ليست النساء فقط اللاتي تعانين من التغيرات الهرمونية، بل يواجه الرجال تقلبات في هرمون الذكورة، حيث يمكن أن تختلف مستويات الهرمونات لدى الرجل، مما يدعو البعض لتصور أن هذه التقلبات تسمى الدورة الشهرية للرجال أو الدورة القمرية عند الرجل، وأن أعراضها تتشابه مع أعراض الدورة الشهرية لدى المرأة.

سوف نعرفك معلومات عن الدورة الشهرية للرجال كيف ومتى تحدث؟

هل تحدث الدورة الشهرية للرجال؟

يمكن أن تحدث الدورة الشهرية للرجال، ولكنه مجرد اسم شائع يعبر عن الحالة، والمصطلح الأفضل لتسميتها هو دورة التستوستيرون، وهو هرمون الذكورة، إذ ترتفع مستوياته لدى الرجل في فترة الصباح، وتنخفض في فترة المساء، كما يمكن أن تختلف مستويات هرمون التستوستيرون من يوم لآخر، مما يؤدي إلى شعور الرجل بمجموعة من الأعراض تتشابه مع أعراض الدورة الشهرية لدى النساء.

ومع هذا، لازالت الدورة الشهرية للرجال تحت قيد الأبحاث والدراسات للتأكد من وجودها ومعرفة حقيقتها وكافة المعلومات عنها.

كيف تحدث الدورة الشهرية للرجال؟

الدورة الشهرية للرجال تشير إلى ارتفاع وانخفاض في مستويات هرمون الذكورة، وبما أن هذه التغيرات في الهرمون تحدث بشكل يومي، فهذا يعني أن الدورة الشهرية للرجال تحدث يومياً، ولذلك يطلق عليها دورة التستوستيرون اليومية، على عكس الدورة الشهرية للنساء التي تحدث بشكل شهري. وتكون كالتالي:

  • ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون: عادةً ما ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل في الصباح وبعد الإستيقاظ من النوم، وهو ما يفسر التغيرات المزاجية لدى الرجل خلال هذه الفترة.

ولذلك تعتبر هذه الفترة هي أفضل وقت لممارسة الجنس، فمع ارتفاع مستويات التستوستيرون تزداد الرغبة الجنسية لدى الرجل، كما أنها فضل فترة لقياس مستويات هرمون الذكورة.

  • انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون: بمرور اليوم، تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض تدريجياً، ويزداد استرخاء الأعضاء التناسلية لدى الرجل، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجل، ولكن يمكن أن يرتفع الدافع الجنسي عند تعرض الرجل لمهيجات، مثل المداعبة قبل ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين، وذلك في حالة الرغبة بممارسة الجنس.

ومع الارتفاعات والانخفاضات اليومية في مستويات هرمون التستوستيرون، تكون الدورة الشهرية للرجل منتظمة وطبيعية، وتؤشر بالصحة الجيدة.

أما في حالة استمرار انخفاض مستويات الهرمونات وظهور أعراض هذا الإنخفاض مثل قلة الرغبة الجنسية وغيرها من الأعراض، فهذا يعني وجود خلل في الهرمونات.

للمزيد: علاج نقص هرمون التستوستيرون بالأعشاب والتغذية

العوامل التي تؤثر على الدورة الشهرية للرجال

لا يمكن تنظيم الدورة الشهرية للرجال، أو المعاناة من تأخر الدورة الشهرية للرجال، إذ ترتبط أيام الدورة الشهرية للرجال بمجموعة من العوامل، وتشمل:

  • المرحلة العمرية: تبدأ مستويات هرمون الذكورة في الانخفاض لدى الرجل بعد عمر الثلاثين.
  • الضغوط العصبية التي يمر بها الرجل، والعوامل النفسية المختلفة التي تؤثر على مستويات الهرمونات.
  • التغيرات في النظام الغذائي المتبع: مثل تناول أطعمة غير صحية، والإفراط في تناول الطعام، مما يسبب زيادة الوزن وتأثيره على الهرمونات.

كما أن قلة تناول الطعام وسوء التغذية تلعب دوراً كبيراً في نسبة الهرمونات بالجسم.

  • اضطرابات النوم: هناك ارتباط وثيق بين الدورة الشهرية للرجال واضطرابات النوم التي تؤدي إلى الإجهاد والتوتر، وما يعقبه من خلل بمستويات الهرمونات.
  • الإصابة بالأمراض: تؤثر الأمراض على مستويات الهرمونات بالجسم، مثل الأمراض المتعلقة بالخصية وكيس الصفن، وكذلك اضطرابات الغدة الدرقية، والغدة النخامية المسؤولة عن إفراز العديد من الهرمونات.

كما أن هناك مجموعة من الأمور الأخرى التي قد تؤثر على الدورة الشهرية للرجال، والمرتبطة بمستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل، وهي:

  • التعرض لمسببات التهيج الجنسي لدى الرجل: مثل مشاهدة مقاطع جنسية.
  • تناول الكافيين الذي يمكن أن يؤثر على مستويات هرمون الذكورة.
  • ممارسة الرياضة: حيث يمكن أن تساعد في رفع مستويات التستوستيرون.
  • تناول أطعمة تزيد من نسبة التستوستيرون في الجسم: مثل الأطعمة الغنية بالفوسفور.

فجميع هذه العوامل محفزة للرغبة الجنسية، وتسبب ارتفاع هرمون الذكورة لدى الرجل خلال الأوقات التي تحدث بها، ومع هذه التقلبات الجنسية التي يمر بها الرجل على مدار اليوم، يمكن أن تحدث الدورة الشهرية للرجال.

اعراض الدورة الشهرية للرجال

تتشابه أعراض الدورة الشهرية لدى الرجال مع أعراض الدورة الشهرية للنساء، ولكنها قد لا تحدث بانتظام، وليس لها نمط محدد، كما أنها تختلف وفقاً لمستويات هرمون التستوستيرون.

تتمثل أعراض ارتفاع هرمون التستوستيرون في:

  • الشعور بالنشاط والحيوية.
  • ارتفاع الرغبة الجنسية.
  • الميل إلى العصبية والانفعال.
  • زيادة الشهية.

وتكون أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون كالتالي:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • النعاس والرغبة في النوم.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.

يمكن أن ترتبط الأعراض السابقة بتقلب مستويات هرمون التستوستيرون على مدار اليوم، ولكنها قد تعود إلى بعض المشكلات الصحية الأخرى، وليس من الضروري أن تكون أعراض الدورة الشهرية للرجال، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة استمرار ظهور هذه الأعراض لمعرفة الأسباب والعلاج المناسب.

ماذا يفعل السمك في جسم الرجل؟ وهل تختلف فوائد السمك بين النساء والرجال؟

التعامل مع الدورة الشهرية للرجال

تساعد بعض الأمور في التعامل مع هذه التغيرات الهرمونية اليومية لدى الرجل، والتي يطلق عليها الدورة الشهرية للرجال، وتتمثل في:

  • تجنب مسببات الانفعال والقلق، وإيجاد طرق لتخفيف التوتر مثل ممارسة الأنشطة المفضلة يومياً لإفراغ الطاقة.
  • ممارسة تمارين اليوغا والاسترخاء والتنفس العميق: بالإضافة إلى التمارين الرياضية التي تعزز اللياقة البدنية.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يعتمد على الأطعمة المفيدة، وتجنب الأطعمة غير الصحية.
  • عدم الإفراط في تناول الكافيين الذي يؤثر على مستويات الهرمونات.
  • تجنب التدخين لما له من تأثيرات سلبية على نسبة هرمون الذكورة في الجسم.

سن اليأس للرجال

أيضاً لا تقتصر مرحلة سن اليأس على المرأة، فهناك ما يسمى سن اليأس للرجال، وهي المرحلة العمرية التي تنخفض فيها مستويات هرمون التستوستيرون بشكل كبير عن المراحل التي تسبقها، وعادةً ما تكون في نهاية الأربعينيات إلى أوائل الخمسينيات.

لا زال الرجل يتمكن من ممارسة الجنس بصورة طبيعية، ولديه مشاعر الرغبة الجنسية، ولكنها ليست بنفس مستويات المراحل التي تسبقها، وهو ما يجعل سن اليأس لدى الرجال مختلفاً عن سن اليأس لدى النساء، حيث يكون الانخفاض في هرمون الذكورة بطيء.

تشمل أعراض سن اليأس للرجال ما يلي:

  • الميل إلى الحزن: وقد يصاب بعض الرجال بالاكتئاب.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • ضعف الإنتصاب.
  • تقلب المزاج.
  • فقدان كتلة العضلات، وانخفاض القدرة على ممارسة الرياضة.
  • إعادة توزيع الدهون في الجسم، مثل زيادة حجم البطن أو تثدي الرجل.
  • نقص عام في الحماس أو الطاقة.
  • الإصابة بالأرق واضطرابات النوم.
  • زيادة الشعور بالتعب والإرهاق.
  • ضعف التركيز وتغيرات في الذاكرة.

يمكن أن تتداخل هذه الأعراض مع مشاكل صحية تصيب الرجل، لذلك من الضروري معرفة السبب الرئيسي وراء هذه الأعراض لتحديد العلاج المناسب.

اقرأ أيضاً: خصوبة الرجال وسن اليأس الذكوري

اقرا ايضاً :

 مرض تقوس القضيب المكتسب (مرض بايروني- Peyronie's disease)