مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's Disease): هو اعتلال عصبي يؤثر على خلايا الدماغ، وهو أحد أنواع الخرف (بالإنجليزية: Dementia)، وأكثرها شيوعاً، والذي يسبب مشاكل في الذاكرة، والتفكير، والسلوك، وعادةً ما يتطور المرض بشكل بطيء وتزيد أعراضه سوءاً مع التقدم بالعمر، إلى أن يصبح شديد لدرجة يعيق بها القيام بالنشاطات اليومية.
يعاني الكثير من الأشخاص حول العالم من مرض الزهايمر، لكن الكثير من الناس لا يعرفون تماماً ما هو مرض الزهايمر، لذلك نستعرض هنا بعض الحقائق المهمة عن هذا المرض:
يصيب مرض الزهايمر عادة كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، إلا أنه يمكن أن يصيب بعض الأشخاص في العقد الرابع أو الخامس من حياتهم، حيث يسمى المرض في هذه الحالة بالزهايمر المبكر (بالإنجليزية: Early Onset Alzheimer’s)، وهو يعتبر من الحالات النادرة التي تؤثر على 5% فقط من جميع المصابين بمرض الزهايمر.
تتضمن أعراض مرض الزهايمر المبكر حدوث فقدان خفيف للذاكرة، ومشاكل في التركيز وأداء النشاطات اليومية، كما قد يسبب المرض صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة، وفقدان الشعور بالوقت، ومشاكل خفيفة في الإبصار مثل صعوبة تقدير المسافات.
لم يتم تحديد مسبب أساسي ورئيسي لمرض الزهايمر إلى الآن، إلا أن هنالك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وتشمل ما يلي: كما ذكرنا فإنه لا يوجد للآن مسبب رئيسي للإصابة بالزهايمر تم تحديده، إلا أن العديد من العلماء يعتقدون أن العوامل التالية تلعب دوراً مهماً في تطور مرض الزهايمر: اللويحات النشوانية (بالإنجليزية: Amyloid Plaques)، هي عبارة عن تكتلات سميكة من الجزيئات البروتينية، والتي غالباً ما تكون غير قابلة للذوبان، تقوم بترك مواد شديدة الضرر حول الخلايا العصبية في الدماغ. لوحظ وجود تراكمات من هذه اللويحات النشوانية عند المرضى الذين يعانون من الزهايمر في جزء من الدماغ يعرف باسم الحصين (بالإنجليزية: Hippocampus)، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة، وعن آلية تخزين الذكريات القصيرة إلى ذكريات طويلة، لذلك فإن تأثير هذه اللويحات على الحصين يؤثر سلباً على وظائف الذاكرة المختلفة من تعلم، وتخزين، واسترداد المعلومات المختلفة. يلعب الحصين دوراً مهماً أيضاً في وظائف الذاكرة المكانية، والتي ترتبط بعملية استرداد المعلومات حول الأماكن المحيطة بالشخص، بالإضافة إلى تأثير الحصين على عملية التنقل المكاني المرتبط بآلية التنقل بين الأماكن، الأمر الذي قد يفسر ضياع وتوهان مرضى الزهايمر بشكل متكرر. التشابكات العصبية الليفية (بالإنجليزية: Neurofibrillary Tangles)، هي عبارة عن ألياف ملتوية غير قابلة للذوبان تقوم بسد وإعاقة الدماغ من الداخل إلى الخارج. تمتلك الخلايا العصبية بالدماغ نظام توصيل خاص بها يتكون من ما يعرف بالأنيبيبات الدقيقة (بالإنجليزية: Microtubules)، والتي تعمل على نقل وإيصال المغذيات، والجزيئات، والمعلومات إلى الخلايا الأخرى، ويتم إبقاء هذه الأنيبيبات ثابتة ومتزنة بواسطة بروتين شبيه بالألياف يدعى بروتين تاو (بالإنجليزية: tau). وجد أن المركبات الكيميائية التي تكون بروتين تاو يحدث لها تغير عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، بحيث تصبح هذه البروتينات متشابكة وملتوية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم اتزان وتفكك الأنيبيبات الدقيقة، مما ينتج عنه تدهور وإنهيار في كامل نظام التوصيل العصبي. يعتقد العلماء أن الجينات قد تلعب دوراً في احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، حيث وجد أن أحد الجينات المرتبطة بمرض الزهايمر، والموجود على الكروموسوم التاسع عشر، يسمى بالبروتين الشحمي أبو إي (بالانجليزية: Apolipoprotein E / APOE). يوجد عدد من الأنواع (طراز) من جين APOE، ووجد أن ما يقارب 40% من المصابين بمرض الزهايمر يمتلكون الطراز (APOE e4) من هذا الجين، والذي يمكن الكشف عن وجوده بواسطة فحص الدم، إلا أن امتلاك الشخص لهذا الجين لا يعني حتمية الإصابة بمرض الزهايمر، كما أن عدم امتلاك هذا الجين أيضاً لا يعني حتمية عدم الإصابة بمرض الزهايمر، لكن وجود هذا الجين يزيد من خطر الإصابة بالمرض. تم الكشف مؤخراً أيضاً عن جين آخر قد يزيد من خطورة الإصابة بمرض الزهايمر عند حامليه، ويسمى بالجين (CD33)، والذي يؤدي إلى عدم مقدرة الجسم على التخلص من اللويحات النشوانية بشكل فعال. ارتبط لدى بعض الأسر التي تمتلك تاريخ مرضي للمعاناة من الزهايمر المبكر وجود تشوهات في 3 جينات مختلفة، والتي تتألف مما يلي: يعتقد أن هذه الجينات هي مسؤولة عن تطور هذا النوع النادر من الزهايمر المبكر، حيث يظن العلماء أن التشوهات الحاصلة في هذه الجينات تساعد على زيادة إنتاج اللويحات النشوانية، وتشير الإحصائيات إلى أن 50% من الأشخاص الذين عانى أحد والديهم من مرض الزهايمر المبكر يرثون هذه التشوهات، ويعانون من نفس المرض لاحقاً، كما قد يتم وراثة هذه التشوهات من أحد أقارب الدرجة الأولى مثل العم أو الخالة. اقرأ أيضاً: الزهايمر، اعراضه، وطرق التعايش مع المريض
اللويحات النشوانية
التشابكات العصبية الليفية
الجينات
يحتوي الدماغ على ما يقارب 100 مليار خلية عصبية ترتبط مع بعضها البعض مشكلة شبكة تواصل معقدة، وتمتلك المجموعات المختلفة من الخلايا العصبية وظائف محددة، تشمل التفكير، والتعلم، والتذكر، والإبصار، والسمع، وغيرها من الوظائف الحيوية، حيث تعمل هذه الخلايا بشكل يشبه المصانع، حيث يمكن إعتبارها مصنع صغير في الجسم، إذ أنها تتطلب الحصول على المغذيات والأكسجين لإنتاج الطاقة وأداء وظائفها، كما أنها تقوم بالتخلص من الفضلات، تماماً مثل العمليات التي تحصل في المصانع الحقيقة. يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر يمنع أجزاء من الخلايا الدماغية من القيام بوظيفتها بشكل صحيح، ومع أن أساس الخلل غير معروف، إلا أنه وكما يحدث في المصانع الحقيقة، فإن حدوث عطل في أحد الأنظمة المشغلة لهذا المصنع يؤدي إلى حدوث مشاكل في الأنظمة الأخرى، ومع انتشار الضرر اللاحق بالخلايا العصبية، تخسر هذه الخلايا القدرة على القيام بوظائفها، وتموت في النهاية، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات واضطرابات لا يمكن تعديلها في الدماغ. يبدأ مرض الزهايمر بالتأثير على الدماغ قبل سنوات من بدء ظهور أي من أعراض المرض، حيث قد يستمر الضرر الدماغي بالتطور لعدة سنوات قبل ظهور الأعراض، ويسمى المرض خلال هذه الفترة بمرض الزهايمر قبل السريري (بالإنجليزية: Preclinical Alzheimer's Disease). يمكن تقسيم مراحل تطور مرض الزهايمر كما يلي: يمكن أيضاً تقسيم مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل بناءً على شدة الأعراض المصاحبة له كما يلي:مراحل مرض الزهايمر
يعاني مريض الزهايمر من تدهور في الوظائف الإدراكية والسلوكية مقارنة بحالته السابقة، حيث أن تشخيص المرض يتطلب معاناة الشخص على الأقل من اثنتين من مجموعات الأعراض التالية: نقص في القدرة على تلقي وتذكر المعلومات الجديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل تشمل: تدهور في المقدرة على التفكير المنطقي، والقيام بالوظائف المعقدة، الأمر الذي قد ينتج عنه ما يلي: تدهور في الوظائف البصرية المكانية (بالإنجليزية: Visuospatial Function)، والتي لا تكون نتيجة مشكلة عضوية في العينين، وقد ينتج عنها ما يلي: مشاكل في التحدث، والقراءة، والكتابة، قد ينتج عنها ما يلي: حدوث تغيرات في الشخصية والسلوك، والتي قد تشمل ما يلي: يبدأ تأثير مرض الزهايمر عادةً على الجزء المتعلق بالتعلم في الدماغ، لذلك غالباً ما تكون صعوبة تذكر المعلومات الجديدة أول الأعراض ظهوراً عند المصابين، الأمر الذي يتبعه ظهور لأعراض أخرى مع تقدم مرحلة المرض، والذي قد تشمل أيضاً بالإضافة إلى الأعراض السابقة صعوبة المشي، وصعوبة البلع، كما أن المرضى قد يجدون صعوبة في إدراك أنهم يعانون من مشكلة صحية. يصاب مريض الزهايمر أحياناً بنوبات من الصياح والصراخ لاحساسه بالضياع، وفقدان التركيز، وعدم إدراك نفسه في هذا الوقت أو المكان، وقد ينخرط في البكاء لأقل الأسباب.
لماذا يصرخ مريض الزهايمر
لا يوجد اختبار أو فحص محدد يستعمل لتأكيد تشخيص الإصابة بمرض الزهايمر، حيث أن الطريقة الوحيدة للتأكد من التشخيص هي عن طريق تفحص أنسجة الدماغ بشكل مباشر بعد وفاة المريض، لذلك يتم اللجوء بعض الاختبارات التي تقيس القدرات العقلية للمريض، وتشخيص حالات الخرف (بالإنجليزية: Dementia)، وتستبعد الحالات المرضية الأخرى. يبدأ التشخيص بأخذ التاريخ الطبي للمريض، والسؤال عن الأعراض التي يعاني منها، والتاريخ العائلي للمريض، والمشاكل الصحية الأخرى التي يعاني أو عانى منها المريض، والنظام الغذائي الذي يتبعه، ومدى شربه للكحول. قد يتم أيضاً اللجوء إلى بعض الفحوصات لتقييم الوظائف العصبية، مثل اختبارات التوازن، أو الحواس، أو ردود الفعل، أو النطق، أو التوتر العضلي، التي تساعد على استبعاد حالات مرضية أخرى مثل: بالإضافة إلى سؤال المريض بعض الأسئلة التي تقيم قدراته الإدراكية، مثل السؤال عن الوقت، والتاريخ، وعمر المريض، والمكان الموجود به المريض ، وغيرها من الأسئلة. قد يتم اللجوء بعد ذلك إلى بعض الفحوصات الجسدية لقياس حرارة الجسم، وضغط الدم، وتقييم معدل نبضات القلب، كما قد يتم اللجوء إلى إجراء الفحوصات المخبرية على عينات البول، أو عينات الدم التي تساعد على الكشف عن وجود الجينات المرتبطة بالإصابة بمرض الزهايمر. قد يتم أيضاً اللجوء إلى بعض الفحوصات التصويرية للدماغ والتي تشمل ما يلي: اقرأ أيضاً: هل يفيد إكتشاف مرض الزهايمر مبكراً؟ ابتكر العلماء اختباراً جديداً لتشخيص مرض الزهايمر، حيث يوجه الطبيب إلى الشخص بعض الأسئلة المتعلقة بأسرته، وأصدقائه، واهتماماته. كذلك قد يسأل الطبيب عن العمل والأحداث الجارية به، وعن خطط المستقبل، نتيجة لإجابات تلك الأسئلة يمكن للطبيب تشخيص الزهايمر والتوقع بالإصابة المحتملة، وما زالت التجارب تحت التطوير.
اختبار الزهايمر في 3 دقائق
لا يوجد إلى الآن علاج لمرض الزهايمر، حيث أن موت خلايا الدماغ هو أمر لا يمكن عكسه، إلا أن العلاجات المتوفرة تساعد على التخفيف من شدة الأعراض، وتأخير تدهور حالة المرض إلى أقصى مدة ممكنة. بعض الأدوية المتوفرة لحالات الزهايمر الخفيفة والمتوسطة تشمل: كما قد يستعمل أيضأً دواء الدونيبيزيل في حالات الزهايمر المتوسطة والشديدة، بالإضافة إلى دواء الميمانتين (بالإنجليزية: Memantine). قد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، أو الأدوية المضادة للذهان، للتحكم ببعض الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر، مثل الاكتئاب، أو العصبية، أو الهلوسة، وغيرها. قد يساعد القيام ببعض التعديلات على أسلوب الحياة في التحكم بأعراض مرض الزهايمر، والتي يمكن للطبيب المختص مناقشتها مع الأشخاص الذين يعتنون بمريض الزهايمر، والتي تشمل بعض التغييرات والتعديلات السلوكية عند التعامل مع هؤلاء المرضى.
لا يوجد طريقة مضمونة الفاعلية للوقاية من مرض الزهايمر، إلا أن الأبحاث تركز على الالتزام بنظام حياة صحي كوسيلة للوقاية من تدهور الوظائف الذهنية والإدراكية. تتضمن بعض الأمور التي يمكن القيام بها للحفاظ على الوظائف الإدراكية ما يلي:
لا يوجد توقع واحد محدد لما سوف يؤول إليه مرض الزهايمر، حيث أن بعض الأشخاص يعيشون لفترات طويلة مع معاناتهم من تدهور خفيف في الوظائف الإدراكية، بينما يعاني آخرون من تطور سريع لمراحل المرض، وتدهور شديد في أعراضه. يقدر معدل الحياة المتوقع لمرضى الزهايمر بعد تشخيص المرض بـ 8- 10 سنوات، لكن هذا المعدل قد ينخفض في بعض الحالات إلى 3 سنوات فقط، أو يرتفع إلى ما يقارب 20 سنة. وجد أن معدل الحياة المتوقع لهؤلاء المرضى يعتمد على العوامل التالية:هل مرض الزهايمر مميت
Alzheimer's Association. What Is Alzheimer’s Disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from: https://www.alz.org/alzheimers-dementia/what-is-alzheimers Jaime Herndon and Kristeen Cherney. Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from: https://www.healthline.com/health/alzheimers-disease Wendy Leonard and Valencia Higuera. Causes of Alzheimer’s Disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from: https://www.healthline.com/health/alzheimers-disease-causes Kimberly Holland. Life Expectancy and Long-Term Outlook for Alzheimer’s Disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from: https://www.healthline.com/health/alzheimers-disease/life-expectancy Markus MacGill. What to know about Alzheimer's disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/159442 NHS. Alzheimer's disease. Retrieved on the 16th of May, 2021, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.