أمراض البروستاتا هي مجموعة من الحالات الصحية التي تؤثر على البروستاتا، وهي غدة تقع في الجهاز التناسلي الذكري أسفل المثانة وتحيط بمجرى البول الذي يعرف باسم الإحليل. البروستاتا هي جزء مهم في جهاز التناسل الذكري حيث تقوم بإنتاج سائل البروستاتا الذي يشكل جزءًا كبيرًا من السائل المنوي. هذا السائل يساعد في نقل وحماية الحيوانات المنوية وزيادة فرصة نجاح الإخصاب. [1,2]

سنتحدث في هذا المقال عن أمراض البروستاتا عند كبار السن والشباب.

ما هي أمراض البروستاتا؟

يتعين على الرجال فهم أمراض البروستاتا وعوامل الخطر المؤدية إليها لتجنبها قدر الإمكان، أو اكتشافها مبكرًا في حال الإصابة بها. نذكر فيما يلي أبرز أمراض البروستاتا التي تصيب كبار السن والشباب:

تضخم البروستاتا الحميد

يعد تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia or BPH) من أبرز أنواع أمراض البروستاتا عند كبار السن، وعلى الرغم من ندرته، يمكن أن يصيب أيضًا الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. ووفقًا لجمعية أمراض المسالك البولية الأمريكية، يعاني حوالي 50% من الرجال في الفترة بين 51 و60 عامًا من هذه الحالة، وترتفع نسبة الإصابة إلى 90% بين الرجال الذين تتجاوز أعمارهم ثمانين عامًا. [1,2]

يسبب تضخم البروستاتا الحميد انتفاخ غدة البروستاتا المحيطة بالمجرى البولي، مما يؤثر على عملية التبول. ومع تقدم العمر، يكون من الطبيعي أن تتضخم البروستاتا، ويرجع سبب هذا التضخم إلى غير معروف، ولكن هناك مجموعة من الاحتمالات، تتضمن: [3,4]

  • التغير في مستويات الهرمونات الذكورية مع التقدم في العمر.
  • الشيخوخة.
  • الالتهابات.
  • التليف، أي تكون نسيج إضافي حول الأعضاء.

تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من أمراض البروستاتا لا ينتج عن الإصابة بالسرطان، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

ومن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يلي: [1]

  • التقدم في العمر.
  • التاريخ العائلي للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • الإصابة بحالات صحية معينة، مثل السمنة، أو مشاكل في القلب والدورة الدموية، أو مرض السكري من النوع 2.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافي.

اقرأ أيضًا: علاج احتقان البروستاتا بالأعشاب والتدليك

التهاب البروستاتا

التهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatitis)، وهو من أكثر أنواع أمراض البروستاتا شيوعًا في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا. أما عن أنواعه، فإنها تشمل ما يلي: [1]

  • التهاب البروستاتا المزمن، ويسمى أيضًا بمتلازمة ألام الحوض المزمنة، وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب البروستاتا.
  • التهاب البروستاتا البكتيري الحاد، حيث يبدأ هذا النوع بشكل مفاجئ نتيجة للإصابة بعدوى بكتيرية.
  • التهاب البروستاتا البكتيري المزمن، ويصاب به الفرد بعد الإصابة بعدوى بكتيرية متكررة، وعادةً ما تبدأ الأعراض ببطء، وقد يستغرق وقتًا أطول لعلاجه مقارنة بالتهاب البروستاتا البكتيري الحاد.
  • التهاب البروستاتا بلا أعراض، وهو نوع ليس له أعراض وعادةً لا يحتاج إلى علاج.

من الممكن أن يصاحب التهاب البروستاتا تضخمها. [2]

وتشتمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا ما يلي: [1]

  • الإصابة بالتهاب المسالك البولية السفلية، مثل المثانة والإحليل.
  • تلف في أعصاب المسالك البولية السفلية نتيجة للجراحة أو الإصابة، مسببًا الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن.
  • الإجهاد العاطفي، الذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب البروستاتا المزمن.

سرطان البروستاتا

يحدث سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer) عندما تتكون وتتكاثر الخلايا السرطانية في غدة البروستاتا. يعتبر سرطان البروستاتا من أنواع السرطان الشائعة بين الأفراد الذين تجاوزوا سن الخمسين. وفي المراحل الأولى من هذا النوع من السرطان، لا تظهر أية أعراض على المريض، ولكن عند تقدم المرض، تظهر أعراض تؤثر على عملية التبول. [1,2]

وتشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا ما يلي: [1,3]

  • التقدم في السن، خصوصًا بعد بلوغ سن 50 عامًا أو أكبر.
  • الإصابة الحالية أو المسبقة لأحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بسرطان البروستاتا، أو سرطان الثدي من الرجال أو النساء.

أعراض أمراض البروستاتا

تتعدد أعراض أمراض البروستاتا، والتي تؤثر بشكل رئيسي على عملية التبول، وتشمل: [1,2]

  • ضعف في تدفق البول.
  • الحاجة الملحة لاستخدام المرحاض.
  • صعوبة في التبول.
  • كثرة التبول، ولكن بكميات قليلة، وفي الحالات الشديدة قد تسبب احتباس البول وعدم القدرة على التبول على الإطلاق.
  • الاستيقاظ بشكل متكرر للتبول في الليل.
  • تعكر البول.
  • وجود الدم في البول أو المني.
  • سرعة القذف، والشعور بألم بعد القذف.
  • الشعور بألم في منطقة البطن، أو بين الخصية والشرج، أو في الخصية أو القضيب.

ومن أعراض التهاب البروستاتا الخاصة، أنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة في درجة الحرارة مع ظهور الأعراض المذكورة سابقًا. [2]

ماذا يفعل السمك في جسم الرجل؟ وهل تختلف فوائد السمك بين النساء والرجال؟

طرق تشخيص أمراض البروستاتا

عند بلوغ سن الـ 40 من العمر، من المستحسن إجراء فحوصات سنوية للبروستاتا للكشف المبكر عن أمراضها. يمكن تشخيص أمراض البروستاتا باستخدام الأساليب التالية: [1,4]

  • السؤال عن تفاصيل التاريخ الصحي العائلي والشخصي.
  • إجراء فحص رقمي للبروستاتا، من خلال إدخال إصبع الطبيب، لتقييم حجمها وحالتها. عادة ما يتم هذا الإجراء في عيادة الطبيب ولا يتطلب تخديرًا.
  • إجراء فحص البول، للكشف عن وجود التهاب في الجهاز البولي.
  • إجراء فحص الدم، لقياس مستويات المستضد النوعي للبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate-Specific Antigen or PSA)، وفي حال ارتفاعه، فهذا يشير إلى احتمال الإصابة بإحدى أمراض البروستاتا، مثل التهاب البروستاتا أو تضخمه الحميد أو حتى سرطان البروستاتا.
  • إجراء اختبارات للجهاز البولي، لفحص كيفية عمل المثانة وعملية التبول. يمكن أن تظهر هذه الاختبارات علامات على انسداد في مجرى البول ناتج عن تضخم البروستاتا.
  • التنظير لمجرى البول والمثانة، ما يساعد في تشخيص انسداد مجرى البول أو مشاكل المثانة.
  • تصوير البروستاتا بالموجات فوق الصوتية عبر المستقيم، لقياس حجم البروستاتا، ونوع الأنسجة المكونة للغدة، وحجم المثانة، وكمية البول المحتجز.
  • سحب خزعة من البروستاتا، وهي عملية أخذ عينات صغيرة من أنسجة البروستاتا لفحصها بواسطة مجهر.

تعتمد طريقة علاج أمراض البروستاتا على نوع المرض الذي يعاني منه المريض.

نصائح للوقاية من أمراض البروستاتا

لا يوجد طرق معينة تساعد في الوقاية من أمراض البروستاتا، ولكن تساهم بعض العوامل في تعزيز صحة البروستاتا، وتشمل: [4,5,6]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وغني بالخضروات والفواكه.
  • الحد من تناول الدهون بشكل عام، وخصوصًا الدهون المشبعة، والمتحولة
  • إضافة الشاي الأخضر إلى النظام الغذائي.
  • تناول الأسماك الدهنية، مثل سمك السردين، والتونة، والسلمون.
  • تناول القهوة.
  • تفادي المبيدات الزراعية.
  • عدم استهلاك كميات كبيرة من الزنك، حيث أن الرجال الذين يتناولون أكثر من 75 ملغ من الزنك يوميًا هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.

اقرا ايضاً :

خمسة أسئلة  يتحرج الرجال من سؤالها للطبيب

اقرأ أيضاً: الأغذية المفيدة لتضخم البروستاتا

نصيحة الطبي

تعد أمراض البروستاتا قضية صحية هامة تتطلب فهمًا عميقًا واهتمامًا مستمرًا، ويجب على الرجال الاهتمام في صحة البروستاتا باعتبارها جزءًا حيويًا من صحتهم العامة، من خلال الفحوصات الدورية وتبني أسلوب حياة صحي، ما سيساعد للرجل في الحد من خطر الإصابة بأمراض البروستاتا وزيادة فرص الكشف المبكر عنها.