المرارة عضوٌ صغير يقع في الجزء الأيمن من البطن، تحديدًا أسفل الكبد مباشرةً، وتُخزن المرارة العصارة الصفراء التي ينتجها الكبد، وتفرزها عند الحاجة؛ حيث تساعد الصفراء على هضم الدهون، ويُمكن أن يُؤثر الحمل على المرارة. [1]
فما أبرز مشاكل المرارة أثناء الحمل؟ وكيف تُؤثر على الحامل وصحة جنينها؟ وهل يمكن عمل عملية المرارة أثناء الحمل؟ اقرئي هذا المقال لتعرفي الإجابة.
محتويات المقال
أبرز مشاكل المرارة أثناء الحمل
تزيد التغيرات الهرمونية من فرص الإصابة بمشكلات المرارة أثناء الحامل، ومن هذه المشكلات الشائعة: [1]
حصوات المرارة
تُعد من المشكلات الشائعة خلال الحمل؛ حيث يزيد إفراز الكولسترول بسبب ارتفاع هرمون الإستروجين، كما تصبح حركة الصفراء في قنوات المرارة أبطأ؛ بسبب هرمون البروجسترون، وهذا يُسبب تكوّن ترسبات صلبة (حصوات) في المرارة. [2]
عادةً لا تُسبب حصوات المرارة أي أعراض أثناء الحمل، وقد تزول وحدها دون علاج، لكن إذا كانت كبيرة الحجم؛ فقد تُسبب انسداد قنوات المرارة، مما يُسبب آلامًا في أعلى البطن والظهر. [2]
الركود الصفراوي أثناء الحمل
يحدث الركود الصفراوي عندما يصبح تدفق الصفراء في قنوات المرارة بطيئًا أو يتوقف تمامًا، وهذا يُؤدي لتراكم الصفراء في الكبد، ونتيجةً لذلك قد يتسرب جزءٌ منها إلى الدم، مما يسبب الحكة الشديدة. [4]
وعادةً يحدث الركود الصفراوي خلال الثلث الأخير من الحمل؛ لأن الهرمونات ترتفع مع اقتراب الولادة، وغالبًا ما يكون حالةً مؤقتة؛ حيث يزول وحده دون علاج بعد الولادة. [4]
التهاب المرارة
التهاب المرارة حالةٌ تحدث عندما تتراكم الصفراء داخل المرارة، فهذا يُسبب تورمها واحمرارها، وعادةً يحدث التهاب المرارة بسبب الحصوات كبيرة الحجم؛ لأنها تُعيق تدفق الصفراء وتُسبب انسداد القنوات الصفراوية. [3]
لكن يُمكن أن يحدث التهاب المرارة لأسباب أخرى، مثل: [3]
- الكدارة الصفراوية، وهي مادة كثيفة تتكون عندما تظل الصفراء لمدة طويلة داخل المرارة، حيث تختلط بالكولسترول وأملاح الكالسيوم.
- العدوى البكتيرية في القناة الصفراوية.
- انخفاض تدفق الدم إلى المرارة.
أعراض مشاكل المرارة أثناء الحمل
من أعراض المرارة عند الحامل: [2]
- ألم حاد في أعلى البطن يظهر بعد ساعة أو ساعتين من تناول وجبة دسمة، وقد يستمر لعدة دقائق أو ساعات.
- ألم أسفل الكتف الأيمن أو بين لوحي كتف الظهر.
- الغازات وانتفاخ البطن.
- الغثيان والتقيؤ.
- القشعريرة.
- التعرق الزائد.
- البول الداكن.
- اليرقان في بعض الحالات؛ إذ يتغير لون الجلد والجزء الأبيض من العين للون الأصفر.
ويُوصى بمراجعة الطبيب فورًا إذا كانت الأعراض السابقة مستمرة، أو زادت سوءًا، وعادةً تظهر أعراض مشاكل المرارة في الأشهر الأخيرة من الحمل، ولكنها قد تحدث في بداية الحمل أحيانًا. [2]
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
أسباب مشاكل المرارة أثناء الحمل
تكون الحامل أكثر عرضة للإصابة بمشكلات المرارة بسبب التغيرات الهرمونية الآتية: [1][2]
- ارتفاع هرمون الإستروجين:
الذي يزيد إفراز الكوليسترول في الصفراء.
- ارتفاع هرمون البروجسترون:
يقلل انقباضات المرارة، وبالتالي يُصبح تدفق الصفراء أبطأ، مما يُسبب الركود الصفراوي.
إضافةً إلى العوامل الآتية التي تزيد فرص الإصابة بمشاكل المرارة أثناء الحمل: [2]
- العوامل الوراثية؛ حيث تكون الحامل أكثر عرضة للإصابة بأمراض المرارة إذا كانت شقيقتها أو والدتها مصابة بها أيضًا.
- زيادة الوزن.
- الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة، مثل المقالي والوجبات السريعة.
- مرض السكري.
تشخيص مشاكل المرارة أثناء الحمل
يسأل الطبيب عن الأعراض التي تُعاني منها الحامل، ثم يفحص البطن، خاصةً مكان ألم المرارة، ثم يطلب الفحوصات التالية لتشخيص مشكلات المرارة أثناء الحمل: [5][7]
الفحوصات المخبرية
من الفحوصات التي يلجأ إليها الطبيب الآتي: [5][6]
- تعداد الدم الشامل، حيث يدل ارتفاع كريات الدم البيضاء على الإصابة بالعدوى.
- اختبارات وظائف الكبد، فهي تُساعد في الكشف عن الركود الصفراوي في الحمل.
- فحص زمن البروثرومبين، الذي يقيس قدرة الدم على التجلط، ويُساعد على تقييم وظائف الكبد عند الإصابة بمشكلات المرارة.
الفحوصات التصويرية
فحص الموجات الصوتية أول فحصٍ يُفكر فيه الطبيب للكشف عن مشاكل المرارة أثناء الحمل، فهو آمن للحامل، وتصل دقته في تشخيص أمراض المرارة إلى 95%؛ إذ يتمكن الطبيب من فحص المرارة والأعضاء المحيطة بها مثل الكبد والبنكرياس. [5][6]
لكن قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات للتصوير بالرنين المغناطيسي. [5][7]
علاج مشاكل المرارة أثناء الحمل
يختار الطبيب العلاج الأنسب بناءً على عوامل مثل طبيعة المشكلة، وسببها وشدة الأعراض وعمر الحمل، وتتضمن الخيارات المتاحة:
مراقبة الحامل باستمرار
إذا كانت الحالة بسيطة فإن الطبيب يكتفي بمراقبتها وفحص المرارة بشكلٍ دوري، وخلال هذه الفترة يُوصي باتباع نظام غذائي صحي والتقليل من الأطعمة الغنية بالدهون، كما يشجع الحامل على ممارسة تمارين رياضية بسيطة كالمشي. [1][2][6]
العلاج الدوائي
صحيحٌ أنّ الأدوية لا تُعتبر حلًا نهائيًا لمشكلات المرارة، إلا أن الطبيب قد يصفها لتخفيف أعراض المرارة، ومن الأمثلة عليها: [1][7]
- مسكنات الألم.
- مضادات حيوية آمنة لعلاج التهاب المرارة مع الحمل.
- دواء ارسوديول (بالإنجليزية: Ursodiol) لعلاج حصى المرارة أو تخفيف الحكة الناجمة عن الركود الصفراوي.
ويجب ألا تستخدم الحامل مضادات الهيستامين (أدوية الحساسية) أو كريمات الكورتيزون في هذه الحالة؛ فهي لن تخفف الحكة. [1][7]
التنظير
يُمكن أن يلجأ الطبيب لإجراءٍ يُعرف باسم تنظير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالطريق الراجع، حيث يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا (المنظار) إلى قنوات المرارة، ثم يُحاول إزالة الحصوات التي تسبب انسدادها. [5]
ويلجأ الطبيب لهذا الإجراء إذا رأى أن الانتظار حتى الولادة يُسبب مضاعفات لدى الأم والجنين. [5]
العلاج الجراحي
في الحالات الخطيرة قد يكون استئصال المرارة ضروريًا خلال الحمل؛ للحفاظ على صحة الأم والجنين، ويُفضل الطبيب استئصال المرارة أثناء الحمل عن طريق المنظار؛ لأن التعافي منها يكون أسرع، في حين يكون خطر الإصابة بمضاعفات مثل النزيف يكون أقل. [7]
ويُعد الثلث الثاني من الحمل أفضل وقتٍ لإجرائها، ففي بداية الحمل يُمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالإجهاض، أمّا في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ فإن الطبيب يُواجه صعوبة كبيرة في الوصول للمرارة، بسبب حجم الجنين. [7]
مضاعفات مشاكل المرارة أثناء الحمل
يُمكن أن تُسبب مشاكل المرارة أثناء الحمل المضاعفات الآتية: [1][2][6]
- الولادة المبكرة.
- ولادة جنين ميت.
- تكرار دخول الأم إلى المستشفى.
- مشاكل في التنفس لدى حديثي الولادة.
- تبرز الطفل قبل الولادة، مما قد يُسبب مشكلاتٍ حادة لأن الجنين يستنشق جزءًا من هذا البراز.
الوقاية من مشاكل المرارة أثناء الحمل
يُمكن تقليل خطر الإصابة بمشاكل المرارة أثناء الحمل عن طريق: [2]
- المتابعة مع الطبيب بشكلٍ دوري، خاصةً إذا أصيبت الحامل مشاكل المرارة سابقًا.
- اتباع نظام غذائي صحي يُركز على تناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
- اكتساب الحامل وزن بشكلٍ صحي خلال الحمل وضمن الحدود الموصى بها، فمثلًا يجب ألا تتجاوز هذه الزيادة 11- 16 كغم إذا كان وزنها قبل الحمل طبيعيًا.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة للحمل مثل المشي.
نصيحة الطبي
مشاكل المرارة أثناء الحمل تحدث عادةً بسبب التغيرات الهرمونية، والتي تُؤثر على المرارة ووظائفها، ومن أبرزها حصى الكلى والركود الصفراوي، ومن الأعراض التي تظهر ألم حاد في أعلى البطن، والغثيان والتقيؤ، ويختار الطبيب العلاج حسب شدة الحالة والأعراض، فقد يكتفي بالمراقبة إذا كانت الحالة بسيطة.
استشيري الآن طبيبًا معتمدًا عبر منصة الطبي، واحمي نفسكِ وجنينك من مشكلات المرارة أثناء الحمل، الوقاية خيرٌ من العلاج!
يلاحظ ظهور الم الظهر للحامل خلال الشهور الثلاثة الاخيرة عند العديد من السيدات كما يمكن استمرار آلام الظهر لفترة تصل ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :