مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: COPD) هو مصطلح يطلق على مجموعة من أمراض الرئة التي عادة ما تزداد سوءًا بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات.[1]

يؤدي الانسداد الرئوي المزمن إلى حدوث تتضرر في الحويصلات الهوائية في الرئتين، يؤثر هذا الضرر على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم ويسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك الصفير، وضيق التنفس، والسعال، ومع مرور الوقت تحدث مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن.[1]

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن، وكيفية الوقاية.

غالبًا ما يتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن ببطء على مدى عدة سنوات، ولكن يمكن أن تحدث المضاعفات في أي وقت، وقد تكون تلك المضاعفات شديدة، وفي بعض الأحيان قد تهدد الحياة.[1]

تشمل أهم مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن ما يلي:

قصور القلب

يعد قصور القلب أحد أهم مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن، وأكثرها خطورة، حيث يتأثر القلب بنقص الأكسجين في مجرى الدم لدى الأشخاص المصابين بالانسداد الرئوي المزمن، قد يصعب على المرضى إدراك إصابتهم بالقصور القلبي نظرًا لأن العديد من أعراض قصور القلب يمكن أن تكون مماثلة لأعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن.[2]

يمكن أن يساعد الالتزام بالعلاج المناسب لمرض الانسداد الرئوي المزمن على منع المرض من التقدم إلى النقطة التي يحدث فيها قصور القلب، وتتمثل أهم خطوة للوقاية من قصور القلب في إبطاء تقدم مرض الانسداد الرئوي المزمن.[2]

تشمل أهم الطرق التي تساعد أيضًا على الوقاية من القصور القلبي كأحد مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن ما يلي:[2]

  • ممارسة الأنشطة البدنية البسيطة إلى المعتدلة، لتقوية قدرة القلب والرئة على التحمل.
  • الالتزام بخطة علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن وفقًا لتوجيهات الطبيب.
  • الإقلاع تمامًا عن التدخين.

الالتهاب الرئوي

يعد الأشخاص المصابون بأمراض الرئة بشكل عام، وعلى رأسها مرض الانسداد الرئوي المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي وأنواع التهابات الرئة الأخرى، كذلك يمكن أن تزداد شدة أعراض الالتهاب الرئوي عند هؤلاء المرضى، وقد يؤدي إلى مشكلات تهدد الحياة، مثل تعفن الدم وفشل الجهاز التنفسي.[1]

يجدر بالذكر أنه تزداد احتمالية إصابة كبار السن المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن  بالالتهاب الرئوي بمعدل ست مرات أكثر من أقرانهم من غير المصابين.[1]

لذلك يجب اتخاذ كافة سبل الوقاية من الالتهاب الرئوي لمرضى الانسداد الرئوي المزمن، وتشمل أهم سبل الوقاية ما يلي:[2]

  • شرب كميات وفيرة من السوائل، خاصة الماء ، للمساعدة على تخفيف المخاط والإفرازات.
  • الإقلاع عن تدخين التبغ للحفاظ على صحة الجهاز المناعي وصحة الرئة.
  • غسل اليدين باستمرار.
  • تجنب الاتصال بالأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي.
  • الحصول على لقاح الالتهاب الرئوي ولقاح الإنفلونزا السنوي. 

انهيار الرئة

يمكن أن يتلف الانسداد الرئوي المزمن أنسجة الرئة، مما يؤدي إلى تسرب الهواء إلى الفراغ بين الرئة وجدار الصدر، قد ينتج عن ذلك انهيار الرئتين، وتظهر بعض الأعراض، مثل ضيق مفاجئ في التنفس، أو ألم حاد في الصدر، أو سعال حاد.[3]

يمكن علاج تلك الحالة باستخدام الأكسجين ويمكن أيضًا اللجوء إلى الجراحة، ويجدر بالذكر ضرورة الإقلاع عن التدخين، والالتزام بعلاجات الانسداد الرئوي المزمن الموصوفة، لتجنب حدوث انهيار مبنى كأحد مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن.[3]

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة 

تعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة هي أحد أهم مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن، حيث أقرت جمعية أمراض الصدر الأمريكية أن معدل الوفيات الناجمة عن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أعلى لدى الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن مقارنة بغيرهم.[1]

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة هي حالة تهدد الحياة، حيث يتسبب الالتهاب الحاد في الرئتين في تسرب السوائل إلى الأوعية الدموية في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى انهيار الحويصلات الهوائية، وتحدث عادةً نتيجة لإصابة شديدة في الصدر، أو عدوى، مثل الالتهاب الرئوي.[1]

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟

سرطان الرئة

يتشارك كل من الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة في أن التدخين هو أهم عوامل خطر الإصابة، لذلك فإن الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، لكن قد لا يكون التدخين هو الرابط الوحيد بين مرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة، فيمكن أن يتسبب التعرض لمواد كيميائية اخرى مهيجة للرئتين أيضًا في جعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أو سرطان الرئة.[2]

لذلك ينبغي على مرضى الانسداد الرئوي المزمن تجنب التعرض لأي من مسببات سرطان الرئة، للوقاية من الإصابة.[2]

المرحلة النهائية للانسداد الرئوي المزمن

يعد مرض الانسداد الرئوي المزمن من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا، ويكون عادة السبب الشائع للوفاة هو فشل الجهاز التنفسي، وبعد شهور أو سنوات من الإصابة يمكن أن تتوقف الرئتان تمامًا في النهاية عن العمل. كذلك يعد قصور القلب أيضًا أحد أهم العوامل المسببة للوفاة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن.[2]

الاكتئاب

يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أيضًا إلى اضطرابات في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب. وتشمل أعراض الاكتئاب الناتج عن الانسداد الرئوي المزمن ما يلي:[1]

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة.
  • مشاعر الحزن.
  • تعب عام.
  • اضطرابات في النوم.
  • تغيرات في الشهية.

الضعف والوهن

يشير مصطلح الوهن إلى الضعف الجسدي وهشاشة الصحة، حيث يمكن أن يصبح الأشخاص المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن ضعيفًا لعدة أسباب، فقد يؤدي ضيق التنفس إلى صعوبة تناول الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، كذلك قد يؤدي الإرهاق إلى انخفاض مستويات النشاط البدني، مما يسبب هزال العضلات.[1]

قد تشمل أعراض الضعف والوهن لدى الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن ما يلي:[1]

  • فقدان الوزن.
  • انخفاض في كتلة العضلات.
  • تعب عام.
  • قلة النشاط البدني، وقلة الحركة، وبطء سرعة المشي.

اقرا ايضاً :

التهاب القصبات الهوائية : أسبابه وعلاجه