تزداد حالات الربو كل عام مع قدوم فصل الشتاء، لذلك سأتحدث في هذا المقال عن أدوية حديثة ومهمة في علاج الربو الشديد وهي الأدوية البيولوجية.

عادة ما يتم السيطرة على مرضى الربو الشديد عن طريق تحديد المحفزات وتجنبها، وتناول دواء عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الفم، واستخدام جهاز الاستنشاق السريع عند ظهور الأعراض، لكن بالنسبة لبعض المرضى لا تكفي هذه الأدوية للسيطرة على الربو لديهم.

في الآونة الأخيرة، تمت الموافقة على العديد من الأدوية الجديدة، المعروفة مجتمعة باسم "الأدوية البيولوجية" لعلاج الربو المتوسط ​​إلى الشديد. هذه الادوية فريدة من نوعها من حيث أنها تستهدف جسماً مضاداً أو جزيء أو خلية معينة مؤثرة في الربو، ولهذا السبب، تعرف باسم العلاج "الدقيق" أو "الشخصي".

ما هي المادة البيولوجية؟

الدواء البيولوجي هو دواء مصنوع من خلايا كائن حي، مثل البكتيريا أو الفئران، ثم يتم تعديله لاستهداف جزيئات معينة في البشر.

بالنسبة للربو، الأهداف هي الأجسام المضادة، أو الجزيئات الالتهابية، أو مستقبلات الخلايا، من خلال استهداف هذه الجزيئات تعمل هذه الادوية على تعطيل المسارات التي تؤدي إلى الالتهاب الذي يسبب أعراض الربو.

متى تحتاج إلى مستحضر بيولوجي؟

يتم استخدام المستحضرات الدوائية الحيوية للمرضى الذين تستمر الأعراض في الظهور على الرغم من استخدام أدوية التحكم اليومية القياسية، وتشمل أعراض الربو الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد السعال المتكرر، أو الأزيز، أو ضيق التنفس، أو الاستيقاظ ليلاً بحثاً عن دواء سريع المفعول مثل سالبيوتامول عدة مرات في اليوم أو الأسبوع ؛ أو دخول المستشفى المتكرر، وزيارات غرفة الطوارئ، أو الحاجة إلى الستيرويدات الفموية لتفاقم الربو.

قبل وصف دواء بيولوجي، يجب أن يتأكد طبيبك من أنك تتناول أدوية تحكم الربو الأخرى وفقاً للتعليمات، وتجنب أي محفزات محتملة للربو لديك، وعلاج أي حالات طبية أخرى مرتبطة بها يمكن أن تزيد من سوء حالة الربو لديك.

اقرأ أيضاً: نتليزوماب يظهر وعودا للمراهقين المصابين بالتصلب المتعدد

ما هي فوائد المستحضرات الدوائية الحيوية والأدوية البيولوجية؟

كانت الفائدة الأساسية للبيولوجيا هي انخفاض تواتر نوبات الربو، بما في ذلك زيارات غرفة الطوارئ، والحاجة إلى الستيرويدات الفموية. تشمل المزايا الأخرى تقليل أعراض الربو، وتقليل جرعة الأدوية الأخرى التي تتحكم في الجسم، وتقليل التغيب عن المدرسة وأيام العمل.

لقد ثبت أن المستحضرات الدوائية الحيوية تحسن نوعية الحياة لمرضى الربو، كما وجد أن بعض المستحضرات الدوائية الحيوية تحسن وظائف الرئة لدى مرضى الربو الحاد.

اقرأ أيضاً: ضعف وظائف الرئة مرتبط بقصور القلب

اقرا ايضاً :

الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي

ما هي الأدوية البيولوجية المتاحة للربو؟

يوجد حالياً خمسة مستحضرات بيولوجية معتمدة للربو وهي: أوماليزوماب، وميبوليزوماب، وريزليزوماب، وبينراليزوماب، ودوبيلوماب، مع العديد من الأدوية الأخرى قيد التطوير حالياً.

يستهدف أوماليزوماب الأجسام المضادة للحساسية المعروفة باسم IgE، بينما تستهدف ميبوليزوماب وريزليزوماب وبينراليزوماب جميع المسارات التي تؤثر على خلايا الايسنوفيل، وهي خلية متورطة في التهاب الحساسية، ويستهدف دوبيلوماب مستقبلاً لجزيئين يسببان التهاب الحساسية.

قبل العلاج سيعمل طبيب الحساسية أو الصدرية للمريض بعض الفحوصات، للمساعدة في تحديد المستحضر البيولوجي الأفضل لعلاج الربو.

تمت الموافقة على عقار أوماليزوماب للمرضى فوق سن 6 سنوات، بينما تمت الموافقة على جميع المستحضرات الدوائية الحيوية الأخرى باستثناء ريزليزوماب للمرضى فوق 12 عاماً، وتمت الموافقة على ريزليزوماب للبالغين 18 عاماً وأكثر.

على عكس الأدوية الأخرى للربو، تعطى معظم المستحضرات الدوائية الحيوية حالياً في عيادة الطبيب إما كحقن تحت الجلد أو في الوريد، وقد يرغب الطبيب في مراقبتك في المكتب ما بين 30 دقيقة وساعتين بعد تناوله.

دوبيلوماب (بالإنجليزية: Dupilumab) هو أيضاً حقنة تحت الجلد، ولكن على عكس الأدوية البيولوجية الأخرى يمكن إعطاؤه في المنزل، ويختلف تواتر إعطاء كل من هذه الأدوية البيولوجية، حيث يتراوح من كل أسبوعين إلى كل ثمانية أسابيع.

أحب أن أنوه بأن إحدى شركات الأدويه حالياً نجحت في تجربة دواء بيولوجي جديد اسمه تزيبيلوماب (بالإنجليزية: Tezepelumab) سيحدث ثورة كبيرة في علاج الربو، بحيث يناسب مرضى الربو غير التحسسي لأن الأدوية البيولوجية جميعها تناسب مرضى الربو التحسسي الذي تزداد به خلايا الايسينوفيل، حيث أن هذا العلاج يوقف المسارات التحسسية في الرئة من بدايتها بحيث يكون له تأثير شامل وقوي، أما الأدوية الأخرى تؤثر على بعض المركبات أو الخلايا أو الأجسام المضادة IgE.

ما هي الآثار الجانبية للأدوية البيولوجية؟

بشكل عام، أظهرت الدراسات أن المستحضرات الدوائية الحيوية آمنة، بالنسبة إلى أحد هذه الأدوية، أوماليزوماب، كان هناك خطر ضئيل للإصابة بالتأق او صدمة الحساسية. في هذه الحالة، من المحتمل أن يصف طبيبك حاقناً ذاتياً للإيبينيفرين في حالة حدوث تفاعل شديد، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة الأخرى التقرح في موقع الحقن، والصداع، والتهاب الحلق، والتعب.

توصي الإرشادات بتجربة الدواء لمدة أربعة أشهر على الأقل لمعرفة ما إذا كان يساعد في تحسين الربو لديك، فإذا كان الربو تحت السيطرة الجيدة سيحدد الطبيب مدة الاستخدام.

مع تمنياتي لمرضى الربو بشتاء هادئ.

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟