ما هو مرض خشونة المفاصل وما هي آليته الإمراضية؟
إن تسمية خشونة المفاصل هي تسمية عامة تصف الحال التي تبدو عليها المفاصل التي تتصف بالنعومة في الحالة الطبيعية ، ولكن التسمية العلمية هي الفصال العظمي أو داء المفاصل التنكسي أو داء المفاصل التآكلي.
أما الآلية الإمراضية للمرض فهي كالتالي:
يتكون المفصل بشكل أساسي من نهايات عظمية وغضروف، والغضروف هو مادة مرنة تغطي النهايات العظمية وتسهل حركتها وتمنع احتكاكها مع بعضها، وفي حالة خشونة المفاصل فإنه يتآكل الغضروف مع الزمن مما يجعل سطوح النهايات العظمية مكشوفة وعرضة للاحتكاك وتنشأ بروزات عظمية، وهذا كله يسبب ألم وانتفاخ والتهاب وعجز في الحركة.
كما أنه يوجد في المفصل ما يسمى بالغشاء الزلالي الذي يفرز السائل الزلالي والذي يقوم بتليين حركة المفصل ويسهل انزلاقه ويحميه من الصدمات.
يحتوي هذا السائل في تركيبه على نسبة عالية من حمض الهيالورنيك مما يعطيه قواماً لزجاً ومرناً ليقوم بدوره بكفاءة، ولكن في حالة الإصابة بخشونة المفصل فإن الالتهاب يصيب أيضاً الغشاء الزلالي فيزداد إفراز السائل الزلالي ولكن تقل نسبة حمض الهيالورنيك المسؤول عن لزوجته ومرونته مما يفقده دوره ويتراكم السائل في المفصل مسبباً تورم المفصل.
عادة ما يصيب مرض خشونة المفاصل مفاصل اليدين والقدمين والعمود الفقري، ولكن الإصابة الأكثر شيوعاً هي إصابة المفاصل التي تحمل أوزاناً كبيرة كمفاصل الركبتين والوركين.
ما هي نسبة انتشار خشونة المفاصل؟
يعد هذا المرض أكثر أمراض المفاصل انتشاراً في العالم، وتبلغ نسبة انتشاره أكثر من 10 % أي أن كل عشرة أشخاص يوجد بينهم واحد على الأقل مصاب بخشونة المفاصل.
تزداد نسبة انتشار هذا المرض مع التقدم بالعمر، حيث أن 30 % من الأشخاص ذوي الأعمار (45 -65 عاماً) يعانون من المرض، بينما تصل نسبته إلى 70 % لدى الأشخاص الذين أعمارهم فوق 65 عاماً.
تقول الدراسات الحديثة أن الرجال أكثر إصابة من النساء في عمر دون الخمسين عاماً، وقد يعود ذلك إلى الأعمال المجهدة التي يقومون بها في هذا العمر.
لكن النساء أكثر إصابة في عمر فوق الخمسين عاماً، ويعود ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية في هذا العمر وبالتالي يقل إنتاج هرمون الأستروجين المسؤول عن حماية العظام والمفاصل .
بشكل عام، تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى أن الوركين لديهن أعرض مما يشكل حملاً أكبر على مفاصل الركبتين.
للمزيد: كيف نحمي أنفسنا من خشونة المفاصل
ما هي أعراض خشونة المفاصل؟
- الألم: وهو العرض الرئيسي، ويوصف عادة بأنه ألم حاد أو شعور بالحرقة. بشكل عام، فإن الألم يظهر ويختفي، ولكن إذا كان الألم مستمراً أو أثناء الليل فإن ذلك قد يكون مؤشراً على تقدم المرض.
- الصلابة: صلابة المفاصل قد تكون أكثر ما تلفت الانتباه عند الاستيقاظ في الصباح أو بعد فترة من الخمول.
- ضعف العضلات: العضلات التي تحيط بالمفصل قد تصبح أضعف، وكثيراً ما يحدث هذا في حالة خشونة مفاصل الركبتين.
- تشنجات وتقلصات: قد تحدث تشنجات في العضلات وتقلصات في الأوتار المرتبطة بالمفصل.
- الورم: عادة لا تسبب خشونة المفاصل ورماً شديداً، إنما تسبب ورماً خفيفاً و خصوصاً في الركبة.
- تشوه المفصل: تظهر المفاصل بشكل مشوه وخصوصاً مع تطور المرض.
- نطاق محدود من الحركة أو فقدان القدرة على استخدام المفصل: مع تطور المرض قد يصبح الشخص غير قادر على طي أو ثني أو مد مفاصله، أو قد يصبح غير قادر على استخدامها على الإطلاق.
- الطقطقة والفرقعة: قد تصدر أصوات طقطقة وفرقعة عند تحريك المفصل أو عند لمسه.
- اضطرابات في النوم : الألم وتيبس المفاصل قد يؤديان إلى اضطرابات في نوم المريض.
ما هي أسباب خشونة المفاصل؟
هناك نوعان من خشونة المفاصل:
- خشونة أولية : أسبابها غير معروفة.
- خشونة ثانوية : تظهر بسبب عامل واحد أو عدة عوامل من العوامل التالية:
- الوراثة: حيث تبين بالدراسات وجود علاقة بين الوراثة وزيادة نسبة حدوث خشونة المفاصل.
- زيادة الوزن: وهو من أهم العوامل، حيث يشكل الوزن الزائد حملاً زائداً على المفاصل.
- جنس المريض: يزداد احتمال الإصابة عند النساء أكثر من الرجال وخصوصاً بعد عمر الخمسين.
- تقدم العمر: كلما زاد العمر تصبح الغضاريف أقل قدرة على حمل وزن الجسم وأداء دورها الطبيعي.
- تقوس الساقين: حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تحميل زائد على أجزاء محددة من المفصل.
- الإصابات والإجهادات المفصلية المتكررة: حيث تعتبرالإصابات المتكررة كإصابات الركبة عند الرياضين، وكذلك الإجهاد الشديد للمفصل أثناء العمل من العوامل التي قد تؤدي مع الوقت إلى خشونة المفاصل.
- الأمراض المفصلية الأخرى: كالتهاب المفاصل الروماتويدي والنقرس قد يؤديان بالمراحل المتطورة إلى خشونة مفاصل.
للمزيد: أمراض العظام الأكثر شيوعاً عند النساء
كيف يتم تشخيص خشونة المفاصل؟
يتم التشخيص بالاعتماد على ما يلي:
- القصة المرضية للمريض والفحص السريري من قبل الطبيب، ومن العلامات المميزة لخشونة المفاصل في مراحله المتطورة - والتي قد نصادفها في الفحص السريري - هو وجود عقيدات هيبريدين وبوشارد ( عبارة عن تورمات قاسية تظهر في أصابع اليدين والقدمين)
- إجراء تحاليل دموية لنفي الإصابات المفصلية الأخرى كالعامل الرثياني (RF) في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي.
- إجراء تصوير بأشعة x للمفاصل المصابة للتأكد من صحة التشخيص، حيث يظهر في الصورة ضيق بالمسافة بين العظام بسبب تآكل الغضاريف
- قد يتم إجراء الرنين المغناطيسي إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى بالمفصل كوجود قطع في الغضروف الهلالي.
ما هو علاج خشونة المفاصل ؟
هناك ثلاثة أنواع من العلاجات:
لدي تضخم بالجانب الأيسر من الجسم، من الوجه حتى القدم تضخم العظام والعضلات مع ألم في العضلات، وتشنج بالجانب الأيسر على فترات، وهناك ألم بالكلى مع تضخم حجمها وتحليل وظائف الكلى طبيعي، ولكن هناك زيادة بسيطة في نسبة الكالسيوم وهناك ألم عند الحركة في القدم اليسرى؟
1-العلاج الدوائي
2-العلاج الطبيعي
3-العلاج الجراحي
أولاً- العلاج الدوائي :
في البداية يجب أن نعلم أنه لا يوجد دواء شافي لخشونة المفاصل، وإنما جميع الأدوية هي فقط مسكنة للألم أو مخففة للالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، أو تعمل على تأخير تطور المرض ومن هذه الأدوية:
- الباراسيتامول: هو المسكن الأكثر أماناً من باقي المسكنات، ويستعمل إذا كان الألم خفيفاً أو متوسطاً.
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تسكن الألم وتخفف الورم والالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، وتختلف فعاليتها من شخص لآخر فالدواء الذي يكون فعالاً عند شخص قد لا يكون فعالاً عند شخص آخر أو بالعكس. إن كثرة استخدام هذه الأدوية يؤدي إلى آثار جانبية - خصوصاً على المعدة - لذا يجب توخي الحذر عند تناولها.
- الكورتيزون: هو هرمون يستعمل حقناً داخل المفصل من أجل السيطرة على الالتهاب، ولكن قد تكون له آثار عكسية عديدة.
- حمض الهيالورونيك: يوجد هذا الحمض في تركيب السائل الزلالي للمفصل، ولكن تقل نسبته في حالة خشونة المفاصل. يعطى حقناً داخل المفصل لتخفيف الألم من خلال زيادة لزوجة السائل الزلالي لتسهيل حركة المفصل وتخفيف الاحتكاك ومنع الصدمات وذلك إذا لم تفيد المسكنات والعلاج الطبيعي في تسكين الألم. تعطى هذه الحقن جرعة واحدة أسبوعياُ لفترة ثلاثة أسابيع تقريباً، وتعتبر جيدة التحمل لكن تأثيرها مؤقت (لفترة ستة أشهر فقط).
- الغلوكوزامين: يوجد الغلوكوزامين في الجسم ناتجاً عن الغلوكوز، ويتحول إلى الغليكوزامينوغليكان (الكوندروتين ) الذي يدخل في تركيب الغضروف. وبالتالي فإن استخدام الغلوكوزامين قد يساعد في ترميم المفصل ويؤخر من تطور المرض، وهو يفيد أكثر في المراحل المبكرة من المرض، لكن الدراسات السريرية حول الغلوكوزامين متناقضة فهناك دراسات حديثة أشارت إلى أن فعاليته ضعيفة في حالة خشونة المفاصل. يوجد على شكل حقن وكريمات موضعية لوحده أو بالمشاركة مع الكوندروتين.
للمزيد: علاج احتكاك وإهتراء المفاصل في الأردن
ثانياً- العلاج الطبيعي:
إن عدم وجود أدوية شافية لخشونة المفاصل جعل الأنظار في الآونة الأخيرة تتوجه إلى استخدام العلاج البديل أو العلاج الطبيعي، وبالفعل أثبت هذا النوع من العلاج فعالية كبيرة في العديد من الحالات.
يهدف هذا العلاج إلى ما يلي :
- تسكين الألم.
- تخفيف الصلابة.
- تخفيف التورم.
- تحسين الحالة الوظيفية للمفصل.
للمزيد: العلاج الطبيعي يعالج الألم من دون ألم
و قبل البدء بمعالجة المريض بهذا العلاج فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
- العمل على إنقاص الوزن: وهو أمر يتبعه أخصائي العلاج الطبيعي لأن الوزن الزائد من أهم العوامل التي تفاقم المرض.
- تناول بعض الأغذية والمكملات المفيدة: كالمأكولات البحرية الحاوية على الغلوكوزامين والكوندروتين أو المكملات الحاوية عليها، وكذلك الأغذية الحاوية على الفيتامين c والأوميغا 3 مفيدة في خشونة المفاصل.
أما طرق العلاج الطبيعي فهي عديدة، وقد تكفي طريقة واحدة أو يستخدم مزيج منها، وأهم هذه الطرق:
- التمارين الرياضية والمساج : تستخدم بكثرة لتسكين الألم وتخفيف صلابة المفصل وتحسين حالته الوظيفية إلا أن الدراسات الحديثة لم تؤكد فعاليتها في المعالجة.
- التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد: يُستخدم جهاز صغير ينتج نبضات كهربائية خفيفة تقوم بتحفيز الأعصاب المجاورة للمفاصل المصابة. يعتقد العلماء أن هذه النبضات تتداخل مع إشارات الألم المتجهة نحو الدماغ، وهذا قد يكون فعالاً جداً في تسكين الألم المرافق لخشونة المفاصل.
- الأمواج فوق الصوتية: تستخدم أمواج صوتية عالية الطاقة تقوم بتحسين الدورة الدموية في الأنسجة المتضررة بفعل التسخين الذي تعطيه. كما أن التأثيرات الميكانيكية للأمواج فوق الصوتية تساعد على زيادة انتشار الأيونات والسوائل عبر الأغشية مما يساعد في إزالة تورم المفصل.
- العلاجات الحرارية: تنقسم إلى العلاج بالتبريد والعلاج بالتسخين، وفي الحالتين فإنها تهدف إلى تسكين الألم وتخفيف الالتهاب والتورم والحصول على الاسترخاء.
هناك طرق أخرى حديثة كالعلاج المغناطيسي والعلاج المائي والعلاج باستخدام أشعة الليزر أو الأمواج القصيرة وغيرها من الطرق التي أعطت فعالية كبيرة في علاج حالات عديدة من مرض خشونة المفاصل.
للمزيد: نصائح للحفاظ على صحة المفاصل
ثالثاً- العلاج الجراحي:
يستخدم في حال لم ينفع العلاج الطبيعي والعلاجات الأخرى في معالجة مرض خشونة المفاصل وخصوصاً في المراحل المتطورة منه. أما أهم طرق هذا العلاج فهي:
- جراحة المناظير: حيث يتم تنظيف المفصل وإزالة الأجزاء التالفة من الغضاريف وإصلاح التلف.
- جراحة الاستبدال: حيث يتم استبدال الغضاريف التالفة بغضاريف صناعية.
للمزيد: حياة جديدة وبعيدة عن الألم مع استبدال وزراعة المفاصل
اقرا ايضاً :
الى اي مدى تكون العمليات الجراحية في الركبة مفيدة وما هي افضل طريقة لعلاج تمزق اربطة الركبة سؤالان اثارتهما دراسة ... اقرأ أكثر