التأتأة أو التلعثم | Stuttering

التأتأة أو التلعثم

ما هو التأتأة أو التلعثم

التأتأة أو الكلام المهيب أو التلعثم هو كلام متقطع نتيجة عدم القدرة على توحيد الألفاظ معاً، وهي اضطراب في الكلام يتم فيه تكرار الأصوات، المقاطع أو الكلمات أو استمرارها لفترة أطول من المعتاد.
هذه المشاكل تسبب انقطاع في تدفق الكلام (وتسمى عدم الطلاقة).

حقائق عن التأتأة

  • حوالي 5٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 6 سنوات قد يعانون من بعض التأتأة خلال طفولتهم والتي تستمر من عدة أسابيع إلى عدة سنوات.
  • بالنسبة لعدد قليل من الأطفال (أقل من 1٪)، التأتأة لا تزول، وربما تزداد سوءاً.
  • التأتأة قد تنتشر في بعض الأسر، و هذا يدعم دور الوراثة في تطوير التأتأة .
  • هناك أيضاً أدلة على أن التأتأة قد تكون نتيجة لبعض إصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية أو الصدمة.
  • نادراً ما قد يكون سبب التأتأة الصدمة العاطفية (التي تسمى التأتأة النفسية ).
  • التأتأة أكثر شيوعاً في الذكور من الإناث كما أنها تستمر في مرحلة البلوغ في كثير من الأحيان في الذكور أكثر من الإناث أيضاً.

أنواع التأتأة

  • التأتأة المتطورة: هي النوع الأكثر شيوعاً بين الأطفال الذكور، يحدث نتيجة محاولة الطفل لتطوير قدرته على الكلام وتطوير لغته، عادة ما يختفي دون الحاجة لعلاج متخصص وذلك عند حدوث تطور في لغة الطفل.
  • التأتأة العصبية: تحدث نتيجة تشوهات في أعصاب الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية مثلاً.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لإصابة الطفل بالتأتأة منها ما يلي:

  • بعض إصابات الدماغ مثل: الجلطة الدماغية.
  • الصدمات النفسية قد تؤدي لحدوث خلل في الأعصاب وبالتالي التأثير على مركز التحكم بالدماغ المسؤول عن الكلام.
  • بعض الاعتلالات الفسيولوجية العصبية.
  • طريقة نمو الطفل في مرحلة الطفولة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتلعثم.
  • وجود تاريخ وراثي عائلي للاصابة بالتلعثم ما يعني وجود خلل وراثي بمنطقة الدماغ المسؤولة عن الكلام.
  • إصابة الجزء العلوي من الجسم والوجه بالتوتر، والقيام ببعض التعابير الجسدية الغير معتادة مثل ارتعاش الشفتين، وميض العين بشكل أكبر وتشابك الوجه.
  • اللجوء إلى رفض التحدث خوفاً من التأتأة في المرات القادمة.
  • توتر صوت الطفل عند التحدث.الاصابة بالاحباط عند محاولة التواصل.
  • تردد الطفل قبل البدء بالحديث.اضافة كلمات قصيرة مثل : " آه " و " مممم " بكثرة.
  • تطويل احدى الكلمات المعروفة عنده لتجنب الاستمرار بالحديث كأن يقول الطفل: (اسميييييي علي) بدلاً من (اسمي علي ).

هناك العديد من الطرق العلاجية للتأتأة، ويختلف العلاج باختلاف عمر الفرد، ومع أن التخلص منها بشكل كامل أمر صعب، إلا أنه يمكن منع ووقف تطور التأتأة عند الأطفال ما قبل سن المدرسة.

  • الأطفال الذين يعانون من تأتأة حدية (تشبه التأتأة الطبيعية، لكن عدد التأتأة يكون أكثر وفي بعض الأحيان يكون كلام الطفل طبيعي وفي أحيان أخرى تظهر التأتأة) من خلال التحكم ببعض الأمور في البيئة وتقديم الإرشاد اللازم للوالدين والمحيطين به.
  • الأفراد ذوي التأتأة المتقدمة (الذين يزيد عمرهم عن 14 سنة) يتعلمون مهارات معينة مع مرور الوقت لإخفاء التأتأة والتدبر معها.

تكمن حلول التأتأة فيما يلي:

  • معالجة النطق واللجوء إلى طبيب تخاطب:

يمكن أن يقلل العلاج بالكلام من حالات انقطاع الكلام بشكل كامل عند بعض الأطفال ، وبالتالي يعمل على زيادة احترام الطفل وتقديره لنفسه، يقوم هذا العلاج بالتركيز على عدد من الأمور منها: دعم التنفس، مراقبة معدل سرعة الكلام والتوتر الحنجري.

من هم الأشخاص الذين عليهم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج:

  1. الأطفال الذين يعانون من التأتأة لمدة 6 شهور.
  2. من لديه تاريخ عائلي للإصابة بالتأتأة.
  3. من تسببت التأتأة بمشاكل عاطفية له.

أيضاً يمكن أن يساعد الآباء أطفالهم من خلال استخدام تقنيات علاجية تساعد الطفل على الشعور آقل بالذنب تجاه ذاته نتيجة التلعثم، ومن الضروري جداً الاستماع بصبر للطفل، يمكن تشجيع الآباء على ما يلي:

  • الاستماع باهتمام للطفل والتركيز علي مضمون كلامه بدلاً من التركيز على طريقة نطقه أو تلعثمه.
  • تأمين بيئة منزلية مريحة تتيح للطفل الكثير من الفرص للتحدث والتعبير ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص وقت لاجتماع العائلة فيه والتحدث مع بعضهم البعض ومشاركة الطفل ذلك خاصة عندما يكون الطفل متحمس ولديه قصة يرويها.
  • عدم اكمال الجمل عنه أو مقاطعته واعطاء الطفل الوقت الكافي لإنهاء الحديث بنفسه.
  • في حالة أن الطفل قام بذكر موضوع التلعثم بنفسه فيجدر على الآباء مخاطبته بانفتاح عن الموضوع وتشجيعه على التحدث وعدم الخوف وأن ذلك يساعده على التخلص منه بوقت أقصر.
  • استخدام الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على التخلص من التلعثم

يمكن الاستعانة بهذه الأجهزة للتخلص من التأتأة ويقوم مبدأها على تسجيل صوت الطفل عند التحدث ومن ثم معالجته وتحسينه لكي يصبح صوتاً عادياً أي دون تأتأة أو تلعثم، وعند سماع الطفل لهذا الصوت المحسن فقد يشعر بالحماس والشجاعة لكي يتخلص من لعثمته، أيضاً هناك جهاز يوضع بالاذن يسمع من خلاله الطفل الجمل بشكل صحيح مما يساعده على نطقها بطلاقة.

  • العلاج بالأدوية

لم توافق منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على أية أدوية يقال أنها تعالج التلعثم، مع وجود عدد من الأبحاث والدراسات التي تتضمن عدد من الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج مشاكل صحية أخرى مثل الصرع والقلق والاكتئاب قد تكون مفيدة في حالات التأتأة المتقدمة جداً ولكن إلى الآن لا يوجد أي دليل ملموس على صحة ذلك.

  • تسجيل الطفل في مجموعات دعم نفسي واشراكه مع أطفال من عمره سليمين قد يساعده على التخلص من التأتأة.


فيما يلي مقال كتبه الدكتور وليد سرحان، طبيب نفسي مختص يشرح فيه التلعثم وكيفية التعامل مع الطفل المتلعثم من وجهة نظر خبير ومختص:

يبدأ الأطفال بالكلام منذ السنة الأولى، وتتبلور لغتهم سنة بعد أخرى حتى تكتمل في عمر الثلاث سنوات إلى حد كبير، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخر في الكلام دون وجود مشكلة حتى سن الخامسة ومن المشاكل التي تظهر في السنوات الأولى لعمر الطفل مشكلة التلعثم أو التأتأه وهذه مشكلة تبدو واضحة بين سن ثلاثة إلى خمسة، حيث يلاحظ أن الطفل يكون منفعلاً أثناء كلامه مما يجعله يقطع في الكلمات أو يشد على بعض الحروف دون داعي ويصبح نطقه غير سليم. والنسبة الكبرى من الأطفال قد تكون انتهت من هذه المشكلة في سن الخامسة عند الإلتحاق بالمدارس، أما النسبة الأقل فهي التي تستمر سنة بعد أخرى، فما هو التصرف السليم اتجاه هؤلاء الأطفال؟

بداية يفضل أن لا نعير الموضوع أي إهتمام أو نظهر إنفعالاً أو إكتراثاً بحيث يؤدي هذا إلى توتر الطفل، وقد يتكرر التلعثم عدة شهور وينتهي تلقائياً، ومن الخطأ الشائع أن يصيح الأباء على الأطفال ويطلبون منهم أن يتكلموا بشكل صحيح مما يزيد من توترهم وخوفهم وتلعثمهم وهذا يعني انتقادات أكثر وقد يضحك عليهم أقرانهم وإخوانهم ويسخرون من أسلوبهم ويقلدوهم مما يزرع في نفسهم الخوف والرهبة من الحديث أمام الناس، تجد إن الطفل قادر على الحديث كما شاء في غرفة مغلقة ولكنه لا يستطيع أن يقول جملة واحدة أمام أهله أو أصدقائه .

مع استمرار الطفل في سنوات الدراسة قد يكون هناك تفهماً وإيجابية في التعامل من قبل مدرسيه بحيث يتخلص بعض الأطفال من تلعثمهم في السنوات الأولى للمدرسة إلا أن هناك من يستمر في التلعثم حتى بعد إنهاء المدرسة والجامعة. وعادة ما يكون التلعثم شديداً أمام جمهور من الناس وخصوصاً إذا كانوا من الجنس الأخر، أو إذا كان الإنسان متوتراً منفعلاً غاضباً مرهقاً.

إعفاء الطفل المتلعثم من القراءة لا يساعده

هناك ظواهر قد تبدو غريبة إذ أن بإمكان بعض المتلعثمين أن يقرؤا القران الكريم أو يغنوا دون تلعثم، ولكنهم إذا تكلموا في حديث عادي تقطع كلامهم وشددوا على الحروف وظهر عليهم التلعثم، ويرافق التلعثم في كثير من الأحيان خوف وارتباك واحمرار في الوجه ورعشة في اليدين، وقد يتجاوز المريض التلعثم ويصاب بالرهاب الاجتماعي وأعراضه الكثيرة، من مظاهر جسدية وخجل وفقدان التركيز وانخفاض المعنويات، كل هذا يقود المتلعثم إلى تجنب المواقف والسكوت والابتعاد وتتسع الدائرة ويصبح تدريجياً الحرج والتلعثم يشمل كل المواقف حتى البسيطة والسهلة منها، ونجد في الكثير من الحالات أن العائلة والمدرسة تساعد على هذا الإتجاه، فإذا سألت الطفل عن اسمه أو عمره بادر والده في الإجابة عنه حتى لا يحرجه وإذا قام المدرس بالطلب من التلاميذ إن يقرؤا أو يتكلموا أعفى الطالب المتلعثم من هذه المهمة كبادرة إنسانية وتعاطف مع وضعه، مع أن هذا كله خطأ لأننا نكرس هذا العيب ونبقيه ونؤكد على الخوف كلما أعفينا الطفل من أداء المهام التي تؤدي إلى ارتباكه .

العناية بالطفل المصاب بالتلعثم

لاشك بأن هذه الظاهرة والتي تسمى أيضاً التأتأه بحاجة للعناية بسن مبكرة وهناك الكثير من الأساليب العلاجية، كمعالجة النطق والمعالجة النفسية والسلوكية، ولكن لابد التأكيد على ما يمكن أن يقوم به المتلعثم بنفسه وذويه للتخلص من هذه المشكلة، فالهروب و الإعفاء وعدم الإختلاط كلها سلوكيات سلبية يجب إلغاءها، وتصبح الاحتكاكات بالناس ومواجهة المواقف هي المبدأ، كما أنه يمكن للمتلعثم أن يقوم بتسجيل كلامه أو قراءته على شريط كاست لمدة ربع ساعة ثم يستمع لحديثه ليكتشف بعض العيوب المهمة في التلعثم، مثل السرعة في الكلام وعدم أخذ النفس والتشديد على بعض الحروف والتي من الممكن تكرار سماعها عدة مرات، مما يجعل التلعثم يتحسن تدريجياً.

كما أن البعض يستفيد من الحديث أمام المرآة كالإنتباه إلى أنه يشد على بعض الحروف أو يقطع نفسه، وأما المدرسة والجامعة والبيت والمجتمع يجب أن لا يجعل من التلعثم نقطة تهكم وسخريه وازدراء وان يكون التعامل مع المتلعثم أكثر تعاطفاً وإيجابياً وتقبلاً حتى نساعدهم على التخلص من هذه المشكلة. ولاشك بأن هذه المشكلة إذا لم تعامل بالأسلوب الصحيح قد تؤدي للقلق والتوتر والخوف واليأس وقد يصل الأمر أحياناً إلى التفكير بالإنتحار أو الأقدم عليه.

هناك الكثير ممن يعانوا من هذه المشكلة لا يعلموا أن لها علاج وأن بعض من يصلوا للعلاج يصلوا بعد سنوات طويلة لأنهم لا يعرفون أين يعالجوا، في العلاج قد يكون في بعض الحالات مشترك بين معالجة النطق والطب النفسي وفي حالات أخرى قد يكفي أحدهما، ويستغرب الكثير من الناس عن علاقة التلعثم بالإضطرابات النفسية سواء كان منفرداً أو ترافق مع الرهاب الإجتماعي والخوف والتجنب والمضاعفات الأخرى، والمعالجة بالإضافة الإرشادات السلوكية تشتمل على معالجات دوائية متخصصة تؤدي إلى الشفاء في معظم الحالات و في بعض الحالات الشديدة إن لم يكن هناك شفاءً كاملاً فقد يكون تحسناً إلى درجة كبيرة تسمح للمريض بمتابعة حياته والتكيف مع بقايا المشكلة إن وجدت.
إقرأ أيضاً:
تأخر النطق عند الأطفال.

الطفل يبدأ بتعلم اللغة وهو جنين.

Rachel Nall. What is Stuttering?. Retrieved on the 26 of June, 2020, from:

https://www.healthline.com/health/stuttering#types

National Institute of Deafness and other Communications Disorders. Stuttering. Retrieved on the 26 of June, 2020, from:

https://www.nidcd.nih.gov/health/stuttering

American Speech-Language-Hearing Association.  Stuttering. Retrieved on the 26 of June, 2020, from:

https://www.asha.org/stuttering/

Special thank to Dr. Waleed Al-Sarhan for his contribution in writing this text

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية