يعد الإدمان من أخطر المشاكل التي تواجه المراهقين والشباب في عصرنا الحالي، وينبغي لبدء رحلة علاج الإدمان التحلي بالعزيمة والصبر وطلب المساعدة من المختصين لوضع خطة العلاج المناسبة والالتزام بها للتعافي والوقاية من الانتكاس، وقد تشمل خطة العلاج استخدام الأدوية، والعلاج النفسي والجماعي، وكذلك برامج إعادة التأهيل مع الاستمرار في المتابعة حتى تمام التعافي. [1]

تعرف في هذا المقال على طرق علاج الإدمان، وبرامج إعادة التأهيل، وكيفية الوقاية من الانتكاس.

تعد الخطوة الأولى في رحلة علاج الإدمان هي إدراك الشخص حاجته للعلاج ووعيه بمخاطر الإدمان، ومن ثم اتخاذ قرار التغيير ووضع أهداف واقعية، ثم البدء في التخلص من المواد المسببة للإدمان من المنزل أو الأشياء التي تثير الرغبة في استخدامها، والابتعاد عن الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بذلك. [2]

بعد ذلك ينبغي مراجعة طبيب مختص في علاج حالات الإدمان، وقد يخضع المريض لعلاج الإدمان بالمنزل تحت إشراف الطبيب، ولكن قد تستدعي الحالات الشديدة دخول مصحة لعلاج الإدمان. [2] [3]

طرق علاج الإدمان 

تتعدد أساليب وطرق علاج الإدمان على المخدرات أو الكحول فلا يوجد طريقة موحدة للجميع، حيث يعتمد اختيار العلاج المناسب لكل حالة بناء على عدة عوامل منها: [1]

  • نوع المادة المسببة للإدمان.
  • مدة الإدمان وشدته.
  • مدى تأثير المادة على الشخص ومستوى الرعاية المطلوب.

نذكر فيما يلي أبرز أساليب علاج الإدمان: 

إزالة السموم من الجسم

تبدأ خطوات علاج الإدمان من المخدرات أو الكحول بإزالة المادة المسببة للإدمان من الجسم بطريقة آمنة تحت إشراف الطبيب، وعادة ما يتم الاستعانة بالأدوية لتخفيف أعراض الانسحاب. [1]

قد يُستخدم أيضًا جهاز الكتروني يوضع خلف الأذن لتقليل أعراض الانسحاب الناجمة عن تعاطي المواد الأفيونية، ويعمل هذا الجهاز عن طريق إرسال نبضات كهربائية لتحفيز أعصاب محددة تعمل على تخفيف أعراض الانسحاب. [1]

استخدام الأدوية

تستخدم الأدوية كجزء من خطة علاج الإدمان للحد من أعراض الانسحاب، وتقليل الرغبة الشديدة في تعاطي المادة المخدرة، وعلاج الإدمان السلوكي، وكذلك الوقاية من الانتكاس. [2] [4] [5]

يعتمد اختيار الدواء المناسب على نوع المادة المسببة للإدمان، ومن أمثلة أدوية علاج الإدمان ما يلي: 

  • الميثادون (بالإنجليزية: Methadone): يستخدم الميثادون في علاج المخدرات، مثل الهيروين والمسكنات المخدرة، إذ يعمل على تقليل ظهور أعراض انسحابها، وتقليل الرغبة الشديدة في تعاطيها.
  • اللوفيكسيدين (بالإنجليزية: Lofexidine): يعمل اللوفيكسيدين أيضًا على تقليل أعراض انسحاب المواد الأفيونية، والحد من الرغبة في تعاطيها.
  • الأكامبروسيت (بالإنجليزية: Acamprosate): يساعد الأكامبروسيت في علاج الإدمان على الكحول من خلال تقليل الرغبة في شرب الكحول.

اقرأ أيضًا: المخدرات وأضرارها على جسم الأنسان

التأهيل النفسي والسلوكي 

يعد العلاج النفسي والسلوكي خطوة هامة في علاج الإدمان، حيث يساعد على تغيير أنماط التفكير والسلوكيات المتعلقة بالإدمان، وعادة ما يستخدم بجانب العلاج الدوائي. [5]

تشمل أنواع العلاج النفسي ما يلي: [2] 

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعد العلاج السلوكي المعرفي من الطرق الفعالة في علاج الإدمان، حيث يركز على تحديد المحفزات التي تدفع إلى تعاطي المخدرات أو الكحول، وتعلم كيفية التعامل معها أو تجنبها، وكذلك تغيير الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالإدمان.
  • العلاج الأسري: يعد العلاج الأسري من الطرق المفيدة لا سيما في علاج إدمان المخدرات للمراهقين والشباب، إذ يهتم بتقوية الترابط الأسري وتعليم الأسرة كيفية التعامل مع معهم، ودعمهم في رحلة التعافي.
  • العلاج التحفيزي المعزز: هو نهج علاجي قصير الأمد يعمل على تعزيز الدافع لدى المدمن لبدء العلاج والالتزام به.

برنامج الاثنتي عشرة خطوة

هو برنامج ابتكرته رابطة مدمني الكحول المجهولين مكون من 12 خطوة لعلاج إدمان المخدرات، أو الكحول، أو غير ذلك، ويعد شكلًا من أشكال العلاج الجماعي الذي يهدف إلى التوعية بمخاطر الإدمان وآثاره السلبية على الصحة النفسية والبدنية وتغيير طريقة تفكير المدمن كليًا. [4]

ينتهج هذا البرنامج سلسلة من الخطوات تبدأ بتقبل الأمر وفرض قيود على النفس تمنع التعاطي، وتحمل الفرد مسؤولية أفعاله، وتعلم كيفية التعامل مع المواقف التي تحفز الرغبة في التعاطي، وذلك من خلال المشاركة في المجموعات وتبادل الدعم والخبرات. [5]

برامج إعادة التأهيل

قد يحتاج بعض المدمنين للخضوع لبرامج إعادة التأهيل في منشآت علاج الإدمان للحصول على الرعاية والتوجيه على مدار اليوم. [1]

تختلف مدة الإقامة في هذه المنشآت من حالة لأخرى، فقد تكون مدة علاج الإدمان قصيرة تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع يتم فيها إزالة السموم، وتقديم العلاج النفسي والسلوكي اللازم، وتأهيل الشخص لحياته الجديدة، ويستمر الشخص بعد التعافي والخروج في المتابعة بالعيادات الخارجية ومع مجموعات الدعم لتجنب الانتكاس. [1]

بينما في الحالات الشديدة قد يستدعي الأمر الإقامة فترة طويلة من 6 إلى 12 شهرًا تحت إشراف مختصين، وفيه يخضع المدمن لخطة علاجية تضم جلسات العلاج النفسي الفردي والجماعي، وبرامج تعليمية حول الإدمان والصحة النفسية، والعمل على تغيير سلوكيات الفرد المتعلقة بتعاطي المخدرات، وكذلك تأهيله بأن يكون فردًا نافعًا في المجتمع. [6]

اقرا ايضاً :

أنواع الإدمان

علاج الإدمان في المنزل

يساهم اتباع بعض النصائح والإرشادات في علاج الإدمان على المخدرات في المنزل بجانب الالتزام بخطة العلاج، كما أنها تفيد في تخفيف التوتر والإرهاق. [5]

تشمل هذه الإرشادات ما يلي: [1] [5]

  • اتباع نظام غذائي صحي والحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم، حيث يتيح ذلك فرصة التواصل مع أشخاص آخرين يمرون بنفس التجربة، وهو ما يعزز الدافع ويقلل من الشعور بالوحدة، كما أن هذه المجموعات تعد فرصة لتبادل الخبرات في رحلة التعافي.

اقرأ أيضًا: أنواع الإدمان

الوقاية من الانتكاس

يعد الانتكاس بعد التعافي من الإدمان أو خلال رحلة التعافي أمرًا شائعًا، ولكن هذا لا يعني فشل العلاج فالأمر يعود إلى طبيعة الإدمان، وفي هذه الحالة لا ينبغي على الشخص الاستسلام، بل عليه إدراك ذلك وتداركه بتجنب المحفزات وإعادة تطبيق ما تعلمه في علاج الإدمان. [2]

قد يتم وصف بعض الأدوية التي تساهم في الوقاية من الانتكاس بعد التعافي، حيث تعمل على تقليل الرغبة في التعاطي، ومنع التأثير المخدر للمادة، أو إحداث آثار جانبية مزعجة في حالة العودة لاستخدام المادة المخدرة مرة أخرى. [7] 

هناك أيضًا بعض النصائح التي قد تساهم في الوقاية من خطر الانتكاس، منها: [8]

  • الابتعاد عن الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بتعاطي المخدرات.
  • تجنب المواقف التي تحفز الرغبة في التعاطي.
  • الحرص على ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، حيث يساعد ذلك في تقليل التوتر والضغط النفسي.
  • وضع روتين يومي وأهداف لتحقيقها وشغل النفس بالعمل أو القيام بأشياء مفيدة، إذ أن الفراغ والوحدة من عوامل خطر الانتكاس.
  • الحرص على التواصل مع الآخرين فإحاطة النفس بأشخاص يقدمون الدعم يمنح القوة ويساعد في الوقاية من الانتكاس.

نصيحة الطبي

علاج الإدمان هي رحلة تحتاج إلى التحلي بالصبر والعزيمة، وتجرى تحت إشراف مختصين لوضع خطة شاملة تهدف إلى الامتناع عن التعاطي، وتغيير تفكير الشخص، وتأهيله نفسيًا وسلوكيًا، وبالرغم من أنها رحلة صعبة، لكنها تستحق.

اقرأ أيضًا: وقاية المراهقين من الإدمان

هل الإقلاع عن التدخين فجأة يؤثر على الغدة الكظرية؟ مع العلم أنا مدخن جديد لي ٦ شهور فقط، وأريد تركه