ينصح الأطباء منذ سنوات عديدة بأهمية تناول جرعة يومية من الأسبرين يوميًا؛ وذلك للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وحيث أن أمراض القلب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم، فمن البديهي طرح سؤال ما فائدة الأسبرين للضغط؟ [1]

يرى البعض أن الأسبرين يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، بينما يرى البعض الآخر أنه يجب تجنبه، فما هي حقيقة علاقة الأسبرين بالضغط المرتفع.

سنتناول في السطور القادمة الحديث عن علاقة الأسبرين بالضغط المرتفع، وهل يمكن أن يفيد تناوله مرضى ارتفاع ضغط الدم؟ وما الجرعات المطلوبة؟ وهل يمكن أن يسبب ضررًا؟ يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

هل الأسبرين يخفض الضغط؟

ارتفاع ضغط الدم هو حالة مرضية مزمنة تحدث عندما تكون مستويات ضغط الدم أعلى من المعدل الطبيعي، لا تظهر عادة أعراض على معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولكن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طبية خطيرة إذا لم يتم علاجه والالتزام بنمط الحياة الصحي المناسب لارتفاع ضغط الدم، ومن أهم تلك المضاعفات أمراض القلب، أو السكتة الدماغية.[2]

الأسبرين هو دواء ينتمي إلى فئة من الأدوية تسمى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، تعرف هذه الفئة بقدرتها على تسكين الألم والالتهابات، ولهذا يوصى باستخدام الأسبرين غالبًا لعلاج الصداع وآلام العضلات، لكن المكونات النشطة في الأسبرين تعمل أيضًا على منع الدم من تكوين الجلطات، حيث ان له تأثير مضاد للصفيحات، وهذا هو السبب في أن الأطباء يوصون الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بجلطات الدم بتناول جرعة يومية من الأسبرين.[3]

تظهر بعض الأبحاث أن جرعة منخفضة من الأسبرين أو ما يعادل 81 مجم يوميًا قد تخفض ضغط الدم عند تناولها بالتحديد قبل النوم، لكن الباحثون ليسوا متأكدين تمامًا من سبب ذلك،
لكن قد يكون السبب هو أن بعض الهرمونات التي تساعد على رفع ضغط الدم تكون أكثر نشاطًا بين في المساء.[2]

اقرأ أيضًا: الوقاية من ارتفاع ضغط الدم 

هل ارتفاع ضغط الدم المفاجئ خطير؟ علمًا الارتفاع بسيط ولا يتعدى 130/85 تقريبًا ويظهر عادة عندما أقوم بأعمال المنزل، والطبيب لم يصف لي أدوية للضغط عندما راجعته

فيما يلي بعض النقاط الأساسية المعروفة عن علاقة الأسبرين بارتفاع ضغط الدم:[1]

  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الطفيف: قد يؤدي إعطاء الأسبرين قبل النوم للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الطفيف، أو ارتفاع ضغط الدم الطفيف غير المعالج إلى خفض معدلات ضغط الدم.
  • النساء الحوامل: يساعد تناول جرعة منخفضة من الأسبرين في وقت النوم ولكن ليس عند الاستيقاظ النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل على تقليل مستويات ضغط الدم، والوقاية من ارتفاعه.
  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن: لا يبدو أن تناول الأسبرين يمكن أن يؤثر على ضغط الدم لدى هؤلاء الأشخاص، ويجب عليهم الالتزام بتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم بانتظام كما حددها الطبيب، كذلك الالتزام باتباع نظام حياة صحي يساعدهم على ضبط مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، والوقاية من المضاعفات الخطيرة.

الأسبرين بشكل عام هو دواء مضاد للالتهابات، ويمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أن ترفع ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، لذلك يجب عدم استخدامه لهؤلاء المرضى دون الرجوع إلى الطبيب المختص.

فوائد الأسبرين لمرضى الضغط المرتفع

يمكن أن يساعد الأسبرين مرضى ارتفاع ضغط الدم على الوقاية من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تكون مهددة للحياة، حيث أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا يساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.[1][2]

كذلك يساعد تناول جرعة منخفضة من الأسبرين مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين تعرضوا من قبل للإصابة بنوبات القلب أو السكتة الدماغية على الوقاية، حيث أن له خصائص مضادة للصفيحات، تمنع تلك الخصائص تكون جلطات الدم التي تعد أحد أهم عوامل الخطورة للإصابة بنوبات القلب، والسكتة الدماغية.[1][2]

الأسبرين لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

تعرف هذه الحالة أيضًا بتسمم الحمل، وهي حالة طبية يحدث فيها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة البروتين في البول بشكل غير طبيعي أثناء فترة الحمل، ويمكن أن تؤدي في الحالات الشديدة إلى تلف أعضاء الأم الحامل، ومشكلات في نمو الجنين.[2]

يسبب تسمم الحمل أيضًا زيادة احتمال تعرض الأم الحامل لخطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، وقد وجدت مراجعة كبيرة أجريت على أكثر من 250000 امرأة حامل مصابة بتسمم الحمل أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة بمقدار الضعف.[2]

 لهذا السبب يوصي الأطباء ببدء تناول جرعة منخفضة من الأسبرين بعد 12 أسبوعًا من الحمل، وذلك للنساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بتسمم الحمل، كذلك تقدم الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد وجمعية طب الأم والجنين توصيات مماثلة، حيث يوصون بجرعة منخفضة من الأسبرين تبدأ بين 12 و28 أسبوعًا من الحمل لدى النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل، وقد حددوا الوقت الأمثل لبدء جرعة منخفضة من الأسبرين قبل 16 أسبوعًا.[2]

يجدر بالذكر أيضًا أن هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تسبب تسمم الحمل، كذلك أن كل حالة تختلف عن الأخرى، لذلك ينبغي على الحامل المعرضة لخطر الإصابة بتسمم الحمل عدم استخدام الأسبرين أو أي دواء آخر دون الرجوع للطبيب المختص، والتأكد من سلامة تناول الأسبرين، وأنه خيارًا جيدًا أثناء الحمل.[2]

نصيحة من الطبي

يبحث أصحاب الأمراض المزمنة بشكل عام، وارتفاع ضغط الدم بشكل خاص عن كافة الخيارات المتاحة التي تمكنهم من السيطرة على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، ولعل الأسبرين يكون من هذه الخيارات، لكن يجب عدم استخدامه نهائيًا إلا بعد استشارة الطبيب، والتأكد من سلامة وأمان استخدامه. لكن بالتأكيد يجب الالتزام أولًا وقبل كل شيء بنمط الحياة الصحي المناسب لمرضى ارتفاع ضغط الدم، كذلك الاهتمام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لارتفاع ضغط الدم.

اقرا ايضاً :

الحامل وارتفاع ضغط الدم