يصيب التصلب اللويحي بشكل كبير فئة الشباب، خاصة الإناث منهم، وعلى الرغم من أن السبب وراء هذا المرض غير معروف حتى الآن، إلا أنه يوجد العديد من الأدوية، والمكملات الغذائية، والأعشاب التي تساعد في علاج التصلب اللويحي، والتقليل من حدة أعراضه، وتأخير ظهور مضاعفاته. إليك في هذا المقال حديثاً عن علاج التصلب اللويحي بالأعشاب المختلفة.
يعرف التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) على أنه اضطراب عصبي مزمن يؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، والذي ينتج عن تلف مادة المايلين المحيطة بالخلايا العصبية، مما يعني غياب خط الدفاع الأول عن هذه الخلايا وتعرضها للتلف بشكل مباشر.
حقيقة، لا يوجد حتى الآن أي دواء أو مكمل غذائي معني بالشفاء التام من التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد، إلا أن بعض العلاجات المقترحة تساعد في التخفيف من حدة الأعراض، أو تقليل عدد الانتكاسات التي يتعرض لها المرضى، أو إبطاء ومنع تقدم التصلب اللويحي.
فيما يلي طرق علاج التصلب اللويحي بالأعشاب.
علاج التصلب اللويحي بالاشواغندا
تعرف عشبة الأشواغندا (بالإنجليزية: Ashwagandha) بالعديد من الأسماء الأخرى، مثل الجنسنج الهندي، والأسانا، حيث يمكن استخدام توت الأشواغندا، وجذورها، ومستخلصاتها في علاج العديد من الأعراض المرتبطة بالتصلب اللويحي، مثل الألم المزمن، وتخفيف القلق والتوتر.
اقرأ أيضاً: اعراض التصلب اللويحي المبكرة والمتقدمة
علاج التصلب اللويحي بالجنكو بيلوبا
من طرق علاج التصلب اللويحي بالأعشاب هو استخدام عشبة الجنكو بيلوبا (بالإنجليزية: Ginkgo Biloba)، والمعروفة بقدرتها على تحسين الذاكرة وتعزيز وظائف الدماغ. ووفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية، أظهرت الجنكو بيلوبا نتائج واعدة في كل ما يلي:
- تحسين القدرة على التفكير وتعزيز الذاكرة.
- تخفيف آلام الساق.
- تخفيف الاستجابات العصبية المفرطة والمسببة لمشاكل الرؤية.
- تقليل الدوخة والدوار.
على الرغم من عدم دراسة الجنكو بيلوبا بشكل واسع على مرضى التصلب اللويحي، إلا أن العديد من المرضى أفادوا أن استخدامهم لهذه العشبة ساعد على التقليل من حدة الالتهابات، والتعب، والإرهاق.
في إحدى الدراسات التي أعطي فيها مرضى التصلب اللويحي 240 ملليجرام من الجنكو بيلوبا بشكل يومي، ولمدة 4 أسابيع، أشارت النتائج إلى انخفاض ملحوظ في التعب والألم لدى المرضى.
من جهة أخرى، أفادت مجلة الأعصاب التابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في سنة 2014 أن التوصيات حول استخدام الجنكو بيلوبا لا زالت متضاربة حتى الآن، حيث أن قدرة الجنكو بيلوبا على تعزيز الذاكرة وتحسين وظائف الدماغ كانت متفاوتة من مريض لآخر.
تعتبر الجنكو بيلوبا آمنة إلى حد ما، وتتوفر على شكل مكمل غذائي، إلا أنها قد تتفاعل مع العديد من الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى. لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص قبل تناولها.
يعود اصل اشجار الفستق الحلبي الى مناطق غرب آسيا ومنها انتشرت الى دول شرقي البحر الابيض المتوسط قبل نحو اربعة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
علاج التصلب اللويحي بالشاي الاخضر
في دراسة نشرت عام 2014 في المجلة العالمية للتصلب اللويحي، أشارت الإحصائيات أن نقص مضادات الأكسدة لدى المرضى يزيد من تفاقم الأعراض. لذلك ارتكز علاج التصلب اللويحي بالأعشاب على اختيار النباتات الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الشاي الأخضر.
يحتوي الشاي الأخضر على مركب ابيجالوكاتيكين - 3 - جالات (بالإنجليزية: Epigallocatechin-3-Gallate or EGCG)، والذي لا يعتبر مضاد للأكسدة فحسب، وإنما محفز لجهاز المناعة وخلايا الدماغ.
وعلى الرغم من أن النتائج حول استخدام الشاي الأخضر لعلاج التصلب المتعدد غير واضحة حتى الآن، إلى أن استخدامه بكميات صغيرة يعتبر آمن نسبياً ويساعد على الشعور بالتحسن. في المقابل، استهلاكه بكميات كبيرة يسبب العديد من مشاكل الكبد.
اقرأ أيضاً: التصلب اللويحي والمكملات الغذائية
علاج التصلب اللويحي بالبابونج
يعتبر البابونج من الأعشاب شائعة الاستخدام بين مرضى التصلب اللويحي، حيث يمتلك العديد من الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للبكتيريا، وعلى الرغم من عدم دراسته سريرياً على مرض التصلب المتعدد، إلا أنه يخضع لدراسة قدرته على منع تقرحات الفم وكبح نمو الأورام.
علاج التصلب اللويحي بالتوت البري
يستخدم التوت بشكل واسع، سواء ثماره أو أوراقه، في العديد من الأغراض العلاجية، وذلك نظراً لكونه مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، حيث تشير الأدلة العلمية على قدرة التوت البري على تحسين الرؤية، وتقليل الالتهاب، وحماية وتعزيز وظائف الدماغ الإدراكية والمعرفية.
اقرأ أيضاً: فوائد الفلافونويد لمرضى التصلب اللويحي المتعدد
علاج التصلب اللويحي بالزنجبيل
أحد أهم الطرق الشعبية في علاج التصلب اللويحي بالأعشاب هو استخدام الزنجبيل، حيث كشفت العديد من الأبحاث عن الخصائص المضادة للالتهاب لمركب الشوغول (بالإنجليزية: Shogaols) ومركب الجنجرول (بالإنجليزية: 10-Gingerol) ومشتقاتهما الموجودة في الزنجبيل، الأمر الذي يجعل منه خياراً جيداً في حماية الأعصاب من التلف، وذلك من خلال تقليل معدل الموت المبرمج للخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي.
فضلاً عن ذلك، المضاعفات والآثار الجانبية للزنجبيل تعتبر قليلة جداً مقارنة بغيره من الأعشاب، بل وتكاد تكون معدومة.
علاج التصلب اللويحي بالجنسنج
يستخدم الجنسنج (بالإنجليزية: Ginseng) في العديد من الأغراض الطبية على اختلاف أنواعه وأشكاله، حيث يساعد الجنسنج الأمريكي على منع التهابات الجهاز التنفسي، بينما يمتلك الجنسنج السيبيري خصائص مضادة للفيروسات والتي تفيد في محاربة نزلات البرد.
وعلى الرغم من الفوائد التي تحملها معظم أنواع الجنسنج، إلا أنه لا زالت الأدلة حول علاج التصلب اللويحي بالجنسنج مختلطة، فمن جهة يساعد الجنسنج على تقليل الشعور بالتعب، ومن جهة أخرى يحفز الجهاز العصبي ويزيد من الأمر سوءاً.
ففي دراسة نشرت في سنة 2011 في المجلة العالمية للتصلب المتعدد، وجد تناول الجنسنج بجرعات تتراوح بين 100 - 400 ملليجرام فشل في إظهار أي علامات تحسن على المرضى، بل وقد عانى بعض المرضى من الأرق عند تناول جرعات عالية منه.
علاوة على ذلك، ارتبط الجنسنج بالعديد من التفاعلات الدوائية وردود الفعل التحسسية المحتملة، لذلك يجب استشارة الطبيب اولاً قبل استخدام الجنسنج في علاج التصلب اللويحي أو أي مرض آخر.
علاج التصلب اللويحي بعرق السوس
على الرغم من أن الأبحاث غير كافية حول عرق السوس، إلا أنه من الخيارات المطروحة في علاج التصلب اللويحي بالأعشاب، حيث يحمل العديد التأثيرات المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة، والتي أثبتت فعاليتها سابقاً في علاج قرحة المعدة ومشاكل الحلق. علاوة على ذلك، أشارت الأبحاث الأولية إلى قدرة عرق السوس على حماية الأعصاب والحفاظ عليها.
علاج التصلب اللويحي بالكركم
يعتبر الكركم من الخيارات الجيدة في علاج التصلب اللويحي بالأعشاب، أو على الأقل، في التخفيف من تقدم المرض، حيث يحتوي الكركم على مادة الكركمينويد (بالإنجليزية: Curcuminoids)، والتي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، الأمر الذي يساعد في حماية الأعصاب والحفاظ عليها من التلف.
أشارت الدراسات الحيوانية أن استخدام الكركم يقلل من شدة التهاب الدماغ وخلايا الجهاز العصبي، ويعيد تكوين طبقة المايلين المغلفة للأعصاب، فضلاً عن قدرتها في التخفيف من الأعراض الأخرى للتصلب المتعدد.
كما ترتبط الآثار الجانبية للكركم بجرعاته، حيث أن استهلاك كمية كبيرة من الكركم يسبب الشعور بالغثيان.
وعلى الرغم من نجاح الدراسات الحيوانية، إلا أنه لا زال العلم بحاجة إلى المزيد من الدراسات البشرية التي توصي باستخدام الكركم كأحد طرق علاج التصلب اللويحي بالأعشاب.
وقبل علاج التصلب اللويحي بالأعشاب المذكورة سابقاً، يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص للتأكد من أمان استخدامها، وإطلاعه على جميع الأدوية والمكملات الأخرى التي يتناولها المريض، وذلك لتفادي التفاعلات الدوائية والمضاعفات السريرية المحتملة عن الاستخدام غير الصحيح لهذه الأعشاب.
اقرأ أيضاً: علاج التصلب اللويحي
كيف أعرف زيت شجرة الشاي الأصلي؟ وهل يمكن استخدامه فعلاً في علاج حب الشباب؟