التفاح من أكثر الأطعمة المفيدة للجهاز الهضمي والقلب، ويُساعد على الحفاظ على وزنٍ صحي، فهو مصدرٌ بالألياف، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات، لكن هل تبقى هذه الفوائد ثابتة أم تتضاعف باختلاف وقت تناوله؟ وما هو فعلًا أفضل وقت لتناول التفاح؟
في الصباح: لتنشيط الهضم والحصول على الطاقة
يُوصي الأطباء بتناول تفاحة كاملة في الصباح؛ لغناها بالألياف القابلة للذوبان، وعلى رأسها البكتين، إذ يُسهم تناولها في هذا التوقيت في تحسين الهضم، وتحفيز حركة الأمعاء، وتخفيف الإمساك، فضلًا عن تعزيز نمو البكتيريا النافعة في القولون، ما ينعكس إيجابًا على نشاط الجسم وبداية اليوم.
ويُضاف إلى ذلك أنّ التفاح مصدرٌ للكربوهيدرات والسكريات الطبيعية، ما يمدّ الجسم بطاقة صباحية متوازنة دون التسبّب في إرهاق الجهاز الهضمي.
لذلك، يُنصح بتناول تفاحة كاملة بعد الاستيقاظ أو كوجبة خفيفة قبل الإفطار، مع الحرص على عدم تقشيرها؛ لأن القشرة تحتوي على النسبة الأكبر من الألياف والمركبات النباتية المفيدة. كما يُستحسن شرب كمية كافية من الماء، خاصةً لدى الأشخاص غير المعتادين على تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
منتصف اليوم: لتجنّب الجوع المفاجئ
مع تقدّم ساعات النهار، قد يتباطأ الهضم ويشعر البعض بالجوع بشكل مفاجئ، وهنا يُمكن أن يكون التفاح خيارًا ذكيًا كوجبة خفيفة. فتناوله في منتصف اليوم يُساعد على تحسين الهضم، ويزيد الشعور بالشبع والامتلاء.
كما يُوصى بتناول التفاح بعد الوجبات الرئيسية بقرابة ساعة؛ إذ يُعتقد أنّ هذا قد يُحسّن الهضم ويُخفف من الشعور بالتخمة.
قبل الوجبات وخلال اليوم: لخسارة الوزن والتحكّم بالشهية
يُعدّ التفاح من أفضل الفواكه للرجيم؛ لأنّه غني بالألياف التي تزيد من الشعور بالشبع، مما يُقلل الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام على مدار اليوم. إضافةً إلى ذلك يعتبر التفاح من الفواكه منخفضة السعرات الحرارية، فالتفاحة المتوسطة لا تتجاوز نحو 95 سعرة حرارية.
ولتحقيق أقصى استفادة، يُنصح بتناول تفاحة قبل الوجبات الرئيسية، مثل الغداء أو العشاء؛ إذ قد يُسهم هذا التوقيت البسيط في خفض إجمالي السعرات الحرارية المتناولة لاحقًا بطريقة طبيعية، دون الحاجة إلى اتباع حمية قاسية أو حرمان غذائي.
وعند الرغبة في تناول الحلويات، يمكن أن يكون التفاح بديلًا صحيًا وذكيًا؛ فاستبدال الكعك أو الشوكولاتة بتفاحة مع رشة قرفة أو ملعقة من الزبادي اليوناني يُلبّي الرغبة في تناول الحلويات دون استهلاك أطعمة عالية السعرات.
قبل النوم بساعتين: لنوم أكثر هدوءًا وراحة
ينتشر اعتقادٌ خاطئ بأنّ التفاح يحتوي على الكافيين، ما يدفع البعض إلى تجنّب تناوله مساءً، في حين أنّ التفاح لا يحتوي على أي منبّهات قد تؤثّر سلبًا على النوم.
ومع أنّ التفاح ليس «منوّمًا طبيعيًا»، إلا أنّه يحتوي على مركبات يُمكن أن تحسّن جودة النوم بحسب الدراسات، مثل الكاروتينات، ولكن لا يُوصى بتناوله قبل النوم مباشرةً، فهو قد يُسبب الغازات أو الانتفاخ؛ بسبب احتوائه على الفركتوز، مما قد يُؤثر على جودة النوم لدى بعض الأشخاص.
اقرأ أيضًا: أضرار التفاح.
نصيحة الطبي
يُعدّ التفاح مفيدًا صحيًا في مختلف الأوقات، إلا أنّ خبراء التغذية يؤكدون أن اختيار توقيت تناوله يرتبط بالفائدة المرجوّة منه؛ إذ يُفضَّل تناوله صباحًا لدعم الهضم وتعزيز الشعور بالشبع والطاقة.
وفي المقابل، قد يُسبّب الفركتوز انزعاجًا لمرضى القولون العصبي، بينما يُنصح مرضى السكري بتناول التفاح باعتدال وتجنّب العصير أو التفاح المجفف. ولتحقيق أقصى فائدة، يُوصى بتناول التفاح مع قشره ودمجه مع مصادر البروتين أو الدهون الصحية.