القدم السكري ليست مجرد مضاعفة صحية، بل تمثل تحديًا يوميًا يواجه ملايين المصابين حول العالم، إذ يُقدَّر أنها تصيب نحو 15% من مرضى السكري. ومع كل خطوة، قد تهدد الألم أو التقرحات أو العدوى الحياة اليومية واستقلالية المصاب، خصوصًا أنها السبب وراء نحو 85% من حالات بتر القدم. [1]

ولكن الوقاية والكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يقلل المخاطر بشكل كبير، ويحافظ على صحة القدمين وجودة الحياة. في هذا المقال، نستعرض أحدث الأساليب والتقنيات الفعّالة لعلاج القدم السكري، إلى جانب نصائح عملية للعناية اليومية لضمان خطوات آمنة وصحية. [1]

يعتمد العلاج على شدة الحالة وما إذا كان المصاب يُعاني من تقرحات في القدم أم لا، ولكن بشكلٍ عام يلجأ الطبيب إلى الخيارات الآتية:

تخفيف الضغط عن القدم

لتحقيق شفاء أسرع وتقليل المضاعفات، من المهم تقليل الضغط على منطقة القرحة، خاصة إذا كانت في أسفل القدم. لذلك، قد يوصي الطبيب بما يلي: [1][2]

  • ارتداء أحذية طبية مريحة تدعم القدم وتحميها.
  • استخدام دعامات أو جبائر خاصة لتخفيف الضغط على المنطقة المصابة.
  • الاستعانة بالعكازات أو الكرسي المتحرك عند الحاجة لتجنب تحميل الوزن على القدم.
  • الحد قدر الإمكان من الوقوف أو المشي على القدم المصابة.

قد يُهمك: داء السكري.

تنظيف الجرح

تتضمن عملية تنظيف الجروح إزالة الجلد الميت أو الأنسجة المصابة لضمان شفاء أفضل. خلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بالخطوات التالية: [3]

  1. فحص الجرح لتقدير عمق الأنسجة المصابة والميتة.
  2. غسل المنطقة المصابة بمحلول ملحي وتطبيق مخدر موضعي لتخفيف الألم.
  3. إزالة الأنسجة الميتة تدريجيًا باستخدام الأدوات الجراحية المناسبة.
  4. تغطية الجرح بضمادة جافة، مع غالبية الحالات التي تُستخدم فيها الضمادات الرطبة بعد يوم لتعزيز التعافي.

من الطرق الأخرى التي قد يستخدمها الطبيب لإزالة الأنسجة الميتة أو المصابة: [4]

  • نقع القدم في حوض مائي دافئ (الجاكوزي).
  • استخدام محقنة أو أنبوب خاص لإزالة الأنسجة الميتة بدقة.
  • استخدام إنزيمات طبية تذيب الأنسجة الميتة من القرحة.
  • اللجوء إلى العلاج بالأكسجين عالي الضغط، الذي يزيد من إمداد الأنسجة بالأكسجين ويعزز التئام الجروح.

قد تبدو القرحة أعمق أو أكبر حجمًا في المراحل المبكرة من الشفاء، وهو أمر طبيعي. يجب أن يكون لونها مائلًا إلى الأحمر أو الوردي، أما اللون الداكن أو الأرجواني فيشير إلى ضعف التئام الجرح. وبعد عملية تنظيف الجرح، من المهم تناول الأدوية التي يصفها الطبيب والحصول على قسط كافٍ من الراحة لضمان سرعة التئام الجرح وتقليل احتمالية تكرار الإصابة. [1][2][3]

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

العناية بالجروح

تُعد العناية السليمة بالجروح جزءًا أساسيًا من علاج القدم السكري، إذ تسهم في تسريع الشفاء وتقليل خطر العدوى. ينصح الأطباء باتباع التعليمات التالية: [4]

  • الحفاظ على سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي، ما يعزز التئام الجروح ويقلل من خطر العدوى.
  • تنظيف الجرح يوميًا باستخدام شاش أو ضمادة معقمة، مع الحرص على إبقاء المنطقة نظيفة ومحمية.
  • تغطية القرحة بضمادة مناسبة، مع ضرورة الحفاظ على جفاف الضمادة والجلد المحيط بها، لأن الرطوبة الزائدة قد تضر الأنسجة السليمة.
  • تخفيف الضغط على موضع الجرح وتجنب المشي حافي القدمين إلا بإذن الطبيب.
  • التحكم في ضغط الدم والكوليسترول والإقلاع عن التدخين لتقوية الدورة الدموية في القدمين.
  • تغيير الضمادات يمكن أن يقوم به المريض أو أحد أفراد العائلة وفقًا لتعليمات الطبيب، أو بالاستعانة بممرضة مختصة عند الحاجة.

قد يُهمك: ما هي استخدامات ضمادات الجروح؟

علاج العدوى

في حال إصابة القرحة بعدوى، يصبح التدخل السريع ضروريًا لمنع تفاقم الحالة. عادةً ما يأخذ الطبيب عينة من القرحة لتحليلها وتحديد نوع العدوى البكتيرية، مما يساعد في اختيار المضاد الحيوي الأنسب. [2]

في الحالات الشديدة، قد يُلجأ إلى إعطاء المضادات الحيوية عبر الوريد أو الإقامة في المستشفى لضمان السيطرة الفعّالة على العدوى ومنع مضاعفاتها. [2]

اقرأ أيضًا: مرهم لعلاج جروح القدم السكري.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

الجراحة لعلاج القدم السكري

في كثير من الحالات، يمكن معالجة قرح القدم السكري غير المصابة بالعدوى دون الحاجة إلى تدخل جراحي. ومع ذلك، قد يُوصى بالجراحة عندما تكون الحالة معقدة أو لا تستجيب للعلاجات السابقة. وتشمل الأهداف الرئيسية للجراحة ما يلي: [5]

  • تخفيف الضغط عن موضع القرحة من خلال إزالة أو تعديل جزء من العظم لتقليل الاحتكاك وتعزيز الشفاء.
  • تصحيح تشوهات القدم مثل إصبع القدم المطرقية، الأورام العظمية، أو النتوءات التي تعيق التئام الجرح.
  • علاج الالتهابات العميقة كالتهاب العظم والنقي، عبر استئصال الجزء المصاب من العظم لمنع انتشار العدوى.

أنواع العلاج الجراحي للقدم السكري

يعتمد العلاج على عوامل مثل شدة الحالة، ومن الأمثلة عليها: [5][6]

  • استئصال عظم القدم:

في بعض حالات قرح القدم السكري، خصوصًا أسفل القدم، قد يقوم الطبيب بإزالة جزء صغير من العظم لتقليل الضغط على موضع القرحة، وهو ما يُعرف باسم استئصال رأس مشط القدم. ويتم الإجراء عادةً من خلال شق جراحي في أعلى القدم لإزالة العظم المسبب للضغط، مما يسمح للقرحة بالشفاء تدريجيًا.

في بعض الحالات، قد يُجرى الشق من أسفل القدم لاستئصال القرحة وخياطة الجرح مباشرة، مما يسرّع عملية الشفاء، لكنه يحمل خطرًا بسيطًا بعودة القرحة أو تفاقمها لاحقًا.

  • تخفيف التوتر في القدم

يشمل هذا الإجراء قطع الوتر الذي يثني طرف إصبع القدم، ويُعرف بـ قطع الوتر المثني، لتقليل الضغط على طرف إصبع القدم وتحسين التئام القرحة.

مدة الشفاء من العلاج الجراحي للقدم السكري

تختلف مدة التعافي من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، حسب عوامل عدة، منها: [5][6]

  • حجم وموقع الجرح.
  • مقدار الضغط الواقع على القدم أثناء المشي أو الوقوف.
  • درجة التورم في القدم أو الساق.
  • كفاءة الدورة الدموية في الأطراف.
  • مدى السيطرة على مستويات سكر الدم.
  • نوع العلاج المساعد المستخدم لدعم التئام الجرح.

 

نصيحة الطبي

يُعد علاج القدم السكري خطوة أساسية للحفاظ على صحة المريض ومنع المضاعفات الخطيرة. يعتمد نجاح العلاج على التشخيص المبكر، والعناية المستمرة بالقدم والجروح قبل إصابتها بالعدوى، والتحكم في مستوى السكر في الدم. كما أن الالتزام بتوصيات الطبيب واتباع أسلوب حياة صحي يساعدان بشكل كبير في تسريع التعافي.

اقرا ايضاً :

السكري عند الأطفال