من الطبيعي أنّ نشعر بالقليل من القلق عند إجراء مقابلة عمل مهمة، أو أثناء حل الاختبارات، ولكن أحيانًا قد نصاب بنوباتٍ من القلق والتوتر الشديد تُؤثر على حياتنا، وربما تمنعنا من أداء عملنا ومهامنا اليومية بشكلٍ طبيعي. [1]

فما هي نوبات القلق؟ وما الفرق بينها وبين نوبات الهلع؟ وكيف يمكن تهدئتها وعلاجها؟ تعرف على الإجابة وتفاصيل أخرى في هذا المقال.

ما هي نوبات القلق؟

نوبات القلق (بالإنجليزية: Anxiety attack) هي الشعور بالقلق أو الخوف المفرط بشكل يمنع الشخص من الاسترخاء والتركيز، وربما يُسبب له الشعور بالتعب والإرهاق، مع أنّ الموقف لا يستدعي ذلك! وقد تستمر نوبات القلق لأيام أو أسابيع، وتتفاوت في شدتها بين البسيطة والشديدة. [1]

وتختلف نوبة القلق عن نوبات الهلع واضطرابات القلق الأخرى، وربما تحدث كجزءٍ منها، ويُقارن الجدول الآتي بين نوبات القلق، ونوبات الهلع واضطراب القلق العام من حيث (الأعراض المُرافقة، المدة، الشعور المسيطر): [1][2]

الاضطراب المدة أهم الأعراض 
نوبات القلق تستمر لأيام أو أسابيع أعراض نفسية وجسدية أبرزها: الأرق وعدم القدرة على التركيز.
اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized Anxiety Disorder) يستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر

ظهور 3 على الأقل من الأعراض الآتية واستمرارها لأكثر من 6 أشهر:

  • التعب دون سبب واضح.
  • صعوبة في التركيز.
  • توتر وآلام العضلات.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • العصبية وسرعة الانفعال.
نوبات الهلع (Panic Attacks) تستمر 5- 20 دقيقة في العادة؛ حيث تحدث فجأةً ثم تصل ذروتها خلال 10 دقائق لتختفي بعدها.

 وجود 4 على الأقل من الأعراض الآتية:

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • التعرق.
  • الشعور بالاختناق وضيق التنفس.
  • ألم الصدر.
  • الدوخة أو الغثيان.
  • الهبات الساخنة أو القشعريرة.
  • الخوف من الموت.
  • الانفصال عن الواقع أو أنّ الشخص يُشاهد نفسه من خارج الجسم.

ويُمكن أن تظهر أعراض نوبة الهلع فجأةً عندما يكون الشخص هادئًا أو حتى نائمًا، وتكون أشد مقارنةً بنوبات القلق.

 

أسباب الإصابة بنوبات القلق

تحدث نوبات القلق لأسباب وعوامل عديدة، منها: [1][2][4]

  • المواقف والظروف الحياتية:
    • المشكلات والضغوطات المتعلقة بالدراسة أو الامتحانات، أو العروض التقديمية.
    • ظروف أو مشكلات العمل المختلفة، مثل ضغط العمل أو الترقيات.
    • ضغوطات متعلقة بالأبوة أو الأمومة، خاصةً عند ولادة طفل جديد.
    • الانفصال أو موت أحد قريب.
    • تغيّر ظروف الحياة، مثل تغيير المنزل أو مكان العمل.
    • القيادة في حركة مرور كثيفة.
    • انتشار مرض أو جائحة عالمية.
  • الإصابة باضطرابات نفسية:
    • اضطراب الهلع (بالإنجليزية: Panic Disorder).
    •  اضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder).
    • اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-traumatic stress disorder or PTSD).
    • اضطراب القلق العام (Generalized anxiety disorder or GAD).
    • اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder or OCD).
    • الإصابة بأنواع معينة من الرهاب، مثل: رهاب الخلاء (Agoraphobia).
  • بعض المشكلات الصحية:
    • تراجع وظائف الذاكرة لأسباب مثل التقدم في السن أو المرض.
    • الإصابة بمشكلات في القلب، مثل: عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmias)، أو هبوط الصمام التاجي (بالإنجليزية:Mitral Valve Prolapse).
    • اضطرابات الغدة الدرقية (Thyroid gland Disorders).
    • اضطرابات الغدة الكظرية (Adrenal gland conditions).
    • الإصابة بالربو (بالإنجليزية:Asthma) أو أحد مشكلات التنفس.
    • الإصابة بمشكلات عصبية، مثل: الصرع (بالإنجليزية: Seizures).
    • بعض الأمراض المُزمنة.

عوامل خطر نوبات القلق

يٌمكن لأي شخص أن يُصاب بنوبات القلق، لكن يُعتقد أنّ العوامل الآتية تزيد من احتمالية حدوثها: [2][3]

  • العوامل الوراثية؛ حيث تكون فرص إصابة الشخص بالقلق أكبر إذا كان أحد أفراد أسرته مصابًا بالقلق.
  • التعرض لأحداث مؤلمة.
  • امتلاك صفات شخصية معينة، مثل: الخجل أو السعي للكمال.
  • الإفراط في تناول الكافيين.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول، أو أحد المواد المنشطة.

أعراض نوبات القلق

تُسبب نوبات القلق أعراضًا نفسية مثل الخوف والتوتر الشديدين، والشعور بأنّ أمرَا سيئًا وخطيرًا سيحدث قريبًا، وعادةً ما يُصاحب ذلك أعراض القلق الجسدية الآتية: [2][3]

  • سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • عدم القدرة على الاسترخاء.
  • صعوبة في التركيز.
  • الإرهاق والتعب الشديد.
  • الأرق وصعوبة النوم.
  • ألم في الصدر.
  • سرعة التنفس.
  • الهبات الساخنة.
  • الصداع وآلام الظهر.
  • التعرق الزائد.
  • الدوخة.
  • الإسهال.
  • الغثيان.

تشخيص نوبات القلق

تجب استشارة الطبيب النفسي إذا كانت نوبات القلق مستمرة أو متكررة، خاصةً إذا واجه الشخص صعوبة في أداء مهامه اليومية، والذي يطرح مجموعة من الأسئلة لمعرفة الآتي: [3]

  • الحالة الصحية للمريض والأمراض التي يُعاني منها.
  • التاريخ العائلي للمريض، وما إذا كان أحد أفراد أسرته يشكو من القلق أو أي اضطرابات نفسية.
  • أعراض القلق وشدتها.
  • الأسباب والمواقف التي تُهيج نوبات القلق.

كما قد يستعين الطبيب بالدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)؛ ليعرف ما إذا كانت هذه النوبات مرتبطة بأحد اضطرابات القلق، ويحدد نوع هذا الاضطراب.[3]

علاج نوبات القلق

يختلف علاج نوبات القلق حسب شدتها وأسبابها، وعادةً ما يتضمن الطرق الآتية:

العلاج المنزلي

يُمكن اتباع النصائح الآتية لتخفيف نوبة القلق عند حدوثها: [1][2][4]

  • التعرف على أعراض نوبات القلق:

فهذا يُساعد الشخص على اتخاذ الإجراءات الصحيحة للتعامل معها، ومعرفة أنّ هذه الأعراض بسيطة، وأن محاولة كبتها سيزيدها سوءًا.

  • اتباع تمرين 3*3*3 أثناء نوبة القلق:
    •  أن ينظر المريض إلى محيطه ويسمي ثلاثة أشياء.
    • أن يستمع المريض للأصوات حوله ويحدد ثلاثة أصوات.
    • أن يقوم المريض بتحريك ثلاثة أجزاء من جسمه.
  • ممارسة تمارين التنفس العميق:

فهي تُساعد على تخفيف أعراض القلق الجسدية.

  • التركيز على شيءٍ آخر:

فمثلًا يُمكن تنشيط الحواس مثل اللعب مع الأطفال وقضاء وقتٍ مع العائلة والأصدقاء.

  • ممارسة الرياضة يوميًا:

فهي تُعزز الصحة النفسية، وتُساعد الشخص على تفريغ الضغط النفسي والتوتر.

  • التقليل من تناول الكافيين:

فالكافيين يزيد أعراض القلق سوءًا، لذلك يجب التقليل من تناول القهوة والشاي.

  • التخطيط وترتيب الأولويات:

خاصةً إذا كانت نوبات القلق مرتبطة بمشكلات مالية؛ فهذا يُساعد الشخص على الاستعداد لها.

  • أخذ قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا.

العلاج النفسي

يُمكن أن يُساعد العلاج النفسي على تخفيف أعراض نوبات القلق ومنع ظهورها، ومن أنواعه:

  • العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive-behavioral therapy):

وهو العلاج الأكثر شيوعًا والأكثر فعالية، إذ يُحدد العلاج المعرفي السلوكي الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالقلق، ويعلم المريض كيفية تغييرها، ليتمكن من التعامل مع الضغط النفسي والتوتر بصورة أفضل.

  • العلاج بالتعرض (بالإنجليزية:Exposure therapy):

ويلجأ إليه الطبيب إذا كانت نوبات القلق مرتبطة بالرهاب المحدد، حيث يُعرض المريض لمسببات القلق تدريجيًا، ويُعلمه كيفية التعامل معها.

  • علاج القبول والالتزام (بالإنجليزية: Acceptance and commitment therapy):

والذي يُركز على تعليم المريض تقنياتٍ تساعد المريض على قبول مخاوفه بدلًا من مقاومتها، مما يقلل من تأثيرها السلبي على حياته اليومية.

العلاج الدوائي

يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية الآتية لعلاج نوبات القلق: [3][4]

  • أدوية حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers):

تستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن أحيانًا قد يصفها الطبيب لعلاج أعراض القلق الجسدية، مثل تسارع ضربات القلب.

  • الأدوية المضادة القلق (بالإنجليزية: Anti-anxiety medications):

يُمكن أن يصف الطبيب البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) لعلاج القلق الحاد.

مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين (SSRIs)، ويلجأ إليها الطبيب إذا كان المريض يُعاني من الاكتئاب أيضًا.

mental health inread banner image
خطوتك الأولى نحو صحة نفسية أفضل
استشارات خاصة مع خبراء نفسيين موثوقين
احجز جلستك الان

مضاعفات نوبات القلق

عادةً عندما نشعر بالتوتر ترتفع مستويات الأدرينالين في الجسم مؤقتًا، ثم تعود لمستوياتها الطبيعية، ولكن عند حدوث نوبات القلق بشكلٍ متكرر، فإن ارتفاع الأدرينالين قد يؤثر على صحة الجسم في هذه الحالة، فيمكن أن يُسبب الاكتئاب، وربما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري وقرحة المعدة. [2]

نصيحة الطبي

من الطبيعي أن تشعر ببعض القلق من وقت لآخر، ولكننا ننصحك بمراجعة الطبيب إذا كانت نوبات القلق لديك شديدة أو متكررة، ومنعتك من التركيز أو النوم براحة، ليُحدد لك الطريقة الأمثل للتعامل معها؛ فربما يقترح العلاج السلوكي المعرفي أو قد يصف لك بعض الأدوية.

ويُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على اتخاذ خطواتٍ تُحسّن صحتك النفسية وتُقلل نوبات القلق التي تُعاني منها.

اقرا ايضاً :

ما هو اضطراب الآنية