يواجه كبار السن مع تقدم العمر العديد من التحديات الصحية، ومن أهم هذه التحديات تأتي مشكلة الأرق كواحدة من أكثر المشاكل الشائعة، حيث يعد الأرق من المشكلات المزعجة التي تؤثر على نوم كبار السن، مما يتسبب في اضطراب نمط النوم، والشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أسباب الأرق عند كبار السن، وكيفية التعامل معه من أجل الحصول على نوم صحي.
محتويات المقال
تأثير تقدم العمر على النوم
تتغير أنماط النوم مع تقدم العمر، مما يؤثر على كبار السن، حيث تتأثر ساعتهم البيولوجية، مما يجعلهم يتعبون في وقت مبكر من المساء ويستيقظون في وقت مبكر من الصباح، ويؤدي ذلك إلى حاجتهم للقيلولة أثناء النهار ويصعب عليهم النوم ليلاً.[1]
يمر النوم خلال أربع مراحل، تبدأ بالنوم الخفيف وتتقدم إلى نوم أعمق، يبدأ البالغون مع التقدم في العمر في قضاء وقت أقل في المراحل الأخيرة من النوم، مما يجعل النوم أقل راحة مع تقدم العمر.[1]
يميل كبار السن أيضًا إلى النوم بشكل خفيف ولفترات أقصر، وربما يكون ذلك جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية، أو بسبب مشكلات صحية أخرى، أوبعض العادات، أو نتيجة الآثار الجانبية للأدوية.[1]
أسباب الأرق عند كبار السن
تشمل أهم أسباب الأرق عند كبار السن ما يلي:[2]
- التغييرات الهرمونية: يمكن أن يؤثر انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية والهرمونات المرتبطة بالنوم على دورة النوم لدى كبار السن.
- الأمراض المزمنة: قد تعيق بعض الأمراض المزمنة، مثل الاضطرابات التنفسية، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والألم المزمن القدرة على النوم، وتؤثر على نوعية النوم لدى كبار السن.
- الأدوية: تؤثر بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو اضطرابات القلق على نمط النوم لديهم وتجعلهم يعانون من صعوبة في النوم.
- القلق والاكتئاب: يمكن أن يؤدي القلق بشأن الأرق والخوف من عدم النوم إلى صعوبة الاسترخاء والنوم العميق.
- تغييرات نمط الحياة: يؤثر الانتقال إلى مكان جديد، أو تغيير البيئة، أو التقاعد على نمط النوم لدى كبار السن.
- القيلولة النهارية المفرطة: تؤثر القيلولة النهارية بكثرة على النوم الليلي، وتجعل من الصعب على كبار السن النوم في وقت النوم المعتاد.
اقرأ أيضا: أسباب الأرق عند النساء، تعرف عليها
أعراض الأرق عند كبار السن
تشمل أهم أعراض الأرق عند كبار السن كلًا من:[2]
- صعوبة النوم: يجد كبار السن صعوبة في النوم في الليل، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يناموا.
- الاستيقاظ المتكرر: قد يستيقظ كبار السن عدة مرات خلال الليل ويجدون صعوبة في العودة للنوم.
- النوم السطحي: حيث يعاني البعض منهم من النوم السطحي الذي لا يكون مريحًا ويجعلهم يستيقظون بسهولة عند أدنى اضطرابات.
- القلق والتوتر: يمكن أن يكون القلق والتوتر سببًا للأرق لدى كبار السن، حيث يشعرون بالقلق بشأن قدرتهم على النوم.
- الشعور بالتعب النهاري: قد يعاني كبار السن نتيجة للنوم غير الكافي من الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار.
- القيلولة المفرطة: يلجأ بعض كبار السن إلى القيلولة المفرطة خلال النهار لتعويض نقص النوم الليلي، مما يؤثر على دورة النوم الطبيعية.
- التغيرات في نمط النوم: يمكن أن يلاحظ بعضهم تغيرات في نمط النوم، مثل الاستيقاظ باكرًا في الصباح دون أن يكونوا قادرين على العودة للنوم مرة أخرى.
- الشعور بعدم اليقظة: يمكن أن يشعر بعض كبار السن بعدم اليقظة بعد النوم، مما يؤثر على نشاطهم وحيويتهم خلال النهار.
اقرأ أيضًا: أعراض الأرق
تشخيص الأرق عند كبار السن
يطلب الطبيب من أجل تشخيص الأرق عند كبار السن في البداية معلومات حول عادات النوم وأي أعراض يعاني منها الشخص، حيث يعرف الأطباء الأرق عند الكبار على أنه عندما يعاني الشخص من صعوبة في النوم أو البقاء في النوم لثلاث ليال أو أكثر في الأسبوع، أما بالنسبة للأرق المزمن، فيجب أن تستمر مشكلات النوم لثلاثة أشهر أو أكثر.[2]
قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى إجراء فحوصات إضافية لتحديد ما إذا كان نقص النوم يحدث جنبًا إلى جنب مع حالات أخرى، مثل أمراض القلب، أو الاكتئاب، أو حالات أخرى.[2]
النسيان امر طبيعي مع تقدم السن اما الخرف فهو مرض في الدماغ يبدا بتراجع الذاكرة ويتطور مع الوقت حتى يشمل ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
علاج الأرق عند كبار السن
تركز الخطوة الأولى في علاج الأرق عند كبار السن عادة على التثقيف حول النوم وتحسين جودة النوم، سيستشير الطبيب المريض حول كيفية توفير بيئة نوم مناسبة والحفاظ عليه، حيث يجب أن تكون غرفة النوم مظلمة وهادئة، وأن تكون الحرارة أقل من 23.9 درجة مئوية، وقد يكون مكيف الهواء مفيدًا خلال فترات الطقس الحار.[3]
يمكن أن تساعد العلاجات غير الدوائية الأخرى أيضًا على تخفيف أعراض الأرق لدى كبار السن دون الحاجة إلى وصف الأدوية، تشمل تلك العلاجات ما:[3]
- التحكم في محفزات النوم: تعتمد هذه التقنية على تحفيز المرضى على الذهاب إلى الفراش عند الشعور بالتعب، وأن الاستلقاء مستيقظًا قد يكون مضرًا، وإذا كان الشخص يستلقي مستيقظًا في الفراش لمدة 20 دقيقة دون أن يغفو، فيجب عليه أن ينهض ويشغل نفسه في غرفة أخرى حتى يشعر بالتعب مرة أخرى، كذلك يجب عليهم تجنب القيلولة خلال النهار والتمسك بالاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح.
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق كبار السن على تحديد الاتجاهات السلبية والمعتقدات الخاطئة التي لديهم حول النوم، ومن ثم استبدالها بتفكير أكثر معلوماتية وإيجابية.
- العلاج بالضوء الساطع: بالنسبة لكبار السن الذين يذهبون إلى النوم ويستيقظون في وقت مبكر نسبيًا، يمكن أن يساعد التعرض الموقت للأضواء الساطعة في المساء على مساعدتهم على البقاء مستيقظين لفترة أطول والنوم في وقت لاحق.
اقرأ أيضا: علاج الأرق بالأعشاب والروائح العطرية
إذا لم تكن هذه التدخلات غير الدوائية فعالة، فقد يفكر الطبيب في وصف أدوية النوم، وتشمل أهم تلك الادوية ما يلي:[3]
- البنزوديازيبينات.
- المنومات غير البنزوديازيبينية.
- ناهضات مستقبلات الميلاتونين.
- مضادات الهيستامين.
- مضادات الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: علاج الأرق وقلة النوم
مضاعفات الأرق عند كبار السن
يؤدي الأرق إلى زيادة خطر حدوث حالة أو أكثر من الحالات التالية أو حدوثها معًا:[3]
- الاكتئاب، أو القلق.
- زيادة خطر الانتحار.
- التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة خطر ضعف الإدراك.
- زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا.
- ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا: أضرار الأرق