يعتبر اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول من الحالات النفسية التي تحظى بدرجة عالية من الاهتمام في المجتمع الطبي والنفسي، حيث تتسم بتقلبات مزاجية شديدة تجعل الأشخاص المتأثرين ينتقلون بين فترات الهوس والاكتئاب. ويعد التشخيص الصحيح خطوة حاسمة نحو فهم الحالة ووضع خطط علاجية فعالة. كما وتتنوع استراتيجيات العلاج لتشمل العديد من الأدوية والتدخلات الطبية التي تهدف جميعها إلى تحقيق استقرار مزاجي وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين.
يتيح هذا المقال فهم الأسباب والأعراض والعلاجات المتاحة لاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول فهمًا أعمق لمعرفة طبيعة هذا الاضطراب.
محتويات المقال
ما هو اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول؟
اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، المعروف أيضًا بالاكتئاب الهوسي، يصنف ضمن الأمراض النفسية. ومن سمات هذا الاضطراب أن الشخص يختبر حالة هوسية على الأقل في حياته. تتميز هذه الحالة الهوسية بفترة تكون فيها المشاعر مرتفعة على نحو غير طبيعي، أو تكون مشوشة، مع نشاط مفرط يرتبط بسلوك يمكن أن يعيق الأداء اليومي. [1]
ليس ذلك فحسب، بل يعاني الكثير من المصابين بذلك الاضطراب من فترات اكتئابية أيضًا. ويمكن لهؤلاء الأشخاص أن يعيشوا حياة طبيعية بين الحالات المتراوحة بين الهوس والاكتئاب. [1]
أعراض اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
تتسم أعراض اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بوجود حالات هوس (بالإنجليزية: Mania) تمتد لأسبوع واحد على الأقل. وترتبط هذه الحالات عادة بسلوكيات ومشاعر معينة قد تختلف من فرد لآخر، لكنها تظل متماثلة لدى الشخص ذاته عندما يمر بنفس المرحلة في كل مرة. يمكن تلخيص هذه التصرفات والمشاعر على النحو التالي: [2]
- الشعور بالنشوة والسعادة الشديدة.
- الشعور بثقة زائدة بالنفس.
- الشعور بالطاقة والنشاط المفرطين والقدرة على أداء الكثير من الأعمال دون الشعور بالإرهاق.
- التحدث بكثرة أو بشكل مستمر.
- التصرف باندفاعية.
- رغبة مفرطة في الانغماس في الأنشطة الممتعة.
- الانزعاج بسهولة أو التشتت الذهني.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
يبدأ تشخيص اضطراب ثنائي القطب عندما يشارك المريض الأعراض التي يعاني منها مع مقدم الرعاية الصحية. من الضروري على مقدم الرعاية إجراء فحص جسدي وإجراءات طبية أخرى لاستبعاد أي أسباب أخرى محتملة. بعد هذه الخطوة، قد يتم تقييم الصحة العقلية من قِبَل مقدم الرعاية الصحية، أو يتم توجيه الشخص إلى متخصص في الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي الذي لديه خبرة في تشخيص اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول. [3]
يعتمد خبراء الصحة النفسية عادةً على تشخيص اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول استنادًا إلى أعراض الشخص، وتاريخه المرضي والعائلي، وتجاربه الحياتية. ويعد التشخيص الدقيق للمصابين لهذا الاضطراب ذو أهمية بالغة لتحديد الوسائل العلاجية المثلى. [3]
عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق
أسباب اضطراب القطب من النوع الأول
تتعدد أسباب وعوامل خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، وتشمل ما يلي: [2]
- الجينات والوراثة: توجد علاقة بين الجينات وفرصة الإصابة باضطراب ثنائي القطب. وعلى الرغم من هذا الرابط الجيني، فإن العلاقة ليست دائمًا مباشرة، فالوراثة تزيد فقط من احتمالية الإصابة بالاضطراب، وليست سببًا مباشرًا له.
- اضطراب في بنية ووظائف الدماغ: تعتبر تغيرات بنية الدماغ ووظائفه عاملًا مؤثرًا وسببًا لاضطراب ثنائي القطب. حيث إن الأشخاص الذين يعانون من حالات هوسية متكررة قد يظهرون تغييرات في بنية أجزاء معينة من الدماغ، والذي قد يرتبط بالتغيرات في نشاطها.
- التعرض للضغط والإجهاد: يشكل الضغط والإجهاد والتوتر عوامل مهمة في التسبب بالهوس. يُعتقد أن خللًا في الطريقة التي يستجيب بها الدماغ للإجهاد، قد يكون له دور في التحفيز على الإصابة باضطراب ثنائي القطب. يمكن أن تكون هناك رابطة بين الأساليب التي يتعامل بها الدماغ مع الضغوط وتطور الاضطراب.
اقرأ المزيد: ما أسباب اضطراب ثنائي القطب؟
علاج اضطراب القطب من النوع الأول
تعتبر الحلول العلاجية من أهم الخيارات لعلاج اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، والتي تهدف إلى تحقيق استقرار المزاج للمرضى. ويجب الانتباه إلى أن أي من هذه الأدوية لا يمكن أخذها إلا بعد استشارة الطبيب المختص. ويمكن تلخيص هذه الخيارات من خلال ما يلي: [1]
- المثبطات المزاجية: تعمل على تحقيق توازن المزاج وتعتبر من العلاجات سريعة المفعول في التحكم في أعراض حالات الهوس، ومن الأمثلة عليها الليثيوم والفالبروات.
- مضادات الذهان: تستخدم للتعامل مع حالات الهوس الشديدة وتقليل الأعراض المصاحبة لها، ويمكن استخدام هذا الأدوية كوسيلة وقاية ضد حالات الهوس. ومن الأمثلة على هذه الأدوية الهالوبيريدول والأريبيبرازول.
- البنزوديازيبينات: تستخدم للتحكم في بعض الأعراض مثل القلق ومشاكل النوم التي تظهر خلال الفترات الهوسية. ولا يمكن أن تتحكم هذه الفئة من الأدوية في أعراض اضطراب ثنائي القطب على المدى الطويل وإنما تستخدم فقط أثناء الحالات الحادة من الهوس.
- مضادات الاكتئاب: تستخدم للتعامل مع حالات الاكتئاب التي يمر بها المصاب باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.
- العلاج بالصدمات الكهربائية (بالإنجليزية: Electroshock Therapy): يُعتبر خيارًا فعالًا للحالات الشديدة من الهوس والاكتئاب، خصوصًا عندما لا تُفيد الخيارات العلاجية الأخرى بالشكل المطلوب.
اقرأ أيضاً: طرق علاج اضطراب ثنائي القطب
تقول احدى المريضات لقد تعجبت كثيرا عندما علمت ان هنالك اناس آخرون يعانون من نفس مشكلتي لقد اعتقدت انني الوحيدة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
نصيحة الطبي
يسهم رفع الوعي بشأن اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول في تحقيق فهم أعمق للحالة والتعرف على الأعراض في مراحلها المبكرة. وتعد استشارة الطبيب خطوة هامة تسمح بتشخيص مبكر للحالة ووضع خطة علاجية مُناسبة تساعد المرضى على التحكم بالأعراض والعودة إلى نمط حياة صحي ونشط.