انتشر في الفترة الأخيرة و تحديداً عقب حدوث الانفلات الأمني في بعض الدول ظاهرة اختطاف الأطفال بل و الكبار أيضا لدوافع متعددة منها:
1- وضع الأهل تحت التهديد لتنفيذ ما يطلبه الخاطفون، سواء كان ما يطلبوه؛ مبالغ نقدية كبيرة أو استغلال الأطفال جنسيا أو جسدياً أو للاتجار بهم أو بأعضائهم.
و يختلف الأثر النفسي الواقع على الطفل المخطوف طبقا لاختلاف سبب الخطف و نوايا الخاطف و معاملة الخاطفين للطفل كالتالي:
أ- الطفل المخطوف لطلب فدية؛ غالباً ما يعامله الخاطفون بصورة جيدة؛ حيث أن الغرض من خطفه الحصول على المال و ليس إيذائه.
ب- الطفل المختطف لغرض استغلاله جنسيا أو للاتجار بأعضائه أو به؛ حيث يعامل المختطفون هذا الطفل بصورة سيئة غالباً.
و لكن يبقى الأثر النفسي لعملية الاختطاف مؤلما على الطفل و يؤدي لإصابته بعديد من الاضطرابات النفسية و منها اضطراب الانضغاط التابع لحادث صادم و الذي يحدث عقب حدوث صدمة للشخص و يتميز كالتالي:
1- أن الطفل يسترجع ذكريات تجربة الاختطاف المؤلمة و إعادة معايشتها.
2- استغراق الطفل في الذكريات لدرجة تجعله منعزلاً عن العالم من حوله، و غير مستجيب له.
3- يفقد الطفل علاقاته الاجتماعية مع زيادة اليقظة و الحذر أو زيادة التهور و الاندفاعية.
4- اضطرابات في النوم و الشهية و المزاج.
5- الشعور بالذنب تجاه أسرته؛ لأنه السبب في تغريم أسرته دفع فدية للخاطفين؛ حيث أنه يحمل نفسه مسؤولية اختطافه مع وجود تجنب ثابت للمثيرات المرتبطة به.
6- رفض الكلام عن الحادث بالتحديد أو رفض الكلام مطلقا و يصاب الطفل بالبكم الاختياري مع وجود أحلام مفزعة وكوابيس.
7- قد يتاثر مستوي الطفل الدراسي؛ فيرفض الذهاب للمدرسة أو يرفض استذكار دروسه مع صعوبة في التركيز.
8- يصبح الطفل متشائماً مع فقد الثقة بالنفس والآخرين مع وجود نوبات عصبية وسرعة استثارته.
و اضطراب الانضغاط التابع لحادث صادم هو الأكثر شيوعاً في حدوثه بعد التعرض لعملية الاختطاف، و لكن قد يصاب الطفل باضطرابات أخرى مثل:
أ- الاكتئاب.
ب- اضطراب القلق.
عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق
ج- الوسواس القهري.
د- اضطراب السلوك؛ حيث يرى أن البقاء للأقوى فيقرر أن يكون عدائياً و عنيفاً مع الآخرين و ينتهك حقوقهم.
ملاحظة:
1- قد يتجه لمجموعة من الأطفال مثيري للشغب و ينضم إليهم؛ ليعطيه ذلك إحساسا بالقوة، و يتعدى الأثر النفسي للطفل المختطف إلى باقي أفراد الأسرة الذين قد يصابوا باضطراب القلق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري.
2- يجب ذهاب الطفل المختطف للطبيب النفسي و كذلك أي فرد من الأسرة بدأ يعاني من أعراض نفسية.
أما بالنسبة للخاطف؛ فغالبا يكون عامل الشخصية هو العامل الأساسي؛ حيث أنه شخصية مضادة للمجتمع (سيكوباتي) و تتصف الشخصية المضادة للمجتمع بنمط ثابت من انتهاك حقوق الآخرين مع فشل في الانصياع للأعراف و التقاليد مع عدم احترام القانون و النصب و خداع الآخرين و اندفاعية في التصرفات و عدوانية و غياب الشعور بالذنب و المسؤولية.
- قد تظهر سمات تلك الشخصية منذ الطفولة في الكذب و السرقة و الهروب من المنزل و المدرسة و الإعتداء البدني على الآخرين -فيما يعرف باضطراب السلوك عند الأطفال- و الذي يحتاج إلى علاج نفسي عاجل.
يُعتبر إهمال العلاج النفسي للطفل من الأسباب المؤدية إلى تكون الشخصية المضادة للمجتمع عند سن 18 عام و التي يصعب علاجها أو تغيير أفكارها، و لا يتوقف دور المجتمع فقط على مكافحة الخاطفون و الشخصيات المضادة له و إرساء احترام القانون، و لكن يمتد دوره لعلاج الطفل المخطوف نفسيا و إعادة تأهيله حتى يتجاوز الأثر النفسي لعملية الاختطاف و أيضا تربية أطفالنا بشكل صحي و الاهتمام بصحة الطفل النفسية؛ حيث أنها لها الأثر الأكبر في تكوين الشخصية.
من هذا يتضح لنا أن مكافحة المجرمين تبدأ من الطفولة و علينا الاهتمام بتربية أطفالنا.
اقرأ أيضاً:
العنف الجنسي ضد الأطفال وتداعياته النفسية
كيف نقوم بتثقيف أولادنا جنسيا؟
العزلة وتداعياتها النفسية والصحية
اقرا ايضاً :
تقول احدى المريضات لقد تعجبت كثيرا عندما علمت ان هنالك اناس آخرون يعانون من نفس مشكلتي لقد اعتقدت انني الوحيدة ... اقرأ أكثر