ورم عظمي غضروفي | Osteochondromatosis

ورم عظمي غضروفي

ما هو ورم عظمي غضروفي

نمو العظام عند المراهقين

تعتبر فترة المراهقة هي أكثر الفترات حرجا على مدى العمر بالنسبة لصحة العظام؛ إذ أن أكثر من نصف ذروة كتلة العظام يتراكم خلال سنوات المراهقة، وتلعب الهرمونات مثل: الاستروجين والاندروجين دورا مهما وإيجابيا في تكوين وبناء العظام لكل من الذكور والإناث خلال فترة المراهقة، بالإضافة إلى هرمون النمو الذي يتسبب نقصه في إعادة تشكيل العظام، والتأثير سلبا على حجم العظام وكتلتها؛ وبالتالي ضعف قوتها.

ويمكن أن تستفيد صحة العظام لدى المراهقين من ممارسة التمارين الرياضية مثل: الوثب والقفز وألعاب القوى. وتختلف استجابة الهيكل العظمي تبعا لنوع التمارين الرياضية والتي تؤثر بشكل إيجابي على صحة العظام بالإضافة إلى العوامل الغذائية التي تؤثر أيضا على كثافة العظام، وتكوينها خلال فترة المراهقة.

وتتكون العظام من أجزاء مختلفة من الأنسجة العظمية التي ترتبط ببعضها البعض عن طريق الغضاريف، والغضاريف هي مكونات متخصصة لكل منها وظيفة محددة فمثلا بعض الغضاريف مسؤولة عن نمو العظم بشكل طولي أو بالعرض مثل: غضروف النمو( Growth Cartilage) وهو مسؤول عن الزيادة في طول الجسم في الأطفال والمراهقين، وعندما يكتمل الطول فإن هذا الغضروف يتكلس ويتحول إلى عظم مثله مثل بقية أجزاء العظام.

ولكن في بعض الحالات قد يحدث تغيرا غير طبيعيا أثناء نمو العظام نتيجة لفقد القدرة على التحكم في انقسام خلايا الأنسجة العظمية، وتكلس غضروف النمو؛ فينتج عن ذلك تكوين كتل أو نتوءات وزوائد عظمية تزداد في الحجم وتعرف بالورم.

وقد يكون الورم حميدا أو خبيثا وقد يسبب آلاما وازعاجا للمريض أو لا يتسبب في حدوث أي نوع من الألم اطلاقا.

ووفقا للأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام (AAOS) فإن أشهر أنواع الأورام الحميدة التي تؤثر على العظام والغضاريف معا هو الورم العظمي الغضروفي.

وتبلغ نسبة حدوث الورم العظمي الغضروفي من بين أورام العظام الحميدة الأخرى حوالي 35% إلى 40%.

اقرأ أيضا: سرطان العظام
للمزيد: سرطان العظام أسباب وأعراض وعلاج

ما هو الورم العظمي الغضروفي؟

الورم العظمي الغضروفي (بالإنجليزية: Osteochondromatosis) هو مرض شائع بين المراهقين والأطفال بنسبة تقدر بحوالي 1% إلى 2%، ويحدث أثناء نمو وتطور العظام، وهو من الأورام الحميدة التي تنشأ من العظام وتمتد إلى الغضاريف ويعرف أيضا باسم الأعران المتعددة (بالإنجليزية: Multiple Exostoses or Diaphyseal Aclasis).

ويشهد الورم العظمي الغضروفي اضطرابا ونموا غير طبيعياً في نهايات العظام الطويلة للأطراف السفلية مثل: عظم الفخذ وعظام الظنبوب (قصبة الساق)، والأطراف العلوية مثل: عظام العضد والساعد، وقد يحدث في أماكن أخرى على العظام المسطحة مثل: عظم الحوض والكتف، وقد يتطور الورم العظمي الغضروفي بنسبة صغيرة في بعض الأحيان ليصبح ورما خبيثا (Sarcoma)؛ لذا ينبغي في هذه الحالة إحالة المريض إلى أخصائي أورام جراحة العظام (بالإنجليزية: Orthopaedic Oncologist).

ويمكن أن يكون السبب وراثيا وذلك في حالة ظهور أكثر من نمو غير طبيعي للعظام، وفي هذه الحالة يعرف الورم العظمي الغضروفي باسم الأعران الوراثية المتعددة (بالإنجليزية: Hereditary Multiple Exostoses) واختصارا (HME).

السبب الرئيسي لحدوث الورم العظمي الغضروفي غير معروف فهو لا ينتج عن تعرض الشخص للإصابة مثلا ولكن قد يكون السبب وراثيا نتيجة حدوث خلل في جين (EXT 1)، والذي يؤثر بدوره على النمو غير الطبيعي لبعض الأنسجة العظمية.

وتتساوى نسبة الإصابة بالورم العظمي الغضروفي في الذكور والإناث على حد سواء.

اقرأ أيضا: أمراض العظام الأكثر شيوعا عند النساء
اقرأ: أسباب آلام العظام

في العديد من الحالات لا يظهر الورم أية أعراض أو شكوى سوى بروز عظمي ونتوءات غير مؤلمة في نهاية العظام الطويلة؛ وفي الغالب لا يكون مؤلما ولكنه قد يتطور ويسبب آلاما وإزعاجا للمريض،
وتتضمن أعراض الورم العظمي الغضروفي الآتي:

  • الشعور بألم أثناء الحركة وأداء أنشطة الحياة اليومية وكذلك أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
  • قصر قامة الطفل بالنسبة لعمره.
  • عدم تساوي طول الأطراف فغالبا ما نجد ذراع أو ساق أطول من نظيرتها.
  • تهيج وألم في العضلات المجاورة.
  • احساس الوخز أو التنميل نتيجة ضغط الورم العظمي الغضروفي على الأعصاب المحيطة.
  • حدوث تغيرات في تدفق الدم والذي يتسبب في فقدان النبض أو تغيرات في لون الأطراف ولكنه عرض نادر الحدوث.

يمكن تشخيص الورم العظمي الغضروفي من خلال الفحص السريري وحينها يتمكن الطبيب من رؤية بعض النتوءات والبروزات العظمية في أماكن مختلفة خاصة في عظام الساقين والركبة وعظام الفخذ والعضد والساعد بالإضافة إلى إمكانية إصابة الورم للعظام المسطحة مثل: عظم الكتف والحوض ويمكن للورم العظمي الغضروفي أن يصيب عظمة واحدة فقط أو عدة عظام في الشخص نفسه.

وقد يلجأ الطبيب للتشخيص عن طريق الأشعة السينية (X-Ray) والتصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمساعدته في تحديد الورم بشكل أوضح وأكثر دقة وتفصيلا.

وقد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من النسيج أو خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) تحت تأثير البنج الموضعي وفحصها تحت الميكروسكوب للتأكد من تحول الورم العظمي الغضروفي إلى ورم خبيث من عدمه.

وفي حالة الأورام المتعددة قد يحتاج الطبيب إلى إجراء أشعة سينية على الصدر للبحث عن أي ورم قد ينتقل إلى رئتيك عبر مجرى الدم.

غالبا لا يتطلب الورم العظمي الغضروفي علاجا على الإطلاق ولكن قد يكون العلاج ضروريا في بعض الحالات، وقد يتطلب الأمر تدخلا جراحيا بسيطا في أوقات أخرى وذلك في حالة:

  • معاناتك من الألم.
  • ضغط الورم العظمي الغضروفي على الأعصاب أو الأوعية الدموية.
  • وجود غطاء غضروفي كبير متكلس يمكن أن يصل سمكه لأكثر من 2 سم.
  • ونادرا ما يلجأ الطبيب إلى العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي بعد الجراحة.

اقرأ أيضا: الفرق بين العلاج الإشعاعي والكيماوي

وقد يوجه لك الطبيب بعض التعليمات بعد الجراحة مثل: الحد من ممارسة الأنشطة اليومية، والحركة لحين الشفاء التام والتخلص نهائيا من الألم المزعج، وفي حالة التدخل الجراحي فإن احتمالية حدوث مضاعفات بعد إزالة الورم العظمي الغضروفي تقدر بحوالي أقل من 4%.

بينما في حالة الأعران الوراثية المتعددة لا يتطلب الورم علاجا على الإطلاق ولكنها على الأرجح تحتاج إلى عناية الطبيب والكشف الدوري نظرا لوجود مناطق متضررة أكثر من غيرها، وامكانية حدوث مضاعفات أو أي تغيرات في النسيج العظمي.

يمكن أن يتسبب الورم العظمي الغضروفي في حدوث بعض المشاكل نتيجة تصلب أو تحجر الغضاريف مما يتسبب في الضغط على الأنسجة المحيطة لا سيما الأوعية الدموية؛ وينتج عن ذلك حدوث بعض المضاعفات منها:

  • تجمع الدم بين الطبقتين الخارجيتين للشريان فيما يعرف ب "أم الدم الكاذبة" (بالإنجليزية: Pseudoaneurysm) أو تمدد الأوعية الدموية الكاذب (بالإنجليزية: false aneurysm).
  • التهابات وريدية (بالإنجليزية: Phlebitis).
  • ألم وتشنجات في الساقين كالتي تحدث بعد ممارسة التمارين الرياضية (بالإنجليزية: Claudication).
  • انسداد إمدادات الدم ويعرف أيضا باسم انسداد الدم الحاد (بالإنجليزية: Acute ischemia).
  • احتمالية تحول الورم العظمي الغضروفي إلى ورم خبيث بنسبة 1-6 % خاصة إذا كان سبب حدوثه ناتجا عن خلل وراثي.

:Laurie Barclay& Penny Murata. Bone Density Evaluation in Teens Prevents Future Osteoporosis. Retrieved on the 9th of January, 2020, from
https://www.medscape.org/viewarticle/545997

:Teresa Bergen. Bone tumors. Retrieved on the 9th of January, 2020, from
https://www.healthline.com/health/bone-tumors

:William C. Shiel. Medical Definition of Osteochondromatosis. Retrieved on the 9th of January, 2020, from
https://www.medicinenet.com/script/main/art.asp?articlekey=11790

:Marjorie Hecht. Exostosis: Types, Causes, and Treatment. Retrieved on the 9th of January, 2020, from
https://www.healthline.com/health/exostosis

:Orthoinfo.aaos. Osteochondroma. Retrieved on the 9th of January, 2020, from
https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases--conditions/osteochondroma/

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأورام الخبيثة والحميدة

سؤال من ذكر سنة

في الأورام الخبيثة والحميدة

ما هو علاج ورم عظمي غضروفي لطفل عمره ٤سنين

إن العلاج يخنتلف بين مريض لآخر، حسب موضع الورم ومرحلته ومدى إنتشاره. ولكن عموماً العلاج هو يتألف من العلاج الجراحي، العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. ولا يتم الإكتفاء بعلاج واحد، وذلك لضمان القضاء على السرطان أكثر.

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة