الولادة القيصرية وتوحّد الأطفال؛ ما العلاقة بينهما؟
المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
او
أخبار الطبي-عمّان
كثير من الناس يتساءلون ما الذي يُسبب أعراض اضطراب طيف التوحد، والتي تتميز بعدم القدرة على التواصل مع الآخرين وسلوكيات غير عادية متكررة في كثير من الأحيان، والتي ما زالت إلى الآن غير معروفة بدقة.
ذكرت دراسة نُشرت سابقاً وجود علاقة بين الولادة القيصرية و خطر إصابة الطفل بمرض التوحد، حيث وُجد أنّ الأطفال المولودين بعملية قيصرية كانوا أكثر عرضة للاصابة بمرض التوحد بنسبة تصل إلى 21%. إلا أن هذه النتائج قد تكون غير دقيقة حسب ما ذكره مجموعة من الباحثين من جامعة كورك (Cork University).
فبعد تحليل نتائج هذه الدراسة، وجد الباحثون أنّ هذه النتائج وحدها لا تمكننا من القول "أنّ الولادة القيصرية تسبب مرض التوحد".
من العوامل التي تؤدي للاصابة بمرض التوحد:
العوامل الجينية:
تُشير الدراسات إلى زيادة نسبة إصابة الأشقاء لمريض التوحد (بسبب العامل الوراثي) بما يُعادل 49-199 مرة وفي حال عدم اصابتهم بالتوحد فهم يكونوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية.
تعود العوامل الوراثية (المرجح ان يكون لها علاقة) الى وجود خلل في مناطق معينة من الكروموسومات (بالتحديد 7 و 2 و 4 و 15 و 19) و نسبته في التوأم المتطابق أعلى من التوأم المنفصل.
و أشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية الاخرى مثل:
تؤكد المعلومة العلمية، أن نسبة عالية من الأطفال المتوحدين يُعانون من التخلف العقلي (تقريبا 69%)،و أخرى من الصرع (Epilepsy) .
حيث أظهر تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) نتائج غير طبيعية عند نحو(11–83 %) من مرضى التوحد ووُجد ان(4 الى 32%) من الأشخاص المتوحدين يعانون (أو عانوا سابقا) من الصرع التوتري–الارتجاجي (Tonic-Clonic) أو ما يعرف باسم الصرع الكبير (Grand mal).
العوامل المناعية:
أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي (الذي يُساهم في رفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين) قد يساهم في حدوث التوحد، عن طريق تفاعل كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي (Lymphocytes) التي تخص الجنين مع الأجسام المضادة للأم.
أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي السيروتونين (Serotonin) في دم الأطفال المتوحدين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) و تضخم المادتين الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ مرتفعة بشكل ملحوظ.
يؤثر اضطراب طيف التوحد على حوالي 0.62% من الأطفال حول العالم، إلا أن النسبة تصل إلى 1.5% في الولايات المتحدة وحدها.
وفي حين أنه من المعروف أنّ اسباب مرض التوحد قد تكون وراثية، هنالك عوامل أخرى سبق ذكرها قد تساعد في رفع خطر اصابة الطفل بالتوحد، ولكن لوحظ ان هناك ارتباط بين العملية القيصرية و ذالك الخطر حيث انه:
قد ترتبط الولادة القيصرية مع عدد من العوامل التي قد تشكل خطراً على صحة الجنين و تساهم في رفع خطر إصابته بالتوحد، منها:
1- استخدام أنواع معينة من أدوية التخدير خلال العملية القيصرية
2- الولادة في وقت مبكر لسبب طبي طارئ
3- تغييرات جذرية في الاستجابة للضغط النفسي.
ولمعرفة العلاقة بين طريقة الولادة والتوحد، بدأ فريق البحث العلمي بالنظر في بيانات من التسجيل السويدي، مع التركيز على كل شيء، حيث تم دراسات حالات الولادة التي حصلت بين 1 يناير 1982 و 31 ديسمبر 2010، لتشمل بذلك على حوالي 2.7 مليون طفل. و بعد التحقيق في سجلاتهم لمعرفة ما إذا تم تشخيصهم بمرض التوحد لاحقا، تبين أن 28,290 طفل أو 1% من هؤلاء الأطفال تم تشخيصهم بهذا المرض.
و بالتحديد، فإن الاطفال الذين وُلدوا عن طريق الولادة القيصرية الاختيارية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بنسبة وصلت إلى 21%.
ولأن العلاقة بين الولادة القيصرية والتوحد لم يثبت وجودها عند تحليل ومراقبة الأخوة، قال الباحثون "يمكننا أن نستنتج أنه لا يوجد علاقة سببية بين الأمرين".
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.