتر "أخيل" (بالإنجليزية: Achilles Tendonitis) خصوصاً واعتقال وتر العرقوب عموماً خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وذلك بسبب المشاركة الكبيرة والمتزايدة في الأنشطة الرياضية والتنافسية. حيث أن معدل إصابة وتر العرقوب بين رياضيين رياضة الجري يصل 10 أضعاف انتشاره بين غير الرياضيين من نفس العمر. وتشكل إصابة وتر العرقوب 30-50% من إجمالي إصابات الرياضيين.
بالطبع إصابة وتر العرقوب لا تنحصر على الرياضيين فحسب، إذ يمكن أن تصيب أي شخص. ففي دراسة أجريت على 58 مريض، ثلث هذا العدد كان من الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة ولم يشاركوا بأي نشاط بدني شديد.
والتهاب وتر العرقوب هو إصابة الوتر الناجمة عن الإستخدام المفرط للقدم في الرياضيات المختلفة أو نتيجة تغيير مفاجئ بوتيرة التمارين المعتاد عليها، مما يؤدي إلى التهاب مؤلم في وتر العرقوب، وهو الوتر الذي يربط بين عضلة الساق الخلفية ويلتحم في الجزء الخلفي من عظمة العقبي (وهي أكبر العظام المكونة لكعب القدم).
يستخدم وتر العرقوب عند الركض، القفز، والمشي، وعند الوقف وتحديدا ً عند الوقف على كعب القدم. إصابة هذا الوتر بإصابة أو التهاب تؤدي إلى ألم يرافق هذه الحركات جميعها. ويمكن تقسيم التهاب وتر العرقوب إلى نوعين:
السبب المؤدي لحدوث التهاب في وتر العرقوب لا زال غير واضح ولكن توجد العديد من النظريات الطبية التي تفسر حدوث الالتهاب بسبب واحدة من المسببات التالية: للمزيد: التواء مفصل الكاحل
يؤثر التهاب وتر العرقوب على حركة القدم وسهولة انقباضها وانبساطها، وذلك لأن الوتر يسهل هذه الحركة المتناسقة خلال عملية المشي، والركض والقفز، إصابة الوتر يرافقه مجموعة من الأعراض، تشمل: للمزيد: آلام كعب القدم
يتم تشخيص التهاب الوتر العرقوبي من خلال السيرة المرضية للمريض والفحص السريري، عادة ما تكون الأعراض والسبب واضح ولا يحتاج الطبيب لأي إجراءات أخرى. ولكن يمكن في بعض الحالات أن يطلب الطبيب أحد الصور الإشعاعية لاستثناء أسباب أخرى قد تأتي بأعراض مشابهة مثل مشاكل العظام والعضلات في نفس المنطقة. يستخدم جهاز التصوير بالامواج فوق الصوتية (الألتراساوند) لتقييم حالة الوتر، والتمييز بين الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن، ولكن يعتمد ذلك على الطبيب الذي يجري التصوير ويتميز بدقة أقل من صورة الرنين المغناطيسي. حيث تعطي صورة الرنين المغناطيسي تفاصيل أكثر حول حالة مفصل الكعب والأوتار والأنسجة الطرية في المنطقة، وبالتالي تساعد في التفريق بين التهاب وتر العرقوب والتهاب ما حول الوتر (التهاب الغلاف المحيط بالوتر). يمكن أن تستخدم صورة الأشعة السينية أيضا ً لتقييم حالة عظام القدم والكاحل لاستثناء كسر الكاحل على سبيل المثال.
علاج التهاب الوتر العرقوبي يشمل مجموعة واسعة من العلاجات، تبدأ من العلاجات المنزلية البسيطة، وصولاً إلى حقن الوتر بالستيرويد والعملية الجراحية. ومن هذه العلاجات: تشمل العلاجات الدوائية مضادات الالتهابات غير الستيرويدية لتسكين الألم مثل الايبوبروفين، ويمكن أن يوفر حقن المنطقة بالكورتيزون تسكين مؤقت للألم. يستخدم العلاج الجراحي في 24-45.5% من الحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة، حيث يكون التدخل الجراحي لازم لحل المشكلة وتجنب تطور الحالة إلى تمزق كامل في الوتر والتي يرافق حدوثها ألم حاد في منطقة الكاحل.
العلاجات الدوائية
العلاج الجراحي
يعتمد مسار تطور التهاب وتر العرقوب على الالتزام بالراحة وتقليل تعرضه إلى الضغط المستمر، من المتوقع أن يتحسن الالتهاب بعد عدة أيام من الالتزام بالراحة، بينما يستمر الإلتهاب لفترة أطول إذا لم يتغير مستوى الحركة واستمر الضغط على الوتر. إن استمرار التهاب وتر العرقوب لمدة طويلة يؤدي إلى ذلك إلى ازدياد الحالة سوءاً، فقد ينتشر الالتهاب إلى عظام الكاحل، أو انزلاق الوتر نفسه إلى عدم الكاحل، أو ضعف في أنسجة الوتر. ويصبح التعافي أصعب إذا احتاج الوتر لإجراء عملية جراحية، ويحتاج المريض لعدة أسابيع أو عدة شهور للتعافي بشكل كامل بعد العملية. يعد الاهتمام في علاج التهاب وتر العرقوب منذ البداية واتباع إرشادات الطبيب أكثر الأمور أهمية في تطور مسار التعافي. للمزيد: التهاب اللفافة الأخمصيةمسار التعافي من التهابات وتر العرقوب
يعتبر الألم أحد أكثر المضاعفات شيوعاً عند الإصابة بالتهاب وتر العرقوب. قد يتعرض وتر العرقوب أو عظم الكاحل إلى تشوهات شكلية، الأمر الذي قد يعيق الحركة ويزيد من صعوبة ممارسة التمارين الرياضية أو حتى المشي. وفي حالات متقدمة قد يتعرض وتر العرقوب إلى تمزق أو انقطاع، وفي حال حدوث ذلك يتم معالجته من خلال إجراء عملية جراحية. ومن المضاعفات المحتملة التي تصاحب إجراء عملية جراحية في وتر العرقوب، الالتهابات، وصعوبة أو تأخر في شفاء الجروح. لتفادي حدوث أي من هذه المضاعفات يجب الإلتزام بتعليمات الطبيب، وإلا فإن استمرار الممارسات الخاطئة التي تزيد من الضغط على وتر العرقوب، يعرضه إلى التمزق من جديد. للمزيد: مشاكل القدم وانواعها
Nicola Maffulli, MD FRCS (Orth), Pankaj Sharma, MRCS, and Karen L Luscombe, FRCS. Achilles tendinopathy: aetiology and management. Retrieved on the 28th of November, 2019, from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1079614/#!po=15.6250 [2] Roberto Gabriel L. Lopez, MD and Hong-Geun Jung, MD. Achilles Tendinosis: Treatment Options. Retrieved on the 28th of November, 2019, from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4329521/#!po=8.82353 Chitra Badii and Elizabeth Boskey, PhD. Achilles Tendonitis. Retrieved on the 28th of November, 2019, from https://www.healthline.com/health/achilles-tendinitis#treatment WebMD. What Is an Achilles Tendon Injury?. Retrieved on the 28th of November, 2019, from https://www.webmd.com/fitness-exercise/guide/achilles-tendon-injury
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.